الواقع الافتراضي Virtual reality (كل ما تحتاج لمعرفته)

الواقع الافتراضي

ماذا سيحدث لو قلت لك أنك تستطيع تغيير الواقع الذي تعيش فيه واستبداله بأي واقع آخر تريده؟ هذا بالضبط ما تعنيه تقنية الواقع الافتراضي، وهي أن تستبدل البيئة من حولك بأي بيئة أخرى تتمناها وتحتاجها، وأن تهرب من واقعك بكل ما تعنيه الكلمة.

فيمكنك في منتصف شتاء يناير القارس أن تذهب إلى شاطئ من شواطئ المالديف في أواخر شهر يونيو، وترى السماء الصافية وأمواج البحر والرمال الذهبية.

تقنيات الغمر: الواقع الافتراضي كبداية

ما نتحدث عنه هنا هو تقنيات الغمر أو الـ Immersive Technology، وهي التي تعمل على غمر حواس المستخدم في بيئة أخرى مختلفة عن الحقيقة التي يعيش فيها، وذلك من خلال التأثير على ما يراه وما يشمه وما يسمعه ويستشعره، وبذلك يفقد الاتصال بواقعه الأصلي ويُغمر تمامًا بالواقع الافتراضي الذي يريده.

بالطبع ما زالت هذه التقنيات ناشئة فلم تحقق نجاحات كبيرة إلا في مجالات التأثير على الرؤية والسمع بشكل ما، وقد امتدت هذه التقنية الناشئة كثيرًا، وشهدت نموًا هائلًا في السنوات الماضية حتى بات لها العديد من الأنواع، مثل: الواقع الافتراضي Virtual Reality، والواقع المعزز Augmented Reality، والواقع المختلط Mixed Reality، وأخيرًا الواقع الممتد Extended Reality.

وإليك شرح لكل واحد من هذه الأنواع:

الواقع الافتراضي Virtual Reality

النسخة الأبسط أو الشكل الأولي من تقنيات الغمر كانت تقنية الواقع الافتراضي التي تستطيع نقلك من واقعك الشخصي إلى واقع آخر، ومن خلالها يمكنك أن تقتحم لعبتك الإلكترونية، أو أن تشاهد المباراة النهائية في الاستاد من بيتك، أو حتى أن تجري عملية جراحية لمريض لم يوجد أبدًا وأنت مستلقي على أريكتك المريحة، ولن أطيل أكثر من هذا لأن مقالنا سوف يركز على الواقع الافتراضي.

الواقع المعزز Augmented Reality

الواقع المعزز قد شهد طفرة حقيقية خلال السنوات القليلة الماضية حتى وصل إلى أوج نجاحه مع لعبة بوكيمون جو الشهيرة التي اكتسحت العالم في العام 2016، وهو ما حفز الشركات الكبرى، مثل: جوجل وفيسبوك ومايكروسوفت على دخول هذا السوق، وبناء وتطوير العديد من التطبيقات والأدوات لتتلائم معه، مثل: Facebook Wristband و Microsoft HoloLens.

باستخدام تقنية الواقع المعزز يمكنك أن تدمج بعض الخصائص بالواقع الذي تعيشه، كأن تقوم بالتسوق باستخدام نظارة للواقع المعزز فتريك أسعار المنتجات والمعلومات الخاصة بها، أو أن تقود باستخدام نظارة مربوطة بتطبيق خرائط جوجل فتعرض لك الخريطة والاتجاهات مباشرة من خلال النظارة، أو حتى أن تلعب لعبة مدمجة بالواقع مثل ما حدث في بوكيمون جو.

الواقع المختلط Mixed Reality

الواقع المختلط هي التقنية الأعجب فيهم جميعًا، فهي تستطيع أن تدمج بين الواقعين الحقيقي والافتراضي مثل ما نراه في أفلام الخيال العلمي، وتمكنك من التواجد في مكان آخر على هيئة هولوجرام وخلق واقعك الخاص، وفرضه على الواقع الحقيقي الذي تعيش فيه، وهذا بعكس الواقع المعزز الذي يكون فيه العالم الحقيقي هو الأساس الذي يتم تدعيمه أو تعزيزه بوجود رقمي.

الشركة الرائدة في هذا المجال عالميًا هي مايكروسوفت، والتي تحاول أن تسيطر على هذا المجال لما سيشكله من نقلة كبيرة في مجالات العمل والتصميم والترفيه.

الواقع الممتد Extended Reality

الواقع الممتد ليست تقنية بحد ذاتها، بل هي مصطلح ظهر في أخر بضعة سنين، ليضم تحته تقنيات الغمر الثلاثة نتيجة لما شهدته هذه المجالات من تطور هائل في بضع سنين قليلة وعدم وجود مظلة مميزة لها، ويقصد بالواقع الممتد امتداد الواقع الافتراضي أو الرقمي بالواقع الحقيقي.

اقرأ أيضًا: أكبر شركات التكنولوجيا في العالم (العشرة العمالقة)

ما هو الواقع الافتراضي Virtual reality؟

الواقع الافتراضي هي تقنية تسمح لمستخدمها بمحاكاة واقع آخر غير الذي يعيش فيه، حيث يصبح قادرًا على أن يتفاعل معه ويؤثر فيه ويتأثر به من خلال أجهزة متطورة تسمح له بالانغماس داخل هذه التجربة صوتيًا وبصريًا، والتي من أشهرها جهاز HDM أو شاشة العرض المثبتة على الرأس.

الشكل الأكثر شهرة من أشكال هذه التقنية هي المواد ثلاثية الأبعاد، حيث من خلال نظارات وأجهزة معينة يمكنك أن ترى فيلمًا أو مقطع فيديو وكأنك تعاينه أمام عينك، وترى أبعاده جميعًا ما يضفي واقعية وصدق لما تشاهده ويوفر متعة أكبر، ولكن هذا هو مجرد تبسيط للواقع الافتراضي، فهو مصطلح أعقد من هذا بكثير، ويعمل على نقلك لواقع آخر تمامًا عن الذي تعيش فيه.

الأمر لن يقف عند هذا الحد، فإن الهدف هو إعطائك التجربة الكاملة، وذلك ما لن يحدث إلا من خلال التأثير على الحواس جميعها، وأن تستطيع شم روائح هذا الواقع الجديد، وأن تشعر بملمس الأشياء التي تلمسها في هذا الواقع الافتراضي، ولكن ذلك سيتطلب مننا بعد الوقت والأبحاث حتى نتوصل إليه.

اقرأ أيضًا: مجالات الذكاء الاصطناعي: أبواب المستقبل المفتوحة على مصارعها

تاريخ الواقع الافتراضي

الواقع الافتراضي ليست فكرة حديثة كما تظن، بل أن تاريخها يعود إلى ثلاثينات القرن التاسع عشر حيث قام العالم والفيزيائي تشارلز ويتستون باكتشاف ظاهرة التجسيم، والتي كانت الأساس لجهاز الستريوسكوب أو المجسم التي تعتمد عليه تقنية الواقع الافتراضي، والتي من خلالها تحدث الرؤية الثنائية ذات الثلاث أبعاد التي تكسب الصور العمق وخاصية الغمر لتجعلها ثلاثية الأبعاد.

الأمر لم يقف عند هذا، بل كان للواقع الافتراضي وجود في أدب الخيال العلمي، فقد ذكر استبصار للواقع الافتراضي في قصة قصيرة للأديب ستانلي جرومان وينبوم تعود للعام 1935: “الفيلم الذي يعطي للمرء السمع والبصر، تخيل لو أضفت طعمًا ورائحة وحتى لمسة له، لو سلبت القصة تركيزك بالكامل.

افترض أنني صنعتها بحيث تكون أنت بداخل القصة، تتحدث إلى الظلال وترد عليك هي، وبدلًا من أن تكون القصة على الشاشة بعيدًا عنك، تكون كل القصة عنك أنت، هل هذا سيجعل من الحلم واقعًا.”

قد كان العام 1956 عامًا مميزًا في تاريخ تقنيات الغمر حيث قام صانع الأفلام الشهير مورتون هايليج بتطوير جهاز السينسروما Sensorama، والذي من خلاله استطاع أن يغمر جميع حواس المشاهد بالمقاطع التي يعرضها، وحتى أن يغمره بالتأثيرات الجوية كالرياح والمطر، وقد واصل هايليج بحثه حتى صنع في العام 1960 أيضًا قناع Telesphere Mask الذي وفر من خلاله رؤية بزاوية 360 درجة.

بعد هذه الاكتشافات ومن عام 1965 بدأت تظهر بشائر تقنية الواقع الافتراضي كما نعرفها اليوم، حتى بدأت جوجل في العام 2007 في نقل تقنيات الغمر إلى أن ظهرت Oculus Rift في العام 2012 ولعبة بوكيمون جو في العام 2016… لتبدأ بعد ذلك كل الشركات الكبرى في الاهتمام بها والتهافت على الاستثمار فيها كتقنية المستقبل.

اقرأ أيضًا: أكثر الشخصيات الملهمة في مجال التكنولوجيا وقصص نجاحهم

استخدامات الواقع الافتراضي

يكاد المرء يجزم بأنه ليس هناك ما لا يمكن فعله من خلال تقنيات الغمر وخاصة الواقع الافتراضي، وذلك نظرًا للاهتمام والإقبال عليه من كل المجالات والصناعات، والذي ساهم في زيادة عدد استخداماته بشكل كبير لأنه يوفر تجربة حقيقية عن بعد.

وإليك سرد لأهم وأشهر استخدامات الواقع الافتراضي في الحياة العملية:

1. التدريب العسكري

تستخدم العديد من الجيوش حول العالم اليوم تقنيات الغمر من أجل تدريب جنودها على العمليات الصعبة والخطرة من خلال خلق تجربة واقعية لهذه الظروف ومراقبة ردود فعل الجنود لها وتجاوبهم معها، وهذا ما سيساهم في زيادة احترافية الجنود في نفس الوقت الذي سيحافظ فيه على أرواحهم.

كما أن السلاح الجوي يعتمد عليها الآن في الكثير من الدول والجيوش حول العالم. وهذا لأنه من السهل التدرب على القتال وإطلاق القنابل والقذائف وعمل المناورات باستخدام نماذج واقعية افتراضية تحدث في المعركة، وذلك بدلًا من تجربتها والتدرب عليها باستخدام طائرات تكلف ملايين الدولارات في تجارب قد تضيع فيها حياة الكثيرين.

2. التعليم الطبي

التعليم الطبي بات يستخدم في الكثير من الدول المتقدمة نماذج الواقع الافتراضي من أجل دراسة علوم التشريح البشرية وعلوم التشريح البيطرية، وهذا لأن تجربة الواقع الافتراضي تشكل إضافة كبيرة تسمح للطلاب تخيل الأمور بجودة أكبر مع الابتعاد عن إهدار الحيوات أو استخدام الجثث في الدراسة.

تقنية الواقع الافتراضي قد تساهم أيضًا في المستقبل في الحفاظ على الملايين من الحيوانات البريئة كالضفادع والفئران والأرانب، وذلك من خلال عمل نماذج محاكاة لتشريحها بدلًا من إزهاق الآلاف من هذه الكائنات بدون داعي من أجل التدرب على رؤية تركيبها وأعضائها فقط.

3. التصميم والمجالات الفنية

في الإعلان السابق الخاص الذي عرضناه في بداية المقال؛ ركزت مايكروسوفت على الترويج HoloLens على أنها قد تشكل إضافة كبيرة للمصممين والفنانين حول العالم، وهذا إلى حد ما حقيقي، لأن اليوم هناك العديد من المنصات والتطبيقات التي تستخدم تقنية الواقع الافتراضي من أجل هذا الغرض تحديدًا.

4. مجالات الرياضة

الكثير من مشجعين الرياضة يرغبون في حضور المباريات والفعاليات بشكل مباشر في الاستاد ويرون بأعينهم اللاعبين المفضلين لديهم وهم يحرزون النصر، ولكن هذا صعب بعض الشيء بسبب محدودية أعداد المقاعد في الاستاد.

ولكن تقنية الواقع الافتراضي كان لها رأي أخر! حيث باستخدامها من الممكن لك التواجد في الاستاد ومشاهدة المباراة ومن عدة زوايا من خلال تقنيات الواقع الافتراضي الرائعة.

بالفعل قد تم إذاعة مباراة نهائية لدوري أبطال أوروبا من خلال تقنية الواقع الافتراضي وبصورة 360 درجة من خلال المنصات المتخصصة، وكان من الممكن آنذاك مشاهدة المباراة من عدة زوايا.

5. التعليم

تقنيات الغمر التي منها تقنية الواقع الافتراضي تنقل التعليم إلى مستوى مختلف تمامًا. فهناك اليوم منصات مثل؛ Unimersiv التي تسمح لك بأن تستكشف روما، وعقل الإنسان، والكثير من الأشياء الرائعة.

وتساعد كثيرًا على جعل عملية التعليم مختلفة وأكثر واقعية وتلامسًا مع عقل المتعلم، وبالتالي تساعد على تحسين العملية التعليمية ككل.

بعض المجالات كما ذكرنا تستخدم هذه التقنيات بكثافة وخاصة التعليم الطبي والجراحي والتدرب على الطيران.

اقرأ أيضاً: معالجة اللغة الطبيعية Natural Language Processing (شرح بسيط ومختصر)

6. الترفيه

الترفيه من أكثر المجالات التي تستخدم تقنيات الغمر والواقع الافتراضي، وفي الحقيقة كان هو التطبيق الوحيد لها للعديد من السنوات، فالكثير من ألعاب الفيديو على سبيل المثال لديها نسخة للواقع الافتراضي تسمح لك بالانغماس في عالم موازي للعبة ومعايشتها بشكل واقعي للغاية، وهو ما يحسن من متعة اللعب.

الأفلام أيضًا والمحتوى المرئي بشكل عام يشهد تطورًا ملحوظًا في هذا الصدد، حيث إنه يجعل من المحتوى المرئي الترفيهي واقعي للغاية، ويزيد من متعة المشاهد في مشاهدته والاستماع إليه.

7. التوظيف

في العام 2017 قام بنك لويدز البريطاني بتقييم الخريجين من خلال تقنية الواقع الافتراضي، وهذا من أجل تعيينات هذه السنة، ورغم أن هذا ما زال خطوة أولية في الانتقال من مرحلة التوظيف والمقابلات الشخصية الواقعية إلى المقابلات الافتراضية، إلا أنه يبدو أمرًا مبشرًا ببداية عصر جديد من التقييم والتوظيف من خلال التقنيات الحديثة.

8. لعبة البوكر

الآن يمكنك أن تلعب لعبة البوكر من بيتك مع العديد من الناس حول العالم في بيئة تشبه الكازينو الحقيقي، وكل هذا من خلال منصة الواقع الافتراضي الخاصة بك، ويمكنك أيضًا أن تتحدث معهم، وتقرأ لغة جسدهم، والعديد من الأشياء الأخرى الرائعة التي تجعل اللعبة واقعية للغاية وحقيقية.

9. الهندسة المعمارية

يمكن للمهندسين المعمارين اليوم أن يستخدموا تقنيات الواقع الافتراضي ثلاثية الأبعاد من أجل تحسين عملية تصميم المنازل، والتطبيق العملي لكيف سيبدو شكل المنازل التي يصممونها من قبل تنفيذها.

وهذه التقنية تتعدى مرحلة التصميم وتصل إلى مرحلة الشعور، حيث يمكن للمهندس المعماري أن يحس بالمشاعر التي يبثها التصميم في نفس الساكن.

صاحب المنزل بإمكانه أيضًا أن يجرب تصميم منزله قبل بناءه، وأن يستشعر المساحات الخاصة بمنزله ويدلي بتعليقاته ورغباته على التصميم، وهو ما يوفر الكثير من الوقت والجهد على كل من المهندس المعماري وصاحب المنزل.

10. صناعات السيارات

العديد من شركات السيارات الكبيرة مثل BMW وجاغوار يقومون باستخدام تقنية الواقع الافتراضي للسماح للمهندسين بتطوير أعمالهم باستخدام تخيل أكثر واقعية واحترافية خاصة في مراحل التصميم والمراجعة الهندسية، واللتان عادة ما يحتويا على صعوبة وأهمية كبيرة جدًا، وهو ما يساهم في النهاية في توفير الملايين من الدولارات على النماذج الأولية قبل أن يتم بنائها.

11. العقارات

تخيل أنك تبحث عن عقار لتشتريه، وبدلًا من أن تجري الزيارات للعديد من المنازل تقوم بتصفحها وتجربتها والعيش بداخلها في أي وقت ومن أي مكان.

حسنًا هذا ما تحاول كبرى الشركات العقارية فعله الآن، وذلك من خلال دمج تقنية الواقع الافتراضي في أعمالها، فمن خلال المنصات المتخصصة قد تم توفير الآلاف من المنازل من أجل أن يختبرها ويجربها المشترين باستخدام أجهزة الواقع الافتراضي.

12. السياحة

السياحة أيضًا من المجالات التي استغلت هذه التقنية بكثرة، فالآن بإمكانك أن تزور العديد من المتاحف والبلدان وأنت مستريح على أريكتك، وأن تنتقل من روما إلى باريس في لمح البصر، وبعد ذلك عندما تمل تنتقل إلى الأرجنتين أو اليابان.

العديد من شركات السياحة والشركات التقنية مثل خرائط جوجل تقوم بفعل هذا الآن، فهي توفر لك التجربة ورؤية المكان من قبل أن تنفق أموالك على السفر إليه، وذلك ما يجعل لدى الشركات مصداقية كبيرة عند عملائها ويساهم في زيادة أرباحها.

13. البيع

الكثير من الناس يواجهون مشكلة كيفية الشراء عبر الإنترنت، حيث إنه في أغلب الأوقات لا يكون بإمكانك أن تعاين المنتجات من قبل أن تشتريها، وهذا ما لاحظته بعض الشركات، ولذا وفرت متجر افتراضي باستخدام تقنية الواقع الافتراضي لتتمكن من التعرف ورؤية مشترياتك من قبل أن تنفق عليها أموالك.

الأمر تجاوز هذا كثيرًا حيث أصبح بإمكانك أن تجرب الملابس التي ستشتريها، وأن ترى كيف تبدو عليك أو في حالة رغبتك في شراء أثاث لمنزلك يمكنك، وذلك من خلال تطبيق إيكيا للواقع المعزز أن تجرب قطعة الأثاث وترى كيف ستبدو في منزلك.

14. المجالات الصحية والعلاج النفسي

صدق أو لا تصدق أن هذه التقنية تستخدم في العلاج، حيث أنه بات من المعروف قدرتها على تخفيف الألم للمصابين بالحروق، كما أن المصابين بالفوبيا من الممكن أن تتحسن حالتهم عندما يواجهون مخاوفهم باستخدام الواقع الافتراضي، وأن ينعكس هذا التحسن على واقعهم الحقيقي.

15. التأمل واليوجا

قد ازداد الاهتمام بالتأمل واليوجا في الفترات الأخيرة وهو ما ساهم في نمو سوقها وسوق منتجاتها للغاية، وذلك ما انعكس أيضًا على وجود تطبيقات للتأمل واليوغا من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي حيث توفر لك هذه التطبيقات رؤية 360 درجة على منظر جميل هادئ، بالإضافة إلى موسيقي باعثة للاسترخاء، ودليل أو مساعدة لكيفية القيام بالتأمل واليوجا بطريقة صحيحة.

اقرأ أيضاً: ما هو تعلم الآلة وفوائده وأنواعه وتطبيقاته (شرح مبسط وسهل)

16. التسويق

التسويق الحديث يرتكز على القيمة والشعور والحاجة أكثر من المنتج بكثير، وذلك ما يجعل تقنية الواقع الافتراضي كنزًا بالنسبة للمسوقين، لأنها ستجعل المستهلكين يشعرون ويرتبطون بـ العلامة التجارية الخاصة بشركتهم، وهناك الكثير من الشركات التي فعلت هذا، وعلى رأسها شركة كوكا كولا.

17. الأعمال الخيرية

قد تتعجب من هذا، ولكن قد تم استخدام تقنية الواقع الافتراضي في الأعمال الخيرية وفي لفت نظر الأمم والشعوب إلى بعض المشاكل والقضايا، ففي العام 2015 قامت اليونسيف باستخدام هذه التقنية لمضاعفة التبرعات التي تأتي إليها للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، وذلك من خلال عرض ما يتعرضون له من مشاكل واحتياجات.

18. الأخبار والصحافة

الهدف من الأخبار والصحافة أن يجعلوك على دراية بما يجري من حولك، وأن تصبح على علم وفهم بالأحداث الجارية، وهذا بالتحديد ما ستقويه تقنيات الواقع الافتراضي من خلال جعل هذه الأخبار أكثر واقعية، والعديد من المؤسسات الإخبارية والصحفية قد قامت بهذا وأبرزها صحيفة النيويورك تايمز الشهيرة.

19. تدريبات الطيران

الطيران من المهام الصعبة التي تحتاج إلى تدريب شاق، وتستغرق الشهور والسنوات من أجل إتقانها والخطأ فيها إما أن تكون نتيجته إزهاق الأرواح أو ملايين الدولارات جراء أضرار الطائرات.

ولذا يجب على الطيارين أن يكونوا مدربين تدريب عملي على مستوى عالي من الكفاءة والحرفية، وهذا بالتحديد ما توفره لهم تطبيقات الواقع الافتراضي لمحاكاة الطيران.

اقرأ أيضًا: ما هو علم البيانات Data Science: التخصص الأكثر إثارة في العالم

مخاطر الواقع الافتراضي

بالتأكيد هناك العديد من المخاطر المتعلقة بتقنية الواقع الافتراضي وبتقنيات الغمر عامة، وهذه الأخطار رغم كونها إلى حد ما بسيطة، إلا أنها تصبح خطيرة للغاية جسديًا ونفسيًا إذا ما أخذنا في الاعتبار فكرة أن هناك العديد من الأطفال صغار السن من يستخدمونها.

وهذه المخاطر هي:

1. القلق والتوتر

تقنيات الواقع الافتراضي تسبب لدى البعض القلق والتوتر نتيجة التجربة التي توفرها لمستخدمها، وتتزايد نسب حدوث هذا العرض إذا كان المحتوى يضم مشاهد لعنف أو لتخريب أو أعمال دموية.

فعلى سبيل المثال مشاهد الواقع الافتراضي الخاصة بما بحدث بسوريا تبعث القلق والتوتر فيمن يشاهدها، وهذا لأنها تبدو واقعية للغاية، وتجعل المشاهد يعيش هذه الأوضاع كأنه يعيشها حقًا.

2. الغثيان

العديد من مستخدمي تقنيات الغمر وخاصة الواقع الافتراضي يشتكون من أنهم يعانون من الدوار والغثيان، ويعلق بعض الباحثون على هذا؛ بأنه يعود إلى تشويه تقنية الواقع الافتراضي لمفهومي الزمان والمكان الخاص بالإنسان من خلال التجربة الواقعية أو شبه الواقعية التي يوفرها للمستخدمين.

3. إجهاد العين

هذا هو الخطر أو العرض الجانبي الأكثر حدوثًا لمستخدمي تقنيات الواقع الافتراضي وتقنيات الغمر والشاشات عمومًا، حيث تجهد العين من الاستخدام لفترات طويلة، وتتزايد نسب حدوث هذا مع تقنية الواقع الافتراضي التي تعمل من خلال عرض الصور أو المقاطع للعينين لكي تعطيها التصور ثلاثي الأبعاد الغامر.

4. إيذاء السمع

إيذاء السمع قد يكون عرض عام لألعاب الفيديو سواء كان من خلال الشاشات العادية أو أجهزة الواقع الافتراضي، وهذا لأن رفع الصوت لفترات طويلة قد يساهم في اعتياد الأذن على هذا الحجم من الصوت بدل من حجم الصوت الاعتيادي، مما يضعف سمع اللاعبين.

ولذا فإن Oculus Rift تنصح اللاعبين بأن يجعلوا مستوي الصوت في المستوى الذي يجعلهم يستطيعون سماع المحاورات من حولهم.

5. التعرض للإشعاع

الشاشات والأجهزة المعتمدة على البصر تبث العديد من الإشعاع للعين، وخاصة إذا كانت معتمدة على تقنيات كالبلوتوث والوايفاي، وهذا ما قد يسبب حدوث بعض المخاطر لمستخدمينها.

6. جعل الحالات الموجودة مسبقًا أكثر سوءًا

الشركات مثل Sony و Oculus Rift تنصح بعض المصابين بحالات مرضية معينة أو الحوامل أو مرضى القلب بأن يحترسوا من هذه التقنية أو استخدامها لفترة طويلة، لأنها من الممكن أن تضرهم من خلال زيادة الحالات والأمراض التي يعانون منها سوءًا.

7. التأثير على الواقع

تقنيات مثل تلك التقنيات التي تعبث بالواقع الذي نعايشه تجعل المخ ملتبسًا حول واقعية التجربة، خاصة إذا كانت غريبة أو دموية أو عنيفة مما قد تأثر بالسلب عليه وعلى الحالة النفسية لمستخدمها.

اقرأ أيضًا: ما هو التعلم العميق Deep Learning (شرح سهل الفهم للجميع)

مستقبل الواقع الافتراضي

الواقع الافتراضي تقنية واعدة للغاية، وهذا واضح من النجاحات الكبيرة التي حققتها سواء في عام 2012 فيما يتعلق Oculus Rift، أو في العام 2016 عند إطلاق لعبة بوكيمون جو.

بالطبع زادت أهميتها بشكل كبير بعد أن قامت جميع الشركات الكبرى تقريبًا باستثمار المليارات من الدولارات من أجل أن يكونوا الرواد في هذا المجال، والذي يعتقد الباحثون أنه سيكون تقنية العقد القادم، والتي ستشبه في تأثيرها الإنترنت في التسعينات، ووسائل التواصل الاجتماعية في العقد الأول من الألفينات.

فالحواسيب التي نعرفها بشكلها اليوم سوف تنتقل إلى الواقع الافتراضي، حيث سيكون بإمكاننا أن نقوم بالمهام المختلفة على واقعنا الخاص.

وهذا ما تحاول مايكروسوفت فعله منذ 2016 من خلال HoloLens، والواقع الافتراضي سوف يكون له أيضًا دور كبير في الدعاية والتسويق، فقضاء الناس وقتًا طويلًا في هذا الواقع سوف يحفز الشركات على أن تطرح إعلانات منتجاتها وخدماتها على هذا الواقع، أو حتى أن تعمل هذه الإعلانات بتقنيات الواقع الافتراضي في الشوارع والساحات.

الخلاصة أنه ربما في غضون عقد أو أقل سوف نجد أن جزء كبير من حياتنا أصبح يُقضى على منصات الواقع الافتراضي المختلفة متعددة الاستخدامات.

موضوعات أخرى ستعجبك

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top