في كافة المراحل الدراسية والتعليمية يقوم الطلاب بالكثير من أخطاء الدراسة التي تمنعهم من الحصول على علامات جيدة مقارنة بقدراتهم الحقيقية وبالمجهود الذي يضعونه في المذاكرة والمراجعة.
وتلك الأخطاء المنتشرة التي يقوم بها الطلاب أثناء الدراسة لا تقتصر على الجوانب المتعلقة بالمذاكرة فقط، بل تمتد لأكثر من ذلك سواء في جوانب البيئة الدراسية أو الصحة أو غيرها من الجوانب الهامة الأخرى.
وخلال هذا المقال سنعرض لك عددًا كبيرًا من أخطاء الدراسة الشائعة بين الطلاب لتستطيع تفاديها بكل سهولة، وبإنهاء المقال ستجد الكثير من الأخطاء التي تقوم بها ولا تعلم وستعرف كيف تتخطاها بنجاح.
أهم 10 أخطاء شائعة تمنعك من التفوق الدراسي
مهما كانت خبرتك الدراسية والأدوات والاستراتيجيات التي تستخدمها فأنت بالتأكيد ترتكب بعض أخطاء الدراسة الشائعة، وخلال السطور القادمة سنناقش 10 من أهم تلك الأخطاء بالتفصيل مع طريقة حلها بشكل صحيح:
1. التأجيل والتسويف في المذاكرة
يعد التسويف من أكثر العقبات التي تواجه الطلاب أثناء فترة الدراسة إذا لم تكن أكثرها بالفعل، ولا يكمن ضررها فقط في أنها تؤخر فترات دراستك لأخر لحظة، بل تضع أيضًا الكثير من الضغط النفسي عليك طوال فترة التاجيل تلك.
ولكي تحل هذا النوع من أخطاء الدراسة الشائعة يوجد العديد من الممارسات التي يمكنك فعلها في مراحل مختلفة لتستطيع البدء في الدراسة حينما تريد بسهولة، وأهمها هي:
أ) اخدع نفسك: ينزاح الملل الخاص بأي مهمة إذا شرعت فيها بشكل فعلي لفترة قصيرة، لذلك من الحلول الفعالة للتغلب على التسويف هو أن تخدع نفسك بأنك ستذاكر لـ 5 دقائق فقط، ومن ثم ستجد نفسك تكمل مذاكرة بعد انقضائها.
ب) قسم المذاكرة لأجزاء صغيرة: بدلًا من أن تفكر في إنهاء فصل كامل في جلسة واحدة، فلكي تشجع نفسك على البدء اجعل هدفك هو صفحتين أو ثلاث صفحات فقط، وعلى الأغلب سيشجعك هذا على الإكمال بعد ذلك.
ج) ابتعد عن المشتتات: كلما أبعدت مختلف المشتتات من طريقك كلما كنت أكثر استعدادًا للبدء في المذاكرة، لذلك حدد المشتتات التي تجعلك تسوف، وقم بإبعادها عنك خلال وقت المذاكرة.
د) كافئ نفسك: بعد إنجاز أي مهمة حاول مكافأة نفسك بأي طريقة كانت لتستطيع بناء عادة المذاكرة على المدى الطويل وتجعل عقلك مُرحِبًا بها بعد ذلك.
2. اهمال تنمية وتطوير مهارات التعلم
لا يدرك الكثير من الطلاب أن التعلم يعد بحد ذاته مهارة يجب تعلمها، وليس فقط عبارة عن عملية حفظ النصوص أو فهمها والتطبيق عليها. إن فهم كيفية عمل دماغك أثناء استقبال وتخزين المعلومات سيحسن كفاءة مذاكرتك بشكل ضخم.
(إذا كنت مهتمًا بفهم هذه الآلية بعمق، ننصحك بالاطلاع على ملخص كورس “تعلم كيف تتعلم” الذي يوضح هذه المفاهيم بالتفصيل).
وإليك أهم المفاهيم الأساسية التي ستعزز فهمك لعملية التعلم:
أ) نمط التركيز والتشتت: لفترات طويلة، يعتقد الطلاب أن النجاح يكمن في البقاء في نمط التركيز (Focused Mode) فقط، وهو النمط الذي نكون فيه خلال المرحلة الواعية التي نذاكر فيها.
لكن الحقيقة أن نمط التشتت (Diffused Mode)، أو حالة الاسترخاء الذهني، مهم بنفس القدر لأنه يسمح للعقل بربط المعلومات وتوليد الأفكار الإبداعية الجديدة. وللاستفادة من التوازن بين النمطين، يمكنك تطبيق تقنية بومودورو والتي تساعدك على الانتقال المنظم بينهما.
ب) قطع المعلومات وأهميتها (Chunking): القطعة هي جزء صغير من المعلومات مترابط له معنى معين. لا تستطيع ذاكرتنا العاملة (القصيرة المدى) التعامل مع كم هائل من المعلومات في وقت واحد. لذلك، عندما تقوم بـ**”تقطيع”** المعلومات الكبيرة إلى أجزاء صغيرة يسهل فهمها، ثم ربطها ببعضها في سياق سهل التذكر، ستتمكن من المذاكرة بشكل أفضل وأكثر فعالية.
ج) الذاكرة وأنواعها: للذاكرة نوعان أساسيان؛ قصيرة المدى (الذاكرة العاملة) وهي محدودة جداً وتخزن المعلومات التي تتعلمها في الوقت الحاضر.
والثانية هي طويلة المدى التي يمكنها حفظ كميات هائلة من المعلومات. يتمثل دورك كطالب في نقل المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى طويلة المدى عبر المراجعة المنتظمة والتكرار المتباعد.
3. الاعتماد الكلي على شرح المعلمين وإهمال التعلم الذاتي
هذا خطأ شائع يرتكبه الطلاب، وهو الاعتقاد بأن حصص المعلمين أو محاضرات الدكاترة هي المصدر الوحيد والكامل للمعلومة. في الحقيقة مهما كان مستوى معلمك أو الدكتور الذي يُدرسك، فلن يستطيع إعطائك كل المعلومات الممكنة عن موضوع معين، بل تعد الحصص والمحاضرات هذه فقط بمثابة خارطة طريق للمرحلة الأولى.
التعلم الذاتي هو مفتاح التفوق الدراسي والمهني. إنه ليس مجرد خيار، بل هو سمة أساسية لأي شخص طموح يسعى للتميز في تخصصه. وتشير الدراسات إلى أن النسبة الأكبر من المتفوقين دراسيًا في كل المجالات يعطون التعلم الذاتي جزءًا كبيرًا من وقتهم.
(إذا أردت معرفة المزيد عن هذا الموضوع، يمكنك الاطلاع على مقالنا عن ما هو التعلم الذاتي؟).
لتتجنب هذا الخطأ ولكي تستغل وقت التعلم الذاتي بشكل فعال، قم بالآتي:
أ) حضّر مسبقاً (القراءة التمهيدية): اقرأ عن موضوع المحاضرة أو الدرس الذي ستأخذه قبل الموعد. هذا لا يجعلك متعلماً ذاتياً فحسب، بل يزيد من استفادتك القصوى من وقت الشرح المباشر.
ب) البحث عن مصادر إضافية: لا تكتفِ بمذكرة المحاضرة. ابحث بنفسك عن الجوانب التي لم تفهمها جيداً أو تريد التعمق فيها عبر مصادر موثوقة ومختلفة مثل الكتب المرجعية، والمقالات العلمية، والمنصات التعليمية المتخصصة.
ج) التساؤل ثم البحث: لا تخجل من طرح الأسئلة على الأساتذة أو الزملاء (وهو ما سيتم مناقشته في نقطة لاحقة). لكن يفضل أن يكون سؤالك نابعاً عن محاولة بحث ذاتية مسبقة، فهذا يعمق فهمك للمشكلة.
د) تكوين مسارك المهني الخاص: التعلم الذاتي يمنحك المرونة لدمج متطلبات سوق العمل في مسيرتك التعليمية، بدلاً من الاكتفاء بالمنهج الأكاديمي فقط.
4. عدم امتلاك خطة دراسية
عدم امتلاك خطة دراسية هي من أخطاء الدراسة الشائعة، وستجعك مشتتًا وغير قادر على تحقيق أي هدف من أهدافك أو الوصول للدرجات التي تطمح لها،.
وأهم مكونات الخطة الدراسية الجيدة هي:
أ) حدد أهدافك وأولوياتك: لكي تضع خطة متقنة عليك أن تبنيها على أهداف وأولويات تريد تحقيقها بالفعل، وعلى تلك الأهداف أن تكون معقولة، وألا تكون مقتصرة على الدرجات فقط، بل لتحسين جوانب أخرى من حياتك أيضًا.
ب) ضع جدولًا زمنيًا: لكي تتجنب التشتيت والتسويف والعشوائية ضع جدولًا زمنيًا تضع فيه كافة تفاصيل عملية الدراسة والأوقات التي ستذاكر فيها مع مراعاة المرونة والعقلانية بالتأكيد لتستطيع الالتزام بها.
ج) قيم خطتك باستمرار: لتعدل خطتك الدراسية مع الوقت بشكل صحيح حاول تقييم ما استطعت إنجازه باستمرار وقم بتعديلها بما يتلائم مع المتغيرات المختلفة سواء بشكل أسبوعي أو شهري.
د) استخدم الأدوات عند الحاجة: تساعد بعض أدوات الإنتاجية على تطوير خطتك الدراسية بشكل لا تتخيله مثل Google Calendar وNotion وغيرهما.
5. تدوين الملاحظات بشكل سيء
يعد إهمال تدوين الملاحظات من أخطاء الدراسة الشائعة بشكل كبير بالرغم من فائدتها الكبيرة، حيث تساعدك تلك الملاحظات على توفير الكثير من الوقت في المراجعة وتوضيح بعض المعلومات المبهمة بالنسبة لك.
والخطأ لا يكمن فقط في عدم أخذ الملاحظات خلال الدروس والمحاضرات فقط، بل تمتد لأكثر من ذلك، ولكي تتخطى هذا النوع من أخطاء الدراسة الشائعة، قم بالآتي:
أ) استخدم الخرائط الذهنية: الخرائط الذهنية هي طريقة بصرية تساعدك على تلخيص وتدوين المعلومات عن طريق الألوان والرموز بشكل إبداعي سواء بشكل يدوي أو عبر برامج مخصصة، وتساعدك على المذاكرة بشكل أكثر إمتاعًا.
ب) اجعلها سهلة الوصول والقراءة: نظم ملاحظاتك بشكل متقن لكي لا تضيع منك ولكي تستطيع الوصول لها بشكل سريع عندما تحتاجها، وراعي كتابتها بشكل واضح وجيد لكي تستطيع قرائتها بدون صعوبة بعد فترة من تركها.
ج) لا تأخذ ملاحظات أكثر من اللازم: الهدف من الملاحظات هو تلخيص المحتوى وتبسيطه وليس كتابة أكبر قدر ممكن من المعلومات، لذلك ركز على النقاط الهامة فقط بالنسبة لك.
د) راجع الملاحظات دوريًا: لا تترك الملاحظات لوقت الامتحان فقط، بل قم بمراجعتها بشكل مستمر لكي تتمكن من إتقانها وترسيخ المعلومات في ذاكرتك بشكل أفضل.
6. الخجل من طرح الأسئلة عند عدم الفهم
يراود الطلاب أثناء المحاضرات والدروس الكثير من التساؤلات والنقاط الصعبة التي لا يستوعبونها بشكل كامل، والتي تعيقهم من الاستفادة من محتوى الدرس أو المحاضرة بالكامل سواء خلالها أو حتى عند مذاكرتها.
وما يوصل الطلاب لارتكاب هذا النوع من أخطاء الدراسة الشائعة يكون في الغالب عدم طرح الأسئلة التي يريدونها للأساتذة سواء بسبب الخجل الاجتماعي أو الخوف من الظهور بمنظر الغبي.
وهو ما عليك أن تتجنبه بالتأكيد وأن تطرح الأسئلة في أي وقت تريده سواء خلال المحاضرة أو بعدها، فذلك يظهر مدى جديتك في التعلم سواء أمام الأساتذة أو حتى باقي الطلاب.
7. الاعتماد على أسلوب واحد في المذاكرة
في الغالب، نذاكر طوال الوقت بطريقة واحدة، والتي تكون في الكثير من الأحيان هي الحفظ والتكرار السلبي. هذا أحد أخطر الأخطاء الشائعة، لأنه لن تعلم أبدًا ما هي أكثر طرق المذاكرة فعالية بالنسبة لك ما لم تجرب أكثر من أسلوب مختلف.
المواد المختلفة تتطلب استراتيجيات مختلفة؛ ما يصلح للرياضيات قد لا يصلح للتاريخ، ولتجنب هذا الخطأ، جرب التنويع في طرق المذاكرة.
إليك أهم أساليب المذاكرة الفعالة التي يمكنك تجربتها:
أ) تعليم الآخرين (The Feynman Technique): هي طريقة تجعلك ترّسخ من فهمك لما تعلمته وتكتشف نقاط ضعفك بشكل فعال. ببساطة، تظاهر بشرح المادة لشخص آخر لا يعرف عنها شيئاً؛ إذا لم تستطع الشرح بوضوح، فهذا يعني أن فهمك للمادة لا يزال سطحياً.
ب) الملخصات والخرائط الذهنية (Mind Maps): هي طريقة فعالة لمذاكرة المواد التي تتطلب الكثير من الحفظ والتنظيم. تتضمن إعادة صياغة المحتوى بطريقتك وتلخيصه بصرياً باستخدام الألوان والرموز لتتذكره بسهولة. يمكنك أيضاً القيام بتلخيصات صوتية والاستماع لها أثناء المراجعة.
ج) التكرار المتباعد (Spaced Repetition): هي طريقة تجعلك تراجع المعلومات على فترات زمنية متباعدة بشكل تدريجي (بدلاً من حشر المذاكرة في ليلة الامتحان).
يمكن استخدام البطاقات التعليمية (Flashcards) عبر برامج متخصصة مثل Anki لتحديد الوقت الأمثل لمراجعة كل معلومة بناءً على صعوبتها بالنسبة لك.
د) الدراسة الجماعية النشطة: هي طريقة مذاكرة تجعلك قادرًا على تبادل الأفكار وشرحها لزملائك وتصحيح أخطائك التي لا تعرفها. لكن راعِ اختيار من تذاكر معهم بعناية فائقة لضمان أن تكون الجلسات مُركَّزة وفعالة، وليست مصدراً للمشتتات.
ه) الحل والتطبيق العملي (Active Recall): الحل العملي وتطبيق ما تعلمته هو جزء أساسي من مذاكرة بعض المواد كالرياضيات والفيزياء، وهو من أفضل طرق نقل المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى طويلة المدى. لا تتساهل أبدًا في هذه المرحلة إذا كنت تريد ترسيخ فهمك.
و) تقنية بومودورو (Pomodoro Technique): هي ليست أسلوب مذاكرة بقدر ما هي طريقة فعالة لتنظيم الوقت والتركيز، وتعتبر تطبيقاً عملياً لموازنة نمطي التركيز والتشتت اللذين تحدثنا عنهما سابقاً (في النقطة الثانية). وهي ببساطة أن تذاكر لمدة محددة قصيرة (عادة 25 دقيقة) تليها راحة قصيرة (5 دقائق) حتى تنهي جلسة المذاكرة.
8. عدم البحث عن المنح الدراسية
يهمل الكثير من الطلاب البحث عن المنح الدراسية في كافة مراحلهم التعليمة، وذلك لعدم معرفتهم بها في المقام الأول أو لاعتقادهم بأنهم غير مؤهلين كفاية للحصول عليها أو حتى لكونهم كسالى لا يريدون العمل على تحقيق متطلباتها.
ولكن ما لا تعرفه هو أن بالتأكيد توجد منحة مناسبة لك ولتخصصك إذا قمت ببعض المجهود في البحث وإكمال المتطلبات، والتي من شأنها أن تعطيك ميزة كبيرة سواء في حياتك الأكاديمية أو المهنية.
9. إهمال جوانب الحياة الأخرى والإصابة بالإرهاق (Burnout)
يظن بعض الطلاب أن العزلة الكاملة خلال فترة الدراسة والتركيز على المذاكرة فقط قد يساعدهم على تحقيق علامات أفضل. قد يحقق هذا الأسلوب نتائج مؤقتة، لكن الحقيقة هي أن إهمال جوانب الحياة الأخرى يؤدي إلى الإرهاق (Burnout) ويقلل من قدرة الدماغ على التركيز والتحصيل على المدى الطويل، مما يجعله أحد أبرز أخطاء الدراسة الشائعة.
إن تحقيق التوازن بين الدراسة وحياتك الشخصية هو مفتاح الاستدامة والنجاح على المدى الطويل.
وأهم تلك الجوانب التي يجب أن توليها اهتماماً:
أ) الصحة الجسدية والنفسية: الدماغ المتعب لا يمكنه استيعاب المعلومات. حافظ على هذا الجانب بممارسة أي نوع من الرياضة، ولو كان المشي لربع ساعة يوميًا.
لا تهمل الاهتمام بالنوم الجيد والغذاء المتوازن. وبالتأكيد، تجنب القلق والضغط المفرط خلال فترات الامتحانات؛ فالاستراحة هي جزء من المذاكرة.
ب) الاهتمامات الشخصية والهوايات: قد تكون هواياتك هي مصدر دخلك المستقبلي أو متنفسك الرئيسي من ضغط الدراسة. مهما كانت اهتماماتك، لا تهملها بشكل كامل. خصص لها وقتًا ثابتًا في جدولك بشكل مستمر؛ فالعقل يحتاج إلى وقت “للتشتت المفيد” ليصبح أكثر حدة وتركيزًا لاحقًا.
ج) العلاقات الاجتماعية الداعمة: الدعم من الأصدقاء والعائلة هو أمر هام جدًا لتحسين الصحة النفسية. بالإضافة إلى ذلك، شبكة علاقاتك قد تعطيك فرصًا أفضل بكثير في المستقبل المهني. حافظ على تواصلك معهم بقدر ما تستطيع.
د) التخطيط المهني المبكر: أغلب الناس يدرسون للحصول على مهنة جيدة. لذا، لا تهمل التخطيط المهني. قم بالعمل على تحقيق متطلبات وشروط سوق العمل لتخصصك، وابدأ في تكوين سيرة ذاتية جيدة في مرحلة مبكرة عبر التدريب أو العمل التطوعي.
ه) الجانب المالي (للطلاب الجامعيين): هذه النقطة موجهة بشكل رئيسي للطلاب الجامعيين. يساعد التركيز على تحسين مالياتك (سواء بالعمل بدوام جزئي، أو العمل على مصدر دخل سلبي صغير) على بناء مهارة إدارة المال وتقليل القلق المالي قبل التخرج.
10. إهمال ضبط البيئة الدراسية.. وأكبر مشتت: الهاتف المحمول
حتى إذا كنت مستعدًا لبذل أقصى جهد ووقت في المذاكرة، فإن بيئة الدراسة السيئة تقضي على كل ذلك وتضر بتحصيلك بشكل لا تتخيله. هي تعد من أخطاء الدراسة الشائعة للغاية.
إن أهم ما يميز البيئة الدراسية الفعالة هو الحد الأدنى من المشتتات، وأكبر مشتت تواجهه الأجيال الحالية هو إدمان الهاتف المحمول. معظمنا يعاني من الرغبة القهرية لفتح الهاتف وتطبيقات التواصل الاجتماعي بشكل لا إرادي.
الخطأ الكبير ليس في الإشعارات فحسب، بل في حقيقة أن دماغك يعرف أن مصدر المتعة السريعة (الهاتف) موجود وقريب، مما يجعل مهمة التركيز العميق صعبة جداً ويؤدي إلى ما يُعرف بـ “التبديل بين المهام” (Context Switching) الذي يستهلك طاقة العقل.
لتفادي هذا الخطأ وتجهيز بيئتك الدراسية بنجاح:
أ) استراتيجيات التغلب على إدمان الهاتف
- العزل المكاني والنفسي: لا تكتفِ بقلب الهاتف على شاشته. ضعه في غرفة أخرى، أو في درج مغلق، أو في حقيبتك. ببساطة: اجعله بعيداً عن مجال رؤيتك ويديك.
- جدولة “وقت الهاتف”: خصص فترات محددة وصغيرة (مثلاً 10 دقائق) بعد جلسات المذاكرة لاستخدامه. خارج هذا الوقت، يجب أن يكون الهاتف “مات” بالنسبة لك.
- تفعيل وضع “التركيز” أو “عدم الإزعاج”: استخدم خصائص الهاتف لحظر كافة الإشعارات باستثناء المكالمات الطارئة جداً.
- تطبيقات حظر التشتيت: استغل تطبيقات مثل Forest أو Focus To-Do التي تكافئك على عدم استخدام الهاتف أو تحظر تطبيقات التواصل الاجتماعي خلال وقت المذاكرة.
ب) تجهيز البيئة المادية (ما يحيط بك)
جاذبية المكان: اجعل مكان المذاكرة جذابًا ومخصصًا للعمل فقط. تجنب المذاكرة في السرير أو على الأريكة، حيث يربط العقل هذه الأماكن بالاسترخاء والنوم.
الهدوء والتنظيم: امتلك بيئة دراسية هادئة ومنظمة. التخلص من الفوضى يقلل من الفوضى الذهنية.
الراحة والإضاءة: ضع راحتك في الاعتبار، سواء في كرسي الجلوس (يجب أن يدعم وضعية صحيحة) أو في الإضاءة الجيدة التي لا تجهد عينيك.
تجهيز الأدوات: تأكد من أن كل ما تحتاجه موجود في متناول يدك (أقلام، دفاتر، ماء). تجنب الاضطرار للقيام المتكرر من مكان المذاكرة، فهذا يعطي فرصة للعقل للانقطاع والتشتت.
الخلاصة: مفتاح النجاح هو التغيير التدريجي
خلال رحلتنا الأكاديمية والدراسية، نواجه الكثير من التحديات المختلفة التي تعيقنا عن التقدم والوصول للأهداف التي نريدها. وبغض النظر عن طرق المذاكرة المتقدمة التي نستخدمها، إلا أن أخطاء الدراسة الشائعة تظهر عند كل الطلاب بمختلف مستوياتهم، سواء كانت على الصعيد التنظيمي، أو التحصيلي، أو في التركيز خلال المحاضرات، أو حتى في المراجعة.
إن مفتاح التفوق والوصول لأعلى العلامات الممكنة ليس في اكتشاف طرق مذاكرة سحرية، بل في تجنب هذه الأخطاء العشرة بشكل منهجي.
خطوة العمل: لا تحاول تطبيق كل هذه الحلول دفعة واحدة. ابدأ بذكاء: اختر خطأً واحداً فقط من هذه القائمة (مثل التسويف أو إهمال التعلم الذاتي) واعمل على إصلاحه بجدية هذا الأسبوع.
ببدء خطوات بسيطة وعقلانية، مثل وضع خطة دراسية متماسكة والتوقف عن التسويف، ستجد نفسك تصل لعلامات لم تكن لتحلم بها، وهو ما خصصنا هذا المقال من أجله.

