بقلم محمود أحمد
يمكننا القول أن اختيار ما يتوجب عليك تضمينه في سيرتك الذاتية يشكل تحديًا وصراعًا حقيقيًا. حتى لو لم تكن هذه المرة الأولى التي تعد فيها سيرتك الذاتية.
فكلّ مرة تعد فيها سيرتك الذاتية تحمل لك في طياتها تجربة جديدة ومعلومات وخبرات جديدة عليك تضمينها بطريقة مختلفة عن سابقاتها، وذلك لتسلط الضوء على نقاط معينة تناسب الفرصة الوظيفية التي تقدم سيرتك الذاتية بُغية الظفر بها.
وبالرغم من أن معظم السير الذاتية تحتوي على ذات الأقسام، إلا أن الاختلاف يكمن في طريقة تخصيص المحتوى لتلائم العمل أو الوظيفة التي ترغب في الحصول عليها.
وإليك في مقالنا هذا مجموعة من أهم الأجزاء التي تعطيك أولوية للتعيين عند تضمينها في سيرتك الذاتية بحسب رأي مدراء وخبراء التوظيف.
7 أجزاء عليك تضمينها في سيرتك الذاتية بشكل حتمي
عادة ما تختلف مجموعة العوامل المؤثرة في السيرة الذاتية، فمتتطلبات السيرة الذاتية لحديثي التوظيف ممن لا يملكون أي خبرات سابقة تختلف عنها في حالة المهنيين ذوي الخبرة وتجارب العمل السابقة.
أيضاً الكيان أو الجهة التي تقدم السيرة الذاتية من أجلها تفرض عليك بعض التعديل في السيرة الذاتية بما يناسب هذه الجهة، طبيعة الوظيفة والدور الوظيفي الذي تسعى للحصول عليه يصنع فارق أيضاً في بناء سيرتك الذاتية.
لكن عادة ما تستقر آراء مدراء التوظيف حول مجموعة من العوامل والنقاط الأساسية التي يجب تضمينها بشكل دقيق في السيرة الذاتية، والتي تتمثل في:
1. الاسم ومعلومات الاتصال
من المتعارف عليه أن تبدأ سيرتك الذاتية باسمك الكامل بخط كبير وواضح ليكون أول ما تقع العين عليه؛ ثم تلحقه بمعلوماتك الأساسية الأخرى من عنوان السكن وأرقام التواصل وعنوان البريد الإلكتروني الخاص بك ومسمّاك الوظيفي.
كما ينصح بإضافة رابط حسابك على لينكد إن في حال وجد، مع رابط محفظة الأعمال (Portfolio) فيما لو تطلّب عملك إنشاء واحدة (وعادة ما تتطلب أعمال خاصة إنشاء محفظة أعمال كتخصصات التصميم، والمونتاج، وكتابة المحتوى، والتسويق على وسائل التواصل الاجتماعي، والبرمجة).
لو كنت تريد الانتقال بهذا الجزء في سيرتك الذاتية للمستوى الاحترافي فيمكنك عمل مدونة أو موقع ويب بسيط يعبر عنك وعن إمكانياتك ومهاراتك المهنية، وبالمناسبة هذا ليس صعب جداً، وليس مكلف أيضاً.
2. الهدف الوظيفي
هذا هو القسم الأهم في سيرتك الذاتية الذي ينظر إليه مدراء التوظيف عادة في حال وجوده، إذ تمثل الاهداف الوظيفية ملخصًا مكونًا من جملتين أو ثلاث جمل يوجز خبراتك وإنجازاتك المختلفة.
وعادة ما يقتصر استخدام الهدف الوظيفي على بضع حالات محددة كحدوث تغيير مهني في مسيرتك، أو في حال كنت خريجًا جديدًا وتبحث عن عمل، وإليك مثالًا لكيفية صياغة الهدف الوظيفي:
“في سبيل تحقيق تغيير مهنيّ من التصميم الغرافيكي إلى تطوير الويب بغضون ثلاث سنوات، سأبدأ بدراسة علوم الويب ومتابعة بعض الدورات التدريبية عبر الإنترنت، والتي تغطي جميع لغات البرمجة الرئيسية التي تخدم عملي الجديد سعيًا لتطوير ذاتي وتحقيق التطور المهني اللازم.”
لا تحتاج إلى تضمين الهدف الوظيفي في حال استقرارك المهني، أو عدم وجود انقطاعات واضحة في مسيرتك المهنية، بل يمكنك عندها التركيز على قسم الخبرات العملية والمهارات.
3. التاريخ الوظيفي والخبرات العملية
إذا كنت قد شغلت أي وظيفة سابقة أو تدريبًا متخصصًا؛ فإن هذا القسم هو الأهم لتضمين هذه الخبرات، مع تفاصيل للمسميات الوظيفية التي شغلتها، وأسماء الشركات التي عملت فيها، وتاريخ عملك بترتيب زمني عكسي من الأحدث إلى الأقدم، وتأكد من وضع هذا القسم في الجزء العلوي من سيرتك الذاتية وفق ما يُنصح به.
وبما أن مسؤولي التوظيف مشغولون وغير قادرين على قراءة السير الذاتية بشكل مفصل لجميع المتقدمين، لذا عليك التأكد من تسليط الضوء على مهاراتك وخبراتك هذه بشكل سريع موضحًا إنجازاتك لا مهامك الوظيفية كما يلي:
شركة بيلبورد للتسويق، شيكاغو | مدير تسويق (نيسان 2020- أيار 2022)، وهذه بعض إنجازاتي العملية في هذه الوظيفة:
- إطلاق حملة تسويقية مبتكرة للوحات الإعلانية الجديدة، مما زاد المبيعات بنسبة 40% على مدى ستة أشهر.
- قيادة فريق مكون من ستة أفراد، وكنت مسؤول عن تأهيل وتدريب موظفي قسم التسويق الجدد.
- الإشراف على الحملات التسويقية الخاصة بمختلف العملاء، مع تحقيق نسبة رضا تراوحت بين 77%-85% سنويًا بحسب تقييمات العملاء.
4. المهارات
هذا القسم الذي يشغل الحيز الأكبر في سيرتك الذاتية. يمكنك هنا تفصيل جميع مهاراتك التي اكتسبتها خلال حياتك المهنية، وذلك حتى يتمكن مسؤول التوظيف من مطابقة هذه المهارات مع خبراتك المهنية.
وتأكد من تضمين المهارات ذات الصلة بالوظيفة التي تتقدم بطلب الحصول عليها مركزًا على المهارات المميزة.
وعادة ما تدرج المهارات المكتسبة ضمن تصنيفين منفصلين هما المهارات الناعمة والمهارات الصلبة.
والمهارات الناعمة: هي عبارة عن مهارات عامة غير مرتبطة بشكل مباشر بالدور المهني، ولكنها مرتبطة بشكل مباشر بالآداء الوظيفي والنجاح في تحقيق المطلوب منك كموظف يعمل في وسط مجموعة من الموظفين الآخرين.
وهي تعكس مختلف المهارات الشخصية التي ترتبط بقدرة الفرد على التعامل مع ثقافة الشركة وآلية العمل، ومن هذه المهارات:
- مهارة القيادة
- مهارة التواصل
- مهارة العمل الجماعي
- مهارة حل المشكلات
- المرونة
- الإبداع
- مهارات اتخاذ القرار
وتعرف المهارات الصلبة (Hard Skills) بأنها مجموعة المهارات التقنية المطلوبة لإنجاز المهام والمسؤوليات المرتبطة بالوظيفة، والتي تكتسب عادة بالممارسة والتعلم والتدريب، إليك مجموعة من الأمثلة عنها:
- المحاسبة.
- تحليل البيانات.
- تخطيط الموارد.
- إدارة الحملات التسويقية.
- مهارات الكتابة والتدقيق اللغوي.
5. الخبرات العلمية
عليك تدوين اسم جامعتك أو معهدك مع مجال دراستك وتاريخ تخرجك ومعدلك التراكمي في حال كان عاليًا، كما يفضل إرفاق أي شهادات أو جوائز حصدتها خلال سنوات دراستك؛ وذلك وفقاً للترتيب الآتي:
- ابدأ بأحدث شهاداتك العلمية.
- اسم الجامعة، يليه مكانها.
- تاريخ بدء الدراسة وانتهائها.
- مجال الدراسة والتخصص.
- المعدل التراكمي.
- أي مرتبة شرف أو أوسمة أو دورات دراسية ذات صلة.
- الأنشطة اللامنهجية ذات الصلة.
6. الأعمال التطوعية
إذا سبق لك المشاركة في أي عمل تطوعي أو مجتمعي ذو صلة بالوظيفة فيمكنك تضمينه في سيرتك الذاتية مرفقًا بالتاريخ، كالتطوع في إحدى الجمعيات الإنسانية، أو المشاركة في تنظيم أحد المؤتمرات، أو تقديم دورة تدريبية مجانية في مجال عملك.
الجدير بالذكر هنا أن الأعمال التطوعية تساهم بشكل كبير في تطوير المهارات وهي مؤشر على القدرة على العمل الجماعي والمؤسسي، لذلك إذا كنت طالب أو حديث التخرج فيمكنك تخصيص بعض الوقت في الأعمال التطوعية، لأنه سيكون مفيد من ناحية مهاراتك ومن ناحية تضمينه في سيرتك الذاتية.
7. الجوائز والأوسمة والتكريمات
إن كنت حاصلًا على أي جوائز أو تقديرات لآخر إنجازاتك فعليك تضمينها في سيرتك الذاتية، كحصولك على جائزة أكاديمية أو جائزة عن تميز أدائك في عملك السابق أو أي تكريم آخر فتأكد من تضمينه مع تاريخ حصولك عليه.
اقرأ أيضاً: كيفية التحضير لمقابلة عمل بشكل احترافي ومدروس
نصائح لكتابة سيرة ذاتية ناجحة
بالرغم من أهمية اتباع النصائح العامة من تضمين للأقسام المطلوبة والهامة واتباع استراتيجية عرض وتنسيق معينة، إلا أن نجاحك في إقناع مدير التوظيف بأحقيتك للحصول على العمل يتطلب جهدًا مضاعفًا.
تخيل فقط أن الشركة التي تتقدم بطلب إليها أعلنت في طلبها الوظيفي عن وجود عشرة شواغر فقط، في حين تقدم للعمل ما يزيد عن مئتي مرشح؛ ستكون المنافسة كبيرة للغاية، أليس كذلك؟!
لذا تأكد من دخولك ميدان المنافسة بقوة وثقة باتباعك لمجموعة النصائح التالية:
1. اعتني بمظهر سيرتك الذاتية
يعتبر الانطباع الأول الذي تخلّفه سيرتك الذاتية هامًا للغاية، لذا عليك العناية يترتيبها وتنسيقها.
وينصح خبراء التوظيف عادة باستخدام خط واضح سهل القراءة مثل Arial أو Helvetica مع الحفاظ على تباعد أنيق ومتناغم بين الأسطر والأقسام.
2. كن مباشرًا
عليك إعداد سيرتك الذاتية وفق ما يناسب الإعلان الوظيفي، واضعًا في اعتبارك المهارات المناسبة والخبرات المتوافقة مع الوصف الوظيفي؛ مبتعدًا عن الحشو أو ذكر أي خبرات ومهارات غير ذات صلة.
الجدير بالذكر ووفقاً للإحصاءيات أن معظم المدراء ومسئولي التوظيف لا يقرأون حقاً السير الذاتية، ولكن يمرون عليها في عجالة، وهم فقط يقرأون الأجزاء الهامة جداً والتي تكون مهمة جداً لاتخاذ قرار التوظيف، لذا الحشو والمزيد من التفاصيل سوف يعمل في غير صالحك على أي حال.
3. استخدم لغة مقنعة
يمكننا القول أن استخدام الألفاظ المناسبة أمر مهم للغاية، عليك استخدام مفردات قوية بعيدة عن الجزالة والتشابيه، مختارًا مفردات من بيئة العمل.
وتذكر أن سيرتك الذاتية كما أي قصة أو رواية، تحتاج أن تشدّ اهتمام قارئها، لذا فأنت تحتاج إلى تسلسل متناغم بداية مع سلسلة إنجازاتك وتطورك المهني مدعمًا ذلك بالمهارات التي اكتسبتها، وتنهيها معلومات التعليم والاهتمامات المختلفة.
في حال إعدادك لسيرتك الذاتية مراعيًا الأجزاء السابقة يمكنك ضمان قبولك لإجراء مقابلة العمل الذي تقدم للحصول عليه، فقط تأكد من مراعاة الدقة اللغوية والاملائية لتتأكد من خلوها من الأخطاء كافة.