الرئيسية » تطوير الذات » أهم مصادر التعلم الذاتي (العالمية والعربية مجانية ومدفوعة)

أهم مصادر التعلم الذاتي (العالمية والعربية مجانية ومدفوعة)

مصادر التعلم الذاتي

بقلم أمنية علي
مفهوم التعلم الذاتي بدأ ظهوره خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير، كما ظهرت الكثير من مصادر التعلم الذاتي، لكنه بدأ يأخذ رواجاً أكثر والتفت الكثيرون لأهميته المتزايدة
.

 وذلك حدث تزامناً مع انتشار فيروس “كورونا“، واضطرار الحكومات إلى فرض الحجر المنزلي على مواطنيها وإغلاق المدارس والجامعات ومنع أي تجمعات، وبذلك اتجه الطلاب والمعلمين إلى التعلم عن بعد عن طريق الإنترنت.

كما اتجه الكثيرون إلى مصادر التعلم الذاتي المختلفة ليقوموا باستغلال أوقاتهم خلال فترة الحجر المنزلي، حيث قامت كثير من الشركات بوقف العمل بها، وبذلك أصبح الموظفين لديهم وقت فراغ أكبر يمكنهم استغلاله في تطوير أنفسهم.

وكذلك قامت مواقع التعلم الذاتي بدورها وساهمت فيما يمر به العالم من أزمات بسبب فيروس “كورونا“، وقامت بعمل تخفيضات وعروض على دوراتها التدريبية.

وذلك لتشجيع الناس على التعلم الذاتي خلال هذه الفترة، واستغلال الوقت الكبير الذين يقضونه في منازلهم بفترة الحجر المنزلي، والتخفيف عليهم من صعوبة ما نمر به جميعاً.

أهم مصادر التعلم الذاتي

هناك مصادر كثيرة ومتنوعة للتعلم الذاتي، فهناك الكتب التي يمكنك أن تتعلم منها في المكتبات العامة والخاصة ومحلات بيع الكتب، وكذلك المكتبات الإلكترونية، وهناك أيضاً القنوات المختلفة على “اليوتيوب” التي تقدم دورات تدريبية في مجالات مختلفة بشكل مجاني.

والمصادر الأشهر وهي مواقع التعلم الذاتي المختلفة سواء الأجنبية أو العربية منها، وهي تقدم دورات تدريبية في كافة المجالات منها المجاني ومنها ما هو بمقابل مادي وهناك تنوع في الأسعار.

 كما تقوم بعض الجامعات العالمية بتقديم بعض من دوراتها على المنصات المختلفة، كما يمكنك أن تلتحق بجامعة عالمية وتدرس بها وأنت في منزلك عن طريق الإنترنت.

وذلك أصبح مقبولاً ومتاحاً بشكل أكبر بعد أزمة فيروس “كورونا“، فأنت الآن لست بحاجة إلى أن تسافر لتتعلم في أحد الجامعات بالخارج، فالأمر أصبح أسهل من ذي قبل.

المصادر كثيرة ومتنوعة وذلك يوفر لك حرية الاختيار وأن تجد ما يناسبك بشكل أفضل، وإليك أهمها:

1. الكتب كمصادر للتعلم الذاتي

قد يرى البعض أن الكتب أصبحت وسيلة قديمة للتعلم وتحصيل المعرفة، في ظل ما نمر به الآن من تقدم تكنولوجي واستخدام الإنترنت في جميع نواحي الحياة.

ولكن الكتب لا تزال محتفظة بمكانتها وقيمتها العلمية، وما نحصل عليه من الكتب لن يفقد أهميته حتى بوجود الإنترنت، كما أن الكتب أيضاً دخلت إلى عالم التكنولوجيا والإنترنت.

 فكثير من المكتبات العامة أصبحت لها نسخة رقمية على الإنترنت، حيث يمكنك الدخول إليها وقراءة كافة الكتب التي تريدها بشكل مجاني، ودور النشر أيضاً أصبحت تبيع نسخ إلكترونية من الكتب الورقية.

ستظل الكتب محتفظة بمكانة مهمة جداً، ولا غنى عنها لكل من يريد تحصيل العلم والمعرفة، يمكنك بكل سهولة أن تبحث عن المكتبات العامة المشهورة على الإنترنت، وستجد الكثير منها يتيح الكتب بصورة رقمية عبر شبكة  الإنترنت.

ومن أهم المصادر للحصول على الكتب:

1. مكتبة الإسكندرية: وما لها من تاريخ عريق ومحتوى علمي ثري من الكتب المختلفة في مختلف المجالات واللغات، يمكن أن تبحث في فهرس المكتبة عبر موقعها على الإنترنت عن ما تريد من الكتب، وستجد محتويات المكتبة كاملة بين يديك لتتعرف على أماكن الكتب داخل المكتبة بسهولة.

كما يمكنك الدخول إلى المكتبة الرقمية الخاصة بكتب “مكتبة الإسكندرية“، والبحث عن الكتب التي تريدها، و قراءتها وتحميلها من بيتك دون الحاجة للذهاب للمكتبة.

2. المكتبات العامة: يمكنك التوجه إلى المكتبات العامة، قصور الثقافة، مكتبة المدرسة إذا كنت لازلت في مرحلة التعليم المدرسي، أو مكتبة الجامعة إن كنت في مرحلة التعليم الجامعي، وكل هذه المصادر تقدم الكتب بشكل مجاني.

3. موقع Internet Archive: والذي يعتبر بمثابة مكتبة رقمية ضخمة ومهمة جداً، تحتوي على الملايين من الكتب المجانية والمرتبطة بمكتبات الجامعات، كما تقدم الأفلام والمقاطع الموسيقية والمواقع وغيرها.

4. المكتبات ودور النشر المختلفة: والتي تعتبر مصدر هام جداً للتعلم الذاتي، وكذلك المواقع المختلفة عبر الإنترنت، ويمكنك انتظار معرض الكتاب حيث تجتمع المكتبات ودور النشر من جميع أنحاء الوطن العربي.

 فتستطيع أن تجد كتب من ثقافات مختلفة عنك، كما تُقَدَم العروض والخصومات على الكتب في هذه الفعاليات.

5. أماكن بيع الكتب القديمة المستعملة: وهي تباع بأسعار زهيدة جداً، ولكن انتبه لا تحصل على كتب مسروقة أو بأي شكل غير مشروع، وحافظ على أمانة حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالكاتب ودار النشر.

 مهما كانت الكتب الأصلية غالية الثمن فهذا حق الكاتب، وهو له الحرية في تقدير الكتاب بالثمن الذي يريد، نظير تعبه ومجهوده وعلمه وما أنفقه من مال ووقت وجهد على ذلك العلم.

 وارتفاع ثمن الكتاب لا يعطي لنا الحرية في سرقته من على الإنترنت، أو شرائه بشكل غير مشروع من أماكن تبيعه بسعر أقل بغير وجه حق.

 وتذكر أن بعض الكُتاب ودور النشر يتعرضون للإفلاس والخسارة بسبب أن تجار عديمي الأمانة قاموا بسرقة كتبهم بغير وجه حق، أو شخص عديم الضمير قام بسرقتها ووضعها على الإنترنت.

اقرأ أيضاً: أفضل مواقع كورسات اون لاين (دليلك لتعلم أي شيء)

2. القنوات على اليوتيوب Youtube كمصادر للتعلم الذاتي

هناك أعداد لا حصر لها من القنوات على “اليوتيوب“، والتي تقدم فيديوهات تعليمية في مختلف المجالات، ومنها من يقدم كورسات تعليمية ممنهجة.

يمكن أن يكون من يقدم هذه المعلومات في مجال معين هو من المختصين بهذا المجال، ويمكن أن يكون شخص دارس لهذا المجال وهو ينقل خبراته وما يتعلمه إلى متابعيه عبر “اليوتيوب“.

على أي حال أن لا أعتبر “اليوتيوب” مصدر أساسي وقوي لمن يريد أن يتعمق في مجال معين ويتميز فيه، ولكنه مصدر مفيد جداً ومهم كبداية تتعرف بها على مجال معين، وتتأكد أنك حقاً تريد دراسة هذا المجال.

فهو يوفر لك الكثير من المعلومات دون أن تضطر لإنفاق الكثير من الأموال على دراسة مجال معين، ثم تكتشف أنك لا تحب هذا المجال ولا ترغب في دراسته وهو أمر وارد جداً، فمن يقف على الشاطئ لا يرى بمثل الوضوح الذي يرى به الشخص حين ينزل إلى المياه ويواجه الأمواج بنفسه.

ولكن أيضاً هناك مجالات يمكنك تعلمها وإتقانها بشكل كبير من خلال اليوتيوب مثل اللغات وبعض الأعمال اليدوية والفنون، وذلك إذا استطعت أن تجد المصدر الصحيح.

مع أني أرى أننا في مرحلة ما نحتاج إلى أن ننفق بعض المال على التعلم لكي نحصل على معلومات أكثر قيمة وتميزنا عن غيرنا.

ولكن يمكنك أن تؤجل هذه الخطوة لمرحلة متقدمة، حيث يمكنك الاستغناء عنها في البداية والاعتماد على مواد “اليوتيوب” المجانية.

اقرأ أيضاً: ما هو الفري لانسر و 6 خطوات عملية لتصبح فري لانسر

3. منصات التعلم الذاتي العالمية والأجنبية

يوجد عدد لا حصر له من مواقع التعلم الذاتي العالمية والتي يزداد عددها باستمرار، سنتحدث عن مجموعة متنوعة من أهم مواقع التعلم الذاتي الأجنبية، ونتعرف على طبيعة كل منها وتخصصه وأهم ما يميزه.

كل هذه المواقع تقوم بعمل حساب عليها عن طريق البريد الإلكتروني الخاص بك، وبذلك يمكنك الدخول إليها والاطلاع على الدورات التدريبية الموجودة بها.

وإليك قائمة بأهم هذه المنصات:

1. Coursera

تعد منصة Coursera أحد أهم وأشهر مواقع التعلم الذاتي حول العالم، والتي أقامت شراكة مع عدد من الجامعات والمؤسسات التعليمية المعترف بها حول العالم.

يقدم الموقع دورات تدريبية في كافة المجالات بلغات مختلفة، بعض الدورات تُقدم بشكل مجاني والبعض الآخر مدفوع، وتتفاوت الأسعار وتتنوع الخيارات بشكل كبير، لذا عليك التركيز وقراءة آراء المتعلمين السابقين حول أي دورة تدريبية قبل التحاقك بها.

2. Edx

تضم منصة “edx” أكثر من (160) جامعة عالمية تقدم دوراتها، تضم المنصة عدد كبير جداً من المتعلمين حول العالم، تقدم دوراتها مجاناً أو بمقابل مادي، وتعطي للدارسين امتحانات وشهادات بعد إتمام الدورة التدريبية؛ والتي يحصل عليها الدارس بعد دفع رسوم معينة.

3. Udemy

هي منصة عالمية للتعلم والتدريس عبر الإنترنت، فهي تضم (50) مليون طالب وى(150) ألف دورة تدريبية، يشتهر الموقع بالدورات التدريبية المتخصصة بمجال التكنولوجيا والبرمجة، إلا أنه يضم العديد من المجالات الأخرى.

توجد دورات تدريبية بحوالي (50) لغة مختلفة، يتعاون الموقع مع عدد كبير من الأساتذة والمؤسسات التعليمية المعروفة عالمياً لضمان جودة ما يقدمه.

4. Open Culture

يضم موقع “Open Culture” مجموعة متنوعة من المواد التعليمية المتنوعة في المصادر، والتي توجد في شكل دورات تدريبية متنوعة، ومواد صوتية، وكذلك مجموعة مهمة من الكتب الصوتية.

كل هذه المواد موجودة بشكل مجاني بالكامل، ولكن في حال رغبتك في الحصول على شهادة بعد إتمامك دورة تدريبية معينة يلزم عليك أن تدفع رسوم للحصول على الشهادة.

كما يوجد قسم هام جداً خاص بالمواد التعليمية للطلاب في سن المدرسة بداية من مرحلة الروضة وحتى المرحلة الثانوية، يضم هذا القسم دروس تعليمية مصورة، تطبيقات على الهاتف المحمول، كتب، ومواقع وغيرها. 

جميع الدورات التدريبية على المنصة مقدمة من جامعات عالمية هامة مثل: “ستانفورد” و”ييل” و”هارفارد” و”أكسفورد” ومعهد “ماساتشوستس للتكنولوجيا” وغيرها.

5. Academic Earth

يعتبر موقع “Academic Earth” منصة هامة جداً للدورات التدريبية الجامعية عبر الإنترنت والتي تقدم بشكل مجاني، حيث يحتوي الموقع على مجموعة من الفيديوهات الأصلية للدورات التدريبية التي تقدم في جامعات هامة ومعاهد عليا حول العالم.

وذلك يتيح لك التعرف على المواد العلمية وطريقة التدريس التي تُقدم في جامعات آخر غير موجودة في بلدك وأنت موجود في مكانك دون الحاجة للسفر، كما يمكنك أن تتعلم موضوعات ومواد علمية لا تُقدم في بلدك فقط بكبسة زر.

6. Brightstorm

تؤمن منصة “Brightstorm” بأن التعليم الرائع يبدأ من المعلم العظيم، ولذلك قاموا بضم عدد من أفضل المعلمين حول العالم، وقاموا بصنع فيديوهات لهم عالية الجودة، ومعظم المعلمين على الموقع حاصلين على درجات علمية عالية، ولديهم خبرة جيدة في عملية التدريس.

تقدم هذه المنصة دوراتها التدريبية للمعلمين والطلاب وأولياء الأمور، وتتيح لطلابها التعلم على يد أفضل معلمين في العالم.

وتقدم المنصة المواضيع الدراسية الأساسية التي يتم تناولها في المرحلة الثانوية، وتضم دورات في العلوم والرياضيات واللغة الإنجليزية وتتضمن كل دورة اختبارات.

 الموقع باشتراك شهري أو نصف سنوي أو سنوي ولكنه بسعر متوسط إلى حد ما، وكلما كان الاشتراك لفترة أطول مثل الاشتراك السنوي أو النصف سنوي كلما كان السعر أقل وحصلت على خصومات أكبر، وفي البداية تحصل على أسبوع مجاني يتيح لك تجربة الموقع.

اقرأ أيضاً: كيف تصل إلى كورسات مجانية في أي تخصص تريد

4. منصات التعلم الذاتي العربية

هناك عدد كبير من مواقع التعلم الذاتي العربية والتي تحتوي على عدد كبير أيضاً من الدورات التدريبية في كافة المجالات، ومنها مواقع تقدم دوراتها كاملة بشكل مجاني، ومواقع أخرى تقدم بعض دوراتها بمقابل مادي والبعض الآخر بشكل مجاني.

هناك عدد كبير جداً من هذه المنصات لن نتمكن من الحديث عنهم جميعاً، ولكن سنتحدث عن مجموعة متنوعة يمكنك أن تجد فيها ما تبحث عنه، كل ما عليك هو أن تنشيء حساب خاص بك على الموقع عن طريق بريدك الإلكتروني، وتبدأ متعة التعلم.

وإليك قائمة بأهم هذه المنصات:

1. إدارك

تعتبر منصة “إدراك” من أهم وأشهر مواقع التعلم الذاتي العربية، تم إطلاقها بمبادرة من مؤسسة الملكة “رانيا” للتعليم والتنمية. 

تحتوي منصة “إدراك” على قسمين رئيسيين وهما: التعلم المستمر والذي يقدم دورات تدريبية في كافة المجالات، والتعلم المدرسي والذي يقدم برامج تشبه ما يدرسه الطلاب في كافة المراحل المدرسية.

يتم تقديم جميع الدورات باللغة العربية وعلى أيدي خبراء وأكاديميين عرب وأجانب، كما يتم تقديم بعض الدورات العالمية المترجمة للغة العربية.

تعمل المنصة بالتعاون مع موقع “edx“، وهو أحد أهم المنصات التعليمية على مستوى العالم والتابعة لجامعة “هارفارد” ومعهد “ماساتشوستس للتكنولوجيا”.

 تقدم منصة “إدراك” جميع دوراتها بشكل مجاني للمتعلمين مع إمكانية حصول المتعلمين على شهادات إتمام الدورات بشكل مجاني.

2. المنتور Almentor

هو موقع يضم دورات تدريبية يقدمها أهم الخبراء والمتخصصين في الوطن العربي في مختلف المجالات، معظم الدورات التدريبية تكون بمقابل مادي وبعضها مجاناً، كما يقوم الموقع بتقديم عروض وخصومات على الدورات التدريبية المدفوعة باستمرار.

 وأيضاً تقدم منصة “المنتور-Almentor” فيديوهات مصورة وكتب مجانية يمكنك تحميلها مع حفظ حقوق الملكية الفكرية، وهو يعتبر موقع مهم جداً.

3. فرصة

هي منصة متخصصة في تقديم مختلف الفرص التعليمية والتدريبية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تقدم دورات تدريبية في مختلف المجالات بشكل مجاني، كما تقدم للمتعلمين شهادات بعد اتمامهم للدورات التدريبية.

بعض دوراتها تكون باللغة العربية وبعضها باللغة الإنجليزية، كما تقدم المنصة العديد من الخدمات الأخرى والمتنوعة عن أي منصة أخرى.

4. معارف

هي منصة تعليمية معتمدة تقدم دوراتها بشكل مجاني مع شهادات معتمدة، تضم (3) مليون متعلم عبر الإنترنت، تقدم منصة “معارف” دوراتها في كافة المجالات العلمية والفنية والتكنولوجية بالإضافة إلى اللغات وريادة الأعمال والتسويق.

تضم المنصة نحو (12) ألف دورة تدريبية منها ما هو باللغة العربية ومنها ما هو باللغة الإنجليزية، يمكن أن تختار منها ما يناسبك.

5. خدمة مهارات من “Google”

هي خدمة تقدمها شركة “Google” لتقديم دورات تدريبية باللغة العربية مجانية وبشهادات معتمدة في المجال الرقمي مقدمة من شركة “Google” بشكل مجاني.

تُقدم هذه الدورات للمتعلمين لتحسين مهاراتهم في المجال الرقمي، وتأهيلهم للحصول على وظيفة بسوق العمل، ولأصحاب المشاريع لمساعدتهم على نمو نشاطهم التجاري.

نصائح لتنجح في رحلتك بالتعلم الذاتي

بعدما تحدثنا عن التعلم الذاتي ومصادر التعلم الذاتي المختلفة، وعرفنا أهمية هذه الطريقة في تحصيل العلم وتطوير الشخص لمهاراته ومعلوماته.

وجب علينا التنويه على أمر مهم جداً، وهو أن التعلم الذاتي بكل ما يحتوية من وفرة وإيجابيات إلى أنه لا ينجح فيه البعض أو لا يستمرون به، وتواجههم بعض المشكلات التي تجعلهم يظنون أنه طريقة فاشلة وغير مجدية.

ويرجع ذلك إلى سوء إدارة الشخص نفسه لعملية تعلمه، ففي التعلم الذاتي أنت لك كامل الحرية في اختيار المواد العلمية التي تريد دراستها، وفي اختيار الوقت المناسب للدراسة.

وهذا مع قلة الخبرة يوقع الكثيرون في فخ التسويف وعدم الإنجاز والشعور بالملل، ومن ثم التوقف عن عملية التعلم، ولذا سأقدم لك بعض النصائح التي ستساعدك في الإنجاز وإتمام عملية التعلم واتخاذ التعلم الذاتي كأسلوب حياة لضمان استمرار نجاحك وتطورك.

1- إن كانت هذه المرة الأولى لك في التعلم الذاتي، فمن الأفضل أن تبدأ بتعلم شيء تحبه وتجد فيه شغفك، وذلك حتى تشعر بالحماس والاستمتاع، وبالتالي تستمر في التعلم وتحقق إنجاز ملموس يجني لك السعادة والنجاح.

2- حدد لنفسك في البداية هدف بسيط قسمه لأجزاء بسيطة واستمر عليه، لا يُهم في البداية أن تنجز كم كبير قدر ما يهم أن تستمر، وبالتالي مع الوقت سوف يكبر هدفك. 

ولكن لا تستعجل على نفسك ويأخذك الحماس في البداية وتضع لنفسك أهداف كبيرة، وعندما تتعثر في تحقيقها تشعر بالفشل والإحباط وتتوقف عن التعلم والمحاولة، نحن الآن نبني عادة جديدة والأمر يحتاج إلى الوقت والتدرج حتى نستمر.

3- البعض يجد مشكلة في عدم القدرة على تنظيم وقته والوقوع في فخ التسويف، ولتتفادى هذه المشكلة قم بتحديد وقت قليل جداً في البداية، وليكن ساعة واحدة بالأسبوع أو حتى نصف ساعة، ويمكنك تقسيمها على الأيام ولكن حدد لها أماكن ثابتة في جدولك الأسبوعي والتزم بها.

كما اتفقنا لا يهم في البداية كم ساعة قضيتها أسبوعياً في التعلم الذاتي، ولكن يهمنا أن تكتسب عادة الالتزام والاستمرار.

4- مهم جداً في البداية أن لا تمشي مع التيار وتدرس مواد علمية أو مجالات معينة لمجرد أن كثيرون حولك يتكلمون عن أهميتها وما يمكن أن تجلبه من مكاسب مادية عند العمل بها، وأنت تعرف أنك لا تحب مثل هذه المجالات.

على الأقل في البداية لا تفعل ذلك، لأنك ربما تشعر بضغط وضيق ولا تقدر على الاستمرار، تأكد أنه هناك مجالات كثيرة ومتنوعة ومن المؤكد أنك ستجد من بينهم ما تحبه وتجد فيه شغفك ويجلب لك المال.

5- لا تبدأ بالدورات التدريبية المدفوعة إلا بعد أن تتأكد من أنك حقاً تحب هذا المجال، وأنصح بأن تبدأ بالدورات المجانية والفيديوهات عبر “اليوتيوب“.

 حتى تتعرف بشكل جيد على المجال الذي تريده، وبالتالي تعرف إن كان يناسبك أم لا ومن ثم تستثمر فيه أموالك.

6- قم بكتابة الملاحظات باستمرار حول ما تتعلمه من معلومات حتى تتمكن من الرجوع إليها ومراجعتها بعد ذلك، وهذا سيُفيدك جداً في الاستعداد للاختبارات.

والآن ياصديقي إليك الجزء الأخير من مقالي اليوم، والذي سأتحدث فيه عن مستقبل العملية التعليمية، ولماذا التعلم الذاتي لم يعد خيار بعد، بل هو الطريق الذي ستسير فيه البشرية في المستقبل.

مستقبل التعليم والتعلم الذاتي

نحن الآن على أعتاب مرحلة جديدة حيث نرى المدارس التقليدية والجامعات تُقفل، ويتم استبدالها بالمنصات المختلفة ويتم تطبيق نظام التعلم عن طريق الإنترنت.

 قد يرى البعض أن هذا أمر مؤقت وأنه بعد انتهاء أزمة فيروس “كورونا” كل شيء سيعود كما كان، والتعليم سيعود لوضعه الطبيعي، ولكني أرى أنه حتى وبعد مرور الأزمة وخروجنا منها بسلام فإن التعلم الذاتي هو المستقبل.

وربما تنتشر فكرة إلغاء المدارس والجامعات بشكلهم التقليدي الحالي ويصبح الاعتماد الأكبر على التعلم الذاتي، وهو أمر ممكن فكل المصادر أصبحت متاحة بكل سهولة بشكل كبير ومختلف تماماً عن الماضي.

فقديماً كان لا بد من أن يسافر الشخص من مكان لمكان ومن بلد إلى بلد ليتلقى العلم، ولكن الآن يمكن لأي شخص كائن من كان أن يتلقى العلم، ويدرس ما يريد وهو جالساً في بيته أياً كان مكانه في هذا العالم.

بل وإن بعض الأشخاص بدأوا في تنفيذ هذه الفكرة بالفعل، فبعض الآباء والأمهات اتخذوا قراراً بأن يُعلموا أولادهم بهذه الطريقة دون أن يلتحق أولادهم بمدرسة معينة.

وذلك يتيح للآباء حرية التنقل والترحال بصحبة أبنائهم من بلد إلى بلد حتى في أوقات الدراسة، غير ملتزمين بمواعيد الدراسة والإجازة، إذا كانت طبيعة عملهم تتطلب منهم السفر وكثرة التنقل، فهم بذلك لا يحتاجون إلى أن يتغيبون عن أبنائهم لفترات طويلة أثناء سفرهم.

وليس فقط الأطفال فهناك كبار أيضاً في سن الجامعة يستغنون عن فكرة التحاقهم بالجامعة، ويدرسون ما يحبون من الدورات التدريبية بشكل ذاتي.

حيث يختارون ما يريدون أن يدرسوا ويحصلون على شهادة بما درسوا، كما يستطيعون أن يعملون في وظائف بشكل طبيعي وهم لم يتخرجوا من أي جامعة.

بل وأيضاً من هم في سن أكبر من سن التعليم الجامعي ولم يلتحقوا بالجامعة من قبل، أو التحقوا بالجامعة لكنهم غير راضيين عن تخصصهم ويحبون تخصص غير الذي درسوه.

 فيجدون أنهم لم تفوتهم الفرصة ولديهم الإمكانية في اتباع شغفهم ودراسة ما يحبون، دون أي تقييد ويحصلون على شهادات تؤهلهم للعمل بهذا التخصص.

وفكرة إلغاء المدارس والجامعات ستوفر الكثير من الحاجة إلى الطاقات البشرية، وتخفف من الجهد الزائد، وتسد العجز في الموارد البشرية في مجال التعليم إن وجد في أي دولة.

 كما ستخفف من الضغوط على المعلم واضطراره إلى العمل في أكثر من فصل دراسي بأوقات مختلفة ومتتالية مما قد يستنزف طاقته، فمن الممكن أن يقوم بشرح الدرس مرة واحدة وتسجيله ويتم مشاهدته بواسطة عدد كبير من الطلاب. 

ولكن البعض يرى أن هذه الطريقة غير مجدية في كثير من الأحيان، ففكرة التفاعل بين المعلم والطالب في الفصل الدراسي أمر هام جداً لا يمكن إهماله بشكل نهائي، ولكن يمكن بعد ذلك تخصيص وقت لأسئلة الطلاب.

وهذه الفكرة قد تحل أزمة العجز في توفير قاعات تعليمية ومدارس تستوعب أعداد الطلاب والمتعلمين، ذلك السبب الذي كان يؤدي إلى عدم قدرة بعض الطلاب على الالتحاق بالمدارس.

حقيقةً أنا لا أعرف بالضبط إن كانت فكرة إلغاء المدارس والجامعات التقليدية بشكل نهائي والاعتماد على التعلم الذاتي بشكل كامل يعتبر أمر جيد أم لا.

أعتقد أنه يمكن أن تستمر المدارس والجامعات والاعتماد عليها بنسبة أقل مثلاً، مع إدخال التعلم الذاتي بشكل أكبر مما يحدث الآن، ويكون متوفر ومتاح على نطاق أوسع ليتم الاعتماد عليه بالنسبة الأكبر.

فأنا شخصياً لا أتخيل فكرة أن تغلق المدارس والجامعات بشكل كامل ونهائي على الأقل في وطننا العربي في الفترة الحالية، لكن لا أحد يعرف أو يقدر أن يجزم كيف ستسير الأمور، ففي هذه السنة رأينا أشياء كثيرة لم تخطر ببالنا أو نتخيل حدوثها من قبل.

كل ما علينا فعله الآن هو أن نهتم بأنفسنا وتطويرها، وأن نستعد للمستقبل ونساير التغيرات حتى لا نتأخر عن التقدم البشري.

وأنت ما رأيك في هذه الفكرة؟ شاركنا برأيك في التعليقات يهمنا معرفة رأيك.

عن الكاتب

مجدي كميل

مصري وعمري 32 عام، حاصل على بكالوريوس التجارة.

أعمل في مجال الديجيتال ماركتنج منذ حوالي 8 سنوات، حصلت خلالها على الكثير من الخبرة والتجربة والمعرفة في الكثير من النواحي.

مهتم جداً بالمعرفة والاطلاع على كل ما هو جديد في عالم التسويق والعمل من خلال الإنترنت. متابع ومهتم بكل ما له علاقة بعالم تكنولوجيا الإتصالات والإنترنت بشكل عام.

أقرأ باستمرار في الكثير من المجالات، وخصوصاً في مجال التسويق والعمل اونلاين.
أبحث جيداً قبل كتابة أي موضوع في الرابحون، وأختار مصادري بدقة وعناية بناءاً على التنوع والجودة.

هدفي تقديم قيمة حقيقية تستحق وقت القراء الأعزاء وتساعدهم على النجاح. شعاري في الكتابة دائماً هو الجودة، مهما كلفني ذلك من وقت ومجهود.

إضافة تعليق

اضغط هنا لنشر التعليق