منذ فترة ليست بالبعيدة كنت أحضر ندوة عن التسويق الرقمي وكيفية بناء براند، وكان أحد المتحدثين يتكلم عن الصفات التي يجب أن يتمتع بها المسوق و رائد الأعمال حتى يحقق النجاح.
ثم توقف فجأة وسأل هذا السؤال “هل تعلموا ما هو سر نجاح مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك في عمله وبناء هذا الصرح العملاق؟”
ثم سكت قليلاً وبعدها قال “السر في نجاح مارك هو أنه من أفضل الناس دراية بسلوك المستهلك وكيفية استخدامه في العالم أجمع، وهذا ما جعله يصل إلى هذه المكانة”.
وهذا هو الفلك الذي سندور فيه اليوم، فإن كنت تريد النجاح في عملك سواء كان:
- بناء مشروعك الخاص.
- إنشاء وإدارة الحملات الإعلانية بمختلف أنواعها.
- التسويق لأي منتج أو خدمة.
- إنشاء محتوى على الإنترنت بمختلف أنواعه.
فيجب عليك أن تعرف ما هو سلوك المستهلك الذي تستهدفه، فإن عرفت الإجابة عن هذا السؤال ستعرف ما الذي يريده، وكيف يريد الحصول عليه، وكيف يُعبر عما يريده على مختلف المنصات وبين أصدقائه.
وحينها ستتمكن من مخاطبته بالأسلوب الذي يناسبه، وستعرف كيف تعرض خدماتك أو منتجاتك بالطريقة التي يريدها، وكيف تجعله يروج لهذه الخدمات والمنتجات بالمجان نيابة عنك.
في الدقائق القليلة القادمة ستعرف :
- ما هو المقصود بدراسة سلوك المستهلك.
- كيف أن دراسة سلوك المستهلك تجلب لك أرباح أكثر.
- أهم الدوافع التي تجعل أي شخص يتخذ قرار الشراء.
- الأنواع الأربعة للعملاء الذين يجب أن تتعامل معهم وتجذبهم إليك بما يناسبهم.
- أفضل الطرق والأدوات لجمع بيانات المستهلكين لدراسة سلوكهم.
وكما هي عادتنا في موقع الرابحون، كل المعلومات التي نعرضها نقدمها في قالب بسيط وسهل مع ذكر الكثير من الأمثلة العملية حتى تضح لك عزيزي القارئ الصورة كاملة … هيا بنا نبدأ!
ما هو سلوك المستهلك؟
أريدك أن تفكر قليلاً في اصدقائك المقربين، والآن دعني اسألك… ألا تعرف أهم الأشياء التي يحبونها، الأماكن التي يترددون عليها، البرندات التي يحبون التعامل معها ولماذا يفضلونها عن غيرها؟
إن دخلتم جميعاً إلى محل ملابس مثلاً ألا تعرف أول شيء سيبحث عنه كل من أصدقائك ولماذا؟ … الآن أريدك أن تتخيل أنك تعرف العملاء الذين تستهدفهم بخدماتك ومنتجاتك مثلما تعرف أصدقائك، هذا هو المقصود بمعرفة سلوك المستهلك.
سلوك المستهلك هو سلسلة التصرفات التي يقوم بها المستهلك قبل القيام بشراء أي منتج… بداية من الاحساس بالرغبة أو إدراك وجود مشكلة معينة وصولاً إلى قرار شراء منتج معين لحل تلك المشكلة أو إشباع تلك الرغبة.
عندما تدرك الدوافع التي تحرك العميل لشراء منتج معين، والمؤثرات الخارجية التي تجعله يختار براند أو شركة معينة تحديداً، ستعرف كيف تتحدث معه بالطريقة التي تناسبه، ستعرف كيف تجعله عميل دائم لك.
لهذا أكبر الشركات في العالم تنفق مليارات الدولارات لكي تعرف كل شيء عن سلوك المستهلك، وذلك حتى تتمكن من توفير كل ما يحتاج إليه وبالتالي تحقق عائدات أكثر.
إليك بعض الأسئلة التي يجب أن تجيب عليها حتى تعرف ما هو سلوك المستهلك جيداً حول أي منتج أو خدمة:
- كيف يتصرف العميل بشكل عام سواء بشكل فردي أو جماعي؟
- ما هو شعور العميل قبل شراء المنتج أو الخدمة؟
- في أي الأوقات تقريباً يقوم العميل بشراء المنتج أو الخدمة؟
- كيف يتغير سلوك العميل بعد شراء المنتج أو الخدمة؟ (هل يشعر بالراحة أو السعادة – هل يشارك تجربته مع الآخرين)؟
- ما هي العقبات التي تجعل العميل يغير قراره ولا يقوم بالشراء؟
- كم عدد مرات التواصل مع الشركة أو البراند التي يحتاجها العميل في المتوسط حتى يقوم بالشراء (مشاهدة فيديو إعلاني – اتصال بالشركة – متابعة منشور على السوشيال ميديا – وغيرها)؟
ولعلك تسأل الآن عن حتمية الاعتماد على دراسة سلوك المستهلك في التسويق وبناء المشاريع بمختلف أنواعها … دعني أجيبك إذن.
أهمية دراسة سلوك المستهلك في التسويق الرقمي
واحدة من أهم مراحل التسويق الرقمي هي معرفة كل شيء عن العميل الذي تستهدفه، وبسبب تطور طرق جمع البيانات والمعلومات ظهر مصطلح دراسة سلوك المستهلك.
وكما أشرت سابقاً، كلما فهمت طبيعة الشخص الذي تستهدفه واللغة التي يتعامل بها والمشاعر والمعاناة التي يشعر بها ستعرف كيف ومتى تقدم لها المنتج الخاص بك.
ستعرف كيف تخاطبه، كيف تبين له أن المنتج الخاص بك هو الذي سيحل له المشكلة التي تواجهه، أو سيساعده في تحقيق الهدف الذي يسعى إليه.
ستعرف كيف تكتب نسخة الإعلان التي تناسبه وتخاطبه هو، ستعلم الخصائص التي يبحث عنها حتى تضيفها إلى المنتج الخاص بك، وكلما جمعت بيانات ومعلومات أكثر كلما تواصلت مع العميل بطريقة أفضل وبالتالي تحقق مبيعات أكثر.
فلنفترض أنك تعمل في مجال الملابس، ومن متابعتك لسلوك العملاء عرفت أن نوعية القماش المستخدم في تصنيع الملابس هامة جداً بالنسبة لهم.
ألن تقوم بوضع نوعية القماش التي تستخدمها بشكل واضح في متجرك الإلكتروني، أو على صفحاتك على السوشيال ميديا؟ ألن تستخدم بعض العبارات مثل “وعلشان المنتج مصنوع من قماش الستان هيكون سهل في الغسيل” في نسخة الإعلان الخاصة بهذا المنتج؟
ومثال آخر، إن علمت أن أغلبية الجمهور الذي تستهدفه مهتم برياضة معينة أو فريق معين أو حدث معين، ألا تعتقد أن مجرد إشارتك لهذا الحدث في المحتوى الذي تصنعه سيكون لها تأثير كبير على ربط الجمهور بالمنتج الخاص بك؟
لهذا دراسة سلوك المستهلك ومعرفة كل شيء عنه أمر هام جداً، خصوصاً إن كنت وضعت خطة تسويقية لشركتك أو تريد دراسة السوق للترويج لمنتج جديد.
فكلما كان المنتج أو الخدمة التي تريد التسويق لها أكثر تعقيداً من حيث الاستخدام والفئات التي تستهدفها، كلما كان حجم البيانات والمعلومات التي تحتاج إلى جمعها أكبر، وهذا ما سأعرضه لك بالتفصيل لاحقاً.
اقرأ أيضاً: كيف تصنع شخصية عميلك المثالي (Buyer Persona) باحترافية
العوامل الرئيسية لسلوك المستهلك
هل تذكر آخر مرة دخلت فيها إلى مول تجاري لكي تحصل على أي شيء، يا ترى ما هي الأسباب التي جعلتك تُخرج محفظتك لتدفع ثمن المنتج أو الخدمة التي حصلت عليها:
- هل كنت تبحث عن أشياء محددة ذهبت إلى المول من أجلها؟
- هل هناك محل معين تزوره باستمرار لكي تبحث عن أي شيء تشتريه هناك؟
- هل حصلت على أي شيء بمجرد أن وقعت عينك عليه وعرفت أنك تريده؟
- هل حصلت على أي منتج بسبب وجود طلب كبير عليه أو زحام في المحل التجاري؟
- هل اشتريت أي شيء لمجرد وجود تخفيض فخفت أن تضيع عليك الفرصة؟
- هل اشتريت أي شيء بسبب ندرته؟
- هل اشتريت أي شيء بسبب إقناع البائع لك؟
كل إجابة من إجابات الأسئلة السابقة تمثل دافعاً لأي عميل لشراء أي شيء، هذه الدوافع هي المحرك بالنسبة لعملية التسويق والتي تُعد حجر الأساس في دراسة سلوك المستهلك.
إن قمت بتحليل الأسئلة السابقة ستجد أنه هناك تقريباً ثلاثة أنواع من الدوافع التي تُحفز أي شخص على الشراء، و هذا ما سأقوم بتوضيحه في العناصر التالية.
1- الدافع النفسي
الدافع النفسي هو أحد أهم عوامل سلوك المستهلك الأكثر وضوحاً، فحالتك النفسية (psychological state) قبل وأثناء عملية الشراء تُعد الدافع الأقوى لهذه العملية.
فمثلاً إن تشاجرت مع أي فرد في عائلتك ثم ذهبت إلى السوبر ماركت، ستجد نفسك تشتري أطعمة مسلية لتغير بها حالتك النفسية مثل المقبلات والآيس كريم وغيرها.
وهناك مثال آخر، فلقد كشفت العديد من الإحصائيات أن شهر يناير هو أكثر شهر في العام يُقبل الناس على شراء الكورسات والكتب والبرامج التعليمية بمختلف أنواعها.
وذلك لأن هذا الوقت هو بداية العام، وكل شخص يريد تحقيق أهداف معينة، خصوصاً بسبب الاحساس بالندم على تضيع الوقت والفرص في العام السابق.
لهذا عليك أن تسأل نفسك يا تُرى ما هو شعور عميلك المثالي الذي يدفعه إلى شراء ما تقدمه حتى تقوم بصناعة محتوى تجعله يحس بهذا الشعور بشكل أقوى.
فالنفترض أنك تبيع منتجات لها علاقة بالتخسيس، و من المعروف أن العميل الذي يشتري هذه المنتجات يشعر بالحزن والأسى ويريد تغيير حالته إلى الأفضل.
لهذا ستضع في المحتوى الخاص بك – سواء كان فيديو أو مقال أو منشور أو إعلان – كل المشكلات والعقبات التي تواجه أصحاب الأوزان الكبيرة، ستقوم بتذكيرهم بالاحراج والمعاناة التي يعانون منها.
وبهذا تدفعهم للوصول إلى حالة الحزن والأسى والتي ستجعلهم يتخذون القرار بالشراء… أعتقد أنك الآن تراجع في ذهنك كل الإعلانات التي شاهدتها مؤخراً لترى إن كانت تعتمد على هذا الأسلوب ??.
فهذه هي القوة الحقيقة لمعرفة ما هو سلوك المستهلك، وكيفية استغلاله بطرق عملية في التسويق.
2- شخصية العميل
العامل الثاني الذي يؤثر على سلوك المستهلك هو الطبيعة الشخصية للعميل نفسه، وكيف ينظر إلى الشركات والبرندات المختلفة ومدى انطباعه عنها.
فمثلاً هناك براند اسمها سُترة لملابس الشباب، انا احب هذه البراند جداً و أشتري الكثير من الملابس منها، كل هذا بسبب أنني أعرف أن أصحاب هذه البراند هم مجموعة من الشباب المجتهدين والذين أرغب في تشجيعهم.
مثلك أنت أيضاً، فربما أحببت براند معينة لأنك عرفت أنهم يشاركون في الكثير من الأعمال الخيرية، أو لعلك تحب شركة معينة بسبب طريقة إعلاناتهم الطريفة.
هناك الكثير من الناس الذين يشترون هواتف آيفون ليس بسبب الجودة بل بسبب قوة البراند في السوق، فالهاتف يحافظ على قيمته وسعره على مدار سنين عكس الكثير من الهواتف الأخرى.
أي براند يجب ألا تسعى لكي تكون رائعة في نظر جميع الناس، بل على العكس، المسوق المحترف الذكي هو من يعرف أن عليه إيجاد الأشخاص الذين تُناسبهم البراند التي يُروج لها حتى يضعها أمامهم بكل الطرق الممكنة.
ومرة أخرى تظهر لك مدى أهمية دراسة سلوك المستهلك وتأثيرها على باقي مراحل عملية التسويق والمبيعات.
اقرأ أيضاً: الفرق بين التسويق والمبيعات
3- الدوافع الخارجية
هناك الكثير من الأسباب الأخرى التي تجعل أي شخص يقوم بشراء أي منتج، فلعلك:
- رأيت صديق لك يستخدم منتج معين فأردت أن تشتري أنت أيضاً واحداً لنفسك.
- هناك شخصية مشهورة أنت تتابعها تحدثت عن منتج معين مما دفعك إلى دفع المال وشراء المنتج لنفسك.
- تحدث أحد زملائك عن فوائد خدمة معينة أمامك، وعندما وقعت عينيك بعد ذلك على هذه الخدمة أونلاين تذكرت كلام زميلك فقررت أن تقوم بالشراء.
- سمعت الكثير من الناس على السوشيال ميديا تتحدث عن رواية جديدة أو كتاب، فقررت أن تشتريه لنفسك حتى بدون معرفة أي شيء عن المؤلف .
وغيرها الكثير من الدوافع الخارجية، لهذا عليك كمسوق أن تُحاول اكتشاف أكبر قدر من هذه الدوافع التي تؤثر على عميلك المحتمل حتى تستخدمها لصالحك.
فمثلاً إن كنت تعمل في مجال السياحة والترفيه، وعلمت أنه هناك مؤثر على السوشيال ميديا، والذي يتابعه الكثير من الشباب – وكانت هذه هي الفئة التي تستهدفها، فلماذا لا تستغله في الترويج لخدماتك؟
أنواع العملاء عند شراء أي منتج أو خدمة
بسبب الدراسات الموسعة لسلوك المستهلك أصبح لدى المسوقين في كل مكان في العالم خبرة كبيرة بأنواع العملاء مهما اختلفت أنواع المنتجات أو الخدمات.
هناك الكثير من هذه التصنيفات التي تحدد أنواع العملاء، ولكن أهم تصنيف هو الذي يحدد سلوك العملاء عند اتخاذ القرار بالشراء، وهذا ما سأعرضه لك الآن.
1- العميل المثقف
العميل المثقف هو شخص يعرف تحديداً ما يريده، يبحث كثيراً ويقارن بين مختلف المنتجات والعروض قبل أن يتخذ قرار الشراء، لهذا عندما يتناقش مع مسؤول المبيعات تجده يسأل أسئلة محددة وواضحة.
دعني أضرب لك بعض الأمثلة:
- ما هي مدة الضمان على هذه الخدمة؟
- هل يمكن تخزين هذا المنتج لفترة طويلة دون أية مشكلات؟
- ما هي خامة المنتج وهل يمكن تعريضها لدرجات حرارة عالية؟
لهذا عليك أن تبحث جيداً في عملائك، فإن كان هناك قطاع كبير منهم من هذا النوع من العملاء، فعليك أن توفر لهم كل المعلومات الممكنة عن منتجاتك وخدماتك.
هذا العميل أيضاً لا يُفضل أن تضغط عليه أثناء عملية التسويق، كل ما عليك هو أن تجيب عن كل أسئلته وتتركه يتخذ قراره بنفسه.
2- العميل العاطفي
هذا هو أسهل أنواع العملاء في التعامل، فكل ما يهم هذا العميل هو الشعور، فتراه يتخذ قرار الشراء بعشوائية كبيرة دون تفكير وترتيب.
فربما يرى منتج معين لفت انتباهه أو إعلان أعجبه أو حدث معين آثار حفيظته فقرر أن يشتري، كما أن هذا العميل يرتبط عاطفياً بالبراند وتجربة الشراء نفسها.
لكي تضمن أن تجذب إليك أكبر عدد ممكن من نوعية هذا العميل… عليك أن تهتم بالتجربة التي يمر بها أي شخص يشتري منك، مثل:
- لغة المحتوى الخاص بك على كل المنصات.
- طريقة استلام المنتج أو الخدمة.
- طريقة تغليف المنتج (Product Packaging).
عندما يستلم هذا العميل المنتج الخاص بك ويشعر بشيء مميز في كل شيء… بداية من ملمس العلبة الكرتونية التي تُغلف المنتج، وصولاً إلى المنتج نفسه سيرتبط بالبراند نفسها، سيحب أي شيء وكل شيء تقدمه بل وسيقوم بترويجها بين أصدقائه ومعارفه.
هذه هي أفضل طريقة لجذب هذا النوع من العملاء المميزين، هذا طبعاً بخلاف تعلم طريقة كتابة المحتوى الذي يحرك المشاعر والذي يُسمى Copywriting.
فإن كنت تريد تعلم أساسيات هذه المهارة الهامة فأنصحك بالإطلاع على “الدليل الكامل لكتابة نسخة الإعلانات“، ستجد بها الكثير من المعلومات العملية المفيدة.
3- العميل الذي يبحث عن الراحة
لنفترض أنك الآن تريد شراء سخان كهربي لمنزلك، وعرضت عليك منتجين:
- سخان عالي الجودة: مقدم من براند موثوق بها ويعد هو أفضل سخان موجود في السوق.
- سخان بجودة متوسطة: مقدم من براند موثوق بها ومعروفة ولكنها ليست الأفضل، ومع ذلك السخان يأتي معه خدمة التوصيل إلى المنزل وكذلك التركيب مجاناً.
وكان فرق السعر بين المنتجين بسيط، يا ترى أي المنتجين ستختار، هل تبحث عن الجودة المطلقة أم أنك تبحث عن راحتك، فقط تريد الإنتهاء من هذا الأمر بأسرع وقت حتى لو ستدفع مبلغ إضافي.
هذه هي النوعية الثالثة من العملاء من حيث الشراء، هم فقط يبحثون عن راحة البال والحلول المتكاملة التي توفر عليهم الوقت والجهد.
لهذا عليك أن تنظر إلى المنتجات التي تقدمها، وكيف يمكنك تقديم خدمات إضافية تجعل عملية الشراء واستخدام المنتج أو الخدمة أسهل ما يمكن حتى تجذب هذه النوعية من العملاء إليك.
4- العميل الرخيص
العميل الرخيص هو الشخص الذي يقيم أي منتج فقط بالمال، فعندما تصف له أي منتج أو بعض مميزاته تجده يقاطعك ويسألك “قبل أي حاجة قولي بكام؟”
هذا العميل يُعد الأسوأ من حيث التعامل… خصوصاً إن كنت تقدم خدمة أو منتج عالية الجودة، وبالتالي تكلفتها قد تكون مرتفعة، والمؤسف أن الكثير من هؤلاء العملاء يريدون الحصول على هذه الجودة ولكن بأقل سعر ممكن.
الحل الأفضل مع هذه النوعية والتي تمثل قطاع كبير من العملاء في أحيان كثيرة أن تقدم خصومات وعروض لهم حتى تجذبهم إليك، وأن تركز على التكلفة عندما تتحدث إليهم.
ولكن احرص ألا تكون التكلفة هي السبب الرئيسي الذي تعتمد عليه في الترويج، فليس الأفضل على الإطلاق أن تروج لمنتج على أنه فقط ارخص من الموجود في السوق.
بل يجب أن يتمتع المنتج بخصائص ومميزات تجعله مختلف عن باقي المنافسين حتى تكون له مكانته في السوق، ويجذب قطاع كبير من العملاء.
عليك أن تبحث جيداً وتجمع كل المعلومات الممكنة عن عملائك، كما أنه عليك أن تحقق التوازن في لغتك التسويقية وكيف تضع البراند الخاصة بك أمام الناس.
فأنت لن تُرضي الجميع، فمثلاً شركة آبل لا يهمها ما يقوله الناس عن ارتفاع تكلفة منتجاتها، فهي مستمرة في طريقها وتجذب الكثير من الناس، ومازالت إلى وقتنا هذا على الرغم من كل هذه المنافسة تحقق أعلى معدل من الأرباح بين كل شركات الهواتف.
وهناك شركات مثل شاومي و ريدمي الذين يبيعون منتجات جيدة، ولكنهم يعتمدون على تقليل السعر حتى يبيعوا إلى فئة محددة من الناس، ولهذا يستخدمون خامات ومنتجات أقل جودة من غيرهم من الشركات، ومع ذلك فهم أيضاً يحققوا معدل لا بأس به من الأرباح.
والسؤال هنا هو كيف تعرف سلوك المستهلك الخاص بك أنت، كيف تجمع هذه المعلومات حتى ترسم صورة دقيقة لعملائك، وتعرف كيف يتخذون القرارات الهامة في عملية الشراء، هذا ما ستعرفه في العنصر التالي.
كيفية جمع بيانات المستهلكين لدراسة سلوكياتهم
هذه هي الخطوة الأهم في هذا الدليل، فبعد أن عرفت ما هو سلوك المستهلك، وكيف يمكنك الاستفادة منه وبعض صور دراسة هذا السلوك المتمثلة في تصنيف العملاء من حيث دوافعهم لإتخاذ قرارات الشراء.
حان الآن معرفة الطرق المختلفة التي تجمع بها كل البيانات والمعلومات الممكنة حتى تفهم سلوك المستهلك الخاص بك وكل الأدوات التي تساعدك على ذلك.
1- البحث عن الكلمات المفتاحية (Keywords)
كيف يبحث جمهورك عن مشكلاتهم على محركات البحث المختلفة، ما هي نوعية المحتوى التي تجذب انتباههم وتجيب عن أسئلتهم سواء على محرك بحث جوجل أو يوتيوب.
كل هذا ستتعرف عليه عندما تتعلم كيف تقوم بالبحث عن الكلمات المفتاحية المتعلقة بمجالك أو بالمنتجات والخدمات التي تروج لها.
هناك الكثير من الخطوات التي عليك اتباعها لكي تبحث عن الكلمات المفتاحية، وأيضاً هناك أدوات تساعدك على ذلك بأقل مجهود.
2- استخدام أدوات تحليل المواقع والمتاجر الإلكترونية
يا ترى كيف يتصرف الزائر على موقعك أو متجرك الألكتروني، ما هي الصفحات التي يهتم بها أكثر، ما هي مصادر الترافيك التي تجلب لك أكبر عدد من العملاء.
ما هي المقالات التي تحقق لك أفضل النتائج، كل هذا ستعرفه من خلال أدوات التحليلات وجمع البيانات، ولعل أفضل هذه الأدوات التي تناسب المحتوى العربي:
- أداة Google Analytics المجانية المقدمة من جوجل.
- إضافة Monter insights لمواقع ووردبريس لتحليل البيانات.
- أداة Crazy Egg المتخصصة في عمل الخرائط الحرارية، وتحليل كل شيء يقوم به الزائر.
لابد لك من استخدام واحدة على الأقل من هذه الأدوات وتحليل كل شيء على موقعك الإلكتروني.
3- تعليقات العملاء
هناك مواقع متخصصة في مراجعة المنتجات المختلفة، كما أن أغلب المتاجر الإلكترونية يوجد بها قسم مخصص لتعليقات العملاء وتقييمهم للمنتجات.
هذه الطريقة قوية للغاية لجمع المعلومات من العملاء أنفسهم بأسلوبهم وطريقتهم، فاحرص على استخدامها.
4- أداة Audience Insights المقدمة من فيسبوك
طالما تتواجد على فيسبوك ولديك حساب بزنس فيمكنك استخدام أداة Audience Insights الرهيبة التي تعطيك الكثير من المعلومات عن جمهورك مثل:
- أعمارهم وجنسهم.
- الصفحات التي يتابعونها.
- اهتماماتهم المختلفة.
- عمل تقسيم لجمهورك حتى تدرس كل قطاع على حدة.
وغيرها الكثير من المميزات التي عليك أن تجربها بنفسك، والتي تُعد مدخلاً كبيراً لدراسة سلوك المستهلك، فهذه ميزة موقع فيسبوك عن غيره من أدوات التحليل وجمع البيانات ودراسة سلوك المستهلك، فهذا هو السبب الذي جعل فيسبوك أفضل منصة إعلانية في العالم.
5- التواصل المباشر مع العملاء
يمكنك التواصل مع عملائك مباشرة لجمع المعلومات واستطلاع رأيهم، كما يمكنك الإعتماد على شركات استطلاعات الرأي المتخصصة في مجالك.
ولكني أفضل الطريقة المباشرة، فمثلاً يمكنك الإتصال بأفضل عملائك أو عمل منشورات مختلفة على السوشيال ميديا تطلب فيها تعليقات جمهورك عن الخدمات والمنتجات المختلفة.
دراسة سلوك المستهلك وتحليل وجمع البيانات عنه بشكل دقيق هي الفارق الرئيسي بين الشركات والمشاريع الناجحة طويلة المدى وبين أي شركة أخرى.
لهذا السبب أهم مهارة لأي مسوق إلكتروني هي مهارة جمع البيانات، ثم استخدامها في تطوير كل خطوة من خطوات الاستراتيجية التسويقية التي يعتمد عليها.
ثم ينظر إلى النتائج حتى يحسن من هذه الخطوات، ويظل هكذا حتى يحقق أهدافه ويطور من مشروعه ويضمن نجاحه على المدى البعيد.
أتمنى أنك الآن استوعبت جيداً ما هو سلوك المستهلك، وكيف يمكنك استخدامه من اليوم في التسوق ونشر الوعي عن البراند الخاصة بك.
بالتوفيق وإلى لقاء قريب.
لك الشكر على المعلومات القيمة والمجهود منك
عفواً
بالتوفيق لك.