بقلم فرح قدور
لسوء الحظ، أن “الميزانية” هي الكلمة المروعة لمعظمنا. حيث ينظر الكثير من الناس إلى إعداد الميزانية على أنها وضع قيود تمنعهم من فعل ما يريدون.
لكن هذا يمكن أن يكون بعيد جداً عن الواقع! فالميزانية لا تحد من حريتك، بل أنها تمنحك الحرية. يتعلق الأمر فقط بكيفية دراسة وضعك الاقتصادي ووضع أهداف واضحة لإعداد ميزانية شخصية ناجحة. كل هذا سنشرحه بالتفصيل في مقالنا.
الميزانيات لها سمعة غير مستحقة في خلق التوتر. لكن في الواقع، يمكنها تقليل القلق المالي. كيف؟ من خلال التحكم في أموالك، ستحصل على خارطة طريق للمال لاتباعها. وعندها تبدأ ميزانيتك في العمل من أجلك.
لكن! عندما ترى أن التخطيط لميزانية هو مجرد إنفاق أموالك ضمن حدود، يمكنك في الواقع أن تجد المزيد من الحرية في الإنفاق! بمجرد تخصيص شيء ما في الميزانية، ستتمكن من إنفاق تلك الأموال دون الشعور بالذنب.
حتى أن الكثير من الناس يقولون إنهم يجدون أموالاً “إضافية” بعد أن يقوموا بإعداد ميزانية شخصية واقعية ويلتزمون بها. كم هذا مذهل؟!
إذًا، هل أنت مستعد للعيش بميزانية شخصية ناجحة؟ نظرًا لأنك فتحت هذا المقال، فمن المحتمل أنك سألت نفسك هذا السؤال. وبالرغم من أنه يصعب عمل ميزانيات ناجحة ويصعب الحفاظ عليها. لكن من ناحيةٍ أخرى، فإن مكاسب العيش ضمن ميزانية ناجحة هي مكاسب رائعة.
في مقالنا هذا، نعرض لك 8 خطوات عملية بسيطة، إذا اتبعتها بدقة وحاولت تجاوز الأخطاء الشائعة، ستساعدك في إعداد ميزانية شخصية ممتازة لتحقيق النجاح المالي! أيضاً سوف نضم لك مجموعة رائعة من الأدوات التي ستسهل الأمر جداً لك.
ما هي الميزانية الشخصية؟
الميزانية الشخصية هي ملخص لدخلك ونفقاتك خلال فترة محددة، والتي عادةً ما تكون شهرًا واحدًا. تسمح لك الميزانية بمعرفة دخلك أو مقدار الأموال التي تتوقع أن تجلبها، مقارنةً بجميع النفقات المطلوبة، مثل الرهن العقاري أو الإيجار والتأمين والمرافق وأي إنفاق غير ضروري أو نفقات تقديرية.
تمنحك أيضًا الميزانية خطة عمل وصورة واضحة للمكان الذي تنتهي فيه أموالك كل شهر. وستساعدك الميزانية على تحقيق الأهداف التي تعمل عليها؛ سواء كان ذلك هو التخلص من الديون أو الادخار للتقاعد أو مجرد محاولة السيطرة على فاتورة مشترياتك.
وعندما يتلخص كل شيء، الميزانية الشخصية هي مجرد خطة لأموالك. الميزانية تعني أنك تنفق على نحوٍ هادف قبل أن يبدأ الشهر التالي.
نعم! يعد إنشاء ميزانية شخصية ناجحة معضلة واجهها الجميع مرة واحدة على الأقل في حياتهم. لكن لا يجب أن تكون عملية إعداد الميزانية الناجحة صعبة أو مضيعة للوقت إذا كنت مصممًا وبدأت في اتباع نصائح الميزانية الناجحة في هذا المقال.
لماذا تحتاج لإعداد ميزانية شخصية؟
حسنًا، إذا طلبت منك أن تخبرني كم تنفق على تناول الطعام بالخارج أو شراء الغاز كل شهر، هل يمكن أن تحدد ذلك؟ ماذا عن تكلفة المعيشة الحقيقية؟
هذا هو السبب الأساسي الذي يجعلك تحتاج إلى ميزانية؛ لتتمكن من التخطيط وتتبع أين تذهب أموالك! فمعظم الناس ليس لديهم أدنى فكرة عن مقدار ما ينفقونه على أساس شهري. كل ما يعرفونه هو أنه بحلول نهاية الشهر، تكون حساباتهم المصرفية شبه فارغة وهم ينتظرون راتبهم التالي.
يشعر الناس بالفضول بشأن الميزانيات لأسبابٍ مختلفة. ربما وجدوا أنفسهم في مشكلة مالية، أو ربما يريدون فقط شراء شيء كبير، مثل المنزل، أو ربما يريدون التأكد من أنهم مرتاحون عند التقاعد.
ومع ذلك، هناك شيء واحد مؤكد؛ لن تنشئ ميزانية فعالة وتلتزم بها إلا إذا كنت تريدها حقًا.
لذا فإن أول شيء يجب أن تفكر فيه هو لماذا تعتقد أنك تريد إنشاء ميزانية شخصية. تأكد من أن السبب قوي جدًا. يمكن أن يكون سلبي؛ مثل محاولة إخراج نفسك من المأزق المالي. أو إيجابي؛ مثل شراء منزلك الأول.
لكن هل هذا السبب مهم بالنسبة لك؟ هل يحفزك عندما تفكر في الأمر؟ هل تحركت عندما تفكر في هدفك من إعداد ميزانية شخصية؟
إذا كان الأمر كهذا ، فهذا جيد. ربما يكون لديك ما يلزم لإنشاء ومتابعة ميزانية شخصية ناجحة. لكن دعنا نفحص الأسباب التي تدفعك لإعداد الميزانية بمزيدٍ من التفصيل.
1. تحقيق هدف مالي
سيكون من المستحيل تقريبًا تحقيق هدف مالي بدون إعداد ميزانية، بالطبع يمكن القيام بذلك! ولكن مع الكثير من المتاعب والهدر.
وبالتالي، بمجرد إعداد ميزانية شخصية يمكنك تخصيص مبلغ محدد لتحقيق هدفك؛ سواء كان ذلك توفيرًا أو سداد ديون. سيكون من الأسهل أيضًا تسريع خطتك عن طريق تقليل الإنفاق في مجال واحد أو أكثر، وتحويل هذه الأموال إلى “هدفك الرئيسي”.
2. تحديد أماكن الهدر
ينصدم معظم الأشخاص الذين يجرون عمليات شراء يومية صغيرة (مثل القهوة أو الإفطار أو التسالي) عند معرفة مقدار ما ينفقونه حقًا في هذه التفاصيل.
فمن السهل إنفاق المال على فنجان قهوة وقطعة حلوى في الصباح أو مشروب غازي من آلة البيع دون حتى التفكير في الأمر. ومع ذلك، إذا كنت قد أنشأت ميزانية شخصية فسوف تزداد صعوبة هروب هذه النفقات من انتباهك.
لذلك سيساعدك إعداد ميزانية شخصية والالتزام بها (وتعديلها عند الضرورة) على تقييم هذا النوع من الإنفاق وتخصيص مبالغ معينة لهذه التفاصيل، ومحاولة ضبطها بما يتماشى مع وضعك الاقتصادي. وبالتالي تحديد ما إذا كان يجب عليك تحويل الأموال من فئة إلى أخرى، أو تغيير عاداتك!
3. التعامل مع الطوارئ المالية
كثيرًا ما نسمع المثل الشعبي “احفظ قرشك الأبيض ليومك الأسود”، وكأنه يؤكد لنا أهمية التفكير بالظروف الطارئة التي قد تحتاج إلى المزيد من المال!
مثلًا، إذا اكتشفت اليوم أن وظيفتك ستقتطع من راتبك، أو تنفذ إجازة إلزامية، بأيام غير مدفوعة الأجر، كيف ستتعامل معها؟ هل ستكون قادرًا على إجراء التعديلات اللازمة؟
إذا تابعت إنفاقك (وهو أمر ضروري لمتابعة الميزانية)، فسيكون من السهل عليك إجراء هذه التعديلات. ستكون قادرًا على النظر في كل مجال من مجالات الإنفاق وتحديد المكان الذي تحتاج إلى تقليصه، أو حتى إذا كان الأمر يستحق محاولة زيادة دخلك.
4. ضمان عدم إنفاق أي فائض على العناصر التافهة
بمجرد تخصيص دخلك عبر نفقات المعيشة وسداد الديون والمدخرات، قد تجد أن لديك أموالاً متبقية (وهي مشكلة نود جميعًا أن نواجهها).
بدلاً من ضياع هذه الأموال فقط في إنفاقك (شيء يحدث عادةً بدون ميزانية)، ستتمكن من إعطاء هذا الفائض مهمة جديدة. هذا بالطبع يعتمد على وضعك الدقيق.
يمكنك اختيار تسريع سداد ديونك أو زيادة مدخراتك أو إتقان استراتيجية الاستثمار الخاصة بك. النقطة المهمة هي أن وجود ميزانية سيسمح لك بسهولة بتحديد هذه الفرص.
اقرأ أيضاً: أفضل طرق استثمار المال (10 طرق مضمونة)
5. المساعدة في تطوير الانضباط في مجالات متعددة
يتحقق ذلك بعدة طرق:
- أولاً، أنت تجبر نفسك على التحكم في إنفاقك، الأمر الذي يتطلب الانضباط خاصةً إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها بذلك.
- ثانيًا، من خلال المراقبة المستمرة لأموالك والاضطرار إلى إجراء تعديلات صغيرة، فأنت بذلك أكثر وعيًا بكل قرار مالي تتخذه.
من خلال تحميل نفسك المسؤولية عن كل دولار تنفقه، سوف تميل إلى تقييم وقت فراغك بنفس الطريقة. على سبيل المثال، ستبدأ في التفكير في قيمة وقتك من حيث المال والفرص الضائعة، ما قد يدفعك إلى إعادة تقييم قراراتك.
هذه فقط بعض الأسباب التي تجعلك تحتاج إلى إعداد ميزانيتك الشخصية، وكذلك تغيير طريقة تفكيرك بشأن المال.
اقرأ أيضاً: أفضل 10 مصادر للدخل السلبي (مصادر متنوعة لتناسب الجميع)
خطوات إعداد ميزانية شخصية ناجحة
كل ما يتطلبه الأمر للبدء هو آلة حاسبة وقلم وورقة وقليل من الوقت. كما يمكنك استخدام أدوات إلكترونية للميزانية لتنسيق الأمور والقيام بالحسابات نيابةً عنك!
لا يهم كيف تفعل ذلك. الفكرة هي الاحتفاظ بسجلات لكل ما تريد تحقيقه باستخدام خطة ميزانيتك الشخصية.
في 8 خطواتٍ بسيطة فقط، سيكون لديك ميزانية خالية من الإجهاد يمكنك التعايش معها، للتحكم في أموالك وتمويل أحلامك وتحقيق أهدافك المالية.
أولاً، حدد أهدافك المالية
من أكثر الطرق فعالية لتحقيق أهدافك المالية وضع خطة ميزانية شخصية. على سبيل المثال، هل تدخر لشراء منزل، أو تخطط لقضاء إجازة، أو تبحث عن طرق للتخلص من الديون؟
لإعداد ميزانية شخصية، يجب أن يكون لديك هدف واضح لتوفير المال وإنفاق أقل مما تكسبه كل شهر. بالإضافة إلى ذلك، تساعدك الميزانية على فهم أين تذهب أموالك وكيفية زيادة أرباحك.
لذلك، قبل أي شيء آخر، قرر ما هي أهدافك والتزم بتحقيقها. وفي أثناء ذلك، تقبل أن أنماط الحياة تتغير، لذلك تحتاج إلى إعادة التكيف وتعديل خطة ميزانيتك وفقًا لذلك لتحقيق أهدافك.
سواء كان ذلك دفعة أولى لسيارة مستعملة أو سيارة جديدة تمامًا، فإن أهدافك وفقًأ لوضعك المادي تجعلك تستمر.
لإنشاء ميزانيتك، حدد أولاً مقدار الأموال التي تحتاجها لتحقيق أهدافك. مثلًا؛ تعرف على الدفعة الأولى التي تحتاجها لشراء تلك السيارة، أو سعر تذكرة لقضاء إجازة صيفية تستحقها عن جدارة.
مع التركيز على هذه الأحلام ، تبدأ ميزانيتك في التبلور لمساعدتك على تحويل أهدافك من “يومًا ما سأشتري السيارة” إلى “يمكنني تحمل تكلفة السيارة التي أحلم بها هذا العام!”، وهكذا…
ثانيًا، حدد دخلك
هل لديك راتب منتظم؟ ما مقدار الربح الذي تحصل عليه من عملك كل شهر؟ هل لديك أي مصدر آخر للدخل؟
ابدأ بإدراج الأموال التي تخطط للحصول عليها خلال ذلك الشهر؛ رواتب عادية وأي شيء إضافي من عمليات البيع أو الإيجار أو العمل الحر.
إذا كان بإمكانك معرفة المبلغ الدقيق لدخلك للشهر، فمن الأسهل إعداد ميزانية شخصية واقعية. في المقابل، لتطوير صورة كاملة لمقدار الأموال التي تجلبها:
- اذكر راتبك السنوي الذي تحصل عليه إلى المنزل (مبلغ راتبك الذي تحصل عليه بعد الضرائب والخصومات).
- أضف الدخل المأخوذ من الوظائف الثانية أو الوظائف الصيفية.
- قم بتقييم أي مصادر دخل أخرى، بما في ذلك الفوائد والأرباح.
- اجمع كل الأموال الواردة لهذا العام، واقسم ذلك على 12 لمعرفة متوسط دخلك الشهري. هذا هو المبلغ النقدي الذي يجب أن تعمل به، والسطر الأول من ميزانيتك.
ثالثًا، اجرد ديونك
تجعل قروض الطلاب وديون بطاقات الائتمان العديد من الأفراد يشعرون بأنهم محاصرون، والميزانية هي الطريقة المثلى للتحرر.
للتعامل مع ديونك مهما كانت، حدد ما عليك دفعه كل شهر؛ من مدفوعات القرض الثابتة والحد الأدنى لمدفوعات بطاقة الائتمان وما إلى ذلك.
بالنسبة لميزانيتك، ركز على جزء “ماذا يجب أن تدفع” للبدء. اطرح هذا الإجمالي الشهري من دخلك الشهري لمعرفة ما تبقى لديك لتغطية النفقات.
اقرأ أيضاً: نصائح لتنظيم الوقت وإدارته بكفاءة (شغل أقل و لعب أكثر)
رابعًا، تتبع نفقاتك
الآن بعد أن عرفت دخلك كل شهر، فقد حان الوقت لمعرفة مقدار الأموال التي تنفقها. لذلك تتبع نفقاتك بعناية، هذا يعني تخصيص وظيفة لكل دولار تحصل عليه قبل أن تحصل عليه.
كيف؟ قم بتغطية نفقاتك من خلال تصنيف المصروفات في ثلاث فئات: ثابتة ومتغيرة وغير منتظمة.
النفقات الثابتة: هي التي تبقى نفسها كل شهر. على سبيل المثال، الإيجار أو الهاتف والكهرباء أو اشتراكات الإنترنت. وهي النفقات التي لا يمكنك التحكم بها.
النفقات المتغيرة: مثل الطعام والمواصلات والترفيه وأي إنفاق شخصي. التي تأتي كل شهر ولكن ليس بنفس المبلغ تمامًا، وهي النفقات التي يمكنك التحكم بها (تخفيضها أو زيادتها بحسب الحاجة).
النفقات غير المنتظمة: يمكن توقع مصاريف غير منتظمة (مثل التأمين على السيارة) أو غير متوقعة (مثل صيانة السيارة أو مرفقات المنزل).
الآن، ابدأ بسرد المصاريف الثابتة التي تدفعها كل شهر. بالنسبة للمصروفات المتغيرة، حدد متوسط المبلغ الشهري الذي تنفقه: يمكن أن تساعدك مراجعة فواتير بطاقات الائتمان أو سجلات التحقق أو الإيصالات في التوصل إلى تقديرات واقعية. وأضفها إلى نفقاتك الثابتة لمعرفة ما تنفقه عادةً كل شهر.
وقم بإدراج نفقاتك السنوية غير المنتظمة، تلك التي تعرف أنها قادمة (مثل تأمين السيارة). كما يمكنك وضع صندوق للنفقات غير المنتظمة، لذلك سيكون لديك المال المتاح في حالة حدوثها. هذا هو أفضل مكان لإضافة بعض المال نحو هدفك المالي الأول.
احسب كل هذه النفقات، واقسم الإجمالي على 12 للمبلغ الشهري. أضف ذلك إلى نفقاتك الثابتة والمتغيرة، وهذا هو التدفق النقدي الشهري.
الفكرة هي أن تكون دقيقًا قدر الإمكان لضمان اكتمال الميزانية. تذكر أن الفاتورة المنسية تفسد خطتك بشكلٍ كبير. ويُفضَّل إضافة دائمًا 10% من المصروفات المتنوعة إلى الرقم الإجمالي الخاص بك.
خامسًا، اطرح نفقاتك من دخلك
احسب النتيجة النهائية للوصول إلى المحصلة النهائية، وذلك بطرح التدفق النقدي الشهري الخارج من مبلغ الدخل ناقص الدين من الخطوة 3.
ستصادف أحد النتائج الثلاثة التالية: ستكون النتيجة النهائية صفرية أو موجبة أو سلبية. إذا كانت صفرية أو موجبة، يمكنك الانتقال إلى الخطوة التالية. أما إذا كانت النتيجة النهائية سلبية، فأعد تقييم نفقاتك لمعرفة ما يمكنك خفضه في الوقت الحالي؛ ثم تابع الخطوات.
سادسًا، إنشاء صندوق للطوارئ
قم بإنشاء صندوق طوارئ حتى تتمكن من الحصول على أمان مالي للتعامل مع أي نفقات غير متوقعة. وعند إنشاء صندوق للطوارئ، يوصى بتوفير ما يعادل ثلاثة إلى ستة أشهر من نفقات المعيشة.
بهذه الطريقة إذا فقدت وظيفتك، أو احتجت لصيانة غير متوقعة للمنزل، أو حالات طوارئ أخرى، فلا يزال بإمكانك دعم نفسك ماليًا.
ابدأ بأخذ مبلغ صغير من راتبك أو حسابك الجاري كل شهر وتحويله إلى حساب صندوق الطوارئ. سيكون المبلغ جزء بسيط من فائض ما تبقى من المال لديك بعد إجراء الحسابات السابقة. وذلك في بعض الأشهر وليس شهريًا، بحسب قدرتك المادية.
سابعًا، استعين بشريك المساءلة
في أي وقت تُجري فيه تغييرات كبيرة على عادات الإنفاق لديك، من الأفضل طلب الدعم من الآخرين (أصدقاء أو شركاء أو أفراد العائلة…) الذين يرغبون في رؤيتك ناجحًا. هذا ينطبق على ميزانيتك الشخصية وكذلك أسلوب حياتك.
للحصول على نتائج ممتازة، احصل على شخص يساعدك في البقاء ضمن ميزانيتك الشخصية بغض النظر عن مدى صعوبة ذلك.
والأهم من ذلك، الابتعاد عن الأشخاص الذين لا يشاركونك نفس الأفكار عندما يتعلق الأمر بالميزانية الشخصية. إن نوع طاقتهم السلبية هو الذي يجعلك تتخلى عن خططك قبل الأوان!
ثامنًا، استعد لتكون مرنًا
لا شيء مضمون في الحياة والمفاجآت تحدث. حيث قد ترتفع تكلفة المعيشة في وقتٍ لا تتوقعه. لذلك، يجب عليك في بعض الأحيان تغيير ميزانيتك الشخصية دون سابق إنذار. من ناحية أخرى، قد تحصل على زيادة أو تربح يانصيبًا والتي يجب أن تنعكس أيضًا في ميزانيتك الشخصية.
ما يعنيه كل هذا هو أنه لا ينبغي أن يكون هناك أي شيء ثابت عندما يتعلق الأمر بإعداد الميزانية الشخصية. إذا حدثت تغييرات كبيرة في حياتك، فراجع خطتك وقم بإجراء أي تعديلات ضرورية.
واحرص على إعداد ميزانية جديدة قبل بداية كل شهر. لتستعد لكل شيء قادم في طريقك الشهر المقبل.
فأنت تحتاج إلى تحديثها من أجل تخطيط وتتبع إنفاقك. يسري هذا في كلا الاتجاهين؛ إذا كنت لا تتبع إنفاقك، فإن إعداد ميزانية لا طائل من ورائه. لذلك يجب عليك تقييم إنفاقك بشكلٍ دوري للتأكد من أنك على المسار الصحيح.
وفي النهاية، هل يمكنني السماح لك بمعرفة سر صغير؟ الطريقة التي ستربح بها حقًا من خلال الميزانية هي تتبع معاملاتك من خلال الخطوات التي ذكرناها. هذا يعني أنك تضع كل حساب وكل جزء من الدخل في ميزانيتك طوال الشهر.
يساعدك هذا في أن تظل مسؤولاً أمام نفسك وأموالك! أنت لن تفرط في الإنفاق لأنك ستعرف ما تبقى في كل بند من بنود الميزانية.
أبرز الأخطاء الشائعة في إعداد الميزانية
1. عدم تتبع إنفاقك
يتردد بعض الأفراد في تتبع عادات الإنفاق لديهم. لكن من الضروري أن تفهم إلى أين تذهب أموالك، خاصةً عند محاولة الالتزام بالميزانية. يمكنك وضع أهداف وقوائم رغبات، ولكن بدون تتبع أين تنفق أموالك، ستكون ميزانيتك بلا معنى!
من الممتاز البدء في تدوين ما أنفقته كل يوم في فئات إنفاق منفصلة. سواء كانت عملية شراء صغيرة، مثل شراء قطعة حلوى في العمل، أو عملية شراء كبيرة، مثل شراء كمبيوتر محمول جديد. يمكنك التحكم بشكلٍ أفضل في ميزانيتك وأموالك من خلال إيجاد طريقة سهلة لمراقبة إنفاقك.
2. تحديد أهداف الميزانية غير الواقعية
فكر بشكلٍ واقعي وقم بتخصيص ميزانية لنفقاتك بأفضل ما لديك. الميزانيات ليست مقاسًا واحدًا يناسب الجميع؛ ميزانيتك الشخصية ستكون فريدة من نوعها لاحتياجاتك. قد يكون لدى صديقك نفقات أقل منك، ولا بأس بذلك.
عند إعداد ميزانيتك الشخصية، تأكد من بنائها على أسسك الخاصة. كن صادقًا مع عاداتك، ولا تضع ميزانية مثالية من شأنها أن تتسبب في إرهاق مالي أكثر من اللازم لاحقًا.
فالنجاح لا يعني المثالية المرهقة إطلاقًا! وبالتالي سيساعدك هذا على البقاء على إطلاع بالأمور والالتزام بميزانيتك بسهولة.
3. عدم التخطيط لنفقات الطوارئ
لقد أكّدنا هذا الأمر سابقًا، ونعيد ونكرر أهميته في أثناء إعداد ميزانية شخصية “ناجحة”! لا يهم إذا كنت تعتقد أن لديك جميع النفقات المدرجة في الميزانية أم لا، إذا نسيت نفقات الطوارئ، فقد يؤدي ذلك إلى وضع ميزانيتك في حلقة مفرغة.
بدون التخطيط المناسب لهذه النفقات غير المنتظمة، هناك فرصة أن تضيف إلى ديونك ديونًا أو تخرج عن مسار ميزانيتك.
4. ضعف عزيمتك عندما لا تعمل ميزانيتك
على الرغم من أنه قد يكون من الصعب محاولة الالتزام بميزانية صارمة، فلا تثبط عزيمتك! تذكّر أن العديد من الأفراد يفشلون مرارًا وتكرارًا، حتى يصلون إلى النجاح.
وهكذا ميزانيتك! فقط تأكد من كونك واقعيًا وتتبع إنفاقك. سيساعدك هذا على الالتزام بميزانية أسهل بكثير مما إذا كنت لا تتبع القواعد. وابحث عن طرق لجعل الميزانية ممتعة، وحاول أن تفكر في الأمر على أنه عمل روتيني.
التزم بميزانيتك، بغض النظر عن أي شيء، وإذا كانت طريقتك الجديدة لا تعمل بشكلٍ جيد بالنسبة لك، اسأل صديقًا عن الطريقة المناسبة له.
إذا كنت تكافح للعثور على أسلوب يناسبك، فهناك العديد من تطبيقات الميزانية التي يمكن أن تساعدك أيضًا! والتي سنذكر أهمها في نهاية المقال.
5. عدم إصلاح إخفاقاتك في الميزانية
إذا وجدت نفسك تفشل باستمرار في جعل ميزانيتك تعمل، فتراجع خطوة إلى الوراء وابحث في كل مشكلة واجهتك. وتساءل:
- هل تفرط في الإنفاق كل شهر؟
- هل تقوم بتعديل وتطوير ميزانيتك كل شهر؟ ربما لم تجد طريقة الميزانية التي تناسب أسلوب حياتك.
ركز على تحديد المشكلة ثم إصلاح أي إخفاقات محددة في الميزانية. راقب إنفاقك الزائد وكن على دراية بأخطاء الميزانية الشائعة. لا بأس إذا كان يجب أن تبدأ بإعداد ميزانيتك من الصفر عدة مرات قبل أن تبدأ في تنفيذها بالشكل الصحيح.
أهم أدوات إعداد ميزانية شخصية ناجحة
الآن بعد أن عرفت حجم الأموال التي ستأتي وأين ستذهب، قم بإعداد طريقة سهلة لمراقبة ميزانيتك. نحتاج جميعًا إلى القليل من المساعدة لوضع خطة لأموالنا بالترتيب، ومع توفر العديد من أدوات وتطبيقات الميزانية الرائعة، لا يوجد سبب يمنعنا من البدء في القيام بذلك حالاً.
لتتبع ميزانيتك بأقل جهد، فإن البرامج والتطبيقات عبر الإنترنت التي قد ترتبط بحساباتك المصرفية وحسابات بطاقتك الائتمانية تجعل التحكم في أموالك أمرًا سهلاً.
فيما يلي قائمة بتطبيقات الميزانية المجانية الشائعة لمساعدتك على البدء:
1. تطبيق Mint
إذا كنت ترغب في تجربة تخطيط الميزانية مجانًا، فإن Mint هو الخيار الصحيح. بصرف النظر عن الوصول المجاني، فإنه يحتوي على العديد من الميزات التي يمكنك تجربتها بالإضافة إلى سهولة استخدامه. ولديه قاعدة مستخدمين واسعة تصل إلى أكثر من 25 مليون.
يمكن لأي شخص استخدام هذا التطبيق والقيام بجميع أنواع أعمال الميزانية بسهولة. أي أنه تطبيق ميزانية خالٍ من المتاعب. يمكنك بسهولة ربط جميع الحسابات التي لديك. وسيقوم التطبيق بدوره تلقائيًا بتتبع دخلك وإنفاقك.
من حيث الميزات، يتيح لك القيام بجميع الأعمال المعتادة مثل حساب الدخل وتتبع النفقات واختيار الهدف المالي وما شابه ذلك. علاوة على ذلك، يمكنك دائمًا تتبع بطاقات الائتمان والفواتير.
في الواقع، هذا ما يريده كل مبتدئ من تطبيق الميزانية. لنفترض أنك تريد وضع هدف مالي وتتبع كل شيء حوله. جنبًا إلى جنب مع الحساب القياسي، يمكنك إجراء تتبع مستمر للحصول على أفضل أداء ونتيجة. في هذه الحالة، Mint هو أفضل تطبيق ميزانية دون أي جدال وبواجهة جميلة.
روابط تحميل تطبيق Mint:
2. تطبيق Personal Capital
أحد أفضل تطبيقات الميزانية المجانية. عندما تركز معظم تطبيقات الميزانية فقط على وضعك المالي الحالي، فإنها حتمًا تهدف إلى المستقبل.
لا يمكنك فقط إدارة الإيرادات والنفقات الأخيرة ولكن أيضًا إعداد خطة التوفير للمستقبل. بعباراتٍ أخرى، يمنحك التطبيق البيانات التحليلية لتحديد مبلغ الادخار الخاص بك.
المدخرات المنتظمة والقيمة المستقبلية المحتملة تجعل من السهل عليك حساب المدخرات بعد التقاعد. إذا كان لديك تخطيط مستقبلي معين، فهذا هو أفضل تطبيق للتركيز على هذا الهدف. علاوة على ذلك، لا يكلف هذا التطبيق أي شيء. لذا، فأنت تحصل على تطبيق لائق لإعداد ميزانية شخصية مثالية لتوفير التقاعد مجانًا.
إذا كان لديك هدف معين للتقاعد ، فسيساعدك هذا التطبيق أكثر من غيره. إنه مثالي بشكل خاص من بين أفضل التطبيقات للميزانيات طويلة الأجل. ولديه جميع خدمات تتبع الدخل والنفقات لإعداد خطة ميزانية كاملة.
كما أنه مذهل في مزامنة الحسابات المصرفية، ومراقبة جميع الحسابات معًا، والتخطيط للميزانية العادية وميزانية التقاعد مع تتبع وتحليل رائع.
روابط تحميل تطبيق Personal Capital:
3. تطبيق PocketGuard
هو تطبيق ميزانية متعدد الاستخدامات، ممتاز استخدامه للخطط اليومية. لديه خدمات مجانية وأخرى مدفوعة. علاوة على ذلك، يمكنك أيضًا الحصول على نسخة تجريبية لاختبار أدائه. كما يمكنك بسهولة ربط جميع الحسابات المالية ومزامنتها.
تتيح لك علامة التبويب “نظرة عامة” مراقبة خطة ميزانيتك بسرعة كبيرة. وتتأكد صفحة تتبع الفواتير الخاصة به من تذكيرك حتى لا تنسى أي دفعة. يسير هذا التتبع بنفس الطريقة مع الديون أو أي مدفوعات أخرى.
وبالتالي، من خلال التتبع الشامل للدخل والنفقات، يتيح لك هذا التطبيق القيام بأشياء أساسية مثل تحصيل الدخل وتتبع النفقات وتتبع الاحتياطي وما إلى ذلك. أي يمكنك الحصول بسرعة على فهم شامل لأموالك والمدخرات المحتملة. بالإضافة إلى سهولة المزامنة مع الحسابات المصرفية.
هذا التطبيق رائع إلى حد ما بواجهة جذابة وسهلة جدًا، لديه شيء واضح لا يأتي مع باقي التطبيقات؛ كل الميزات الضرورية موجودة. مع تصميم تتبع بسيط وخوارزمية محسّنة رائعة لتتبع جميع المعلومات المالية، يعد تطبيق الميزانية هذا مثاليًا للمبتدئين والمحترفين.
روابط تحميل تطبيق PocketGuard:
4. تطبيق Google Sheets
هو ليس تطبيقًا للميزانية حصريًا، لكن لا يزال العديد من الأشخاص يفضلون طريقة المدرسة القديمة لتتبع مواردهم المالية على جدول بيانات.
فقط املأ الخلايا بأرقامك وحساباتك، ونسقها تمامًا كما تفعل في Excel واحسب الدخل والمصروفات. إنه مجاني للاستخدام بمجرد أن يكون لديك حساب جوجل، وعندها سيُحفظ ملفك تلقائيًا في السحابة. مع إمكانية التعديل عليه عندما تشاء.
روابط تحميل تطبيق Google Sheets:
يمكنك الآن متابعة ميزانيتك بسهولة دون القلق بشأن الفواتير والتركيز بشكلٍ أكبر على الإنفاق والنفقات الإضافية. بهذه الطريقة، يمكنك تحديد ما يجب أن تنفقه كل شهر مقابل دخلك (أي تحديد ما لَك وما عليك).
تذكر! من خلال تطوير ميزانية وإعداد طريقة لتتبعها، فإنك تنشئ خارطة طريق للحرية المالية. لكن مفتاح الالتزام بميزانيتك هو أن تظل مرنًا وواقعيًا. توفر الأرقام إرشادات، ويمكنك تعديلها كما ترى كيف تعمل ميزانيتك بشكلٍ أفضل.
شاركنا، ما هي الاستراتيجيات الأخرى التي تستخدمها لضمان استمرار خطة ميزانيتك وتقديم نوع النتائج التي تبحث عنها؟ يسعدنا سماع آرائكم.