الرئيسية » تطوير الذات » أوبرا وينفري قصة حياة امرأة تحدت المستحيل

أوبرا وينفري قصة حياة امرأة تحدت المستحيل

قصة حياة أوبرا وينفري

بقلم زينب فراج
أوبرا وينفري هي امرأة استطاعت أن تتغلب على العنصرية والاعتداءات الجنسية والتفكك الأسري لتكون رمزاً للنجاح والتحدي والمحبة، أوبرا وينفري هي المذيعة الأكثر شهرة في امريكا والعالم أجمع.

و هي مقدمة البرامج الحوارية الناجحة و الممثلة والمنتجة، وهي شخصية عامة لها جماهيرية كاسحة في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم.

وهناك العديد من الأقوال المأثورة لأوبرا وينفري والتي تنم على الحكمة والتحدي، حيث تجاوزت وينفري مجموعة من الصعاب والتحديات منذ طفولتها وفي طريقها لتحقيق المجد والشهرة والنجاح.

تنوعت هذه الصعاب ما بين مصاعب اقتصادية و اعتداءات جنسية في طفولتها، ولا شك أن هذه الصعاب شكلت شخصية أوبرا وينفري القوية.

نتناول في هذا المقال قصة حياة أوبرا وينفري لنقترب منها أكثر، ونتوقف عند المراحل الفارقة في حياتها، و أبرز محطات نجاحها.

قصة حياة أوبرا وينفري

في 29 يناير عام 1954 و في مزرعة معزولة بكوسيوسكو، ميسيسبي، وُلدت أوبرا جيل وينفري لفيرنيتا لي وفيرنون وينفري، كان من المفترض أن يكون أسم أوبرا هو Orpah.

لكن وبسبب صعوبة الإملاء والنطق أُطلق عليها أوبرا منذ الولادة، كانا والدي أوبرا غير متزوجين، وقد انفصلا بعد فترة وجيزة من ولادتها وتركوها في رعاية جدتها في المزرعة.

كانت وينفري ذكية في دراستها منذ نعومة أظافرها، حيث تعلمت القراءة في عمر السنتين والنصف، وذلك بتوجيه صارم من جدتها.

ثم تخطت وينفري روضة الأطفال بعد كتابة مذكرة لمعلمها في اليوم الأول من المدرسة قالت فيها “إنها تنتمي إلى الصف الأول” ثم تم ترقيتها للصف الثالث بعد ذلك العام.

عندما بلغت  وينفري السادسة من عمرها تم إرسالها  لوالدتها وشقيقين غير أشقاء في حي يهودي فقير وخطير في ميلووكي.

وفي الثانية عشر من عمرها أُرسلت وينفري للعيش مع والدها في ناشفيل، تينيسي، ثم عادت وينفري مرة ثانية لوالدتها في الحي الفقير الذي كان له تأثيراً سلبياً عليها.

حيث تعرضت للاعتداء الجنسي وهي في التاسعة من عمرها من رجال موثوقين في عائلتها، ولم يكن لدي والدتها الوقت الكافي للإشراف عليها، وبعد سنوات اضطرت والدة وينفري إعادتها لوالدها بناشفيل.

وهنا كانت نقطة التحول…

حيث تقول وينفري أن والدها أنقذ حياتها… حيث كان صارماً معها وزودها بالكتب والتوجيهات اللازمة، حتى أصبحت وينفري طالبة ممتازة.

وشاركت في نادي الدراما ونادي النقاش ومجلس الطلاب، وفازت وينفري بمنحة دراسية كاملة في جامعة ولاية تينيسي عبر مسابقة لإيلكس كلوب، وفي العام التالي دُعيت وينفري لحضور مؤتمر البيت الأبيض للشباب.

أظهرت أوبرا وينفري منذ صغرها موهبة كبيرة للتحدث أمام الجمهور، وذلك  في سن الثانية عشر بعدما كسبت 500 دولار مقابل عرض تقديمي في كنيسة ناشفيل، وكأن وينفري قد عرفت نقطة قوتها وحددت الطريق الذي ترغب أن تكمل فيه منذ ذلك الحين.

اقرأ أيضاً: قصة حياة ستيف جوبز ورحلة كفاحه ونجاحه

رحلة أوبرا وينفري العملية

حازت وينفري علي لقب ملكة جمال بلاك ناشفيل وملكة جمال تينيسي، ثم عرضت عليها شركة ناشفيل كولومبيا للإذاعة (CBS) وظيفة، رفضت وينفري الأمر مرتين لكنها في النهاية قبلت، وكانت وقتها بعمر تسعة عشر عاماً وما زالت طالبة بالكلية.

بعد تخرج وينفري قام WJZ-  TV في بالتيمور ماريلاند بجدولة للقيام بتحديثات الأخبار المحلية، وسرعان ما تم نقل ويتفري إلى البرنامج الحواري الصباحي بالقناة.

و بعد سبع سنوات انتقلت وينفري للعمل بالتلفزيون التابع لشركة WLS-TV.

وفي يناير عام 1984 انتقلت وينفري إلى شيكاغو، إلينوي، في برنامج حواري، وقامت بتغيير تركيز البرنامج من قضايا المرأة التقليدية إلى تناول الموضوعات الحالية المثيرة للجدل، وفي عام 1985 تم توسيع البرنامج وأعيد تسميته إلى عرض أوبرا وينفري لمدة ساعة واحدة.

برنامج أوبرا وينفري

على مدار 25 عاماً قدمت أوبرا وينفري برنامجها الحواري الشهير أوبرا وينفري شو، واستضافت عدد كبير من المشاهير والمؤثرين في المجتمع، وكان من أشهر الشخصيات التي استضافتها وينفري: مايكل جاكسون، هيلاري كلينتون، بيل كلينتون، كوندريزا رايس، وغيرهم.

لقد حولت وينفري برنامجها أوبرا شو من منتدى للحوار إلى أداة استباقية لمعالجة القضايا ذات الاهتمام الاجتماعي والشخصي.

تم إذاعة برنامج أوبرا وينفري في 100 دولة وحقق نجاحاً باهراً وساهم في تغيير العديد من المفاهيم الاجتماعية، حتى أعلنت أوبرا وينفري اعتزالها في عام 2011 وتفرغت لإدارة القنوات الخاصة بها own.

تمتلك أوبرا وينفري الآن استوديوهات هاربو، وتصدر مجلة أوبرا، ولديها إذاعة أوبرا والأصدقاء، ولقد حققت أوبرا نجاحاً مادياً كبيراً حتى أنها جاءت في المرتبة التاسعة لتصنيف مجلة فوربس للنساء الأكثر نفوذاً على المستوى الإعلامي والاقتصادي في عام 2005.

اقرأ أيضاً: قصة حياة ورحلة نجاح بيل غيتس Bill Gates

أوبرا وينفري الممثلة

في عام 1985 كان كوينسي جونز يقوم بإنتاج فيلم مع المخرج ستيفن سبيلبرغ، اعتقد جوبز أن وينفري ستكون مثلة رائعة في فيلمه بعدما شاهدها على شاشة التلفزيون.

كان الفيلم يستند إلي رواية أليس ووكر “اللون الارجواني”، وكانت التجربة التمثيلية الوحيدة لوينفري حتى هذا الوقت هي عرض امرأة واحدة وتاريخ النساء السود من خلال الدراما والأغاني، والتي أدتها خلال مهرجان المسرح الامريكي الأفريقي عام 1975.

شاركت أوبرا وينفري في العديد من الأعمال السينمائية والدرامية منها على سبيل المثال:

  • فيلم A Wrinkle In Time في عام 2018.
  • فيلم the Immortal life Of Henrietta Lake في عام 2017.
  • شاركت بأداء صوتي عام 2017 في فيلم the star.
  • شاركت في فيلم Selma عام 2014.
  • فيلم the Butler عام 2013.
  • فيلم the princess and the frog.

اقرأ أيضاً: أكثر الشخصيات الملهمة في مجال التكنولوجيا وقصص نجاحهم

أهم انجازات أوبرا وينفري والجوائز التي حصلت عليها

  • في عام 1986 حازت وينفري على جائزة خاصة من أكاديمية شيكاغو للفنون، وذلك نظراً لمساهمتها الفريدة في المجتمع الفني وتم تسميتها ” امرأة الإنجاز” من قبل المنظمة الوطنية للمرأة.
  • وقد فاز برنامج أوبرا وينفري بعدة جوائز إيمي لأفضل برنامج حواري، كما تم تكريم وينفري كأفضل مضيف لبرنامج حواري.
  • وفي اغسطس عام 1986 شكلت وينفري شركة الإنتاج الخاصة بها.
  • في عام 2010 تم تكريم وينفري بمركز كينيدي، وفي العام التالي حصلت على جائزة جان هيرشولت من أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية.
  • في 2013 منحت وينفري وسام الحرية الرئاسي.
  • 2018 فازت وينفري بجائزة غولدن غلوب لإنجاز العمر.

أوبرا وينفري و نادي القراءة

كان لوينفري دور كبير في تشجيع المجتمع الأمريكي على القراءة، ففي سبتمبر 1996 بدأت وينفري نادياً للقراءة على الهواء، ولقد ساهم ذلك في ارتفاع نسبة المبيعات لعدد من الكتب وارتفاع القراءة، وكان النادي أكبر مسوق للكتب بالولايات المتحدة الأمريكية.

كانت وينفري تقترح كتاب كل شهر لتقرأه مع جمهورها من خلال المتخصصين والشخصيات العامة والمؤثرة، وهو ما رفع من نسبة مبيعات الكتب التي تناولتها وينفري بشكل شهري.

أوبرا وينفري والأعمال الخيرية

قدمت أوبرا وينفري مساهمات سخية للمنظمات والمؤسسات الخيرية مثل كلية موهاوس ومكتبة هارولد واشنطن وصندوق كلية نيغرو المتحدة، وجامعة ولاية تينيسي.

كما شاركت وينفري في عدد كبير من الأنشطة الخيرية بما في ذلك إنشاء شبكة  أوبرا أنجيل التي ترعى المبادرات الخيرية في جميع أنحاء العالم، وفي عام 2007 فتحت وينفري مدرسة للفتيات بجنوب أفريقيا بقيمة 40 مليون دولار.

اوبرا وينفري وفيروس كورونا

تبرعت وينفري بعشرة ملايين دولار لدعم الجهود المبذولة للتخفيف من الآثار السلبية لفيروس كورونا، وذهب جزء من هذا المبلغ لصندوق الطعام الامريكي، كما ظهرت وينفري في أكثر من بث مباشر من منزلها للتضامن مع الشعب لمكافحة فيروس كورونا.

ستبقى أوبرا وينفري علامة فارقة في تاريخ المرأة بشكل عام والمرأة الأمريكية من أصل أفريقي بشكل خاص، حيث حققت وينفري نجاحات متتالية وتخطت عدد كبير من الصعاب دون توقف أو كلل.

عن الكاتب

مجدي كميل

مصري وعمري 32 عام، حاصل على بكالوريوس التجارة.

أعمل في مجال الديجيتال ماركتنج منذ حوالي 8 سنوات، حصلت خلالها على الكثير من الخبرة والتجربة والمعرفة في الكثير من النواحي.

مهتم جداً بالمعرفة والاطلاع على كل ما هو جديد في عالم التسويق والعمل من خلال الإنترنت. متابع ومهتم بكل ما له علاقة بعالم تكنولوجيا الإتصالات والإنترنت بشكل عام.

أقرأ باستمرار في الكثير من المجالات، وخصوصاً في مجال التسويق والعمل اونلاين.
أبحث جيداً قبل كتابة أي موضوع في الرابحون، وأختار مصادري بدقة وعناية بناءاً على التنوع والجودة.

هدفي تقديم قيمة حقيقية تستحق وقت القراء الأعزاء وتساعدهم على النجاح. شعاري في الكتابة دائماً هو الجودة، مهما كلفني ذلك من وقت ومجهود.

إضافة تعليق

اضغط هنا لنشر التعليق