خطوات إعداد المشروع (أنشئ مشروعك في 9 خطوات)

خطوات إعداد المشروع

تحديد خطوات إعداد المشروع قد يبدو أمراً صعباً بالنسبة للبعض خاصة إذا كان هذا مشروعهم الأول، مع ذلك إذا تخلينا عن القلق سوف نجد أن معظم خطوات إعداد المشروع الأساسية تظهر نفسها أمام صاحبه بشكل جلي.

بالطبع قد تختلف خطوات الإعداد بين المشاريع طبقاً إلى مجال كل مشروع، مع ذلك تظل الخطوات الرئيسية مثل تحديد هدف المشروع والجمهور المستهدف خطوات أساسية لأي مشروع مهما كان تخصصه أو حتى سوقه المستهدف.

في هذا المقال نوضح لك أهم خطوات إعداد المشروع بشكل عملي مبسط يمكنك من تحويل مشروعك من حلم إلى واقع بكل سهولة.

1. حدد هدف مشروعك

مرحلة تحديد الهدف تعتبر أهم خطوات إعداد المشروع، إذ أنها حجر الأساس الذي سوف يبنى عليه المشروع بالكامل، المقصود بالهدف هنا هو نطاق عريض يبدأ من ما تهدف إلى تحقيقه من هذا المشروع وحتى الوسيلة التي سوف تعتمد عليها لتحقيق هذا الهدف.

لنفترض أنك تود إنشاء مشروع قائم على تقديم خدمة الدفع إلكترونياً للفواتير والمشتريات من خلال تطبيق إلكتروني، هنا هدف مشروعك ليس إنشاء التطبيق في حد ذاته، بل هو توفير وسيلة يمكن الاعتماد عليها كوسيلة دفع إلكترونية.

هنا يمكننا اعتبار التطبيق وسيلة تحقق هدف مشروعك أو تساعدك على تحويل هدفك إلى أداة موجودة على أرض الواقع، الهدف يجب أن يساعد عملائك على تحسين حياتهم بشكل أو بآخر.

هدف تطبيقك هو توفير الوقت والمجهود المستغرق في الدفع بالطرق العادية، مما يحقق هدف مشروعك وهو تسهيل حياة عملائك، لا ترهق نفسك بتعقيد هذا الهدف الذي من المفترض أن يكون غاية في البساطة.

تذكر أن أغلب الشركات الناجحة حول العالم بُنيت حول أهداف بسيطة ومباشرة، أهداف مثل توفير المعلومات أو الترفيه أو تسهيل حياة الأفراد هي أغلب أهداف أي مشروع.

أهمية تحديد الهدف تكمن في أنه يرسم المسار الذي يجب أن تسير فيه كل خطوات مشروعك الأخرى، بمعنى آخر لا تقم بتنفيذ أي خطوة لا تخدم هدف مشروعك بشكل أساسي أو ثانوي.

أخيراً احذر من أن يكون هدفك الأساسي هو جمع المال أو تكوين ثروة، لأن هذا سوف ينعكس بالسلب على مشروعك. يجب أن تسعى من خلال مشروعك إلى تحقيق هدف يعود على فصيل معين من الأفراد بالفائدة أولاً وعليك بالأرباح ثانياً.

تحويل هدف مشروعك ليكون تحقيق أرباح فقط من شأنه توجيه أغلب أفكاره نحو هذا الهدف وإغفال متطلبات عملائك الحقيقية.

2. حدد وسيلة تحقيق الهدف

في المثال السابق اخترنا تطبيق إلكتروني ليكون الوسيلة التي تحقق من خلالها هدف مشروعك لكن الوسيلة قد تكون أي شيء آخر، الوسيلة هي التي سوف يعتمد عليها مشروعك لتحسين حياة عملاءك وقد تكون منتج أو خدمة.

تحديد الوسيلة هو الذي يرسم لك خارطة الطريق الخاص بمشروعك وكيف يمكنك تصنيفه، عادة ما تتفرع خطوة تحديد وسيلة تحقيق هدف مشروعك إلى خطوات فرعية تتعلق بكيفية الحصول على هذه الوسيلة، والتي تختلف من صاحب مشروع لآخر.

قد يهدف شخصين إلى تحقيق هدف واحد إلا أن لكل منهما تفضيل ورؤية فيما يتعلق بكيفية تحقيق هذا الهدف. لنفترض أن هناك فردان يهدفان إلى توفير سلع غذائية بسعر مناسب أحدهما قد ينشيء متجر إلكتروني بينما قد يستأجر الآخر محل على أرض الواقع.

بالطبع كل خيار لتحقيق الهدف يتشعب بدوره لخيارات أخرى فكل صاحب مشروع يختار الوسيلة التي تناسبه. من لديه معرفة ولو بسيطة بمجال التجارة الإلكترونية قد يميل إلى فكرة إنشاء متجر إلكتروني عن استئجار أو شراء محل.

هذا ينقلنا إلى عنصر هام في عملية تحديد وسيلة تحقيق الهدف وهو مستوى معرفتك بهذه الوسيلة، هذا المستوى لا يجب أن يصل إلى درجة التخصص (بالرغم من أن هذا سوف يكون مفيد طبعاً) إلا أنه يفضل أن يكون لديك معرفة مبدئية بهذا المجال.

يحتاج صاحب اتجاه إنشاء متجر إلكتروني فهم أساسيات هذا المتجر وكيفية عمله، لا يحتاج بالطبع إلى معرفة كيفية إنشاء المتجر نفسه لكن فهم آلياته ضروري، حيث يترتب عليه باقي خطوات إعداد المشروع.

3. تحليل عملية إنشاء وسيلة تحقيق الهدف

شراء محل أو إنشاء موقع أو تطبيق تعتبر عمليات لا يمكن إتمامها دون تحليلها تحليل دقيق للوصول إلى متطلباتها وتحديد مراحلها، عادة هناك طريقتان لتحليل متطلبات تحقيق الوسيلة التي سوف يتم الاعتماد عليها لتحقيق هدف المشروع.

الطريقة الأولى تعتمد على وجود موارد مالية معينة يمكن إنشاء الوسيلة في إطارها، بمعنى آخر لدى أحد الأشخاص مبلغ مالي معين يود الاستعانة به في إنشاء مشروع خاص به، هنا يتم تحليل مراحل إنشاء الوسيلة بناء على المبلغ المتاح.

بالطبع قد يتناسب المبلغ المتاح مع مراحل تنفيذ الوسيلة وقد لا يحدث ذلك ويتم الاستعانة بمصادر تمويل خارجية، مع ذلك تظل هذه الطريقة شائعة بين الأشخاص الذين يودون إنشاء مشروع معين ولديهم مبلغ مالي مناسب (ولو بشكل جزئي لإنشاء هذا المشروع).

الطريقة الثانية تعتمد على تحليل عملية إنشاء الوسيلة دون وجود غطاء مالي متاح، أحياناً يتم الاعتماد على هذه الطريقة حتى مع وجود غطاء مالي، حيث أنها توفر حرية أكبر في التفكير ولا تربط مراحل التنفيذ بالقيود المالية.

أي أن كانت الطريقة التي سوف تعتمد عليها لتحليل عملية إنشاء الوسيلة فمن المفترض أن تثمر هذه الطريقة عن الآتي:

  • خيارات عملية إنشاء الوسيلة وتكلفة كل منها (شراء أم استئجار… بناء متجر إلكتروني أم استخدام متجر جاهز وهكذا).
  • تقدير مبدئي لعدد الأفراد المطلوب لإتمام المشروع.
  • مناقشة تفاصيل الإعلان عن المنتج أو الخدمة التي يقدمها المشروع واختيار قنوات التسويق المناسبة له.
  • تقدير مبدئي لميزانية المشروع.
  • تحديد الفترة اللازم لتجهيز لوازم المشروع.
  • تحديد فترة تشغيل تجريبية للمشروع.
  • تحديد تاريخ مبدئي لبدء المشروع بشكل فعلي.

قد يختلف ترتيب بعض الخطوات السابقة من صاحب مشروع لأخر بل وقد تزيد خطوة أو اثنتين حسب طبيعة المشروع، فمثلاً عمل دراسة جدوى يعتبر من خطوات إعداد المشروع المفيدة لكن البعض يتخطاها كونها تتطلب وقت وموارد ليست قليلة.

بشكل عام تهدف تحليل عملية إنشاء الوسيلة إلى الوصول إلى عدة عمليات أصغر يسهل توزيعها وإتمامها.

4. دراسة وضع السوق والمنافسة

يختلف بعض خبراء إدارة المشاريع على موقع هذه الخطوة، البعض يرى أن موقعها بنفس ترتيب خطوات إعداد المشروع الذي نطرحه هو الأفضل، بينما يرى البعض الآخر أن القيام بها بعد تحديد هدف ووسيلة المشروع هو الأصح.

في رأيي الشخصي القيام بهذه الخطوة ومدى تأثيرها على باقي الخطوات يتعلق بالغرض المرجو منها، بعض أصحاب المشاريع يكون لديهم بالفعل خبرة أو دراية بالسوق الذي ينوون دخوله حتى قبل القيام بهذه الدراسة.

سواء كانت هذه الخبرة نابعة من عملهم في المجال في مشروع آخر أو من اهتمام عام، هذا الفريق تمثل له دارسة السوق عملية تحويل حقائق هو يعرفها بالفعل إلى أرقام نابعة من أرض الواقع يمكن الاعتماد عليها أثناء هيكلة المشروع.

على الجانب الآخر هناك فريق يستخدم دراسة السوق لقياس مدى قدرة المشروع على المنافسة، هنا يتوقف قرار تنفيذ المشروع على مدى الاستعداد للمنافسة والقدرة على مواجهتها والخوض فيها.

قد يرى صاحب مشروع أنه يستطيع المنافسة والحصول على حصة سوقية لما لديه من إمكانيات ومميزات، صاحب مشروع آخر قد يرى صعوبة في دخول هذه السوق أو المنافسة فيه فيقوم بتغيير اتجاه مشروعه بالكامل أو يعزم عن تنفيذه بالكامل.

لاحظ أن الأمر كله مرهون بعدد كبير من المتغيرات مثل طبيعة السوق نفسه. بعض أسواق المنتجات والخدمات تحتوي على فجوات تشجع أصحاب المشاريع على اقتحامها ودخولها، هذا لأن الفجوة تعني أن المنافسين لم يستطيعوا تغطية طلب العملاء بالكامل.

أيضاً تعتبر المميزات ونقاط القوة التي يمتلكها كل مشروع عوامل أساسية في تعزيز قدرة المشروع على المنافسة، بالطبع لا يجب أن نتجاهل أيضاً عيوب ونقاط ضعف المشروع التي تلعب دورا هاماً في التأثير على اتخاذ قرار دخول المتنافسة من عدمه.

يفضل بعد عمل دراسة مفصلة للسوق وحالة العرض والطلب على منتج مشروعك القيام بتحليل S.W.O.T مفصل له، يعرف هذا التحليل باسم Strengths – Weaknesses – Opportunities – Threats.

هذا التحليل يهدف (كما هو واضح من اسمه) توضيح نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات المتاحة لدى أي مشروع. توقيت إتمام هذا التحليل لا يشكل فارقاً كبيراً طالما تم قبل البدء في خطوات إعداد المشروع بشكل فعلي أو تكبد أي تكاليف.

5. تحديد الإطار الزمني لإعداد المشروع

هل نتائج دراسة السوق كانت في صالح مشروعك وتود الانتقال إلى مرحلة إعداد المشروع بشكل فعلي؟ ممتاز الآن حان وقت رسم الإطار الزمني لإعداد المشروع ومراحله المختلفة.

الإطار الزمني هو المدة التي تحتاجها كل خطوة من خطوات المشروع. يجب تحديد مدة زمنية وموعد بدء وانتهاء محددين للعمليات الأصغر التي توصلنا إليها في النقطة رقم 3.

فمثلاً لنفترض أنك سوف تبدأ البحث عن مقر لمشروعك هذا معناه أن عليك تحديد مدة البحث ومتى تبدأ وتنتهي. صحيح أن بعض الخطوات قد تتخطى إطارها الزمني لظروف خاصة مع ذلك وجود الإطار في حد ذاته يعتبر أمر ضروري.

بدون تحديد إطار زمني لن تستطيع قياس الوقت الذي استغرقته لتنفيذ خطوة ما، وهل هذا الوقت أطول من اللازم أم مناسب.

وجود الإطار سوف يمنحك مؤشر يمكنك من خلاله قياس هذا التخطي ومدى تأثيره على الجدول الزمني العام للمشروع.

من المفترض أن يكون لكل مرحلة أو خطوة من خطوات إعداد المشروع إطار زمني معقول يتناسب مع طبيعة الخطوة، أيضاً يفضل تقسيم كل إطار زمني إلى أجزاء أصغر هذا من شأنه زيادة معدل إنجاز كل خطوة.

بالعودة إلى مثال مقر المشروع يمكننا مثلاً تقسيم هذه العملية إلى أسبوعين واحد للبحث وآخر للمعاينة وهكذا. قمنا بإنشاء دليل مفصل يساعدك على اختيار مقر مشروعك ننصحك بالإطلاع عليه.

6. تقسيم مهام إنشاء المشروع لمهام أصغر

في الخطوة السابقة نصحنا بتقسيم الإطار الزمني لكل مرحلة إلى أجزاء أصغر هذا يمكن إتمامه بشكل أفضل عند تقسيم المهام نفسها، لا تقلق حتى المبالغة في تقسيم كل مهمة إلى عدة مهام أصغر لن تضر مشروعك طالما كان لكل مهمة إطار زمني خاص بها.

أهمية تقسيم المهام إلي مهام أصغر تكمن أيضا في توضيح متطلبات كل خطوة من خطوات إعداد المشروع، فمثلاً مهمة مثل إنشاء متجر إلكتروني قد تبدو للوهلة الأولى بسيطة ويمكن تصنيفها على أنها مهمة واحدة لكنها في الحقيقة تتكون من عدة مهمات.

لنفترض أنك قررت إنشاء متجر إلكتروني بنفسك هذا سوف يترتب عليه تقسم مهمة إنشاء المتجر إلى مهام أخرى فرعية مثل:

  • اختيار اسم المتجر.
  • اختيار الشركة التي سوف تشترى منها الاستضافة والنطاق.
  • اختيار المنصة التي سوف تبنى من خلالها متجرك الإلكتروني مثل ووردبريس WordPress أو ويكس Wix.
  • تنصيب الإضافات الخاصة بالمتاجر الإلكترونية مثل Woocommerce.
  • اختيار الشركات التي سوف توفر وسائل الدفع والنقل والتوصيل.

في الحقيقة المهام السابقة هي جزء من كل، وبشكل عام عدد المهام يزيد طبقاً إلى طبيعة المشروع وكيفية تنفيذه. لاحظ أيضاً أن كل مهمة من المهام السابقة يمكن تقسيمها إلى مهام ومراحل أصغر قد ترى في هذا بعض المبالغة لكن هذا ليس صحيح.

اختيار اسم المتجر يجب أن يتم بعناية، لأنه سوف يلازم متجرك طوال فترة عمله (وكذلك اسم المشروع). الشركة التي سوف تعتمد عليها لاختيار الاستضافة قد تكون سبب في زيادة عملائك أو خسارتهم إن لم تأخذ وقت كافي في دراسة هذا المجال.

حسناً ما هو الحد المثالي لتقسيم المهام أو متى تصل إلى حد مبالغ فيه في تقسيم المهام؟ الإجابة تختلف من مشروع لآخر، أيضاً معرفتك بمهام المشروع الأساسية والمهام الفرعية تؤثر على تقسيم كل مهمة، أخيراً يلعب الزمن عامل مهم في التقسيم.

أفضل أسلوب لتقسيم المهام بشكل صحيح هو عمل دراسة مصغرة لكل مهمة أساسية، هذا يمكن إتمامه بسهولة من خلال اختيار شخص ملم بالمهمة التي سوف يقوم بها أو على الأقل يستطيع الإلمام بتفاصيلها بسرعة.

كلف هذا الشخص بعمل بحث سريع عن المهمة التي سوف يتولاها واطلب منه تحديد أقل وأقصى مدة يستطيع تنفيذ هذه المهمة فيها، الآن بقليل من النقاش تستطيع تحديد المدة المناسبة لتنفيذ هذه المهمة بما يتناسب مع جدول مشروعك الزمني ككل.

بالطبع يمكنك تقسيم المهام بنفسك إن كنت سوف تقوم بها، لكن هذا قد يكون على حساب تركيزك وجهدك، أيضاً يمكنك الاعتماد على شركائك في تقسيم المهمات… خاصة إن كان لديك أكثر من شريك وكل منهم يتولى مسؤولية تنفيذ مهمة معينة في المشروع.

أخيراً هناك عدة تطبيقات يمكنك الاعتماد عليها لتقسم مهام مشروعك الأساسية أو حتى تلك التي تنبثق منها مثل:

توفر التطبيقات السابقة إمكانية تقسيم المهام وتحديد الأشخاص المسؤولين عن تنفيذها ومدة كل مهمة، التطبيقات تناسب أغلب مجالات المشروعات، أما إن كنت تبحث عن أسهل تطبيق يذكرك بالمهام المطلوبة منك فقط Google tasks هو المناسب لذلك.

7. اختيار شركاء المشروع

اختيار شركاء المشروع هي خطوة أخرى يتغير ترتيبها من صاحب مشروع لآخر، بعض أصحاب المشاريع يبحثون عن الشركاء بعد إيجاد فكرة المشروع مباشرة بينما يفضل آخرون اختيار الشركاء بعد عمل دراسة السوق أو تحديد مراحل المشروع الأساسية.

بعض أصحاب المشاريع يكون لديهم شركاء بالفعل سواء أثناء خطوات إعداد المشروع أو قبل ذلك، هؤلاء الشركاء قد يكونوا زملاء عمل سابقين أو أصدقاء على دراية بمجال مشروعك أو حتى قريب يعمل في مشروع مشابه.

هناك دائماً ذلك الصديق أو القريب الذي تتشاور معه حول تنفيذ فكرة مشروع معين فيقوم بتشجيعك على تنفيذها ويصبح شريك فيه، على الرغم من ذلك هناك عدة عوامل يجب الانتباه لها أثناء اختيار شريك مشروعك.

أهم ما يجب عليك الانتباه له أثناء اختيار شريك مشروعك هو الفائدة التي سوف يقدمها لك، كبشر نميل أحياناً إلى البحث عن أصدقاء يشاركونا خطواتنا الهامة في الحياة ومن ضمنها المشاريع، لكن اختيار شريك لأنه صديق قد يسبب مشاكل جمة مستقبلاً.

الشريك المثالي لمشروعك يجب أن يوفر عنصر أساسي له سواء كان مادي مثل الأصول الملموسة التي قد تشمل:

  • العقارات.
  • الآلات.
  • مكان لإقامة المشروع.
  • مبلغ مالي.

أيضاً قد يقدم الشريك خبراته في مجال ما مثل الإدارة أو المجال التقني أو التسويق، كل ما سبق يعتبر أشكال ممتازة لما يمكن للشركاء تقديمه لمشروعك، مع ذلك يجب تقييم كل ما سبق وتحديد مدى فائدته لمشروعك.

امتلاك مكان لا يعني أنه المكان المناسب لمقر مشروعك، الآلات قد لا تكون في حالة مناسبة للاستخدام أو لا علاقة لها به من الأساس، حتى المبلغ المالي يجب أن يتناسب مع المبلغ الذي يحتاجه مشروعك على الأقل بنسبة معقولة وإلا أصبح مجرد دين.

أما خبرات مثل التسويق والإعلان فيجب أن تكون في مجال مشروعك أو مجال مشابه له وإلا فقدت أهميتها بالنسبة لمشروعك.

أفضل أسلوب لاختيار الشريك المناسب لك هو تحديد ما يحتاجه مشروعك من الشراكة بشكل عام.

هل تحتاج إلى شركاء يوفرون موارد مادية؟ ما هي تحديداً؟ هل تبحث عن شركاء يمكنهم إدارة مشروعك أو تنفيذه؟ ما هي الجوانب التي يجب أن يكونوا متخصصين فيها؟ وهكذا.

أخيراً من المهم أن يمتد تفكيرك حول اختيار الشركاء ليشمل المؤسسات والهيئات والبنوك، كل هذه الجهات تستطيع توفير موارد مالية وخبرات علمية قوية وأحياناً كلاهما.

ترحب الجهات السابقة للمبتدئين في عدد متنوع من المجالات وتساعدهم على إتمام مشاريعهم ودعمهم خلال خطوات تنفيذه، ننصحك بالإطلاع على مقال مصادر التمويل في مصر والسعودية لمزيد من المعلومات عن الجهات التي يمكنها تمويل مشروعك.

8. اختيار أفراد المشروع

المقصود هنا بأفراد المشروع هم فريق العمل وهم فئة مختلفة عن الشركاء، فبينما يلتزم الشركاء بتقديم دعم مادي أو لوجستي مثلاً يؤثر على أغلب جوانب المشروع بنسب متفاوتة يقتصر دور أفراد المشروع على القيام بتنفيذ المهام في أحد جوانب المشروع فقط.

أي أن أفراد المشروع هم الذين سوف يتولون تنفيذ مهام هدف المشروع الأساسية بعد خروجه من مرحلة الإنشاء. أغلب المشاريع تعتمد على عملية التوظيف التقليدية للبحث واختيار الأفراد الذين يشكلون الأيدي العاملة في هذه المشاريع وهذا هو الأسلوب الأمثل.

مجدداً حاول تلافي اختيار الأفراد بناء على معرفة سابقة أو صلة قرابة أو أي شكل من أشكال المحاباة، ما يجب أن يشترك فيه الأفراد مع الشركاء هو الفائدة التي يستطيعون تقديمها للمشروع ومدى إجادتهم للمهارات المطلوبة لأداء المهام المطلوبة منهم.

عملية التوظيف التقليدية غالباً ما تعتمد على الخطوات التالية من أجل إيجاد أنسب شخص لكل دور أو وظيفة متاحة:

  • تحديد الوظائف أو المهام المتاحة.
  • تحديد مسؤوليات كل وظيفة.
  • تحديد القدرات العقلية والمتطلبات الذهنية (والدراسية أحياناً) التي تحتاجها كل وظيفة.
  • تجهيز أسئلة اختبار المتقدمين.
  • صياغة إعلان خاص بكل وظيفة أو إعلان مجمع لكل الوظائف المتاحة.
  • اختيار الوسائل التي سوف يتم الاعتماد عليها للبحث عن الأفراد المطلوبين للوظائف المتاحة.
  • تنقيح السيرة الذاتية الخاصة بالمتقدمين.
  • مقابلة المتقدمين واختبارهم.
  • الاستقرار على الأفراد المناسبين لكل وظيفة.

لا تسير الرياح دائماً بما تشتهي السفن، بمعنى آخر قد تحتاج تكرار الخطوات السابقة أكثر من مرة للحصول على الأشخاص المناسبين لمشروعك، مع ذلك يعتبر هذا هو أفضل أسلوب يمكنك من خلاله إيجاد الشخص المناسب لكل مهمة من مهام مشروعك.

أيضاً سوف تحتاج إلى تدريب الأفراد الذين قمت باختيارهم لأداء المهام في مشروعك مهما كانت خبراتهم العملية. من المفترض أن يتم تدريب هؤلاء الأفراد على المهام التي سوف يقومون بها في مشروعك وكيف يتعاونون مع بعضهم البعض في بيئة العمل.

التوظيف والتدريب مهام هامة لا يجب الاستهانة بها ويفضل أن تعتمد على شركات متخصصة في هذا المجال لتنفيذها إن أمكن. بالطبع يمكن المشاركة في عملية التوظيف بل والقيام بها بالكامل إلا أن هذا ليس أفضل أسلوب يمكن من خلاله تنفيذ هذه المهمة.

بخلاف توفير الوقت والجهد؛ إسناد مهمة التوظيف لشركة أو شركات متخصصة له فوائد أخرى هامة، الشركات المتخصصة في هذا المجال سوف تعتمد على الموضوعية في اختيار الأفراد، كما أن خبراتها سوف تساعدها على فرز المرشحين بشكل دقيق.

أما أن اضطرتك الظروف للقيام بعملية التوظيف بنفسك فاحرص على إشراك أحد شركائك معك من من لديهم خبرة في هذا المجال، اتبع نفس الخطوات السابقة إن أمكن وليكن حكمك النهائي موضوعي دون محاباة أو تفضيل غير عقلاني.

اقرأ أيضاً: كيفية تكوين فريق عمل ناجح (كيف تختار و تدير فريق العمل)

9. اختيار أسلوب تنفيذ المهام

متوازي أم متسلسل؟ هذا هو السؤال، بعض أصحاب المشاريع يفضلون إنجاز مهام إنشاء مشاريعهم بشكل متوازي لتوفير الوقت، يفضل آخرون تنفيذ المهام بشكل متسلسل بناء على أهمية كل مهمة وتوقيت الانتهاء منها وبالطبع دورها بالنسبة للمهام الأخرى.

في الحقيقة لكل أسلوب مزايا وعيوب تتعلق بشكل مباشر بطبيعة المشروع نفسه، على سبيل المثال لا تستطيع شراء السلع التي سوف تقوم ببيعها قبل امتلاك مخزن أو حتى مقر للمشروع.

بالطبع لا تحتاج لامتلاك مكان فعلي إن كان مشروعك هو متجر إلكتروني يعمل بنظام الدروب شيبنج، أفضل أسلوب يمكن الاعتماد لتنفيذ المهام هو الأسلوب الذي يستفيد من مزايا كلا الأسلوبين.

يمكنك تنفيذ المهام التي لا تتعلق ببعضها بشكل مباشر بشكل متوازي جنباً إلى جنب مع المهام التي يجب تنفيذها بشكل متسلسل، يمكنك أيضاً تقسيم المهام التي يجب إتمامها بشكل متسلسل إلى مهام أصغر يمكن تنفيذها بشكل متوازي.

بشكل عام الهدف من إتباع أسلوب معين هو توفير الوقت والجهد وتنفيذ المهام بأسلوب متوازي يحقق ذلك بجدارة.

خاتمة

حاولنا في هذا المقال تعريفك على أهم خطوات إعداد المشروع، ترتيب الخطوات السابقة قد يختلف من صاحب مشروع لآخر وهذا طبيعي، بل أن هناك مشاريع ناجحة عالمياً لم تعتمد على كل هذه الخطوات.

بمعنى آخر لا توجد معادلة واحدة للنجاح أو تسلسل معين لخطوات إعداد المشروع يمكن الاعتماد عليه في جميع المشاريع.

هل لديك نصائح أو خطوات مفيدة يمكن إضافتها إلى خطوات إعداد المشروع التي ذكرناها في هذا المقال؟ شاركنا إياها في التعليقات.

موضوعات أخرى ستعجبك

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top