تأتي إلينا الفرص دائماً من قلب الألم، من بين قطرات البكاء التي تنفطر بها أعيننا، ومن داخل عثرات الطرق التي ينصبها لنا فخ الحياة في بعض الأوقات، ونصنعها نحن بأنفسنا مرات أخرى.
ربما نرتبك جميعاً عندما تأتي سيرة الفشل، فنحن لا نرغب أبداً أن نواجه أمام أنفسنا أو أمام غيرنا كل ذلك القدر من خيبات الأمل، وكل هذا العدد من الركلات العنيفة التي هزتنا يوماً ما من أعماق قلوبنا، لكن في كل الأحوال نحن نواجه نتيجة واحدة؛ وهي أنها قد غيرتنا إما إلى الأسوء أو إلى الأفضل.
في الحياة المهنية وبينما نمتلىء بالحماس الممزوج بالأمل، وإذ بأعيننا تلمع من فرط الرغبة في النجاح دائماً ما تطرحنا الحياة بتلك الصفعات القوية أرضاً، لتمهد للفشل أن يجوب بأرضنا وعالمنا، وهو زائر ثقيل يفرض نفسه علينا، ويأبى أن ينهي الزيارة سريعاً.
وقتها يمضي الكثير منا مستسلماً في حسرة، ليشعر أن ما من شيء يمكنه أن يتغير أبداً، أما أولئك القلة القليلة التي تؤمن بأن الأحلام العظيمة لابد وأن تحيط بها خيبات وإحباطات كبيرة، فهيهات أن تهزمهم رياح الفشل مهما كانت عاتية.
في الرابحون نفكر دائماً كيف يمكننا أن نقدم المزيد من الدعم للشباب العربي، بعيداً عن وهم التحفيز الأسطوري، فنحن لا نريد أن نكون ممن يزينون الطرقات أمامك لتشعر أن طريق النجاح سهل وشيق، وأنك وحدك من لا يعلم كيف يصل لأهدافه في الحياة العملية.
لذلك في مقال اليوم وغيره من المقالات القادمة سوف أجتهد أن أضع أمامك خلاصة كم هائل من الدروس التي تعلمتها طوال رحلة حياتي في عالم البيزنس، واليوم سوف أبدأ معك ببعض الدروس التي تعملتها من الفشل!
10 دروس تعلمتها في رحلتي الطويلة مع الفشل
لم أفكر يوماً بأنني سوف أحكي لأحد عن دروس قد تعلمتها من كل التجارب العملية التي مررت بها ولم يصيبها النجاح في وقتها، ليس فقط لأنها كانت منهكة لروحي بالقدر الذي لا يجعلني أفكر في أن أرويها لشخص آخر، ولكن أيضاً لأنني مثل الكثيرون لم أكن لأدرك قيمتها ومدى أهمية حدوثها إلا بعد أن مضى الكثير من الوقت.
اليوم أعرفك على 10 دروس تعلمتها في رحلتي الطويلة مع الفشل، متمنية أن تكون هذه الدروس معيناً لك على أن تبدأ من حياتك من جديد بمنتهى الثبات والقوة والأمل.
1- الفشل بوصلة النجاح الأولى
صدق أو لا تصدق الفشل هو بوصلة ومؤشر النجاح الأول، الذي سوف ينير لك الطريق لكي تصل إلى الجانب الآخر من الضفة، الجانب الذي يمكنك أن تصفق لنفسك فيه، وأنت تشعر بأنك حققت ما كنت خططت إليه، وعملت على تحقيقه طويلاً، فلا يوجد شخص ناجح لم يتعرض للفشل. نعم، فالفكرة بكل هذا القدر من البساطة.
لماذا؟ لأنك عندما تفشل تبدأ في التفكير وتوجيه الكثير من الأسئلة لنفسك، وتنتهي بالبحث عن الإجابات.
لماذا فشلت؟ كيف فشلت؟ هل السبب في فشلي تقصير مني أم أن هناك أسباب خارجية؟ ما الطريق الذي يمكنني أن أسلكه المرة القادمة لكي أتجنب الفشل؟ هل ما مررت به مر به أشخاص آخرون قبل ذلك؟ كيف واجه هؤلاء الأشخاص هذه التجارب؟
من التجارب المهنية التي نجحت بعد سلسلة كبيرة من التجارب الفاشلة لصاحبها هي شركة علي بابا، والتي يشرحها لك المقال التالي، لاتنسى قرائته في أقرب فرصة ممكنة.
قصة نجاح شركة علي بابا العملاقة وحقائق صادمة عنها
إنها نظرية الأسئلة التي تجعلك تدرس بعناية أسباب فشلك، وكل العوامل التي تسببت في حدوثه، وكيف يمكنك أن تتداركها في المرات القادمة.
2- الفشل يصنع منك شخصية أكثر نضجاً
في الحياة وفي العمل وفي كل شيء أنت لست نفس الشخص الذي كان هنا منذ عشر سنوات، ومنذ خمس سنوات، وحتى أنك لست نفس الشخص الذي كان هنا حتى منذ عام واحد، قراراتك ورؤيتك لحياتك وطريقة تفكيرك لم تكن أبدأ بهذا القدر من الحكمة والتأني والنضج.
بعد عشر سنوات من الآن سوف تنظر إلى نفسك وتفخر بكل ما مررت به من تجارب فاشلة، لأنها هي من صنعت أو ستصنع هذه الشخصية التي تراها اليوم، الشخصية الأكثر نضجاً وحكمة، والأكثر معرفة بنفسها، والأكثر إدراكاً لما ومن حولها.
التجارب الفاشلة بالنسبة لي ساهمت كثيراً في تغييري للأفضل كما فعلت مع الكثيرين، فالوقوع والتخبط في الطريق يغيرك لا محالة، فهو يأخذ شيئاً منك، ويعطيك شيئاً أخر بدلاً منه.
إنه يأخذ منك شيئاً أكثر ضعفاً وسطحية، ويعطيك شيئاً آخر أكثر قوة وعمقاً، فيضفي على شخصيتك في النهاية الكثير من الهدوء والحكمة والنضج، والكثير من التوازن، و الكثير والكثير من حبك لنفسك، وتغيير زوايا تفكيرك لكل أمور حياتك.
إذا كنت مررت بما في السطور السابقة فسوف تشعر كم أنه قد لمس قلبك، أما إذا كنت تشعر بغرابته بعض الشيء فلازال أمامك الكثير من الوقت والتجارب لكي تدركه بشكل أفضل، لكنها في النهاية حقيقة تعلمتها ويتعلمها الجميع من التجارب غير الناجحة التي مررنا ونمر بها.
3- الفشل يعلمك أن هناك فرصة مهما كانت حجم الخسارة
عندما تفشل فأنت أمام طريقين لا ثالث لهما، أنت تعرف الطريقين جيداً، وبالتأكيد أنك قد سلكت أحدهما ذات يوم.
إما أن تأخذ بعض الوقت في الاستغراق داخل مشاعر الحزن واليأس، ثم تدرس الموقف جيداً، وتقرر أن تبدأ من جديد مرة آخرى محاولاً عدم تكرار أخطاء المرة السابقة.
وإما أن تجلس في ذلك الركن البعيد في آخر غرفتك تشعر بوخز شديد يؤلم قلبك، ومرارة كبيرة في حلقك، مقرراً أن تحيا كما يحيا الجميع، وأنت تقنع نفسك أن لا شيء سوف يتغير أبداً.
الفشل مثل الصديق المخلص الذي يود أن ينبهك إلى شئ هام لمصلحتك، فيضطر إلى أن يقسو عليك في طريقة التنبيه التي يستخدمها، لكنه في النهاية يمنحك الفرصة لكي تبدأ من جديد مهما كانت حجم الخسارة التي ألمت بك.
من أكثر الأشياء التي تجعلنا نفشل في تحقيق الكثير من الأهداف التي نخطط لها؛ هي التشتت ما بين الحياة الشخصية والحياتك العملية.
في المقال التالي سوف تتعرف على 11 طريقة لمساعدتك على تحقيق التوازن المطلوب بين حياتك المهنية وبين حياتك الشخصية.
11 طريقة فعالة للموازنة بين حياتك العملية وحياتك الشخصية
4- تجاربك الفاشلة طاقة أمل للآخرين
بعد أن تتجاوز وتتعافى من التجارب المريرة التي هزت قلبك وعقلك وروحك من الداخل، سوف تشعر بشكل لا إرادي بالرغبة في مساعدة الآخرين لكي يتجنبوا الوقوع في نفس الحفر التي وقعت بها.
سوف تجد في نفسك الرغبة والحماس في أن تنقل لهم المزيد عن التجارب التي مررت بها، لكي يأخذوا حذرهم من الوقوع في نفس الحفر التي وقعت بها.
على الجانب الآخر هناك شخص يبحث داخل قصص الناجحين، ليعرف كيف أن التجارب البائسة التي مروا بها كانت السبب وراء شخصياتهم وإنجازاتهم العظيمة.
إنها تلك القيمة الإنسانية العظيمة التي تُسهم في إثراء حياتنا الإنسانية جميعاً، لتجعلنا نتعلم من أخطاء بعضنا البعض، وتفتح للآخرين طاقة أمل لتغيير حياتهم وخوض المزيد من التجارب.
قصة ستيف جوبز رجل الأعمال الأمريكي المعروف، والشريك المؤسس لشركة آبل… كان في طيها الكثير من التجارب الإنسانية المؤلمة التي من الممكن أن تتعلم منها بشكل أفضل ما يعنيه هذا الدرس، لذلك أنصحك بقرائتها بعد أن تنتهي من قراءة هذا المقال.
5- الفشل يعلمك ألا تتعجل الحصول على النتائج
في بداية تجربة عمل جديدة أو تجربة حياتية جديدة تشتعل في نفوسنا حرارة حماس، البدايات المعهودة، وكذلك الرغبة في الحصول على النتائج السريعة، حتى نصطدم بالواقع المرير.
الواقع الذي يعمل وفق تسلل زمني منطقي، بعيداً كل البعد عن المشاعر والانفعالات الإنسانية، فيجعل الملل يتسلل داخلنا شيئاً فشيء، حتى يبتعد عنا وهج الحماس الذي بدأنا بها، فنصل إلى نهاية الطريق سريعاً كما كنا نرغب.
لكننا نصل إلى نهاية من نوع مختلف لم نكن نتوقعها أبداً، إنها النهاية المظلمة التي نصل إليها دون أن نحقق أي شيء مما كنا نخطط إليه.
في هذا الوقت نبدأ في إدراك حقيقة أن هناك دائماً فاصلاً زمنياً يفصل بين وقت الزرع ووقت الحصاد، وأنك يجب أن تحترمه وتُلزم نفسك به، وكذلك تعمل وفقاً له، إذا أردت تحقيق النتائج التي تخطط لها، بعيداً عن أوهام الأمنيات الزائفة.
هكذا يرشدنا الفشل كيف نبدأ مرة أخرى ولكن بشكل أكثر ذكاءًا وهدوءًا، لنستمر في زرع أهدافنا ورعاية بذورها بحرص وصبر، ونعطيها كل الوقت والجهد اللازمين لكي نحصل على زهرة مثمرة جاهزة على الحصاد في وقتها الطبيعي.
كان هذا الدرس هو أحد الدروس العظيمة التي تعلمتها من كل تجاربي التي لم تحظى بالنجاح في حياتي المهنية، وهو أيضاً واحداً من أكثر الدروس الملهمة التي أتمنى أن يتعلمها كل من يواجه الفشل الآن.
6- الفشل يعلمك أن تبحث عن الإتجاه الصحيح
عندما نفشل فهذا يعني أن هناك شيئاً لا نعرفه، هناك عطلاً ما في أحد الجوانب التي نعمل عليها، والفشل هو بمثابة ناقوس الخطر الذي يريد أن ينبهنا إلى أهمية البحث عن مكان هذا العطل ومعرفة كيفية إصلاحه.
إنه يريد أن يخبرنا أننا تسلك الإتجاه الخطأ، وأننا يجب أن نبذل جهداً أكبر في المرة القادمة لكي نعرف مكان الإتجاه الصحيح ونبدأ في السير خلاله.
سواء كنت رائد أعمال يشق طريقه في عالم ريادة الأعمال، أو شخص يحاول أن يبدأ مشروع جديد… يجب أن تمهل نفسك الوقت الكافي للبحث عن الطريق الصحيح قبل أن تبدأ السير.
بذلك سوف تتفادى أن يضيع الوقت في التجارب الهشة التي ليس لها من إتجاه أو طريق واضح، والتي تستنزف الكثير من الوقت والجهد في المضي بين الطرقات دون أن تصل إلى شيء.
وكان هذا درساً قاسياً آخر أعترف أنني قد تعلمته بعد سنوات كثيرة من البحث والتجربة… يأتي إليك على طبق من ذهب.
7- الفشل يمنحك القدرة على إتخاذ القرارات الصائبة بقليل من التفكير
إذا سألت أي شخص في حياته الشخصية أو العملية كيف لك بهذه القدرة على إتخاذ القرارات الصائبة السريعة، فدائماً ما سوف تأتيك الإجابة على هيئة بعض الجمل والتعبيرات أمثال:
الحياة علمتني – تعلمت من أخطائي السابقة – تجاربي الفاشلة هي السبب وراء ذلك – القرارات الصائبة نتيجة الكثير من القرارات الخاطئة – لقد أمضيت الكثير من الوقت في إتخاذ قرارات خاطئة بدون بحث أو تفكير.
الإجابات السابقة والكثير من الإجابات المماثلة نجد أنها تحمل نفس المعنى “الخبرة التي تأتينا من الفشل”، وبداخلها أحداث عظيمة مؤلمة حدثت لأصحابها على مدار سنوات طويلة، لتمنحهم في النهاية القدرة على إتخاذ الكثير من القرارات الصائبة السريعة، وتجعلهم يتجنبون الكثير من قراراتهم المستقبلية.
كان هذا الدرس أيضاً درساً ذو قيمة كبيرة تعلمته من تجاربي الفاشلة، ليجعلني أحرص على إتخاذ قرارات أفضل لصالح حياتي المهنية، بأقل قدر من الوقت والتذبذب والحيرة.
8- الفشل يجعلك تتقبل الجانب الآخر من الحياة
ذلك الجانب الآخر من الأشياء الذي نخشاه وربما حتى نرفض تقبله، إنه يتمثل في الجانب الآخر من الحياة “الموت”، و الجانب الآخر من الأمل “اليأس”، والجانب الآخر من السعادة “الحزن”، والجانب الآخر من النجاح “الفشل”.
كل تلك الكلمات المعاكسة ما هي إلا تعبيراً عن طبيعة الحياة الإنسانية التي تحكم العالم، ولا مفر أبداً من إنكارها أو عدم الرغبة في التعامل معها، وهكذا تعلمت أن الفشل هو جزء لا يتجزأ من حياتنا، وأن الهروب منه أو تجاهله ليس أبداً هو الحل، بل ما ينبغي علينا فقط فعله هو أن نتعلم كيف نتعامل معه بشكل أفضل.
9- الفشل يجعلك تنظر إلى الفرص في أشد أوقات المحنة
ربما تخسر وظيفتك، وربما تخسر أموالك، وربما تخسر علاقات قد حاربت كثيراً من أجل الحفاظ عليها، ربما تخسر كل شيء بالمعنى الحرفي للكلمة، وتشعر بأن السواد قد خيم بوجهه المخيف على حياتك، وأنه لا سبيل إلى أن تبدأ مجدداً بأي حال من الأحوال.
في هذا الوقت لن تكترث لأحدهم وهو يحدثك عن الأمل، وكيف يمكن لأسارير الأزمة أن تنفرج مرة ثانية، من الصعب ومن غير المنطقي أيضاً أن تصدق وقتها أن هناك قشة يمكنك أن تمسك بها لكي تنجو مما قد وصلت إليه.
هل تشعر بالإحباط؟ حسناً لا تفوت فرصة قراءة المقال بالرابط بالأسفل… لتعرف كيف أن الإحباط في حد ذاته يًعد شيئاً إيجابياً لك.
هل تشعر بالإحباط لعدم وجود نجاحات في حياتك؟
لذلك في هذه الحالة ليس أمامك إلا أن تنصت جيداً إلى نفسك وتراقبها، وتتحدث إليها مشفقاً على خسارتها، ومطمئناً لها بأن طوق النجاة الوحيد لكما هو أن قلبك لازال ينبض بالحياة.
إنه واحد من أكثر الدروس التي يمكنها أن تغير حياتك إلى الأفضل، لكنه يظل من أصعب الأشياء التي يمكنك أن تفعلها أيضاً، وأنا شخصياً احتجت وقت طويل للغاية لكي أستطيع النظر إلى الأزمات بشكل مختلف، وأتفهم جيداً أن هناك فرصة دائماً مهما كان حجم الخراب الذي يحيط بي.
10- الفشل يدفعك نحو الرغبة في تطوير نفسك
لولا الفشل ما بحثنا عن طريق لتطوير أنفسنا، ولما قضينا الكثير من الوقت في تعلم مهارات الجديدة، ولولا أننا وقعنا في صدمة أن النجاح يحتاج إلى الكثير من العلم والمعرفة لاكتفينا بما حصلنا عليه في التعليم الجامعي، وربما لم نتعلم من الأصل.
إن عقولنا دائماً تبحث عن كل السبل لكي توفر لنا الراحة، وتحاول أن تبتعد بنا دائماً عن مشقة الجهد والمخاطرة، والفشل هو صاحب الفضل الأول الذي يجبرنا على التفكير فيما نحتاج أن نتعلمه من أجل أن نحقق النجاح.
كان ذلك أحد الدروس الممتعة التي تعلمتها في رحلتي مع الفشل، فهو كان صاحب الفضل أن أسعى دائماً إلى تطوير نفسي ومهاراتي إلى أجل غير مسمى، لأنهما أسلحتي نحو تحقيق أهدافي، وأن أنضم سريعاً إلى صفوف المبتدئين عندما أرغب في خوض أي تجربة مهنية جديدة في أي وقت وأي سن بدون الخجل من ذلك.
في الرابحون نهتم كثيراً لعرض كل الموضوعات التي تحتوي على خطوات جادة… من أجل مساعدة الشباب في تطوير أنفسهم من خلال قسم التطوير الذاتي الذي أنصحك بمتابعته بشكل مستمر.
المقال بالرابط بالأسفل هو واحد من هذه المقالات الهامة، فهو يشرح لك كيف يمكنك أن تستخدم الإنترنت من أجل تطوير مهاراتك بشكل أفضل، أرشح لك تصفحه بشدة بعد أن تنهي من قراءة هذا المقال.
كيف تطور حياتك المهنية من خلال الإنترنت
كما رأيت فالفشل والنجاح ما هما إلا وجهان لعملة واحدة، إنها عملة التجربة، وطالما كنا على الأرض سوف نظل نفشل وننجح حتى النهاية، فسواء ارتضينا أم أبينا لن يأتي أحد لكي ينقذنا، ولن يستطع أي شخص على الأرض أن يساندنا أكثر من أنفسنا، فأنفسنا وحدها هي الأجدر بهذه المهمة الإنسانية الشاقة.
منذ أن تقرر تحمل مسئولية حياتك والأحداث المحيطة بها وحدك… مهما كانت قسوتها ومهما كان حجم معاناتك دون أن تسمح لنفسك أن تقع فريسة لمخالب الشكوى والهروب، ومنذ أن تؤمن أنه بإمكانك أن تقلب منضدة التجارب المريرة، لكي تبحث عن ثقب ضئيل لا يمكن لأحد غيرك أن يراه، لتخرج منه وترى نور الحياة مرة أخرى.
حينها ستلمس بروحك وقلبك كيف أن لكل محطات الحياة وتجاربها المؤلمة أن تصنع منك شخصية أكثر قوة وطموحاً وأملاً وسعياً.
منذ تلك اللحظة فقط سوف ترى نور الشمس يتوسط الأفق معلناً عن دعمه ومساندته لك في رحلتك، لكي تصل إلى الضفة الآخرى من النهر.
لقد كانت بعض الدروس التي تعلمتها في رحلتي الطويلة مع الفشل… طريقة أحاول من خلالها أن أشارك معك بعض من منعطفات الطرق القاسية التي قد تعرضت لها.
لقد كنت أحاول بذلك أن أساعدك في أن تجد الطريق الصحيح نحو إعادة بناء وترتيب خريطة حياتك بشكل أفضل، وكذلك لكي تتقبل كل التجارب المنهكة التي تعرضت أنت لها، لتبدأ من جديد وأنت أكثر قوة وثباتاً واستعداداً لمواجهة وتقبل الحياة.
لذلك أنصحك بأن تقوم بمشاركة مقال اليوم وغيره من نفس النوع من المقالات دائماً مع نفسك، عن طريق أن تقوم بإعادة قرائتها من وقت لآخر، وقتما تشعر بأنك بحاجة إلى البحث عن طوق النجاة وسط ضوضاء الحياة المزعج، فتحفز وتذكر نفسك على حتمية السير في طريق تحقيق أهدافك مهما واجهت من فشل أو إحباط متكرر.
أيضاً من واقع دورك تجاه المجتمع المحيط بك… أتمنى أن تقوم بمشاركة مقال اليوم مع كل شخص يحاول أن يبدأ حياته من جديد بعد سلسلة من خيبات الأمل، أو مع صديق قريب لك تعرف أنه يمر بتجربة قاسية في حياته المهنية أو الشخصية.
في كل الأحوال سوف تحتاج أن تحتفظ بمقال اليوم سواء من خلال مشاركته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو بالطريقة التي تفضلها لكي تصل إليه مرة أخرى سريعاً في المستقبل.
في النهاية أختتم معك بمقولة للكاتب والسياسي والمؤرخ والفنان “ونستون تشرشل”، و التي يقول فيها:
“النجاح ليس نهاية الطريق، والفشل قد لا يميتنا، لكنها الشجاعة فقط هي التي تجعلنا نكمل الطريق دائماً في أي ظرف كان”
* ….. إذا كنت مررت بما في السطور السابقة فسوف تشعر كم أنه قد لمس قلبك، أما إذا كنت تشعر بغرابته بعض الشيء فلازال أمامك الكثير من الوقت والتجارب لكي تدركه بشكل أفضل ………!
* ………. إنها تلك القيمة الإنسانية العظيمة التي تُسهم في إثراء حياتنا الإنسانية جميعاً، لتجعلنا نتعلم من أخطاء بعضنا البعض، وتفتح للآخرين طاقة أمل لتغيير حياتهم وخوض المزيد من التجارب….!
مقال راقي جداً جداً .. ومؤثر .. وتحفيزي ..
فيه صدق مشاعر وقيم إنسانية رائعة ..
ربنا يكرمك ويبارك فيكِ أستاذة شيماء
ويبارك كمان في أستاذنا القدير مجدي ..
وبكامل فريق الرابحون “المتفرد والمتميز بحق” .
شكراً لك استاذ حبيب وشكراً لتعليقك المشجع الذي أفرحني كثيراً
تحيات طيبة من كل فريق الرابحون لك
محتوى رائع ثمين وجميل