الشركات الناشئة Startups هي تلك الكيانات التي تجعل حياتنا أفضل بكثير، فتخيل حياتك بدون خدمات كـ أوبر وفوري و Swvl؟ تلك الشركات التي تستخدمها على الأقل مرة أسبوعيًا، والتي تسهل عليك كافة جوانب حياتك!
تبزغ أهمية الشركات الناشئة في كونها قادرة على سد الفراغ الذي في السوق وإرضاء العملاء، فهي مبنية على حل مشكلة لإسعاد عملائها.
الشركات الناشئة غالبًا ما تقوم بحل مشكلة كان يعاني منها مؤسسيها، أو على الأقل مشكلة واضحة في البيئة التي يعيشون فيها، وسوف نتناول هذا حينما نستعرض قصص نجاح بعض الشركات الناشئة بعد قليل.
في هذا المقال سوف نعرض أربع قصص نجاح لأشهر الشركات الناشئة في العالم ومصر، وهم شركة أوبر Uber وشركة Airbnb وشركة eBay وأخيرًا شركة فوري المصرية.
من خلال قصص هذه الشركات الناشئة الأربعة سوف نقوم باستخلاص الدروس والأسباب التي أدت إلى نجاحها وقدرتها على الانتشار ومضاعفة قيمتها.
ما هي الشركات الناشئة؟
الشركات الناشئة أو الـ Start Ups هي عبارة عن شركات صغيرة يتم تأسيسها من قبل شخص أو اثنان بهدف أن تقوم بتوفير خدمة أو منتج ما يسد احتياجات السوق ويسعد العملاء المحتملين.
للشركات الناشئة عدد من الصفات المشتركة مثل كونها صغيرة -على الأقل في بداياتها- حيث يكون فريق عملها محدود للغاية، كما أنها تعتمد على التمويل من المستثمرين أو من مؤسسيها أو من أصدقاء وعائلات مؤسسيها.
تختلف مهام الشركات الناشئة باختلاف السوق التي تقتحمه؛ ففي حالة اقتحامها سوق موجود مسبقًا تركز بشكل كبير على التفوق على المنافسين الموجودين على الساحة من خلال توفير منتج أو خدمة تتغلب على منتجهم وخدمتهم.
لكن في حالة اقتحام سوق جديد فيكون هدفها الأول والأهم هو توعية المستخدمين المحتملين بأهمية هذه الخدمة أو المنتج لهم وكيف سيؤثر على حياتهم بالإيجاب.
القليل من الشركات الناشئة تنجح، ولكن الأكثرية منها تفشل، فبحسب الدراسات؛ 90% من الشركات الناشئة تفشل وتفلس بعد خمس سنوات فقط.
لذا للتعرف على أسباب نجاح هذه الـ 10% من الشركات الناشئة سوف نقوم باستعراض قصص أربعة من أشهر وأنجح الشركات الناشئة في العالم وفي عالمنا العربي، ومن ثم سنقوم باستخلاص أهم العوامل والأسباب التي جعلتهم يصلون لكل هذا النجاح والشهرة.
اقرأ أيضًا: ما هي الشركة الناشئة (Startup) وصفاتها وكيفية تمويلها
قصص نجاح شركات ناشئة
1. أوبر وتغيير النقل والمواصلات حول العالم
أوبر واحدة من أكبر الشركات الناشئة في العالم، والتي استطاعت أن تغير عالم المواصلات إلى الأبد، فمن كان ليتخيل أنك عندما تريد توصيلة إلى أي مكان ستطلب سائق غريب من خلال تطبيق على هاتفك.
سيقوم هذا السائق بتوصيلك إلى وجهتك، ومن ثم ستحاسبه حسب السعر الذي يحدده هذا التطبيق، وليس هذا فقط، بل أن المعجزة أن الكثيرين اليوم يفضلون أوبر عن التاكسي أو الباصات أو أي خدمة نقل أخرى.
بدأت قصة أوبر في العام 2009 في سان فرانسيسكو -انتبه لأن هذه المدينة ستتكرر مرة أخرى- مع رائد الأعمال جارت كامب؛ حينما كان يشاهد فيلم من أفلام جيمس بوند الذي يظهر فيه وهو يتتبع حركة سيارة من خلال جهاز يحمله في يده يشبه الهاتف المحمول الآن.
فكر حينها جارت في إمكانية فعل هذا من خلال الهواتف الحديثة حينها من شركة آبل “الأيفون”، ولكنه لم يأخذ أي خطوات حقيقة في هذا الأمر.
لكن هذا تغير بعد أن قابل المدير التنفيذي المعروف ترافيس كالانيك الذي يعتبر المؤسس الحقيقي لشركة أوبر، وقد اختلفا في البداية حول ما إذا كانا من المفترض أن يملكوا السيارات التي يستخدمونها أم لا، وبعد فترة من النقاش اتفقا على عدم ضرورة امتلاكهما للسيارات لتبدأ أوبر.
كانت فكرة أوبر ناجحة للغاية لأن في هذا الوقت في 2009 كانت سان فرانسيسكو تعاني من مشكلة كبيرة مع سيارات الأجرة، حيث كان هناك قانون ينص على أن عدد سيارات الأجرة المرخصة في المدينة 1500 سيارة أجرة فقط.
تخيل 1500 سيارة أجرة في مدينة كبيرة من مدن كاليفورنيا كان عدد سكانها يتجاوز الـ 800 ألف نسمة آنذاك، ولهذا السبب لاقت خدمات أوبر قبولًا كبيرًا للغاية.
لم يكن هذا النجاح بسبب كونها حلت مشكلة كبيرة لسكان كاليفورنيا فقط، ولكن أيضًا بسبب سهولة عملية طلب السيارات وجذب أوبر للعديد من سائقي السيارات -كانا يستخدمان آنذاك سيارات الليموزين-.
بعد ذلك فكر ترافيس في ضرورة التوسع لتبدأ حملة التوسع لتكون أوبر بعد 10 سنوات فقط -أي في حوالي العام 2020- موجودة في 85 بلد حول العالم وفي أكثر من 10 آلاف مدينة.
اقرأ أيضاً: دليل التسويق للشركات الناشئة (سبع خطوات عملية وأفكار تسويقية)
2. شركة Airbnb (من بيع رقائق الذرة وصولًا إلى ٌقيمة سوقية تقدر ب 130 مليار دولار)
قصة شركة Airbnb واحدة من أحب قصص الشركات الناشئة إلى قلبي وستعرفون بعد قليل لماذا، وإلى من لا يعرف ما هي Airbnb؛ فهي خدمة تقوم بإتاحة الفرصة لأصحاب المنازل والعقارات بتأجير غرفهم أو منازلهم إلى الغرباء مقابل قدر من المال يتم تحديده مسبقًا من قبل المالك.
وهي خدمة مشهورة جدًا خاصة للسياح أو للمسافرين الذين يريدون بديل أرخص من الفنادق بالإضافة إلى تجربة مختلفة عن تجربة الفنادق الفاترة.
تتواجد Airbnb اليوم في 220 دولة حول العالم، كما أنها تتيح توفير عدد من الغرف والمنازل والفيلات أكثر من مجموع غرف فنادق الهيلتون والماريوت وغيرها من الفنادق الكبرى الست حول العالم.
تكمن عبقرية هذه الشركة هي أنها جاءت في الوقت المناسب -بعد الأزمة العالمية في 2008- بالحل المناسب لمشكلة كبيرة للغاية وهي تردي الأوضاع المادية.
كان بريان تشيسكي وجو جيبيا مؤسسي Airbnb في ذلك الوقت يسكنان في منزل يؤجرانه في سان فرانسيسكو، وعقب قيامها بترك وظيفتهما أدركا أن إيجار منزلهم سيزداد بنسبة 25% الشهر القادم.
هذا كان يعني لهما إنذار بطردهم من المنزل لعدم قدرتهم على دفع هذا المبلغ، ولذا فكر هذان الشابان في طريقة لكي يقومان بجمع المال قبل أن يتم طردهم.
لحسن الحظ كان هناك مؤتمر كبير للمصممين سيقام في سان فرانسيسكو، ولكن كانت جميع الفنادق آنذاك محجوزة، ولهذا السبب قاما بالتفكير في الاستفادة من الوضع عن طريق توفير إقامة بسيطة في منزلهم لبعض الأفراد ممن يودون حضور المؤتمر.
هذه الإقامة المتواضعة كانت عبارة عن مراتب هوائية كانت في خزانتهم مع وجبة إفطار، ولذا أطلقوا موقع Airbeds&Breakfast مع وضع مبلغ يُقدر ب 80 دولار نظير تلك الإقامة.
من هنا جاءتهم الفكرة في توسيع نطاق هذا العمل، ولكن بعد إطلاقهم للمنصة المناسبة لتأجير الغرف وحجزها قد قوبلوا بفشل كبير للغاية… حيث لم يحصلوا إلا على حجز واحد فقط.
ورغم هذا الفشل لم ييأسوا بل وفكروا في إطلاق الموقع مرة أخرى، ولكن بالاعتماد على بطاقات الائتمان الخاصة بهم، وجاءتهم فكرة استغلال مؤتمر سيقيمه باراك أوباما في مدينة دنفر.
حيث كان من المتوقع أن يحضره 100 ألف شخص في حين أن عدد الغرف في هذه المدينة لا تتجاوز الثلاثين ألف، وبهذا استغلوا أزمة التسكين الكبيرة، وهذه المرة قد نجحوا وجذبوا الاهتمام لنفسهم ولشركتهم ليس فقط محليًا بل وعالميًا.
لكن للأسف سرعان ما انطفئت شرارة الانتباه هذه، وعادوا مرة أخرى لنقطة الصفر… خاصة عندما رفض المستثمرين أن يمدوهم بالأموال اللازمة لدفع ديونهم ولتوسيع شركتهم.
لذا اضطروا أمام هذا الصدود إلى أن يصنعوا رقائق للانتخابات الرئاسية في هذا الوقت، ويبيعوا العلبة منها مقابل 40 دولار فقط ليجمعوا 30 ألف دولار، وتكون لديهم السيولة اللازمة للإبقاء على مشروعهم الناشئ.
أمام هذه العزيمة وافق أخيرًا أحد المستثمرين على تمويلهم ليصبحوا اليوم شركة Airbnb المعروفة الناجحة، وقد لاقت وقتها الفكرة إقبالًا كبيرًا لأن الأمريكيين حينها كانوا يريدون بأي شكل من الأشكال أن يزيدوا دخلهم ليستطيعوا التعايش مع تداعيات الأزمة الاقتصادية.
ومع مرور الوقت تم تغيير الاسم القديم من Airbeds&Breakfast إلى الاسم الذي نعرفه Airbnb، وبعد هذا توالت نجاحات الشركة حتى وصلت قيمتها السوقية إلى 100 مليار دولار.
اقرأ أيضًا: أهم طرق تمويل المشروعات والشركات الناشئة (شرح 5 طرق)
3. قصة شركة eBay (ربع قرن من الريادة)
لا أظن أن هناك شخص في العالم لديه اتصال بالإنترنت ولم يسمع عن eBay، فهذه الشركة التي تم إنشاؤها في التسعينات وتحديدًا في عام 1995 قد كانت معجزة تقنية وتجارية من يوم إنشائها وحتى اليوم، ولـ eBay قصة تأسيس غريبة للغاية… ربما تكون أغرب قصة تأسيس لشركة ناشئة على الإطلاق.
كان لدى بيير أميديار مؤسس شركة eBay ثلاثة أيام إجازة خلال عيد العمال في سبتمبر من العام 1995، فقرر أن يقوم بإنشاء فكرة عابرة خطرت في باله، وهي منصة عبر الإنترنت تسمح لأي شخص بأن يبيع أي شيء من خلال مزاد يقوم هو بتحديد القيمة الابتدائية له.
وقد قام بالفعل بتصميم الموقع في ثلاثة أيام فقط، وأراد أن يسميه Echo Bay، ولكنه وجد أن الدومين مأخوذ ولذا سماه eBay.
لكي نكمل سلسلة المفارقات الغريبة هذه فقط قام بيير ببيع أول غرض على موقعه الوليد، وقد اختار أن يكون مؤشر ليزر مكسور وبدأ المزاد بدولار واحد فقط.
وكانت المفاجأة أن هذا المزاد السخيف لاقى إقبالًا كبيرة للدرجة التي جعلت أحد الأفراد يشترون هذا المؤشر ب 15 دولارًا، وقد كان هذا الموقع على الأغلب في البداية مجرد تجربة أجراها بيير في وقت فراغه.
بعد مرور وقت قليل قرر مزود الإنترنت الخاص ببيير أن يقوم برفع تكلفة الخدمة الخاصة به بسبب الترافيك على الموقع، وحينها لم يرغب بيير بدفع هذه الرسوم من جيبه فقرر أن يقوم بتحميل بعض الرسوم على البائعين.
ومن هنا جاء نموذج العمل Business model ليربح الموقع في الشهر الأول حوالي 1000 دولار، وفي خلال سنة واحدة أي في العام 1996 قد بلغ ربح الموقع أكثر من 400 ألف دولار، ليتجاوز في العام التالي 1997 ربحه الـ 5 ملايين دولار.
وهكذا استمر نجاح شركة eBay لدرجة أنها بدأت في غضون سنوات قليلة بالاستحواذ على شركات هامة واحدة منها شركة PayPal المشهورة، وقد وصلت القيمة السوقية لـ eBay اليوم حوالي 45 مليار دولار، وأرباحها كل سنة تقدر بمليارات الدولارات.
4. قصة شركة فوري (الحاجة أم الاختراع)
فوري واحدة من أنجح الشركات الناشئة المصرية على الإطلاق، سواء من ناحية تغلغلها في السوق المصري وفي عقلية المواطنين أو من ناحية الموثوقية والربح الكبير الذي تحققه.
اليوم تقدم شركة فوري أكثر من 250 خدمة دفع إلكترونية، ولديها 160 ألف نقطة خدمة متوزعة في 300 مدينة مصرية، بالإضافة إلى كونها علامة قوية لدى المستخدمين للدرجة التي تجعلهم يطلقون على منافسيها لقب فوري هم أيضًا.
قد بلغت القيمة السوقية لفوري في عام 2021 اثنان مليار دولار، نعم الرقم صحيح 2 مليار دولار أمريكي مما جعلها واحدة من أكبر الشركات الناشئة في مصر والشرق الأوسط.
وجعلها أيضًا تستحق عن جدارة لقب اليوني كورن Unicorn، أو كما يحب الأجانب إطلاقه على الشركات الناشئة في الوطن العربي Unicamal، وجدير بالذكر أن قيمة الشركة في العام 2015 كانت تقدر بـ 100 مليون دولار أمريكي فقط أي أن قيمتها تضاعفت 20 ضعف في خمس سنوات فقط.
قصة إنشاء فوري مميزة للغاية، ففي يوم من أيام العام 2007 خطرت فكرة فوري في رأس رائد الأعمال المصري الشهير أشرف صبري، والذي فكر في ضرورة وجود أنظمة إلكترونية للدفع.
كانت هذه الفكرة عبقرية في وقتها لأن الواقع المصري كان يعتمد حينها على الدفع بالكاش، وهو ما كان يرهق الشركات والمؤسسات والمتاجر وفي نفس الوقت يرهق الدافعين بالانتظار والطوابير.
فقام أشرف صبري بالعمل على هذه الفكرة، وهو ما دفع كيانات كبيرة لضخ استثمارات كبيرة في فكرته، وكانت هذه الكيانات تضم شركة راية القابضة والبنك العربي الإفريقي الدولي وبنك HSBC وبنك الإسكندرية وصندوق دعم التكنولوجيا.
هذا ما وفر لفوري كافة الاحتياجات والمتطلبات التي تحتاجها لتبدأ تحويل الفكرة إلى واقع ملموس نعيشه اليوم.
هنا آتت خطوة مهمة للغاية وهي خطوة البدء في توظيف الفريق المناسب للقيام بهذه المهمة الصعبة، وقد اختار أشرف صبري العديد من الكفاءات العالية في مجالات الأنظمة والبرمجة.
وقد اضطرتهم الظروف حينها إلى تطوير نظام فوري من الصفر ليكون هذا النظام براءة اختراع للشركة، وربما كانت هذه خطوة صعبة للغاية وعقبة في بدايات تأسيس شركة فوري، فالتكنولوجيا المستخدمة يجب أن تتميز بعدة صفات، أهمها:
- أن تكون منيعة أمام أي اختراق من أي نوع، لأن في حالة وجود مثل هذا الاختراق سيؤدي إلى فقدان الثقة بين العملاء بالإضافة إلى خسائر ستُقدر بالملايين.
- ضرورة كون الخدمة متناسبة مع الأنظمة الخاصة بالشركات والمؤسسات المختلفة، وأن يتم تسوية كل العمليات والمعاملات في وقتها.
- وجود قاعدة بيانات خاصة بالشركة تتيح استرجاع العمليات والمتابعة الحية لكل العمليات التي تتم.
وبعد انطلاق فوري في العام 2009 استطاعت أن تكسب ثقة واحترام المستخدمين بالإضافة إلى الشركات والمؤسسات… مما ساهم في تسريع نموها من مدينتين و 5 آلاف منفذ فقط إلى 300 مدينة بأكثر من 160 ألف منفذ ونقطة خدمة.
هذه كانت البداية فقط، فشركة فوري لديها ميزة هامة للغاية وهي التطوير المستمر وسد احتياجات السوق، فنجد أنها بين الحين والآخر تقوم بعمل خدمات جديدة مثل خدمة فوري باي “Fawry Pay” التي قامت بتسهيلات كبيرة في مجال التجارة الإلكترونية سواء للبائعين أو للمشترين.
اقرأ أيضًا: قصة نجاح شركة علي بابا العملاقة وحقائق صادمة عنها
ما هي عوامل نجاح الشركات الناشئة؟
بعد قراءة قصص هذه الشركات الأربعة اعتقد أنك استنتجت مثلي بعض النقاط أو العوامل التي ساهمت بشكل كبير في نجاح هذه الشركات الناشئة، والتي أظن لولا وجودها لما كانت هذه الشركات أصبحت يوني كورن Unicorn وقيمتها تقدر بمليارات الدولارات كما هي اليوم.
وهذه العوامل هي:
1. التوقيت
توقيت تأسيس هذه الشركات كان له الدور الأكبر في نجاحها، فشركة أوبر مثلًا عندما تأسست في سان فرانسيسكو المدينة الأمريكية الكبيرة كان عدد سيارات التاكسي محدد ب 1500 فقط ولا يزيد عن هذا، مما جعل هناك نقص كبير في أعداد سيارات الأجرة مقابل ركابها.
هذا ما حلته أوبر بالاستعانة أولًا بسيارات الليموزين وبالوكالات الخاصة بالسيارات، ومن ثم بعد ذلك انتقالها إلى السيارات العادية الخاصة بالعامة بعد ذلك.
ساهم التوقيت كذلك في نجاح شركة Airbnb التي تأسست -أيضًا- في سان فرانسيسكو، والتي تبدو فكرتها غريبة بعض الشيء عندما يسمح صاحب البيت لشخص غريب لا يعلم عنه شيء بأن يسكن في غرفة من غرف منزله أو حينما يقوم الساكن بالمكوث في بيت شخص لا يعرفه.
ولكن العامل الفارق هنا كان التوقيت إذ أن أمريكا في ذلك الوقت كانت متأثرة بشدة بأزمة 2008 الاقتصادية.
ما دفع الناس في وقتها في البحث عن أي خيار يساعدهم على جني بعض الأموال الإضافية وأي خيار أسهل من تأجير غرفة لا يحتاجونها، كما أيضًا بالنسبة للمقيم الذي يدفع أموال بسيطة مقارنة بالفنادق لكي يمكث في بيت جميل ومريح.
شركة فوري أيضًا استطاعت أن تأتي في توقيت كانت فيه أنظمة الدفع بدائية للغاية، وكانت المؤسسات والشركات المصرية تعاني من مشاكل الفواتير والدفع بالكاش.
وأتت فوري لتحل هذه المشاكل من خلال خدمات دفع إلكترونية مؤتمتة تسهل على هذه الشركات والمؤسسات وفي نفس الوقت توفر وقت المواطنين الذي يضيع في الطوابير والانتظار.
2. الفكرة والمشكلة
العامل الثاني الأهم من وجهة نظري هو الفكرة التي اقترحها المؤسسون لحل المشكلة، فجميع هذه الأفكار كانت وليدة الحاجة:
- فأوبر التي كان مؤسسها يفوت العديد من مواعيده بسبب عدم وجود أو تأخر التاكسي الذي سيقله.
- أو Airbnb ومؤسسيها الذين كانوا على أعقاب الطرد من منزلهم ويحتاجون إلى مكان جديد ليعيشوا فيه بسعر رخيص.
فالحاجة أم الاختراع وهذه الشركات الناشئة برهنت على هذا من خلال الخروج بحلول سهلة وفي نفس الوقت فعالة لأزمات كبيرة ومعقدة، وكان هذا هو ما ساعد على تغييرها للعالم كله كما فعلت شركة eBay بـ التجارة الإلكترونية، وكما فعلت شركة فوري بـ الدفع الإلكتروني في مصر والشرق الأوسط.
3. القدرة على الانتشار
القدرة على الانتشار كان شيئًا فارقًا في هذه الشركات التي نتحدث عنها، فالعديد منها قد انتشر انتشار كبير في سنوات قليلة:
- فمن فوري التي بدأت بمدينتين فقط ومن ثم غزت 300 مدينة في فترة قياسية.
- وأوبر التي استطاعت التوسع والعمل في أكثر من 85 بلد بعد أن كانت خدمة مقصورة فقط على سان فرانسيسكو.
- وشركة Airbnb التي استطاعت بعد إن كانت متوافرة في سان فرانسيسكو ونيويورك أن توفر خدماتها في 220 دولة حول العالم.
اقرأ أيضاً: أسباب فشل المشاريع الجديدة (تعرف عليها لكي تتجنبها)
4. التنفيذ الجيد
ربما تملك الفكرة المناسبة ويكون التوقيت مناسبًا لك واحتمالات توسع شركتك مبشرة للغاية، ولكنك بعد عناء وجهد تفشل حتى في تحقيق أقل نجاح.
والسبب هنا يكمن في التنفيذ، فالعامل الآخر الهام الذي تقوم عليه الشركات هو التنفيذ الجيد، وإن لم يكن لديك مدير تنفيذي وفريق عمل قوي لن ترى شركتك الناشئة النور ولن تجلب لك الأرباح الهائلة التي تحلم بها.
5. القدرة على التصرف في الأزمات
لو قرأت بشكل أعمق عن هذه الشركات وتاريخها ستجد أنها تعرضت لمشاكل كبيرة للغاية، وللوهلة الأولى ستعتقد أنها كانت لتتسبب في إغلاقها إلى الأبد، ولكن تلك الشركات تجاوزتها جميعًا بأقل ضرر ممكن.
بالطبع قد تطلب هذا الكثير من الجهد والتعب، ولكن ها نحن اليوم نشير لها بأطراف البنان ونحن نرى قيمتها السوقية تقدر بمليارات الدولارات.
اقرأ أيضاً: قصة نجاح شركة تويتر وما عليك تعلمه منها
شكرا على الموضوع وطريقة الشرح السهلة والمحفزة
ممتاز
شكراً لك.
تحيه طيبه ممزوجه بالاحترام
ما تكتبه يا سيدي ليس محتوى انه الهام
مساحه امل في وقتاشتدت فيه الظلمه وضرب اليأس كل قواعد الامل
بارك الله فيك وسدد خطاك
شكراً لك أخي منتصر
تعليقك أسعدني جداً حقاً.
طريقة سرد بسيطة ومُيسرة.. بالتوفيق
ماشاء الله ربنا يحميك…ويباركلك في علمك.
شكراً لك أخي.