بارقة أمل يخفق لها قلبك حينما تفكر في تأسيس شركتك الخاصة، ولكن جملة ما تتبادر لذهنك لتقول لك “لنبعتد عن هذا الطريق”، فهناك الكثير من أزمات الشركات التي من الممكن أن تتعرض لها الشركة، والتي قد تؤدي إلى خسارة كل شيء في لحظات.
صديق يتبادل أطراف الحديث معك عن نيته في تأسيس شركته الخاصة، تتذكر سريعاً تلك الشركات التي تعرضت لخسارات فادحة بسبب تعرضها لأزمات قاسية، فنتصحه قائلاً “ابتعد عن هذا الطريق وسر في طريق السلامة”.
ربما واجهت أحد الموقفين السابقين أو كلاهما معاً وربما لا، في كل الحالات إن امتلاك المعرفة والمعلومات الكافية عن أي شيء، يجعلك مستعداً بشكل كبير للتعامل معه إذا تعرضت له مستقبلاً.
سواء فكرت في تأسيس شركتك الخاصة في وقت سابق، أو لازلت تفكر في الأمر في الحاضر، أو حتى ربما تخطط للأمر في المستقبل، فلا تنتظر اللحظات الأخيرة لتتعرف على أزمات الشركات، بل احرص على امتلاك الوعي الكافي منذ اليوم.
اليوم سوف أشارك معك أهم أنواع أزمات الشركات التي من الممكن أن تتعرض لها شركتك، وكيف تستطيع بناء سد منيع لأعمالك التجارية يضمن لك تفادي تلك الأزمات، وكيف تتعامل معها بمكر وحنكة التجار حينما تشعر بهجومها عليك.
ما هي أزمات الشركات؟
دعنا نتعرف في البداية سريعاً على مفهوم الأزمات: الأزمة هي مصطلح قديم يرجع تاريخه إلى الطب الأغريقي، بمعنى “نقطة تحول”، أي أنها لحظة حاسمة في حياة المريض.
بحسب تعريفي الشخصي للأزمات هي: كل شيء يجعلك تشعر بعدم الأمان، وأن خطراً ما يهدد أي جانب من جوانب حياتك.
بتطبيق التعريفات السابقة على الشركات يمكننا تعريف أزمات الشركات على أنها: كل حدث داخلي أو خارجي تتعرض له الشركة يهدد استقرار مسيرتها، و يؤثر عليها بشكل سلبي في الحاضر، هذا الحدث يُعد نقطة تحول بالنسبة للشركة إلى الأفضل أو إلى الأسوء في المستقبل.
أنواع أزمات الشركات
1- الأزمات المالية
الأزمات المالية هي واحدة من أكثر أزمات الشركات شهرة وتكراراً، والأمر لا يقتصر على الشركات الناشئة التي لازالت في مرحلة التأسيس، بل حتى الشركات الكبرى من الممكن أن تتعرض لأزمات مالية من وقت لآخر.
تعني الأزمة المالية: حدوث هبوط مفاجىء في قيمة الأصول التي تمتلكها الشركة، هذه الأصول تشمل رأس مال الشركة، المعدات التي تمتلكها الشركة، قيمة الأسهم، وغيرها.
هناك العديد من أسباب الأزمات المالية للشركات مثل:
- ركود الأسواق التجارية مما يتسبب في انخفاض معدل الطلب على المنتج.
- حدوث مشكلة داخل الشركة أدت إلى انخفاض معدل الطلب علي المنتجات.
- حدوث خلل في أنظمة الدفع بين الشركة وأحد عناصر العملية التجارية.
- فشل حملات الدعايا والإعلان.
- الظروف السياسية والاقتصادية.
طرق التعامل مع الأزمات المالية:
1- الاحتفاظ بجزء من رأس المال في شكل “سيولة نقدية”
الاحتفاظ بجزء من رأس مالك وأرباحك كذلك في شكل “كاش” سوف يمنحك فرصة جيدة في التعامل مع أي أزمة مالية تتعرض لها، وذلك دون أن تضطر إلى الانتظار لبيع البضائع أو المعدات التي تمتلكها.
2- اختبار السوق الذي تعمل به بمبالغ قليلة
الكثير من الراغبين في الاستثمار وإقامة مشروعات خاصة بهم يغامرون بمبالغ كبيرة من المال في بداية المشروع مما يعرضهم لخطر خسارة رأس مالهم.
من الحكمة أن تقوم باختبار السوق الذي تعمل به في البداية برأس مال قليل، ثم تقوم بزيادة دفعات رأس المال بشكل تدريجي.
3- دراسة منتجاتك وخدماتك بشكل جيد
المعلومات ثروة كبيرة لا تقدر بثمن، إنها تجعلك تتعرف على الفرص التي تحيط بتجارتك، كما أنها تجنبك خسارة المال والوقت معاً.
لذلك يجب عليك أن تقوم باستثمار الوقت في دراسة منتجاتك بشكل جيد، ومعرفة مدة اقبال المستهلكون في الأسواق على شرائها مما يجنبك خطر شراء كميات من البضائع وعدم القدرة على بيعها لاحقاً.
اقرأ أيضاً: كيف أبدأ مشروع بشكل صحيح وناجح (دليل شامل)
2- الأزمات التكنولوجية
تستخدم الشركات التكنولوجيا اليوم كأحد الدعائم الأساسية لتواجدها في الأسواق، فلم يعد الأمر قاصراً على ارسال واستقبال رسائل البريد الإلكتروني من وإلى عملائك.
تتضمن الأزمة التكنولوجية جانبين أساسيين:
الجانب الأول: خاص بالقصور في الوسائل التكنولوجية التي تستخدمها شركتك.
الوسائل التكنولوجية تشمل كلاً من:
- الموقع الإلكتروني الخاص بشركتك.
- خدمات الإنترنت الخاصة بك.
- الحسابات الخاصة بشركتك على منصات التواصل الإجتماعي.
- أنظمة الدعم الفني التي تعتمد عليها لك ولعملائك.
- التقنيات التي تستخدمها من أجل الحفاظ على خصوصية عملائك.
اقرأ أيضاً: لماذا يحتاج كل بيزنس موقع إلكتروني
الجانب الثاني: خاص بمدى استعدادك لتطوير منتجاتك، واستعدادك لمواكبة العصر الحالي.
إن تواجد قصور في أحد الجانبين، من الممكن أن يتسبب لك في خسارة عملائك وأموالك أيضاً.
كانت شركة فيسبوك الشهيرة واحدة من الشركات التي تعرضت لخسائر هي الأكبر في تاريخها منذ تأسيسها عام 2004. لم تقتصر هذه الخسائر على حملات هجوم قوية من عملاء فيسبوك فحسب، بل إنها قد وصلت إلى تراجع ثروة مؤسسها مارك زوركربيرغ.
كان ذلك بسبب تعرض أنظمة فيسبوك إلى سلسة من الأزمات التقنية، هذه الأزمات كان لها تأثير سلبي على خصوصية بيانات مستخدمي الفيسبوك.
من ضمن هذه الأزمات إعلان فيسبوك العام الماضي: تعرض بيانات ما يقرب من 90 مليون مستخدم له للخطر وانتهاك الخصوصية.
حينما تمكنت مجموعة محترفة من قراصنة الإنترنت من الوصول إلى ثغرة على الموقع، هذه الثغرة مكنتهم من الوصول إلى المعلومات الشخصية لما يقرب من 50 مليون مستخدم للفيسبوك.
ربما واجهت أنت أيضا مشكلة يوماً ماً في تسجيل الدخول إلى حسابك الخاص عبر الفيسبوك، أو إرسال الرسائل عبر تطبيق الماسنجر، أو عدم التمكن من إرسال واستقبال الصور.
كل هذه المشكلات تقع ضمن الأزمات التكنولوجية التي تتعرض لها الأنظمة من وقت لآخر، مما قد يتسبب في وجود عطل في موقع شركتك أو يلحق الضرر بعملائك.
أسباب حدوث الأزمات التكنولوجية في الشركات:
- حدوث خلل مفاجىء في الأنظمة التي تعمل من خلالها.
- التعرض لمحاولات اختراق.
- حدوث بعض الأعطال الداخلية في أدوات توفير المعلومات لك.
- عدم العمل على متابعة وتحديث أنظمة التكنولوجيا الخاصة بك لفترات طويلة.
- ظهور أجيال متقدمة من التكنولوجيا تتسبب في عطل الأجيال القديمة أو عدم استخدامها.
مثل ظهور تقنية 4G لأنظمة الاتصالات للهواتف الذكية مما أدى إلى تعرض مستخدمي الهواتف التي لازالت تعمل من خلال أنظمة 3G إلى مشكلات بطىء خدمات الإنترنت.
طرق التعامل مع الأزمات التكنولوجية:
1- العمل على وضع استراتيجية طويلة المدى.
هذه الاستراتيجية يجب أن تعمل من خلالها على تطوير التكنولوجيا التي تقوم باستخدامها، ويجب أن تتضمن أيضاً: حتمية الاستعداد لتحديث منتجاتك أو خدماتك بما يتوافق مع متغيرات الأسواق.
بمثال على ذلك من السوق المصري: بنك مصر أحد البنوك العريقة، وهو أول بنك مصري تأسس عام 1920، قام بعمل العديد من الحملات الإعلانية الموجهة إلى الشباب مؤخراً.
كان الغرض من هذه الحملات: جذب شريحة مهمة ومؤثرة في المجتمع إلى المنتجات والخدمات التي يقدمها. يمكننا أن نستنتج من ذلك أنه استطاع مواكبة التغييرات والتكنولوجيا المتقدمة التي تحدث في الاسواق.
2- العمل على متابعة أنظمة التكنولوجيا الخاصة بك بشكل مستمر.
متابعة الأنظمة التي تعمل من خلالها، وكذلك متابعة المسئولين عن إصلاح الأعطال التكنولوجية سوف يمكنك من اكتشاف الأعطال وحلها في وقت مبكر للغاية.
اقرأ أيضاً: ما هو الـ IT و ما هي تخصصاته
3- توفير خدمات دعم فني قوية لمنتجاتك.
من الأشياء التي تساعدك في تقوية أنظمة التكنولوجيا الخاصة بك: هي توفير خدمات دعم فني قوية للمنتجات الخاصة بك، مما يضمن لك ولعملائك سرعة الحصول على على آخر التحديثات وسرعة حصولهم على المعلومات.
3- أزمات الحفاظ على السمعة
تنفق الشركات الكثير من المال على عمليات الدعايا والإعلان، من أجل بناء اسم وكيان تجاري لها بين المنافسين. بنفس القدر تأتي أهمية الحفاظ على السمعة الجيدة لشركتك، فهي أحد أهم عوامل النجاح في الأسواق.
إن ما يقوله عنك: العملاء – الموردين – المنافسين – كل شخص يربطك به تعامل تجاري، هو أحد الأدوات المؤثرة في تحديد مدة استمرار البيزنس الخاص بك في الأسواق.
يتضح ذلك لك بمثال بسيط أنا وأنت نقوم به في حياتنا اليومية، حينما نرغب في شراء منتج أو خدمة ما في الأغلب نطلب من أصدقائنا ومعارفنا ترشيح أفضل الشركات التي تعاملوا معها في شراء المنتج أو الخدمة التي نبحث عنها.
فماذا تعني جملة أفضل الشركات؟ حسناً… إنها تلك الشركة التي قدمت لهم ما يرغبون في الحصول عليه مصحوباً بخدمة عملاء جيدة، مع توافر خدمة دعم فني سريعة ذات جودة جيدة.
هي أيضاً تلك الشركات التي لديها سابقة أعمال جيدة في تقديم هذا النوع من المنتجات، ويقول عنها عملائها بأنها شركات جيدة، ومن المؤكد أنها الشركات التي تعاملت باحترافية مع اقتراحاتهم، أو المشكلات التي واجهتهم.
هذا النوع من الشركات هو الذي يضمن في استمراره في الأسواق، فعندما يقوم أي صاحب عمل تجاري بالخطوات السابقة فإنه بذلك يضمن بناء سمعة طيبة لشركته ولنفسه على مدار سنوات طويلة.
الأسباب التي تؤدي إلى حدوث أزمات السمعة:
- حدوث مشكلة بشكل مفاجىء في أحد منتجاتك.
هناك العديد من الأسباب التي من الممكن أن تؤدي إلى حدوث عطل أو مشكلة بشكل مفاجىء في منتجاتك. قد يحدث ذلك بسبب طرحك لمنتج جديد في الأسواق، أو قيامك بتطوير أحد منتجاتك القديمة مما يتسبب في حدوث خلل مايلحق الضرر بعملائك. - تعمُد تقديم معلومات خاطئة عن منتجك
مثلما ثم توجيه الاتهام لشركة “كوبي ستيل” عن تقديمها معلومات مزيفة عن قوة ومتانة منتجاتها المعدنية، والتي تدخل في تصنيع السيارات والطائرات وحتى صواريخ الفضاء.
طرق التعامل مع أزمات السمعة:
1- الاعتذار الفوري والوعد بالتعويض.
إذا حدث وتعرضت شركتك لأزمة ألحقت بسمعتها التجارية أي نوع من الضرر، فيجب عليك أن تقوم بالاعتذار الفوري لعملائك، مع الوعد بالتعويض وحل المشكلة.
سوف يساعدك ذلك على امتصاص غضب عملائك من ناحية، ومن ناحية أخرى سوف يمنحك الوقت الكافي للخروج من الأزمة، كما أنه سيعزز من ثقة عملائك بك مرة آخرى.
بمثال على ذلك: رفع مواطنون أمريكيون دعاوى على شركة آبل بسبب حدوث بطء مفاجىء في أجهزة الآيفون الخاصة بهم، وقاموا بتوجيه الاتهام إلى الشركة بتعمدها ذلك من أجل إجبار المستهليكن على شراء أجهزة الآيفون الحديثة.
قامت آبل بالاعتذار إلى عملائها، وأوضحت أنها بالتأكيد لم تقصد ذلك، كما عرضت على عملائها استبدال بطاريات هواتفهم القديمة ببطاريات جديدة مقابل خفض التكلفة.
2- العمل على دراسة أسباب المشكلة وطرق حلها سريعاً.
الاعتراف بوجود المشكلة وعدم تجاهلها أو التغاضي عنها، يعني أنك قطعت نصف الطريق نحو الخروج منها، بعد ذلك يأتي العمل السريع أولاً على دراسة الأسباب، ثم البحث عن الحلول للخروج من الأزمة.
“يستلزم الأمر عشرون عاماً لبناء سمعة طيبة، وخمس دقائق لتدمير هذه السمعة”
وارن بافيت… مستثمر أمريكي شهير وأحد أثرياء العالم.
4- أزمات التعامل مع المستهلكين
يحدث هذا النوع من الأزمات عندما تقوم الشركات بالتعامل بشكل سيء مع المستهلكين بدلاً من الحرص على إقامة علاقات تبادل منفعة فيما بينهم.
أسباب ازمات التعامل مع المستهلكين:
- استغلال البيانات الخاصة بزبائنك دون الحصول على موافقتهم.
- عدم التعامل مع عملائك بشفافية ووضوح.
- حجب المعلومات التي من حقهم الحصول عليهاعنهم.
طرق التعامل مع أزمات المستهلكين:
1- تأمين كل مصادر الحماية لعملائك.
تأمين البيانات الخاصة لعملائك يضمن لك بناء قاعدة عملاء لديهم ولاء لك ولشركتك، كما يضمن لك بناء سمعة طيبعة لنفسك ولشركتك.
2- الاهتمام باقتراحات وشكاوى عملائك.
الاهتمام بشكاوى واقتراحات عملائك، واعطائهم الفرصة في التعبير عن رؤيتهم لمنتجاتك، يجعلهم يشعرون وكأنهم جزء لا يتجزأ من شركتك.
3- الحرص على إقامة علاقات تحقق المنفعة للطرفين.
إنها واحدة من قواعد التجارة المهنية والأخلاقية أيضاً أن تحقق العلاقات التجارية المنفعة لطرفي العملية البيعية (البائع والمشتري)، دون المساس بحقوق أي منهما.
5- أزمات التنظيم الإداري وتوظيف الكفاءات
تعد أزمة التنظيم الإداري من الأزمات التي تتعرض لها الشركات والمؤسسات التجارية بشكل مستمر، يُضاف إليها الأزمة التي تواجهها أي شركة حينما ترغب في توظيف الكفاءات، والبحث عن الموظفين ذوي المواهب للاستفادة منهم.
الأسباب التي تؤدي إلى حدوث أزمات التنظيم الإداري:
- تجاهل وضع استراتيجية واضحة لتنظيم الهيكل الإداري الخاص بشركتك.
عدم تنظيم الهيكل الإداري لشركتك، ووضع قوانين وقواعد العمل محل اعتبار، أحد المسببات القوية لأزمات التنظيم الإداري. - عدم الاهتمام بتنظيم بيئة العمل.
من الأمور التي تسبب العشوائية وحدوث خلل في التنظيم الإداري للشركات هو عدم الاهتمام بالتنظيم الجيد والممنهج لبيئة العمل. - عدم تعيين أصحاب الخبرات.
أصحاب الخبرات هم الذين يستطيعون برؤيتهم المميزة القدرة على اختيار وتعيين ذوي الكفاءات والمواهب.
طرق التعامل مع أزمات التنظيم الإداري:
1- تعزيز روح العمل داخل فريق العمل والتعاون فيما بينهم.
العمل داخل فريق مهمة ليست بالسهلة، ويجب على المسئولين عن إدارتها تطويعها بحيث يتم العمل في مجتمع يحترم العاملين به، ويشجعهم على التعاون فيما بينهم.
2- إتخاذ إجراءات حاسمة في حالة الاخلال بقوانين العمل.
هناك أوقات لابد لأصحاب الشركات أن يتخذوا فيها إجراءات حاسمة مع العاملين، هذه الأوقات هي تلك التي يحدث فيها اختراق مباشر ومقصود لقوانين العمل.
6- الأزمات السياسية والحكومية
تؤثر دائماً الأحداث السياسية والاقتصادية على مسار الأعمال التجارية، فحدوث تغيير مفاجىء في سياسات الحكومات، قد يؤدي إلى التأثير بشكل سلبي على البيزنس الخاص بك.
بمثال على ذلك: قرار مناقشة فرض ضرائب على إعلانات الفيسبوك داخل جمهورية مصر العربية، كان هذا قراراً مقلقلاً للكثيرين من أصحاب الشركات العاملة في سوق التسويق الإلكتروني، وكذلك الشركات التي تحتاج أعمالها التجارية إلى القيام بعمل حملات إعلانية عبر الفيسبوك.
أسباب الأزمات السياسية والحكومية:
- حدوث أحداث سياسية بشكل مفاجىء داخل الدولة.
هذه الأحداث تجعل الأنظمة الحكومية تتخذ بعض الإجراءات التي من الممكن أن تسبب ضرراً لأطراف آخرى. - حدوث مشاكل سياسية أو اقتصادية بين الدول.
الأزمات السياسية أو الاقتصادية قد ينتج عنها في بعض الأحيان إيقاف التعاملات التجارية، مثل قرارات إيقاف عمليات الاستيراد والتصدير من دولة إلى آخرى.
اقرأ أيضاً: ما هو الكساد (شرح مفصل لمفهوم الكساد)
طرق التعامل مع الأزمات السياسية والحكومية:
1- التعامل وفقاً لنظرية الأمر الواقع
هناك الكثير من الأمور التي تتطلب الحنكة والذكاء في التعامل معها، لعل من ضمنها التعامل مع القرارات السياسية والحكومية.
هذه القرارات لن تمتلك بأي حال من الأحوال القدرة على تغييرها، لكن ما يمكنك فعله هو التعامل معها وفق نظرية الأمر الواقع، حتى تتمكن من البحث عن حلول فعالة.
اقرأ أيضاً: أنواع الشركات التجارية في القانون المصري
2- البحث السريع عن البدائل.
نظرية البحث السريع عن البدائل نظرية ناجحة ومؤثرة للغاية في الحصول على حلول للأوضاع الراهنة، فماذا لو تم إيقاف التعامل التجاري بين دولتين، فبالتأكيد هناك مصادر آخرى يمكن من خلالها الحصول على البضائع والمنتجات.
3- دراسة حجم تأثيرالقرارات السياسية والحكومية.
دراسة حجم تأثير الخسارة على البيزنس الخاص بك يعطيك رؤية واضحة تجاه التعامل معها بشكل منطقي وعقلاني تماماً.
القلق بشأن القرارات السياسية والحكومية يجعل الكثير من أصحاب الأعمال التجارية يفقدون قدرتهم على التركيز على عملهم في الوقت الحالي، كما أنه في كثير من الأحيان ربما تجد أن حجم تأثير هذه القرارات على أعمالك التجارية ليس كبيراً للدرجة التي كنت تتصورها.
7- أزمة إدارة سلاسل الإمداد supply Chain
سلاسل الإمداد أو ما يعرف بال supply Chain هي عبارة عن: سلسلة من العمليات المترابطة، هذه السلسلة تصل موردين المواد الخام بالمصنعين، ثم المخازن، حتى تصل منافذ البيع إلى المسهتلك.
هذه السلسلة تشمل كل المراحل التي يمر بها المنتج، بداية من توريد السلع وحتى إتمام عملية البيع، بحيث تضمن وصول المنتجات في الوقت الصحيح، بالجودة المطلوبة، والسعر المحدد مسبقاً.
معنى ذلك أن حدوث أي تغيير مفاجأ في عناصر هذه السلسلة يؤدي إلى ظهور أزمة كبيرة تعاني منها الشركات.
في عام 2016 شهدت مصر أزمة كبرى في سوق السكر الأبيض أدت هذه الأزمة إلى نقص شديد في الكميات المتوفرة من السكر في الأسواق، وكذلك رفض المستوردين استيراده نظراً للارتفاع الشديد في أسعاره.
خلقت هذه الأزمة عجز كبير في سوق الصناعات الغذائية، والتي تعتمد على السكر كأحد المكونات الأساسية في منتجاتها، لاسيما صناعة الحلوى، فقد توقفت بعض الشركات الحلوى عن إنتاج منتجاتها بسبب عدم توفر السكر في الأسواق.
اقرأ أيضاً: ما هو الاستحواذ (مع بعض الأمثلة الصادمة)
أسباب حدوث أزمات إدارة سلاسل الإمداد:
- حدوث نقص مفاجىء في أحد عناصر السلسلة كما حدث في أزمة السكر.
- حدوث خلل في التواصل الجيد بين قنوات التوريد وقنوات التوزيع.
- حدوث تغير مفاجىء في أسعار المواد الخام.
- حدوث خطأ في تصنيع المنتج مما يجعله غير مطابقاً لمواصفات الجودة المطلوبة.
طرق التعامل مع أزمات سلاسل الإمداد:
1- متابعة السوق الاقتصادي ومستجداته بشكل جيد
المتابعة المستمرة لتغيرات ومؤشرات السوق الاقتصادي أولاً بأول يعطيك فرصة توقع الأحداث القادمة التي من الممكن أن تتعرض لها، بحيث تستطيع القيام مبكراً بالاستعداد لها بحسب الموقف.
2- عمل إتفاقيات واضحة مع الموردين والتجار
هذه الإتفاقيات يجب أن تشمل بنود من أجل كيفية التعامل مع الظروف الطارئة، بما يضمن عدم توقف عمليات الإنتاج.
3- عدم السعي وراء احتكار سوق معين
الأسواق يجب أن تعمل في توازن وشفافية، بحيث تخدم كل الأطراف، للأسف يتسبب احتكار سوق معين أو سلعة معينة في العديد من الخسائر.
ليس هذا فقط بل إنه يعطي محتكر السلعة فرصة التحكم في سعرها، هذه أحد الجوانب الأخلاقية للتجارة التي يجب أن يزيد من وعي المجتمع تجاهها.
للأزمات جانب آخر دائماً…فهناك شعاع من النور سوف يتسلل في ذلك الظلام الدامس، ليهمس لك قائلاً “لا تيأس” ،محاولاً أن ينير لك الطريق!
بعد أن تعرفنا على أهم أنواع ازمات الشركات دعني الآن أشاركك بعض النصائح الهامة، هذه النصائح سوف تمنحك فرصة أفضل في التعامل مع الأزمات التجارية بشكل عام.
مجموعة نصائح فعالة للتعامل مع أزمات الشركات
1- الإعداد المسبق
وضع أكثر من خطة بديلة سوف يسهل عليك الأمر كثيراً، بحيث تستطيع الاعتماد عليها في حالة تعرضت شركتك لأي نوع من أنواع أزمات الشركات.
في هذه الحالة سوف تمتلك المعلومات اللازمة لإدارة الأزمة من ناحية، ومن ناحية آخرى سوف يوفر عليك وقت التفكير والدراسة، واستغلال هذه الوقت من أجل التحرك السريع لحل المشكلة التي تتعرض لها.
2- المتابعة المستمرة
إن متابتعك المستمرة للأجواء التي تحيط بشركتك -من أجواء اقتصادية أو سياسية، وكذلك الأجواء العامة مثل حركة ومؤشرات الأسواق في الوقت الحالي، بالإضافة إلى حركة المنافسين- يساعدك على تطوير أعمالك التجارية بشكل فعال.
كذلك فإنه يعزز من مهاراتك في القدرة على التنبؤ بالأزمات التي من الممكن أن تتعرض لها شركتك في أي وقت. في النهاية سوف يمنحك ذلك أفضل فرصة في العمل على التعامل مع الأزمات بذكاء، والخروج منها بأقل الخسائر الممكنة.
3- دراسة الموقف الحالي والإجابة على الأسئلة
بالطبع هناك العديد من الأزمات الغير متوقعة، والتي تتطلب الكثير من مهارات الإدارة في كيفية الخروج منها بأقل الخسائر.
لذلك وسواء قمت بالخطوتين السابقتين أم لا، ففي كل الأحوال أنت بحاجة إلى: دراسة قوية ومكثفة للموقف الحالي الذي تمر به شركتك، في حالة تعرضت لأزمة ما.
أيضاً عليك القيام بالإجابة على الأسئلة التي من شأنها دعمك في الوصول إلى العديد من الحلول الذكية:
- متى حدثت هذه الأزمة؟ ومتى علمت بها؟
- كيف حدثت الأزمة؟
- ما هي الأسباب التي أدت إلى حدوث الأزمة، وهل هذه الأسباب من خارج الشركة أو من داخله؟ا
- من الأشخاص المكلفين بإدارة هذه الأزمة؟ وما مدى خبرتهم في إدارتها؟
4- اتخاذ إجراءات سريعة
اتخاذ الإجراءات السريعة لمواجهة الأزمات أشبه كثيراً بأن تشعر بألم في معدتك فتقرر الذهاب إلى الطبيب مباشرة، وذلك حتى تستكشف المشكلة فتستطيع علاجها مبكراً، بدلاً من الانتظار وأخذ المسكنات.
جزء كبير من قدرتك على اتخاذ الإجراءات السريعة ينصب على القيام بعمل الخطوات السابقة في وقت مبكر، لكن مع فرضية أنه لأسباب ما لم تقم بهذه الخطوات، والآن أنت بداخل هذه الأزمة فماذا عليك أن تفعل؟
في هذه الحالة يجب أن تقوم بعدة قرارات سريعة بعد دراسة الأزمة بشكل جيد في الوقت الحالي، ودراسة الحلول المتوفرة أمامك، حتى تتجنب أقل الخسائر.
هذه الإجراءات لا يجب أن تتم بشكل عشوائي، بل يجب أن تتم بناء على التخطيط الجيد.
5- الاستعانة بالخبراء
أن تستعين بخبير لحل أزمة أو مشكلة أو توجيه نصيحة أمر يكلفك الكثير من المال، لكنه يوفر عليك سنوات من العمل والبحث وهدر الموارد.
عندما تشعر بأنك غير قادر على مواجهة الأزمة التي تمر بها شركتك، يصبح استشارة أحد الخبراء المختصين بهذا النوع من الأزمات هو الحل المثالي.
6- الهدوء والتركيز في التعامل مع الأزمات
الغضب والقلق وعدم القدرة على التفكير من المشاعر الطبيعية التي تواجهنا جميعا عندما نمر بمشكلة أو بأزمة، لكن يجب ألا تجعل هذه المشاعر تسيطر على عقلك.
لقد حدثت الأزمة أو المشكلة على أية حال، ولن يفيدك بشيء أن تصرف بعنف وغضب تجاه ما تمر بها، الآن هو فقط وقت التفكير والبحث عن الحلول.
لذلك يُعد الإلتزام بالهدوء والتركيز بوابتك الآمنة للخروج من الوضع الحالي بسلام.
7- الاهتمام بعمليات التطوير الداخلية
عملية تطوير الأعمال التجارية لن تنتهي، إنها عملية مستمرة طالما تواجدت في الأسواق التجارية.
في ظل ظهور أجيال من التكنولوجيا المتقدمة للغاية التي لا يمكنك أن تضع لإمكانياتها وقدراتها أي حدود في مختلف المجالات، والتي سوف تطيح أرضاً بكل من لا يواكب هذا التقدم، لم يعد المستهلك اليوم كالمستهلك بالأمس.
مستهلك اليوم أصبح أكثر وعياً ونضجاَ في اختيار وتقييم المنتجات، أصبح كذلك باحثاً عن كل وسائل الرفهية بشكل كبير جداً، لذلك لم يعد الحفاظ عليه شيء سهل، بل إنه أصبح عملية شديدة التعقيد تتطلب بذل الكثير من الجهد والمال أيضاً.
اقرأ أيضاً: أنواع العملاء وطرق التعامل معهم (افهم عميلك وطور أداءك)
8- تقبل الخسائر والأزمات بصدر رحب
إن المرور بالأزمات التجارية أشبه بكثيراً بالأزمات الإنسانية، فالمرور بالأزمات جزء لا يتجزأ من رحلة حياتنا.
لن تستمر الأوقات العصيبة وسوف تمر يوماً ما، ولن تستمر كذلك الأوقات الرائعة التي تشعر خلالها أنك حققت كل ما كنت تحلم به.
في وقت ما يجب أن تخسر بعض الأشياء حتى تستطيع بناءها من جديد ولكن بشكل أكثر قوة. أعلم أنها نصيحة مكلفة للغاية، وليس بالأمر السهل على أي شخص أن يستطيع تقبل خسارة جزء من أمواله، أو نجاحاته، أو حتى الوقت الطويل الذي أمضاه في العمل.
إن تقبلك للخسارة والأزمات التي تمر بها شركتك سيساعدك على استنتساخ أفضل نسخة من شركتك في المستقبل، ذلك من خلال العمل المستمر على الإصلاح والتطوير والخروج بالخبرات والدروس من الأزمات التي مررت أو ستمر بها.
لقد أردت من مقال اليوم أن تتعرف على الأزمات التجارية عن قرب… بدأنا المقال بتعريف الأزمة ثم انتقلنا إلى مناقشة أهم أنواع الأزمات أو التحديات التي من الممكن أن تتعرض لها شركتك، مروراً بمجموعة من النصائح لإدارة الأزمات بمهارة وحنكة التجار.
من قلب الأزمات تخرج الفرص والقدرات، هكذا علمتنا الحياة، تلك الحياة الممزوجة بالأمل والألم، باليأس والصبر، بالدموع والفرح، بالخوف والإطمئنان.
هناك دائماً شخصاً ينتظرك لتشاركه خبرتك في الحصول على معلومة يبحث عنها، لن ينتهي الأمر حينما تشارك هذه المقال معه، بل إن مسئوليتك أكبر بكثير من ذلك.
إن مسئوليتك أن تعمل على أن تُعلم غيرك ما تتعلمه معنا، وقتها سوف تشعر بأنك شخص جديد، تزداد قيمته يوماً بعد يوم.