هل أنا أصلاً كاتب محترف حتى تتعلم مني كيف تبني أسلوباً خاصاً في الكتابة؟
سألت نفسي هذا السؤال قبل كتابة حرفاً واحداً من هذا المقال، وصراحةً أنا لا أعلم الاجابة! لا أعلم إن كنت حقاً الشخص المناسب لهذه المهمة.
ومع ذلك فأنا على يقين أنك ستستفيد من قراءة هذا المقال، فشخصي المتواضع لديه خبرة سنوات في الكتابة على مواقع الويب و منصات التواصل.
وربما يكون لقاءنا اليوم هو ليس الأول، فلعلك طالعت أحد كتاباتي سابقاً هنا على الرابحون، وإن كنت مهتم حقاً بالكتابة والربح منها فغالباً أنت إطلعت على أحد المقالات التالية:
- كتابة المحتوى الرقمي (دليلك لتكون كاتب محتوى محترف)
- كيفية كتابة إعلان تسويقي (دليلك العملي الشامل)
- كيفية الربح من كتابة المقالات
- كيفية الربح من التدوين أونلاين في 11 خطوة عملية
- 15 خطأ في التدوين يجب أن تتجنبهم
- افضل منصات التدوين وكيف تختار أنسبها لك
فلعل ما سبق يشفع لي حتى تنفق وقتك الثمين معي، وإن لم يكن ذلك كافياً فإليك بعض مما ستجده في هذا المقال:
- خطوات بسيطة وعملية تساعدك على صناعة وتطوير أسلوبك في الكتابة.
- أسئلة هامة حول الكتابة على أي محترف الإجابة عليها.
- منصات ومعلومات وأدوات تساعدك على الكتابة باحترافية.
- تمارين عملية بسيطة وفعّالة لبناء أسلوب خاص في الكتابة.
- سأتحداك في نهاية هذا المقال… نعم سأتحداك ولا أعتقد أنك ستنجح!
ليس هذا كل شيء، فقريباً جداً سأقدم لك عزيزي القارئ مفاجأة تساعدك في عالم الكتابة والربح منها… فإن كنت ممن يقرأون هذه السطور الآن فربما تكون أول من يستفيد منها…. خصوصاً إن قرأت المقال كاملاً.
الآن دعني أساعدك حتى تبني أسلوباً خاصاً لك في الكتابة … والبداية ستكون مع سؤالين هامين للغاية … هيا بنا!
1. حدد ما هو هدفك من الكتابة
أهم ما يصنع أسلوب الكاتب هو هدفه الرئيسي… لهذا دعني أسألك؛ لماذا تكتب؟
لماذا تعمل في هذا المجال المتعب جداً، والذي ربما لا يُدر على أصحابه الكثير من المال خصوصاً في بداياته؟… لماذا؟
- تريد تحقيق دخل إضافي لك من الإنترنت؟
- ترغب أن تنشر كتاباً وتصبح مؤلفاً في يوم من الأيام؟
- تحب أن تكون مشهوراً ومؤثراً على مواقع التواصل؟
- لك رسالة تريد نشرها بين الناس؟
- تريد أن تستخدم الكتابة في ترويج خدماتك أو منتجاتك المختلفة؟
- لديك تجارب تحب مشاركتها مع الناس؟
كل هذه الأسباب هي أسباب مشروعة ولا أحد يستطيع أن ينتقدك عليها، ولكن السؤال هنا هل السبب الذي تكتب لأجله بشكل عام يظهر على أسلوبك في الكتابة.
فمثلاً أنا أكتب للأسباب التالية:
- أرغب أن كل ما أكتبه وأشرحه أن يكون صدقة جارية يكافئني الله عليها إن شاء الله.
- الكتابة هي أحد مصادر دخلي.
- أنا أحب شرح المعلومات وتفسيرها للناس ومشاركة تجاربي البسيطة معهم.
كل ما سبق يؤثر على أسلوبي في الكتابة بشكل كبير، ستجدني:
- استخدم لغة بسيطة.
- أغلب ما أكتبه عبارة عن خطوات و قوائم، مثل هذا المقال.
- استغرق وقت طويل نوعاً ما حتى يتم نشر كتاباتي ( وهذا يُغضب أستاذ مجدي كميل مؤسس الرابحون مني كثيراً 😅 ).
أنا لا أريدك أن تقلدني أو أن تقلد غيري… فقط أريد منك أن تفكر جيداً في الدافع وراء ما تكتبه، وأن تتأكد أن هذا الدافع يظهر جيداً في ما تكتبه.
فلعلك تكتب بهدف الترويج والتسويق لمنتج أو خدمة معينة، هذا يعني أنك ستكتب بأسلوب مختصر جداً ومحدد ويؤثر على المشاعر حتى يحفز القارئ على اتخاذ القرار.
وإن كنت مثلاً تكتب بهدف نشر المعلومات العلمية الموثوقة… هذا يعني استخدام أسلوب رسمي محدد مع ذكر الكثير من المصادر والأدلة على كل معلومة تنشرها.
وهكذا … لهذا في هذه الخطوة أريدك أن تفكر جيداً في الإجابة عن هذا السؤال، وذلك حتى تجد أسلوباً عاماً لك في الكتابة ثم بعد ذلك تبدأ في تطويره.
2. حدد ما هو الهدف مما تكتبه
بعد أن تحدثنا عن الهدف العام الذي يدفعك للكتابة… حان الآن الحديث عن الهدف المحدد لقطعة المحتوى التي تكتبها الآن.
لكل قطعة محتوى هدف رئيسي يجب أن تحققه، فمثلاً المقال الذي تقرأه الآن:
- الهدف الرئيسي له هو: تصدر نتائج البحث في جوجل عن الكلمة المفتاحية الرئيسية ( أسلوب الكتابة ).
- الأهداف الفرعية: زيادة وقت القارئ على الموقع حتى يتصفح مقالات أكثر مما يزيد من أرباح الموقع بشكل عام.
هذا الهدف يؤثر على أسلوبي في الكتابة؛ فطالما أكتب بهدف تصدر نتائج البحث فهذا يعني:
- فهم أساسيات و قواعد السيو ( SEO ) بشكل عام.
- البحث الدقيق عن الكلمات المفتاحية و الكلمات المشابهة واستخدامها في الكتابة.
- معرفة نية الباحث ( Search intent ) التي يفكر فيها أثناء البحث بشكل دقيق، وذلك حتى أجيب عليه في هذا المقال عندما يضغط عليه في محركات البحث.
هذه العملية تنطبق على أي نوع من أنواع الكتابة… سواء ستكتب رواية أو ترغب في كتابة منشور على مواقع التواصل … هناك دوماً هدف لقطعة المحتوى يحدد الأسلوب.
فمثلاً إن كنت تكتب على مواقع التواصل فغالباً أنك ترغب في الوصول إلى أكبر عدد من المشاركات، ذلك يدفعك لاختيار أسلوب ساخر أو متحدي، ويحمل الكثير من التساؤلات حتى يدفع الناس إلى مشاركته.
لهذا عليك التفكير جيداً في كل قطعة محتوى تكتبها وأن تسال نفسك أولاً ما هو الهدف منها، وبعد أن تنتهي من الكتابة كرر السؤال بطريقة أخرى.
هل فعلاً ما كتبته سيحقق ذلك الهدف، وهنا ستقوم بالمراجعة والبحث والمقارنة بينك وبين غيرك من أصحاب نفس المحتوى المشابه، وكل هذا سيجعلك تبني أسلوباً خاصاً لك في الكتابة وأنت لا تدري.
3. افهم طبيعة المنصة التي تنشر كتاباتك عليها
لا أريد أن أطيل في هذه الخطوة، لأنها غالباً ما تكون واضحة لأي كاتب، وعلى الرغم من ذلك أحببت التأكيد عليها لأهميتها.
أي كاتب يعلم أن المنصة التي ينشر عليها كتاباته تمثل عامل كبير. فالمقال أو المدونة المنشورة على موقع تختلف عن منشور الفيسبوك و تويتر.
كل منصة لها طبيعة خاصة، ولكي تفهم أي منصة عليك أن تعلم عنها التالي:
- ما هو متوسط الوقت الذي يقضيه المستخدم على المنصة بشكل عام؟
- ما هو متوسط الوقت لقراءة قطعة محتوى على هذه المنصة في الغالب؟
- هل هذه المنصة بها العديد من المشتتات أثناء القراءة؟
- ما هي طبيعة الأشخاص الذين يتابعون هذه المنصة؟
إليك تمرين عملي؛ أريدك أن تبحث عن إجابة الأسئلة السابقة على منصة فيسبوك و منصة لينكد إن، وأريدك أن تقارن بنفسك بين النتائج.
بعد ذلك أريدك أن تكتب منشور لكل منصة حول نفس الموضوع ربما بعنوان ( 5 نصائح لتطوير نفسك والتعلم بسرعة )، ثم قارن بنفسك بين المنشورين.
انظر بنفسك و حلل الاختلاف في كتابتك، وإن لم تجد اختلافاً فهذا يعني أنك لم تقم بهذا التمرين بشكل جيد. حاول مرة أخرى وابذل جهداً وابحث في طبيعة المنشورات التي تتحدث عن نفس الموضوع على فيسبوك و لينكد إن.
4. ادرس طبيعة الجمهور الذي تستهدفه بكتاباتك
طبيعة الجمهور هو أحد أهم العوامل التي تحدد أسلوب الكاتب، فكل كلمة تكتبها يجب أن تختارها بعناية شديدة حتى تحقق الهدف منها.
فعندما تكتب لشخص يعمل بشكل احترافي وعمره أكبر من 35 عاماً ستكون كتابتك مختلفة عنها عندما تكتب لشاب عمره 17 عاماً في بداية حياته.
عليك أن تفهم جمهورك جيداً وتعرف عنهم الكثير من الأمور:
- اللغة التي يتحدثون بها.
- العمر.
- الجنس.
- الاهتمامات.
- المشاكل التي يواجهونها.
- الأهداف والطموحات المشتركة بينهم.
كل هذا سيحدد أسلوبك في الكتابة ليس فقط من حيث اختيار الكلمات المناسبة، ولكن من حيث رؤوس الموضوعات الفرعية نفسها وكيفية ترتيبها.
لهذا أنصحك وبشدة بالإطلاع على دليل ” كيف تصنع شخصية عميلة المثالي “، لأنه يشرح كل ما تحتاج إلى فعله في هذه الخطوة بالصور والأمثلة العملية.
هذا الدليل سيجعلك تغير أسلوبك في الكتابة تماماً، هذا ما حدث معي منذ عدة سنوات عندما بدأت الكتابة بشكل احترافي.
5. اقرأ كثيراً لأن الكاتب يُصنع مما يقرأ
إن سألتك الآن ما هي:
- آخر الكتب التي قرأتها.
- المدونات التي تتابعها باستمرار.
- أسماء أهم 5 كتاب وصناع محتوى رقمي تتابعهم باستمرار ( طبعاً انا واحداً منهم 😁 ).
هل تستطيع الإجابة؟
القراءة لا توسّع الافق فقط، ولكنها تبني وعيك وادراكك وأنت لا تدري. القراءة في مختلف المجالات والموضوعات ستساعدك على اكتشاف معلومات وأفكار جديدة تماماً، وهذا أمر ضروري جداً لأي كاتب محترف.
ليس هذا فحسب، فكما أشرت سابقاً الكاتب يُصنع مما يقرأ. عندما تقرأ كثيراً ستتعرف على أساليب مختلفة في الكتابة، فمرة تُعجب بمقدمة ذكية، وأخرى تعجبك طريقة شرح فكرة معينة.
كل هذا سيؤثر على أسلوبك في الكتابة خصوصاً إن قمت بتنفيذ الخطوة التالية.
6. قم بتحليل كل ما تقرأه بطريقة صحيحة
عندما تقرأ أي قطعة محتوى، سواء كان منشور على فيسبوك أو مقال أو كتاب كامل خصوصاً وإن كان محتوى أثر فيك… أسأل نفسك التالى:
- يا ترى ما الذي جعلك تقرأ هذا المحتوى؟ هل أحد رشحه لك أم وجدته في البحث؟
- ما الذي جعلك تستمر في القراءة؟ هل آثار الكاتب فضولك أم أنك مهتم جداً بالموضوع أم أن الكاتب يقدم لك معلومات وأفكار جديدة ومختلفة؟
- ما رأيك في المقدمة و العناوين الرئيسية؟
- ما هي الجمل والعبارات التي لفتت نظرك؟
عندما أطالع أي قطعة محتوى اقوم بتمزيقها تقريباً من التحليل، خصوصاً إن كانت جيدة ومفيدة بالنسبة لي، كل هذا ساعدني أن أبني أسلوباً خاصاً لي في الكتابة.
أتذكر أن أكثر ما كان يتعبني في الكتابة هو المقدمة … كيف أكتب مقدمة جيدة وجذابة تدفع القارئ إلى قراءة كل ما أكتبه؟
ومع كثرة القراءة والتحليل للعديد من الكتّاب في مختلف المجالات أصبحت كتابة المقدمة أسهل مما كانت بكثير، بل أحياناً وعكس ما هو متوقع أكتبها قبل حتى أن أبدأ في كتابة صلب الموضوع.
لهذا أنصحك أن تفعل نفس الشيء، قم بالقراءة بعين المحرر، ثم اسأل نفسك وأنت تقرأ أسئلة تساعدك على فهم طريقة وأسلوب الكتابة للكاتب الذي تقرأ له، ومع الوقت واكتساب الخبرة لن تكتفي فقط بأن تستفيد من أسلوب الكاتب.
بل ستقوم بالتعديل عليه…
ستسأل نفسك لو كنت مكانه كيف ستكتب هذه المقدمة لتكون أفضل، أو هذا العنوان ليكون شيقاً أكثر أو تلك الفقرة لتصبح أكثر إيضاحاً.
إن وصلت لهذا المستوى من القراءة والتحليل فاعلم أنك أصبحت تمتلك أسلوباً خاصاً لك في الكتابة.
7. اجمع كل الأفكار التي تخطر على بالك في مكان واحد
لكي تطبق الخطوة السابقة في امتلاك أسلوب كتابة مميز بشكل عملي فعّال عليك أن تدوّن كل ما يخطر على بالك من ملحوظات حول ما تقرأه.
هنا يأتي دور الأدوات وتطبيقات الويب التي تساعدك على تدوين هذه الملاحظات بفاعلية وسهولة العودة إليها والاستفادة منها باستمرار.
شخصياً أعتمد على أدوات:
- إضافة Evernote الرائعة للمتصفح التي تجعلني أدون الملاحظات على أي شيء أقرأه بشكل منظم يمكنني من العودة إليه في أي وقت.
- تطبيق Notion الرائع الذي أعتبره أفضل تطبيقات إدارة وتنظيم الوقت وبناء قواعد البيانات.
الأدوات السابقة كافية جداً، وأنصحك باستخدامها خصوصاً الأداة الأولى لأنها أبسط، ومع مرور الوقت ستنتقل إلى أداة notion خصوصاً لبناء قواعد بيانات كاملة ومنظمة عن كل ما تقرأه.
هذه الأدوات لا أدون فيها فقط ملاحظات حول ما أقرأ، بل أدوّن فيها:
- كل الأفكار التي تخطر على بالي حول صناعة المحتوى.
- أي جمل أو عبارات أو إحصائيات مفيدة و أقوم بتقسيمها حسب الموضوع لكي اطالعها بشكل مستمر.
- أقوم بكتابة بعض قطع المحتوى التي تخطر على بالي في وقتها سواء على الحاسوب أو الهاتف حتى استخدمها في وقت لاحق.
- أقوم باستخدامها في تلخيص أهم قطع المحتوى التي اقرأها باستمرار.
هذه الطريقة ساعدتني كثيراً في تطوير أسلوبي في الكتابة ومازالت تساعدني لهذا أنصحك بها.
8. عزز من تجاربك الشخصية في مجالك
التجارب الشخصية أمر هام للغاية، فأغلب الكتاب الناجحين تراهم دوماً يشاركون تجاربهم الشخصية فيما يكتبون ( مثلما أفعل هنا معك في هذا المقال ).
هذا هو الفارق بين كاتب عادي تقليدي يجمع بعض العناصر والأفكار في مقال أو منشور أو كتاب، وبين كاتب مميز له أسلوب خاص يؤثر في نفس القارئ.
فترى أحدهم يكتب عن مشاكل ريادة الأعمال، وهو نفسه لم يقم بتأسيس أي مشروع حتى وإن كان بسيطاً مثل بيع الحلوى للجيران.
لا تظن أنني أقول يجب عليك أن تمتلك خبرة وتجربة في كل ما تكتب عنه … لا، هذا ليس ضرورياً على الإطلاق.
ولكن يجب أن تكون لديك عدة تجارب مرتبطة نوعاً ما بالموضوعات التي تكتب عنها، أن تكون عايشته واختبرته وواجهت صعوبات معه.
أنك يوماً ما كنت مكان القارئ تشعر بما يشعر به، دعني أوضح لك بعض الأمثلة على شخصي المتواضع.
أنا لا أكتب أبداً في الموضوعات التالية:
- السفر والترحال، كيف وأنا لم أسافر خارج بلدي غير مرة واحدة فقط.
- التغذية والصحة البدنية ( انا لم أدرس أو أجرب أي من هذه الأمور، لا أملك سوى معلومات بسيطة و خبرة محدودة في الذهاب إلى الجيم بشكل متقطع).
- المعلومات الطبية ( انا لست متخصص وكل تجاربي مع الأمور الطبية هي معاناة أفراد عائلتي وقراءات بسيطة في العلم المختص بصناعة الأدوية وهذا لا يكفي ).
صدقني أستطيع أن أكتب في هذه الموضوعات عن طريق البحث والتحليل وتبسيط بعض المعلومات، ولكن هذه الكتابات لن تكون مميزة على الإطلاق.
التجارب الشخصية هي في كثير من الأحيان الحبر الذهبي الذي يكتب به الكاتب المحترف، هي التي تكتب العبارات المؤثرة والمعلومات الهامة التي يستفيد منها القارئ.
لهذا عليك تعزيز تجاربك الشخصية في أهم الموضوعات التي تتحدث عنها أو حتى في الحياة بشكل عام … اخرج للعالم وجرب وحاول. لا تجعل مهنتك فقط هي ( كاتب ) لأنه هذا لا يكفي.
دراستك و الخبرات العلمية التي اكتسبتها في الماضي أو ستحصل عليها في المستقبل من خلال الاحتكاك مع الناس في سوق العمل وعلى الإنترنت ستجعل أسلوبك في الكتابة قوي ومؤثر وصادق.
لهذا احرص على تعزيز هذه التجارب واستخدامها فيما تكتبه.
9. اختر واحد من أنماط الشخصية للكتابة
هناك العديد من الدراسات الأكاديمية التي تشرح أساليب الكتابة المختلفة، وفي ظل تجربتي يمكن أن تبسيطها وتلخيصها في الشخصيات التالية.
- الشخص المعلّم صاحب الخبرة والتجربة.
- الشخصية القصصية التي تشارك تجربة ليس إلا.
- الشخصية التحليلية التي ترصد ظاهرة أو تحلل فكرة معينة.
في أي قطعة محتوى تكتبها اسال نفسك يا ترى أنت أي شخص من الثلاثة. هل أنت صاحب الخبرة أو العلم الذي يشرح ويفسر أمر معين للقارئ؟
أم أنك مجرد شخص يشارك قصة أو تجربة في موضوع معين؟ أم أنك شخص ناقد ومحلل يطرح سؤال هام ويبحث عن إجابة ليشاركها مع القارئ؟
كل شخصية من هذه الشخصيات الثلاث لها أسلوب في الكتابة، هذا بالإضافة لما تحدثنا عنه سابقاً من شخصية القارئ المستهدفة والمنصة التي يتم النشر عليها.
كل هذا يرسم معالم أسلوب الكتابة في كل قطعة محتوى تكتبها. ستكتشف هذا الأمر مع الوقت خصوصاً إن قمت بتطبيق الخطوات الثلاث السابقة.
كل ما أريده منك فقط أن تضع في ذهنك قبل أن تكتب أنت أي شخص من الثلاث، وربما مع الوقت والخبرة تخلط بين هذه الأساليب في نفس قطعة المحتوى.
10. اكتب كثيراً في نفس الموضوع حتى تطوّر من أسلوبك
عندما تكتب في نفس الموضوع ستجد نفسك تسأل سؤالاً مهماً؛ ما هو الجديد الذي سأقدمه أو أضيفه عما كتبت سابقاً؟ كيف سأكتب تقريباً حول نفس الأفكار والعناصر الرئيسية بأسلوب مختلف؟
هنا ستجد نفسك مضطراً إلى البحث أكثر عن أفكار وأسلوب جديد، ستجد نفسك تتحدث وأنت تكتب بأسلوب مختلف، ستفكر في القارئ بزاوية جديدة.
هذه الخطوة عملية جداً ومفيدة للغاية وساعدتني كثيراً في تطوير مهارتي ككاتب على الرغم أنني كنت أكره جداً فكرة أنني سأكتب مرة أخرى حول نفس الموضوع.
كنت أظن أن كتاباتي السابقة قامت بتغطية كل شيء، ولكن أكتشف بعدها أنني كنت مخطئ تماماً، وكل هذا جعلني أطور من أسلوبي في الكتابة.
11. قم بتحليل ما تكتبه باستمرار
لكي تبني أسلوباً خاصاً لك في الكتابة عليك أن تهدم ما تكتبه، بمعنى أنك تحلله وتغيره باستمرار.
تقريباً أقوم بشكل دوري بقراءة أغلب ما كتبت وادرسه جيداً وأعلق عليه، وساكون صادقاً معك عزيزي القارئ وأخبرك أنه نادراً جداً ما أكون راضياً.
غالباً ما أنتقد ما أكتب وأقول لنفسي:
- كيف استخدمت هذه الجملة.
- هذه الكلمة ليست في محلها كان من الأفضل استخدام كذا وكذا.
- هذه الفقرة كبيرة نوعاً ما.
- هذه الفكرة كان يجب أن تكون أطول.
ليس هذا كل شيء، فبخلاف تحليل المحتوى نفسه ومراجعته عليك أن تراجع وتحلل البيانات لترى هل وصلت للأهداف التي وضعتها لكل قطعة محتوى.
- هل وصلت للنتائج الأولى في نتائج البحث؟
- ما هو متوسط الوقت لقراءة المقال؟
- ما هو عدد المشاركات والتعليقات؟
- ما هو عدد تحميلات الكتاب؟
التحليل والمراجعة ودراسة البيانات هي أهم عناصر النجاح في أي شيء، فما بالك بعالم المحتوى الرقمي الذي هو عبارة عن مجموعة من البيانات والإحصائيات.
هذه الخطوة كلما فعلتها أكثر وبانتظام كلما طورّت من أسلوبك في الكتابة وأصبحت كاتباً ناجحاً ومحترفاً.
12. انظر إلى تفاعل الجمهور مع ما تكتبه
ردود الأفعال والتعليقات هي واحدة من أهم الأدوات التي تساعدك على تقييم ما تقدمه، ليس هذا فحسب بل هي أداة رائعة تساعدك على تحسين أسلوبك في الكتابة.
فربما تجد التعليقات تنبهك إلى نقاط معينة أغفلتها في الكتابة، أو ربما ترى أسئلة كثيرة حول نقاط معينة لم تكن واضحة وهذا يعني أن أسلوب الكتابة كان معقداً.
أو ربما ترى أحدهم محتار ولا يعرف ما الذي عليه فعله، وهذا يعني أن أفكار المحتوى لم تكن مرتبة بشكل جيد.
أو لعلك تجد تعليقات إيجابية رائعة تشجعك على الكتابة ( مثل التي أجدها باستمرار من زوار الرابحون الرائعين التي طالما يتركونها على مقالاتي المتواضعة ).
ردود الأفعال ( أو كما يُطل عليها Feedback ) هي أداة رائعة لتطوير أي مهارة، فما بالك بمهارة مثل الكتابة التي تعتمد على التفاعل والتأثير في نفس القارئ.
13. اخبرني 3 خصائص عن أسلوبي في كتابة هذا المقال
الآن حان وقتك أنت… حان وقت أهم تمرين عملي عليك أن تقوم به… هيا أخبرني في التعليقات 3 خصائص وجدتها في هذا المقال.
فربما تتحدث مثلاً عن الشخصية التي استخدمتها في الكتابة ( خطوة 7 )، أو عن الألفاظ المستخدمة والأفكار، أو حتى تعليقات سلبية أو أفكار غير واضحة.
أهم شيء أن تترك تعليقاً به 3 خصائص وجدتها في هذا المقال، لا تتكاسل واقرأ المقال مرة أخرى وقم بتنفيذ التمرين… سأنتظرك في التعليقات.
في النهاية أتمنى لك التوفيق والنجاح وأتمنى أن أكون ساعدتك في بناء أسلوب خاص بك في الكتابة يساعدك على تحقيق أهدافك منها.
اسلوبك ممتاز جدا والتجارب اللى بتكتبها ممتعه وشرحك مبسط وسلس بس ممكن تقلل المقال شويه عشان كبير
شكراً لك أخي.
سوف أعمل على اختصار مقالاتي القادمة، ولكن في الحقيقة أشعر أن لدي مخزون كبير من الأفكار أود مشاركتها مع زوار الرابحون الكرام مثلك أخي.
مقال رائع جدا، فقد ساعدتني الأفكار المطروحة على اكتشاف مهارة و قدرة كبيرة كنت امتلكها منذ المدرسة و لكني لم انظر إليها من هذه الزوايا، فأنا أحب طرح الأسئلة و البحث عن الإجابات دائما و الآن اهتم بإدارة الذات و إدارة الأعمال.. شكرا لك
شكراً لك أخي.
أتمنالك كل التوفيق والنجاح في مشوارك في التدوين والكتابة.