ما هي الرافعة المالية Leverage في التداول وسوق الفوركس

ما هي الرافعة المالية Levarage

بقلم زياد أيمن
هل خطر على بالك فكرة الربح الوفير من الفوركس؟ ولكن لديك مشكلة في رأس المال الضخم الذي تحتاجه أو المجهود الكبير المطلوب من أجل تراكم الأرباح الوفيرة؟

لدينا أخبار جيدة لك، إذ أن بإمكانك الآن تعدي هذه العقبة من خلال الرافعة المالية Leverage، وهي طريقة غير متعارف عليها بعض الشيء مقارنة بفاعليتها.

وسنذكر في هذا المقال كافة التفاصيل التي تحتاج لمعرفتها عن الرافعة المالية ومميزاتها وعيوبها، بالإضافة إلى كيفية استخدامها لتحقيق ربح كبير.

ما هي الرافعة المالية

الرافعة المالية Leverage ببساطة هي شكل من أشكال الاقتراض الذي تقوم به أثناء عملية التداول والاستثمار لكي تزيد من عوائد ومكاسب تلك العملية.

ولكي تتضح الصورة لك أكثر، فلنفترض أنك تريد التداول، ولكنك لا تملك سوى 100 دولار ولكنك تريد أن تزيد من مكسبك.

لذا قمت باقتراض 900 دولار ليكون معك 1000 دولار أثناء التداول، وبذلك ستتضاعف أرباحك نظريًا 10 أضعاف مما كنت ستحصل عليه في الحالة الأولى، هذا بالضبط ما تعنيه الروافع المالية.

لكن الرافعة المالية تسير في الاتجاهين أيضًا، فكما بإمكانها أن تحقق لك ربحًا كبير بإمكانها أن تحقق لك خسارة موجعة.

اقرأ أيضًا: دليل تعلم الفوركس

كيف تعمل الرافعة المالية

الكثير من وسطاء التداول يوفرون لعملائهم خدمات الروافع المالية، وذلك بعد إنشاء العميل لحساب التداول على المنصة وإيداع مبلغ معين من المال.

وذلك من خلال عدة نسب من أشهرها في سوق الفوركس: 1:25 و 1:50 و 1:100، وغيرها من نسب الروافع.

حيث هنا مثلًا 1:100 تعني 100 ضعف المبلغ الأساسي الذي ستضعه في عملية التداول، ولك أن تتخيل مقدار الأرباح التي ستحققها إذا حصلت على أي عائد بهذا الرقم الضخم.

ولعلك الآن تتساءل: لماذا يقرض وسطاء التداول أي شخص هذا المال ليتداوله؟

الإجابة بسيطة للغاية، لأن المقرض سيتربح من المقترض في جميع الحالات سواء ربح أم خسر.

ففي حال قمت بتحقيق أرباح، سوف يأخذ النسبة الخاصة به بدون أن يبذل أي مجهود، وإذا خسرت لن يتضرر وسيسترد أمواله.

حيث إن الخسارة التي تكبدتها في عمليتك سوف تُخصم من المبلغ الأساسي الخاص بك بدون المساس بأمواله.

وفي بعض الأوقات إذا كان هذا الوسيط أو المقرض بنكًا أو ما شابه سيستفيد بشكل غير مباشر كذلك من حالة حركة ونشاط السوق بغض النظر عن النتائج.

ولعلك الآن تفكر في ما الذي سيحدث لو خسرت أموالك كلها، في هذه الحالة سوف يغلق الوسيط العملية وسيعيد أصوله إلى حالتها الأولى وأنت ستتكبد كل الخسارة.

الرافعة المالية والهامش

دائمًا سوف تجد مصطلح الهامش Margin مرتبط بالروافع المالية، حيث إن الاثنين يؤثران على بعضهما البعض، فكلما زادت الرافعة المالية قلت نسبة الهامش، والعكس صحيح.

والهامش هنا هو المبلغ الذي يتم حجزه من رأس المال، والذي يسمح لصاحبه بأن يفتح صفقة التداول، وهو ما يُعد بمثابة الضمان على قدرة المتداول على بدء الصفقة والاستمرار فيها.

ويستخدم الوسطاء الهامش مع الرافعة لكي يتمكنوا من حماية أموالهم من أي خسارة محتملة كما ذكرنا من قبل.

ويردون هذا الهامش إلى المقترض أو المتداول بعد إغلاق الصفقة لتعود إلى محفظته ويستطيع استخدامه كما يشاء.

باختصار الهامش يُعد المبلغ الذي تضمن به للوسيط أنك حتى وإن لم تنجح في التداول فإنه لن يتأثر بأي شكل من الأشكال، ويكون الهامش أصغر بكثير من حجم قيمة التداول بواسطة الرافعة المالية.

اقرأ أيضًا: استراتيجيات تداول الفوركس

أنواع الروافع المالية

للرافعة المالية 5 أشكال حسب المجال والاستخدام الخاص بها، وبشكل عام كلها تتفق في المضمون والأساس، حيث إنها كلها عبارة عن استخدام الدين لتحقيق هدف مالي ما.

وهذه الأنواع هي:

1. الأعمال التجارية

تستخدم الكثير من الشركات والأعمال التجارية الرافعة المالية من أجل تمويل وإطلاق مشاريعها، والقيام ببعض العمليات التي تتطلب قدرة شرائية كبيرة مثل زيادة المخزون وتوسيع نطاق العمل.

فعندما تستخدم الشركة الرافعة المالية سواء عن طريق إطلاق سندات أو أخذ القروض، فهي بذلك قد استطاعت الحصول على مبالغ إضافية من الأموال.

والمميز في هذا الحل أنه يحافظ على ملكية الشركة وأسهمها، على عكس طرق أخرى مثل: استخدام الأسهم وبيع الأصول.

2. التمويل الشخصي

هذا النوع هو الأكثر بديهية وشيوعًا، حيث يلجأ الكثير من الناس في بعض المواقف إلى أخذ القروض بغرض الحصول على المزيد من الأصول التي من المحتمل أن تزيد من أموالهم لأي حاجة لديهم.

حيث الرافعة المالية في تلك الحالة عبارة عن دين على المقترض، أيًا تكن حاجته التي دفعته لاستخدام الرافعة.

* في هذه الأنواع من الروافع تأكد من أن ما ستشتريه سيعود عليك بعائد مادي يعادل المبلغ المقترض وألا تدع مشاعرك تسيطر عليك، حيث يمكن للتصرف الخاطئ أن يفسد حياتك المالية بالكامل.

3. الاستثمار

استخدام الروافع المالية من أسهل وأسرع الطرق التي يستخدمها المستثمرون لكي يزيدوا قوتهم الشرائية ويعززوا من مكاسبهم.

ويسمى هذا في مجال الاستثمار بـ الاستثمار بالهامش، وهو يشبه بشكل كبير الشكل المتعارف عليه للروافع في مجال التداول.

حيث يكون في الغالب اقتراض أموال من وسيط معين للقيام بعملية الاستثمار بشكل أوسع، ولكنه يختلف عن مجال التداول فيما يخص قيمة الأموال المقترضة، فهي لا تزيد عن 50% من الهامش.

4. الإنتاج

هذا النوع من الروافع المالية يختص بالمصانع المنتجة، ولتفهمه تخيل معي أنك صاحب مصنع:

المصنع لديه مصاريف ثابتة، مثل الرواتب والإيجار وغيرها، بينما لديه مصاريف متغيرة تلك الخاصة بالطاقة والمواد الأولية ومتطلبات الإنتاج.

إذا استطاع هذا المصنع الحصول على أموال إضافية سيستطيع أن يزيد من عمليات الإنتاج الخاصة به، ولذلك سيستطيع أن يحقق أرباح أكبر.

5. التداول الاحترافي (نوع الروافع التي نهتم بها)

في مجال التداول يمكن لأي شخص أن يستخدم الرافعة المالية، في حال استيفاءه لبعض من الشروط، ولكن لا يقدر الجميع في الحصول على أي مبالغ مالية يريدونها.

حيث يستطيع المتداولين المحترفين أخذ أي رافعة يريدونها بكميات كبيرة من الأموال، وذلك لأن معدلات خسارتهم قليلة وعلى العكس معدلات أرباحهم مرتفعة.

والأرقام هنا مخيفة، فقد يستطيع بعض المتداولين المحترفين أن يحصلوا على رافعة بنسبة 1:500 أي 500 ضعف، رقم رهيب.

مزايا وعيوب الرافعة المالية

أولاً مزايا الرافعة المالية

هناك 3 مزايا رئيسية للروافع المالية، وهي:

1. أرباح أكثر: إذا كنا سنذكر ميزة واحدة فقط من مميزات الرافعة المالية فستكون مضاعفتها للأرباح، فبتداول كميات كبيرة من الأموال وأخذ عوائد عليها سيكون لك عائد مادي كبير للغاية مقارنة برأس مالك.

2. ثراء أسرع: كلما زادت السيولة التي تتداول وتستثمر بها كلما كان الربح أسهل وأسرع بكثير، وهو ما توفره لك الرافعة المالية فبجانب الأرباح الكبيرة هي أيضًا وسيلة تسرع وصولك لأهدافك المالية.

3. فرص أكثر: مع الروافع المالية ستستطيع أن تتداول بشكل لن تستطيع فعله برأس مالك الصغير، فهي تمنحك فرصة أكبر في سوف التداول.

ثانياً عيوب الرافعة المالية

هناك كذلك 3 عيوب للروافع المالية، وهي:

1. خسائر مضاعفة: كما تضاعف الروافع الأرباح بإمكانها كذلك أن تضاعف الخسائر، ولذا فهي خطيرة للغاية، حيث إن عواقب الخسارة فيها أوخم بكثير من التداول العادي.

2. عدم التحكم في السيولة: بالرغم من أنك ستستطيع التحكم بكم هائل من السيولة في تلك العملية إلا أنها في النهاية لا تخصك بشكل كامل.

ففي سوق الفوركس على سبيل المثال إذا تحرك مركزك بالسلب يمكن للمُزود أن يطلب منك إضافة أموال للهامش الخاص بك، وإذا ساءت الأوضاع فسيقوم ببساطة بإغلاق العملية وسحب أمواله وإرجاعها إلى شكلها الأصلي.

3. تكلفة الاقتراض: بالتأكيد ستضطر لأن تدفع فوائد على المال الذي قمت باقتراضه، ولذا فإن الربح الإجمالي سيكون أقل مما كنت ستحصل عليه في حال كان هذا المبلغ كاملًا من مالك الحر.

الخلاصة

الرافعة المالية سلاح ذو حدين، حيث يمكنها أن تزيد من أرباحك إلى حد لا تتخيله، ويمكنها أيضًا أن تجعلك مفلسًا في أقل من ثانية.

والفرق الوحيد بين هاتين الحالتين هو حسن تصرفك ومعرفتك بحركة السوق والتصرفات الصحيحة التي يجب عليك القيام بها.

ونظرًا لكون حركة السوق لا يمكن التحكم بها فكل ما تستطيع فعله هو التعلم عنها أكثر لتفادي الوقوع في الأخطاء قدر الإمكان.

وهو ما حاولنا تقديمه لك في هذا المقال، ففيه غطينا كافة جوانب الرافعة المالية الأساسية التي تحتاج معرفتها، لتعرف بالضبط كيف ومتى تتعامل معها.

نتمنى أن تكون استفدت واستمتعت في هذا المقال، وفي حال كان لديك أي استفسار أو سؤال بإمكانك طرحه علينا في التعليقات وسوف نجيبك عليه.

موضوعات أخرى ستعجبك

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top