كيف يغير الذكاء الاصطناعي التسويق الرقمي (الفوائد والاستخدامات)

كيف يغير الذكاء الاصطناعي التسويق الرقمي (الفوائد والاستخدامات)

في عالم التسويق الرقمي السريع والمتطور، أصبح الذكاء الاصطناعي واحدًا من أبرز التقنيات التي تُحدث تحولًا جذريًا في كيفية تنفيذ الحملات التسويقية وتحقيق النجاح التجاري.

لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة لتحليل البيانات، بل أصبح شريكًا استراتيجيًا يساعد المسوقين على تخصيص التجارب، زيادة الكفاءة، وتحسين استراتيجيات التسويق بشكل غير مسبوق.

من توجيه الإعلانات بدقة إلى تحليل سلوك العملاء، يقدم الذكاء الاصطناعي حلولاً مبتكرة تسهم في تعزيز تجربة العملاء وتقديم قيمة أكبر. ولكن، مع كل هذه الفوائد، هناك تحديات وسلبيات يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار.

في هذا المقال، سنستعرض فوائد الذكاء الاصطناعي في التسويق الرقمي، وكيفية استخدامه بفعالية، بالإضافة إلى التحديات التي قد تواجهها الشركات عند الاعتماد على هذه التقنية.

ما هي فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق الرقمي؟

أ) توفير الوقت والجهد: يمكن أن يساعدك الذكاء الاصطناعي في توفير الوقت واختصار الكثير من الجهد المبذول في بعض المهام الروتينية المرتبطة بالعملية التسويقية، مثل ارسال رسائل البريد الإلكتروني، جدولة منشورات مواقع التواصل الاجتماعي، التفاعل مع العملاء وغيرها من المهام.

ب) تقليل التكلفة: يمكنك باستخدام الذكاء الاصطناعي توفير التكاليف المرتبطة بتوظيف عمالة بشرية لأداء بعض المهام (مثل خدمة العملاء).

ج) زيادة الكفاءة: يمتاز الذكاء الاصطناعي بإنجاز المهام بدقة كبيرة وسرعة عالية، بعض المهام التي يستغرق أدائها بضع ساعات يمكن للذكاء الاصطناعي إنجازها في ثواني معدودة.

د) الاستفادة من كم هائل من البيانات: وهي من أبرز فوائد الذكاء الاصطناعي في التسويق الرقمي، حيث يتيح لك كمسوق رقمي تحليل كميات ضخمة من البيانات المرتبطة بالعملاء وتغيرات السوق بما يساعدك في فهم العملاء بشكل أكبر.

هل تعلم أنه: بلغت قيمة سوق الذكاء الاصطناعي في التسويق حوالي 15.84 مليار دولار في عام 2021، ومن المتوقع أن يتجاوز 107.5 مليار دولار بحلول عام 2028.

    كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق الرقمي

    1. تحليل البيانات

    أحد أبرز مزايا الذكاء الاصطناعي في التسويق الرقمي القدرة على تحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة ودقة عالية، وكمسوق رقمي، ينبغي عليك أن تعرف جيدًا كيفية استغلال هذه البيانات في فهم عملائك و تحسين حملاتك الإعلانية.

    هنالك الكثير من البيانات التي يمكن للذكاء الاصطناعي تحليلها، مثل سلوك العملاء، أنماط الشراء، تقلبات السوق، تحليل الاتجاهات العامة للسوق وغيرها من البيانات.

    يمكنك الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التسويق الرقمي من خلال تحليل البيانات بسرعة ودقة تفوق قدرة الانسان بمراحل، وسيتيح لك ذلك بناء حملاتك التسويقية بشكل أفضل واعتمادًا على البيانات والحقائق.

    2. توجيه الإعلانات

     يستخدم الذكاء الاصطناعي بيانات التصفح وملفات تعريف الارتباط للعملاء وتوجيه الإعلانات لهم بحسب: العمر، الجنس، المنطقة الجغرافية، الاهتمامات وغيرها من المعايير.

    هذه الاستراتيجية أفادت الشركات الكبرى بشكل كبير، حيث ساعدتهم في تحديد الإعلانات الملائمة لكل مستخدم بناءً على سلوكه واهتماماته.

    فيسبوك تستخدم الذكاء الاصطناعي في توجيه الإعلانات، وبالطبع أنك تلاحظ ظهور إعلانات لها علاقة بالأشياء التي تبحث عنها أو تتابعها في فيسبوك وكذا الحال مع جوجل ويوتيوب.

    3. اختبارات A/B

    هذا المصطلح أسلوب شائع في التسويق الرقمي، ويتم فيه مقارنة نسختين من صفحة على موقع إلكتروني لتحديد أيّ من الصفحتين يتجاوب معها العملاء بصورة أفضل.

    هنالك إجراءات وبيانات معقدة ينبغي تحليلها عند إجراء هذا الاختبار، وبطبيعة الحال ستستغرق هذه العملية الكثير من الوقت والجهد في حالة تم عملها بشكل يدوي.

    ولذلك تلجأ كثير من الشركات إلى استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي في إجراء هذا الاختبار التي تمتاز بتحليل البيانات بشكل أسرع وأدق مع إمكانية إجراء عدة اختبارات في وقت واحد.

    4. خدمة العملاء عبر الشات بوتس

    الـ Chat Bots أو ربوتات الدردشة هي برامج تعمل بالذكاء الاصطناعي، تستخدمها العديد من الشركات والمواقع الإلكترونية وصفحات السوشيال ميديا للتفاعل مع العملاء.

    يمكنك التركيز على جوانب التسويق الرقمي الأخرى وترك مهمة التفاعل مع العملاء لروبوتات الدردشة التي تجيب على استفسارات العملاء وتقديم الدعم لهم ومساعادتهم في اكمال عمليات الشراء. 

    المميز في ربوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أنها تستطيع التعامل مع العديد من العملاء في آنٍ واحد، إضافة إلى تكلفتها المنخفضة وأنك تستطيع استخدامها على مواقعك وصفحاتك على السوشيال ميديا على حدٍ سواء.

    5. مراقبة آراء وتعليقات العملاء

    ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث توجد أدوات تعمل بالذكاء الاصطناعي تساعدك على مراقبة التعليقات والنقاشات التي تدور حول علامتك التجارية.

    يمكن أن تستفيد من هذه الخاصية في اكتشاف النقاط السلبية في علامتك التجارية واصلاحها بالكيفية التي تناسب عملائك وتلبي احتياجاتهم.

    6. تحسين التسويق بالبريد الإلكتروني

    الذكاء الاصطناعي قدّم فوائد كبيرة في التسويق بالبريد الإلكتروني، حيث ساعد على تقليل الوقت والجهد في تخصيص الرسائل التسويقية، كما أنه لعب دورًا كبيرًا في تحسين استراتيجيات التسويق وتحليل أداء البريد الإلكتروني.

    يمتلك الذكاء الاصطناعي قدرة على صياغة وتخصيص رسائل تسويقية تناسب كل فئة من عملائك بناءًا على تفضيلاتهم وعادات المشاهدة، كما يقدم تحليل أداء البريد الإلكتروني ومعرفة كيفية تفاعل العملاء مع الرسائل التسويقية.

    7. التسعير الديناميكي

    التسعير الديناميكي هو استراتيجية تسعير تتغير فيها الأسعار بشكل مرن وفقًا لعوامل معينة، مثل العرض والطلب، وقت الشراء، مستوى المنافسة، أو حتى سلوك العملاء.

    هذا النوع من التسعير يُستخدم بشكل واسع في صناعات مثل الطيران، الضيافة (الفنادق)، والتجارة الإلكترونية وغيرها من المنصات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتطبيق هذه الاستراتيجية.

    على سبيل المثال، في شركات الطيران، قد تجد أن أسعار التذاكر تختلف بناءًا على الوقت المتبقي حتى موعد الرحلة، ومدى الإقبال على الحجز، ووقت الحجز (إذا كان في وقت ذروة أو غيره).

    تستخدم هذه الشركات تقنيات ذكاء اصطناعي وخوارزميات متقدمة لتحليل البيانات وتحديد الأسعار المثلى في كل لحظة.

    والفكرة الأساسية وراء التسعير الديناميكي هي تحقيق أقصى قدر من الإيرادات من خلال الاستفادة من التغيرات في الطلب وتقديم أسعار تتوافق مع استعداد العملاء للدفع في لحظة معينة.

    8. كتابة محتوى تسويقي

    كتابة المحتوى التسويقي مثال جيّد عن كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق الرقمي ولك أن تتخيل أن أكثر أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في التسويق الرقمي مخصصة لكتابة المحتوى التسويقي والمحتوى بشكل عام.

    من خلال خلال هذه الأدوات يمكنك كتابة محتوى تسويقي لوسائل التواصل الاجتماعي، وصف المنتجات، وصف الفيديوهات وما إلى ذلك.

    الجميل هنا أن الذكاء الاصطناعي يعرف جيدًا نوعية المحتوى الذي يناسب كل فئة ويحقق الهدف من المحتوى التسويقي.

    يمكنك الاسعانة بأدوات عديدة في كتابة المحتوى التسويقي، مثل أداة Jasper، كما يمكنك استخدام روبوت Chatgpt وروبوت الدردشة المقدم من Bing.

    9. اختصار المحتوى

    يمكن أن تستعين ببعض أدوات الذكاء الاصطناعي مثل Chatgpt و Bing في اختصار المقالات الطويلة إلى نصوص قصيرة بغرض نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي والوصول إلى عملاء جدد.

    تساعدك هذه الأدوات في اختصار المحتوى واستخراج النقاط الأساسية بصورة سلسة وفي ثواني معدودة، وهذه مهمة صعبة وتستغرق الكثير من الوقت إذا أردت القيام بها بنفسك.

    10. تصميم الصور والفيديوهات

    من أكثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التسويق الرقمي شيوعًا تصميم الصور والتعديل على الفيديوهات، وقد قلل الذكاء الاصطناعي الاعتماد على المصممين بشكل كبير.

    المميز في أدوات التصميم المدعومة بالذكاء الاصطناعي أنها سهلة الاستخدام، كل ما عليك هو اخبار الأداة بنوعية التصاميم والألوان والخطوط التي تريد استخدامها في الصورة خلال ثواني ستعرض لك صور مطابقة للأوصاف التي قمت بإدخالها.

    توجد الكثير من الأدوات التي يمكنك الاسعانة بها في التصميم، مثل Lexica Art لتصميم صور مصغرة الإعلانات والمدونات، بالإضافة لأداة Wisecut للتعديل على الفيديوهات.

    11. تحويل النص إلى صوت

    تحويل المحتوى النصي إلى صوت أحد التطبيقات المفيدة للذكاء الاصطناعي في التسويق سواء كان عبر الفيديوهات أو الكتب الصوتية أو أي عمل تجاري عبر الإنترنت يتطلب التعليق الصوتي.

    أدوات تحويل النص إلى صوت المدعومة بالذكاء الاصطناعي عديدة، أبرزها ElevenLabs التي يمكنك من خلالها ادخال محتوى نصي وتحويله إلى صوت بضغطة زر واحدة.

    التعليقات الصوتية باستخدام الذكاء الاصطناعي بالتأكيد أنها ليست بجودة الأصوات البشرية، ولكنها توفر أنواع مختلفة من الأصوات وبالتأثيرات الصوتية التي تختارها.

    ما هي سلبيات الذكاء الاصطناعي في التسويق؟

    1. مخاطر انتهاك الخصوصية

    يعتمد الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على جمع وتحليل كميات ضخمة من البيانات الشخصية للمستخدمين. إذا لم يتم التعامل مع هذه البيانات وفقًا للقوانين واللوائح المعمول بها، فقد يتعرض المستخدمون لخطر انتهاك خصوصياتهم. هذا قد يؤدي إلى فقدان ثقة العملاء في العلامة التجارية.

    2. مخاوف المستخدمين

    بعض المستخدمين يشعرون بعدم الراحة عند التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة في خدمة العملاء. على سبيل المثال، إذا أدرك المستخدم أن الردود التي يحصل عليها من روبوت دردشة وليست من شخص حقيقي، فقد يؤثر ذلك سلبًا على تجربة المستخدم وقراره بالشراء أو الاستمرار في التعامل مع العلامة التجارية.

    3. التقليل من الإبداع

    الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في المهام التسويقية قد يؤدي إلى تقليل الابتكار والتفكير الإبداعي لدى المسوقين. على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي ممتاز في المهام الروتينية وتحليل البيانات، إلا أنه لا يمكن أن يحل محل الإبداع البشري الذي يمكن أن يصنع الفارق في إنشاء حملات تسويقية فريدة.

    4. التكلفة

    على الرغم من أن بعض أدوات الذكاء الاصطناعي توفر نسخًا مجانية، إلا أن المزايا الأكثر فائدة للمسوقين غالبًا ما تكون متاحة فقط في النسخ المدفوعة. هذه الأدوات تتطلب تكلفة إضافية، وقد تكون باهظة الثمن بالنسبة للشركات الصغيرة أو المسوقين الفرديين.

    5. الحاجة إلى مراقبة ومراجعة بشرية

    لا يمكن الاعتماد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي دون إشراف بشري. على الرغم من دقة وسرعة الذكاء الاصطناعي في إنجاز المهام، إلا أن بعض الأخطاء قد تحدث، لذا من الضروري أن تتم مراجعة النتائج من قبل البشر لضمان جودتها ودقتها.

    التطورات المستقبلية للذكاء الاصطناعي في التسويق الرقمي

    مع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن يكون لها تأثير أكبر في مجال التسويق الرقمي في المستقبل.

    بعض التطورات المستقبلية التي يمكن أن تغير قواعد اللعبة تشمل:

    1. التخصيص الفائق للمحتوى: من المتوقع أن يتم تحسين قدرة الذكاء الاصطناعي على تخصيص المحتوى التسويقي بناءً على سلوك واهتمامات المستخدمين بشكل أكثر دقة.

    لن يقتصر الأمر فقط على تخصيص الرسائل التسويقية، بل سيصل إلى تقديم تجارب رقمية فريدة لكل مستخدم بناءً على بياناته الشخصية وتحليل سلوكه.

    2. الذكاء الاصطناعي التنبؤي: ستزداد قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات وتقديم توقعات دقيقة حول سلوك المستهلكين واتجاهات السوق.

    سيساعد ذلك الشركات في اتخاذ قرارات تسويقية أكثر ذكاءً وفعالية، مثل توقع احتياجات العملاء قبل أن يدركوا هم أنفسهم هذه الاحتياجات.

    3. الأتمتة الشاملة للتسويق: الأتمتة ليست جديدة، ولكن التطورات في الذكاء الاصطناعي ستجعلها أكثر تقدمًا. من المتوقع أن نرى حملات تسويقية كاملة تُدار بشكل آلي بدءًا من تحديد الجمهور المستهدف إلى إنشاء المحتوى وحتى تنفيذ التحليلات ومراقبة الأداء، مما يحرر المسوقين للتركيز على استراتيجيات أعلى مستوى.

    4. الواقع الافتراضي والواقع المعزز المدعومان بالذكاء الاصطناعي: من المحتمل أن يصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من تجارب الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في التسويق.

    على سبيل المثال، يمكن للمسوقين استخدام هذه التقنيات لتقديم تجارب تسويقية غامرة يتفاعل فيها العملاء مع المنتجات افتراضيًا قبل الشراء.

    5. تحسين خدمة العملاء باستخدام الذكاء الاصطناعي التفاعلي: مع تطور روبوتات الدردشة (Chatbots) وتقنيات الذكاء الاصطناعي التفاعلي، ستصبح هذه الأدوات أكثر قدرة على فهم التعليقات والمشاعر البشرية، مما يحسن التفاعل مع العملاء ويوفر تجربة أكثر إنسانية وسلاسة.

      باختصار، التطورات المستمرة في الذكاء الاصطناعي ستغير كيفية تنفيذ الحملات التسويقية في المستقبل، مع مزيد من التخصيص والكفاءة والأتمتة، مما يعزز تجربة العملاء ويدفع نمو الشركات.

      الخاتمة

      لا شك أن الذكاء الاصطناعي قد أحدث ثورة كبيرة في عالم التسويق الرقمي، مقدماً حلولاً ذكية تسهم في تحسين كفاءة العمليات وتقديم تجارب تسويقية مخصصة ومبتكرة.

      ورغم وجود بعض التحديات والسلبيات المرتبطة باستخدام هذه التقنيات، إلا أنه من الصعب تجاهل الفوائد الكبيرة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في تحسين استراتيجيات التسويق وتطوير الأعمال.

      من المهم أن نتعامل مع هذه التقنيات بحذر وتوازن، حيث يمكننا الاستفادة منها لتحقيق أهدافنا التسويقية مع الحفاظ على اللمسة البشرية والإبداع الذي لا يمكن للذكاء الاصطناعي تعويضه.

      المستقبل يحمل الكثير من التطورات المثيرة في هذا المجال، ومع تبني الاستخدام المسؤول والمبتكر للذكاء الاصطناعي، سيكون بإمكاننا تحسين أساليب التسويق الرقمي ودفع أعمالنا إلى مستويات جديدة.

      نأمل أن تكون هذه المقالة قد قدمت لك نظرة شاملة حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق الرقمي، وفوائده وسلبياته، وكذلك لمحة عن مستقبل هذه التكنولوجيا المثيرة.

      بقلم قمر عوض مصطفى

      اترك تعليقاً

      لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

      Scroll to Top