بقلم سعيد م. سعيد
الدراسة في الخارج واحدة من أفضل التجارب التي قد يحظى بها أي إنسان، فهي تفتح أمامك أبوابًا جديدة للاستكشاف والتعلم في تخصصك الدراسي وفي الحياة بشكل عام، كما أنها فرصة لا تعوض للتعرف على ثقافات وبلاد ولغات جديدة.
فأنت حينما تدرس في الخارج تتعلم داخل وخارج مدرجات الجامعة، تتعرف على أناس مختلفين من كل بقاع العالم وتتعلم دروسًا ربما لم تكن تستطيع تعلمها في بلادك أبدًا.
كما أنك تبدأ في التحول إلى النسخة الأفضل من نفسك، النسخة الأكثر ثقة في نفسها والتي تستطيع الاعتماد على ذاتها.
وفي هذا المقال نناقش كل شيء عن الدراسة في الخارج بداية من اتخاذ القرارات ومميزات وعيوب الدراسة في الخارج إلى كيفية أخذ هذه الخطوة فعليًا.
أولًا وقبل كل شيء: هل الدراسة في الخارج مناسبة لك؟
قبل أن تتعرف على كيفية الدراسة في الخارج، عليك أن تسأل نفسك أولًا هل الدراسة في الخارج مناسبة لي؟
ولا أقصد هنا من الناحية المادية، بالطبع إذا كنت متيسر ماديًا سيكون من السهل عليك السفر والدراسة في أي مكان.
ولكن هذا لا يعني أنك إذا كنت لا تملك المال لن تستطيع الدراسة في الخارج، فهناك عشرات آلاف المنح الدراسية المجانية أو شبه المجانية، لذا لا تفكر في أن المال سيشكل عائق كبير في الدراسة بالخارج.
ما أقصده هنا، أنك يجب أن تسأل نفسك بعض الأسئلة المهمة، مثل:
- هل تستطيع الخروج من منطقة الراحة Comfort Zone الخاصة بك؟
- هل لديك فضول أو رغبة في التعرف على ثقافات وبلاد مختلفة؟
- هل أنت مستعد لبذل أضعاف مجهودك العادي؟
- هل أنت قادر على الاعتناء بنفسك والابتعاد عن أسرتك وأصدقائك لعدة سنوات؟
- هل لديك القدرة لتعلم لغة البلد التي ستسافر لها؟ وتعلم عاداتهم وتقاليدهم واحترام ثقافاتهم؟
- هل أنت مستعد للعمل بجانب الدراسة لمساعدة نفسك ماديًا؟
- هل أنت قادر على منافسة كل زملائك من سكان البلد والطلاب الدوليين الأخريين؟
لا أحد قادر على إجابة هذه الأسئلة، إذا كانت إجابتك نعم، فإذا الدراسة في الخارج من أجلك، ويمكنك استكمال قراءة باقي المقال.
اقرأ أيضًا: ما هي المنح الدراسية وأنواعها وكيفية الحصول عليها (دليل شامل)
فوائد الدراسة في الخارج
هناك الكثير من الفوائد والمميزات التي تجعلك تفكر في الدراسة بالخارج، ومن أهمها:
1. تعليم أفضل: إذا كنت ستدرس في الولايات المتحدة أو كندا أو أوروبا فغالبًا ستكون تصنيفات الجامعة وجودة التعليم أفضل بكثير من تلك الموجودة في بلدك، وبذلك ستحصل على فائدة تعليمية كبيرة للغاية وتتميز عن أقرانك الذين تعلموا في بلدك.
2. النمو الشخصي والاعتماد على النفس: بسبب عيشك بمفردك واعتمادك على نفسك ستكتشف أنك نضجت بشكل أكبر بكثير، كما ستكتشف وتنمي قدراتك الشخصية وستصير إنسانًا أفضل.
3. تعلم لغات جديدة: في الغالب ستكون الدراسة في الخارج فرصة عظيمة لتعليمك لغة جديدة عليك، حيث ستكون مضطرًا لإتقان تلك اللغة لأنك تعيش في هذه البلد الغريبة وبين سكانها طوال الوقت.
4. خيارات مهنية أفضل: بسبب كل خبراتك وما تعلمته غالبًا ما ستكون لديك خيارات أكثر وأفضل بعد الدراسة بالخارج مما إذا كنت تعلمت في بلدك.
5. فرص أكبر للعمل في البحث العلمي: للأسف، مازال البحث العلمي متواضعًا للغاية في دولنا العربية، ولذلك إذا أردت أن تكون عالمًا أو تفيد البشرية بحق، فسيكون من الأفضل لك أن تدرس في الخارج.
بالتأكيد هذه ليست كافة الفوائد، ولكن تلك أهمها.
أنواع الدراسة في الخارج
من المهم كذلك أن تعرف أن هناك عدة أشكال للدراسة في الخارج، وذلك لتختار الأنسب لك من بينها:
1. دراسة البكالوريوس أو الماجستير في الخارج: وذلك أن تدرس بشكل كامل في الدولة من أجل الحصول على درجة الماجستير أو البكالوريوس هناك، وتنقسم إلى منح حكومية ومنح مقدمة من قبل المنظمات وأخرى مقدمة من قبل الجامعات نفسها.
2. برامج التبادل الطلابي: أن تتبادل أنت وأحد الطلاب في دولة ما الأماكن لمدة ترم أو عدة أشهر.
3. البرامج الصيفية: أن تدرس بعض المقررات الدراسية في الخارج لمدة أشهر ومن ثم تعود إل جامعتك أو دولتك.
4. البرامج البحثية: أن تحصل على فرصة القيام بأبحاث في جامعة أو معهد بحثي في الخارج، وهذا الأمر سيكون مناسب لك جدًا إذا كنت تخرجت وتحب البحث العلمي.
من المهم أن تتعرف جيدًا على الفروقات بين كل برنامج وآخر في البداية لتستطيع الاختيار جيدًا بينهما والتحضير له قبل السفر.
اقرأ أيضاً: دليل الدراسة في إيطاليا
تحديات الدراسة بالخارج
أعلم أنك تتطلع للحديث عن كيفية التحضير للدراسة بالخارج، ولكن قبل هذا كان يجب علينا أن نذكر لك التحديات والصعاب التي ستواجهك:
1. اللغة والتواصل: واحدة من أبرز التحديات التي يمكن أن تواجهها أثناء الدراسة في الخارج هي اللغة، حيث يجب عليك أن تتعلم وتتقن لغة مختلفة تمامًا عن لغتك الأم للحصول على شهادتك والحياة في هذه الدولة.
2. العادات والتقاليد: بسبب أنك في دولة مختلفة، ستحتاج للتأقلم مع عادات وتقاليد مختلفة عن تلك الخاصة ببلدك، فمن المهم أن تتقبل تلك العادات والاختلافات الثقافية.
3. الوحدة والاندماج مع الآخرين: قد تشعر بالوحدة والغربة في بداية دراستك في الخارج، قد يكون من الصعب بناء صداقات وتكوين شبكة اجتماعية في البداية.
4. أساليب التدريس المختلفة: تختلف الطقوس الأكاديمية وأساليب التدريس من بلد لآخر، قد يكون هناك اختلاف في طرق التدريس وتوقعات المحاضرات وأساليب التقييم، قد يتطلب منك التكيف مع هذه الأساليب الجديدة وفهم الأنظمة الأكاديمية الخاصة بالجامعة.
5. الطقس والمناخ: قد تواجه تحديات في التكيف مع درجات الحرارة المختلفة وتغيرات المواسم، قد يتطلب منك التكيف مع الملابس المناسبة واستخدام وسائل النقل المختلفة في ظروف المناخ المختلفة.
6. الدين والمعتقدات: في الأغلب ستواجه في البداية صدمة ثقافية ودينية، نظرًا للاختلافات الدينية الخاصة بتلك البلاد، ولكن عليك أن تكون متسامحًا ومتقبلًا لكل تلك الاختلافات من أجل التعايش.
7. المال: المال مشكلة كبيرة جدًا خاصة إذا كانت حالتك المادية ليست متيسرة بشكل كبيرة، فقد تواج تحديات في إدارة مصاريفك الشخصية وتكاليف الدراسة والإقامة، وقد يتحتم عليك العمل مع الدراسة لتكفي نفسك ماديًا.
8. الانضباط: عندما تدرس بالخارج بعيدًا عن عائلك وأصدقائك لن يكون عليك رقيب، بل وستجد فرص كثيرة للخروج والاحتفال وترك المذاكرة، أو الأسوء الانخراط في أنشطة غير أخلاقية، لذا من الهام للغاية أن تراقب نفسك ويكون لديك انضباط داخلي.
اقرأ أيضاً: دليل الدراسة في أمريكا (كل التفاصيل التي تحتاجها)
كيفية الدراسة في الخارج: المتطلبات والخطوات
هنا بداية رحلتك الحقيقية للدراسة بالخارج التي ستكون بالتأكيد رحلة فردية تمامًا، لا يصحبك فيها غير مجهودك وقدرتك على البحث.
وعلي أن أؤكد هنا على قدرتك على البحث بشدة، فإن ما يحكم إيجادك لفرصة مناسبة وتحقيق حلمك بالسفر للتعلم منوط بها.
فأنت ستبحث في عشرات إن لم يكن الجامعات حول العالم، كما ستتنقل بين عشرات البرامج الدراسية في كلياتها المختلفة والعديد من الأساتذة في كل قسم وبرنامج.
لذلك درب نفسك من البداية على الصبر والتروي، والاجتهاد في البحث حتى تصل إلى ضالتك وتحقق حلمك الذي يبدو الآن بعيدًا.
وبشكل عام فأنك تحتاج من أجل الدراسة في الخارج إلى 4 أمور أساسية، هي:
1. الشغف بما تريد دراسته: يجب أن يكون هدفك الأساسي التعلم، وإلا ستكون هذه الخطوة فاشلة للغاية، فأنت ستعاني الكثير من الصعاب وإذا لم يكن لديك هدف حقيقي سامي، ستكون الرحلة شاقة للغاية.
2. اللغة: يجب أن تتعلم اللغة التي ستدرس بها سواء كانت اللغة الإنجليزية أو الإيطالية أو الفرنسية أو حتى اللغة الصينية، وعادة ما تكون اللغة من أهم متطلبات الدراسة لأي منحة أو برنامج سواء كان مدفوع بشكل كلي أو جزئي أو غير مدفوع.
3. المهارات: المهارات بجميع أنواعها ضرورية للغاية، ربما ليس من أجل التقديم، ولكن من أجل النجاح والتفوق، لذا عليك الاهتمام جيدًا بتنمية مهاراتك، خاصة المهارات الناعمة منها.
4. المال: ذكرت هنا المال، ولكنه ليس شرطًا أساسيًا للدراسة بالخارج، فأنت تستطيع أخذ منحة ممولة بالكامل أو ممولة جزئيًا، كما تتضمن الكثير من البرامج العمل بداخل الجامعة مقابل أجر جيد.
هذا بالنسبة للمتطلبات، إذًا ماذا عن الخطوات التي تحتاج لأخذها من أجل الدراسة بالخارج؟
قد تختلف الخطوات من شخص لآخر ومن منحة لآخرى، كما قد يتغير ترتيب بعض تلك الخطوات، ولكن في الأغلب تكون هذه هي الخطوات الأساسية:
الخطوة الأولى: البحث عن الجامعة والبرنامج المناسب
قد تعتقد أن هذه الخطوة هي أسهلهم، ولكن على العكس، فإنها تتطلب المجهود الأكبر، فهنا أن تبحث بين مئات الجامعات وآلاف البرامج الدراسية عن ما يناسبك.
فعليك أن تعلم أنه ليس من الصحيح أن تختار جامعة مثلًا تصنيفها العالمي أقل من تصنيف الجامعات المحلية في بلدك، فما الفائدة وراء الغربة والسفر إذًا؟ ما القيمة المُضافة التي حصلت عليها؟
كما أنك -خاصة لو كنت تبحث عن دراسة الماجستير والدكتوراه- لن تبحث في نفس كليتك بل قد تدرس برنامج تخصصي في كلية أخرى مختلفة.
مثلًا قد تكون خريج صيدلة، وتدرس الكيمياء الحيوية في كلية علوم أو المعلوماتية الحيوية في كلية حاسبات أو السرطان في كلية طب، وهكذا.
لذا عليك العثور على البرنامج الذي يناسب معلوماتك وتطلعاتك الدراسية، وقد تأخذ كذلك في الحسبان بعض العوامل الأخرى التي تحدثنا عنها في هذا المقال.
اقرأ أيضًا: أفضل 13 منحة دراسية للعرب (معظمها ممول بالكامل)
الخطوة الثانية: التواصل مع الجامعة والأساتذة
في الغالب قد تحتاج للتواصل من خلال البريد الإلكتروني مع تلك الجامعات والأساتذة سواء لطرح أسئلتك عليهم أو السؤال عن توافر منح للدارسين وغيرها.
وهذه خطوة هامة لا يجب أن تقوم بتجاوزها، فقد تكتشف أن تلك الجامعة وذلك البرنامج الدراسي غير مناسب لك من خلال ردودهم.
أو قد يرشدوك إلى أستاذ جامعي أو برنامج دراسي أفضل بكثير ويناسب ما تبحث عنه بشكل أفضل، نصيحتي لك، لا تتجاوز هذه الخطوة.
الخطوة الثالثة: التجهيز للاختبارات وأخذها
في جميع الأحوال ستحتاج إلى أن تذاكر وتجتهد من أجل تجاوز بعض الاختبارات قبل القبول والتقديم في المنحة، فمعظم الجامعات تقريبًا ستطلب منك على الأقل اختبارات لللغة.
وقد تطلب منك بعض الجامعات الأخرى اختبارات قدرات حسب التخصص الذي قدمت فيه ومرحلة الدراسة التي تتطلع إليها، مثل الـ GRE أو الـ GMAT.
بالنسبة لللغة فالأمر يتوقف حسب الدولة ولغة الدراسة في البرنامج الدراسي، فبالرغم من أنه على الأغلب ستحتاج لأخذ اختبار TOEFL أو IELTS.
إلا أنك قد تحتاج لاختبار لغة أخرى للغات مثل الألمانية أو الفرنسية أو الإسبانية أو التركية في بعض البرامج أو الجامعات الأخرى.
اقرأ أيضًا: دليلك الشامل لـ تعلم الانجليزية (كل ما تحتاج في مكان واحد)
الخطوة الرابعة: تجهيز الأوراق
معظم المنح ستطلب منك أن تقدم بعض الأوراق غير الحكومية، مثل:
1. خطابات التوصية: وهي خطابات يكتبها عنك بعض من أساتذتك في الجامعة أو الثانوية بحيث يشجعون أصحاب المنح على قبولك.
2. خطاب الرغبة أو بيان الغرض من الدراسة: وهذا خطاب تكتبه بنفسك وتشرح فيه لماذا ترغب في أخذ تلك المنح أو التقدم لذلك البرنامج، ولماذا عليهم أن يقبولك، وإذا كنت ستقدم في عدة منح وجامعات، فيجب أن تعدله حسب كل برنامج ومنحة على عكس خطابات التوصية.
3. مقال خطة البحث: إذا كنت ستقدم في منحة دكتوراه أو منحة بحثية فقد تحتاج لتكتب مقال أو خطة للبحث الذي ستقوم به.
4. السيرة الذاتية الخاصة بك CV: بالتأكيد يجب عليك أن تجهز سيرة ذاتية مع أوراق الدراسة في الخارج الخاصة بك.
قد تكون هناك متطلبات أخرى، ولكن تلك هي الأهم، وبإمكانك معرفة المزيد عن كل واحدة منها من خلال البحث على الإنترنت.
بالإضافة بالتأكيد إلى العديد من الأوراق الحكومية على الأقل الأوراق الثبوتية وبيانات النجاح والدرجات الخاصة بأخر مرحلة دراسية تجاوزتها.
وعلى هذا الأمر ألا يكون صعبًا، ففي الأغلب سيحتاج الأمر لبعض الوقت من أجل استخراجها أو ترجمتها للغة المطلوبة.
وإذا شعرت في هذه المرحلة ببعض الحيرة، فبالتأكيد ستعثر في الفيسبوك على مجموعات متخصصة في هذا الأمر وسيساعدونك.
الخطوة الخامسة: الحصول على تأشيرة الدراسة بالخارج
تختلف خطوات ومتطلبات الحصول على تأشيرة للدراسة في الخارج من دولة لأخرى، ولكن بشكل عام تتفق معظم البلدان في أنها تتطلب:
1. تحديد المؤسسة التعليمية والبرنامج الذي ترغب في الالتحاق بهما، والتأكد من استيفاء شروط القبول في هذه المؤسسة.
2. الحصول على رسالة قبول من المؤسسة التعليمية، والتي يتم من خلالها تحديد مدة الدراسة ونوع التأشيرة التي يحتاجها الطالب.
3. التقدم بطلب للحصول على تأشيرة الدراسة إلى السفارة أو القنصلية الخاصة بالدولة التي ترغب في الدراسة فيها. يجب على الطالب تقديم جميع الوثائق المطلوبة، مثل جواز السفر ورسالة القبول وصورة شخصية وشهادة صحية وتأمين صحي.
4. دفع رسوم التأشيرة وفقًا للمبلغ المحدد من قبل السفارة أو القنصلية.
5. قد تطلب السفارة أو القنصلية إجراء مقابلة للتأكد من أنك تنوى الدراسة والعودة غلى بلدك بعد الانتهاء من الدراسة.
6. الانتظار للحصول على قرار الموافقة: يمكن أن تطول المدة إلى عدة أسابيع حتى يتم معالجة الطلب وإصدار التأشيرة.
7. السفر إلى الدولة المقصودة والتسجيل في المؤسسة التعليمية.
وقد تختلف إجراءات الحصول على التأشيرة حسب البلد، لذا عليك البحث أكثر عن متطلبات تأشيرة كل بلد، كما يمكنك التواصل مع السفارة أو القنصلية في بلدك لسؤالهم عن التفاصيل.
اقرأ أيضًا: كيفية الدراسة في ألمانيا بخطوات عملية (دليل شامل)
وهكذا تكون مستعدًا لتحقيق حلمك والدراسة في الخارج، ولكن عليك ألا تيأس، فبالتأكيد سوف ترفض بضع مرات، ولكن مع العزيمة والإصرار تأكد من أنه سيتم قبولك عاجلًا أو أجلًا.
أهم المنح للدراسة في الخارج
هذه بعض المنح الدراسية الشهيرة التي ستساعدك في تحقيق حلمك بالدراسة في الخارج:
1. برنامج Erasmus+
يوفر برنامج Erasmus+ فرص التبادل الطلابي، والتدريب العملى، والتعليم، والعمل التطوعي إضافة إلى منح دراسية للماجستير.
التقديم على برنامج Erasmus+ يتطلب من الطالب مراجعة مؤسسته التعليمية التي يدرس بها ومعرفة ما إذا كانت جزء من شبكة Erasmus+.
في حالة وجود شراكة بين مؤسسته وجامعة في ألمانيا، سيتم توجيه الطالب إلى المكتب المسؤول عن برنامج Erasmus+ في جامعته للحصول على مزيد من المعلومات حول كيفية التقديم والتأهيل للمنحة.
2. برنامج Chevening
برنامج Chevening هو برنامج منح دراسية دولي يتم تمويله من قبل وزارة الخارجية البريطانية، يهدف إلى تمكين الطلاب المتفوقين من جميع أنحاء العالم للحصول على درجة الماجستير في أي جامعة بريطانية وذلك بمنحة كاملة تغطي الدراسة والسفر والإقامة والمصاريف الشخصية.
يتم اختيار المتقدمين على أساس الإنجازات الأكاديمية والمهنية والشخصية، ويجب أن يكون المتقدم قادرًا على تقديم خطة واضحة للعودة إلى بلده الأصلي وتطبيق المعرفة المكتسبة في بريطانيا.
يجب على المتقدمين للمنحة أن يكونوا حاصلين على درجة البكالوريوس أو ما يعادلها، ويجب أن يكونوا قد تم قبولهم في برنامج الماجستير في أي جامعة بريطانية قبل تقديم الطلب. كما يجب أن يتقنوا اللغة الإنجليزية بمستوى عالٍ.
يتم فتح باب التقديم لمنح Chevening في أغسطس من كل عام، ويتم إغلاقه في نوفمبر. وتختار اللجنة المستقلة المنح المتقدمين الناجحين، ويتم إعلان النتائج في يوليو من العام التالي
3. منحة مؤسسة DAAD (الخدمة الألمانية للتبادل الأكاديمي)
تُعد منحة DAAD واحدة من أكثر المنح الدراسية شهرةً في ألمانيا، وتشمل منح دراسية للماجستير والدكتوراة، وتقدمها مؤسسة DAAD للطلاب الدوليين الذين يرغبون في الدراسة في ألمانيا.
تعتمد قيمة المنحة والشروط على جنسية المتقدم وبرنامج الدراسة. يجب على الطالب البدء بإنشاء حساب على موقع DAAD والبحث عن البرامج المتاحة حسب تفضيلاته والإلمام بمتطلبات التقديم والوثائق المطلوبة.
4. منح Eiffel
منح Eiffel هي منح دراسية ممولة من قبل الحكومة الفرنسية وتهدف إلى جذب المواهب الأكاديمية الدولية المتميزة لدراسة الدكتوراه والماجستير في فرنسا.
تشمل المجالات المؤهلة للحصول على هذه المنحة العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم الطبية والعلوم الإدارية والعلوم الهندسية والعلوم الطبيعية.
توفر منحة Eiffel للطلاب المتفوقين من جميع أنحاء العالم تغطية كاملة للرسوم الدراسية والتأمين الصحي والسفر، بالإضافة إلى مبلغ شهري للمعيشة في فرنسا.
تتم عملية الترشيح والاختيار بناءً على المعايير الأكاديمية والبحثية العالية، ويتم تقييم الطلاب بناءًا على سيرتهم الذاتية ومستوى اللغة الفرنسية والإنجليزية، بالإضافة إلى خطة الدراسة والبحث التي يقدمونها.
تفتح منحة Eiffel للتقديم عادة في شهر أكتوبر من كل عام، ويتم إعلان النتائج في شهر مارس من العام التالي. يجب على المتقدمين أن يكونوا تم قبولهم في برنامج ماجستير أو دكتوراه في أى جامعة فرنسية قبل تقديم الطلب.
تكلفة المعيشة خلال الدراسة بالخارج
كان لا يجب علينا أن نفوت هذه النقطة في دليلنا الشامل، فتكاليف المعيشة في الخارج تختلف حسب الدولة بل حسب المدن في نفس الدولة.
فمثلًا في أمريكا إذا كنت تحصل على 2000 دولار شهريًا من المنحة، قد تكفيك هذه الأموال لمعيشة جيدة في بعض الولايات في حين أن بعض الولايات قد لا يكون هذا المبلغ كافيًا لاستكمال منتصف الشهر حتى.
حيث يجب أن تضع في حسبانك جيدًا التكاليف المختلفة للإيجار والطعام والنقل والترفيه قبل السفر، ويمكنك التعرف عليها من مواقع مختلفة على الإنترنت.
ويجب أن تضع في اعتبارك أهم تكلفة وهي تكلفة السكن، حيث في بعض الأحيان قد تضطر للعيش بعيدًا وأخذ المواصلات لساعة أو ساعة ونصف لجامعتك من أجل تخفيض تكلفة الإيجار.
وذلك خاصة لو كنت تدرس في مدينة من المدن الأوربية الكبيرة الباهظة مثل لندن وباريس وبرلين وغيرها.
العمل أثناء الدراسة في الخارج
في أغلب الأحيان ستحتاج إلى العمل بجانب الدراسة، خاصة لو كانت منحتك لا تغطي كامل مصاريف الإقامة أو كونك تحتاج إلى مزيد من المال.
وتختلف أوضاع العمل حسب نوع المنحة والبلد، فقد تتضمن المنحة عملًا بالجامعة التي تدرس بها في أفضل السيناريوهات.
وقد تحتاج إلى البحث عن عمل خارجي غير جامعي أثناء الدراسة بالخارج، وهذا ما يختلف حسب كل تأشيرة ومنحة وبلد.
حيث مثلًا قد يسمح لك فقط بالعمل بدوام جزئي لـ 20 ساعة في الأسبوع خاصة خلال فترة الدراسة، وقد يطلب منك تقديم ورق لمكتب عمل ما وهو سيعثر لك على وظيفة أو قد تضطر للبحث بنفسك.
كما يختلف الأجر حسب عدة عوامل، ولكن في الأغلب في أوروبا الغربية مثلًا قد تحصل على أجر يتراوح بين 12 إلى 15 دولار في الساعة الواحدة.
الخلاصة
الدراسة في الخارج هي تجربة استثنائية تفتح أمام الطلاب أبوابًا جديدة للاستكشاف والتعلم. إنها فرصة للغوص في ثقافة جديدة، وتعلم لغة جديدة، وتكوين صداقات عابرة للحدود، واكتساب مهارات حياتية قيمة.
بغض النظر عن التخصص الدراسي، تعتبر الدراسة خارجًا مغامرة فريدة تغير نظرة الطلاب للعالم وتنمي قدراتهم الشخصية والعلمية.
وهذا ما حاولنا مناقشته جاهدين في هذا الدليل الشامل عن الدراسة في الخارج، والذي أرجو أن يكون مفيدًا وممتعًا لك.
وإذا كان لديك أي سؤال يخص الدراسة في الخارج، بإمكانك طرحه علينا في التعليقات بالأسفل وسوف نجيبك عليه في أقرب فرصة.