ما هي هوية العلامة التجارية و 6 خطوات لتكوينها باحترافية

هوية العلامة التجارية

بقلم سلوى حسين
هل ذهبت إلى أحد المطاعم ووجدت لديهم نوعا مميزاً من الموسيقى؛ مثل الموسيقى العربية القديمة أو موسيقى الجاز؟ أو وجدت لأحد المتاجر رائحة مميزة أو رسومات ذات طابع متشابه في جميع فروعهم؟

ربما تعتقد أن هذه مصادفة أو مجرد ذوق فني رائع؛ لكن الحقيقة أن هذا جزء من تطبيق هوية العلامة التجارية، فهي سلاح التميز وسط كثرة المنافسين في الوقت الحالي، وهي أيضاً جزء أساسي لنجاح الفكرة أو المشروع واستمراره.

فما هي هوية العلامة التجارية Brand identity؟ وما الفرق بينها وبين العلامة التجارية Brand و بناء العلامة التجارية  Branding؟

قبل أن نتعرف على ماهية هوية العلامة التجارية، دعنا نبدأ من البداية ونتعرف بالأساس على معنى “العلامة التجارية”، فلا يُمكن الاهتمام بتكوين هوية علامة تجارية ناجحة مباشرة دون اتمام الخطوات السابقة لذلك.

فاهتمامك بهوية العلامة التجارية يأتي بعد اهتمامك بالعلامة التجارية أولاً، وبعدها يكون بناء وإدارة العلامة التجارية، ومن ثم يأتي التخطيط لعمل هوية للعلامة التجارية.

قد يظهر للكثير أن هذه المصطلحات ذات معنى واحد أو أنها نفس الشيء، لكن الحقيقة أن لكل مصطلح منهم تعريف ودور خاص به لنجاح العمل التجاري، لكنهم يشتركون جميعا في تصميم قالب عمل ناجح.

وعلى عكس ما يفعل أغلب أصحاب الأعمال حيث يبدأون مباشرة بالتخطيط لبناء هوية علامة تجارية دون أن يبدأوا من بداية الطريق وهو العلامة التجارية بالأساس.

ما هي العلامة التجارية؟

هناك الكثير من الكتب والمؤلفات التي تتحدث عن وصف العلامات التجارية وبنائها، لكن دعنا نبتعد عن المصطلحات الأكاديمية ونتحدث بشكل مبسط.

فالعلامة التجارية هي الصورة والإنطباع الذي تعكسه الشركة أو المؤسسة ككل؛ فهي إجابة عن تسائل “كيف يُفكر بك العملاء؟”.

 وتحتاج لمجهود كبير لترسيخها في ذهن العملاء، ويتم العمل عليها قبل البدء في إنتاج المنتج أو الخدمة والسعر، ويستمر العمل في تطويرها بصفة دائمة ومستمرة لتنال رضا العملاء.

 ‏وهي جزء من عناصر المزيج التسويقي 4PS Marketing Mix

  • المنتج  Product
  • السعر Price
  • المكان Place
  • الترويج Promotion

وتتحدث Alina Wheeler في كتابها “تصميم هوية العلامة التجارية” “أن وظيفة العلامة التجارية الأساسية “البراند” هي مساعدة الناس في اختيارك أنت من بين مجموعة كبيرة ومحيرة من المنافسين، وذلك من خلال إظهار تميز العلامة التجارية الخاصة بك واختلافها، وبناء الثقة والاطمئنان لدى العميل وشعوره بالراحة لاختياره العلامة التجارية الخاصة بك”

وجوهر العلامة التجارية Core Identity هو القيم والمكانة والشخصية التي نُريد توصيلها للعميل، وهذا بمثابة روح العلامة التجارية.

ما الذي تُريد توصيله عنك لعقل العميل؟ ما القيم التي ترُيد توصيلها من خلالك؟ وما الوعد الذي ستقدمه للعملاء؟ وما الشخصية التي سيتصورها العميل عنك؟

بالطبع تأتي إجابة هذه الأسئلة بعد معرفة الشريحة المُستهدفة جيداً، ومن قبلها عمل دراسة جدوى جيدة.

كذلك لا بُد من توافق كل ما سبق مع الرؤية والرسالة والأهداف الخاصة بشركتك.

على سبيل المثال؛ دعونا ننظر للشركة العلاقة “أبل”، أبل مشروع ثقافي إنساني مؤسسي يتميز بالعمل التطوعي، والدعم للقضايا الجيدة، و المشاركة في المجتمع بالتوازي مع جودة المنتجات والخدمات.

هذه القيم والرسالة واضحة في كافة ما تقوم به الشركة، بدءاً من إعلاناتها المبتكرة إلى خدمة عملائها ومنتجاتها. حتى أصبحت أبل علامة تجارية مرتبطة مع الناس مشاعرياً.

عندما يشتري أو يستخدم الناس منتجات هذه الشركة أو خدماتها، فإنهم يشعرون بكونهم جزءاً من فخامة هذه العلامة التجارية. مثل هذا الإتصال المشاعري هو ما يخلق العلامة التجارية لأبل، وليس مجرد منتجاتها أو شعار التفاحة فقط، وهذا ما يجعل الناس يدفعون الكثير من المال في سبيل الحصول على منتجاتها.

يأتي بعد العلامة التجارية الجزء الثاني وهو بناء أو إدارة العلامة التجارية Branding، وهو متعلق بوضع الخطط والاستراتيجات والوسائل التي سنحقق بها العلامة التجارية وكذلك هويتها، والعمل على صناعة ولاء العملاء والطريقة التي ستتميز بها العلامة التجارية عن المنافسين؛ كالسمعة وجودة المنتج والحملات التسويقية، ومن ثم رفع قيمة العلامة التجارية بالسوق.

وكما يقول جيف بيزوس الرئيس التنفيذي لشركة أمازون “إدارة العلامة التجارية هي صناعة ما سيقوله الناس عنك عندما لا تكون في الغرفة.”

ما هي هوية العلامة التجارية؟

هوية العلامة التجارية هي التصور المرئي للعلامة التجارية وجوهرها “Core identity” السابق ذكره، أي أنها تعكس كل ما سبق عن العلامة التجارية وبنائها، وتشكيل الانطباع عند العملاء وترسيخه في ذهنهم.

حيث أنها تمثل أي شيء يُمكن أن يدل على علامتك التجارية، أو يقوم بتعريفها للعملاء بطريقة بصرية أو سمعية أو حسية ملموسة.

يشمل ذلك:

  • اللوجو
  • الشعار النصي
  • الصور والتصاميم
  • طرق التواصل (الأصوات – الروائح –الملمس – التذوق)
  • الديكور والتصاميم البنائية.
  • المواد المطبوعة (كتيبات تقارير نشرات لافتات تصميم داخلي وخارجي)
  • بطاقات العمل
  • تغليف المنتجات والتعبئة والألوان والأشكال المستخدمة
  • التعامل مع العميل وتعامل الموظفين وملابسهم
  • طرق الكتابة والرسائل المنقولة (المباشرة وغير المباشرة)

 وجميع العناصر التي يُمكنك استخدامها لإخبار المزيد عن علامتك التجارية.

 وبالطبع استخدام الطرق المناسبة للوصول للعميل جزء مهم لتطبيق الهوية، لذلك يأتي التسويق بعد التخطيط والترتيب لكل ما سبق.

(هوية العلامة التجارية تخاطب جميع الحواس. يمكنك رؤيتها، ولمسها، وإمساكها، ومشاهدتها. إنه تُغذي القدرة على إدراكها، حيث أنها تأخذ عناصر مختلفة وتوحد بينها في أنظمة متكاملة لتصميم هوية العلامة التجارية) ألينا ويلر.

تُعد الهوية عامل مهم في تذكر العملاء لعلامتك التجارية، حيث تتنافس الشركات في لفت نظر العملاء بشكل مستمر، وتنفق كبرى الشركات الملايين سنوياً لصناعة هوية مميزة لعلاماتها التجارية.

اقرأ أيضاً: الألوان في التسويق: أهميتها وكيفية اختيارها وفقاً لعلم النفس

ما أهمية صناعة هوية للعلامة التجارية؟

كما ذكرنا سابقاً تُعد هوية العلامة التجارية بمثابة تجسيد لعلامتك التجارية حيث تعمل على بقاء وتطور علامتك التجارية في عقول وقلوب المُستهلكين، وبالتالي فإن لها أهمية خاصة لنجاح فكرتك أو عدمها، ويُمكن اختصار أهميتها بالنقاط التالية:

1. بناء شخصية بارزة للعمل

تُعد هوية العلامة التجارية بمثابة الشخصية البارزة التي تظهر للعملاء والتي تتحدث بالنيابة عنك في غيابك، ومن خلالها يتعرف المستهلكين على علامتك التجارية وما تُريد إيصاله وبناءه لديهم من رسالة وقيم.

لذلك هي مهمة للوصول للعملاء ولتحديد الطريقة المناسبة لنجاح علامتك التجارية وتحقيق أهدافك، ويجب أن تبدو في صورة مُثيرة للاهتمام أو صورة جيدة على الأقل.

2. بناء الثقة والمصداقية

في ظل هذه المنافسة الشديدة بسوق العمل يجب أن تُحافظ على جعل منتجك حاضر في ذهن العميل حتى تستطيع مواجهة المنافسين بالدفاع عن اختلافك وتميزك باستمرار والدلالة على مهنيتك.

امتلاكك للهوية التجارية لا يجعل منتجك لا يُنسى فحسب بل يكسب علامتك التجارية الثقة والمصداقية بالسوق. كذلك يُساعد على تعزيز شعور العميل باختياره للعلامة التجارية المناسبة، فيرتبط العميل القديم بك بشكل أكبر وينجذب إليك العملاء الجدد.

3. صناعة وسائل ترويج جذابة

كلما كان لديك هوية واضحة لعلامتك التجارية ومصداقية صناعية كلما كانت قدرتك على الإبداع في وسائل الترويج أكثر إثارة لجذب العملاء، وكذلك لإحداث الانطباعات لدى العملاء الحاليين أو المحتملين للشراء، وبالتالي يحدث زيادة واضحة بالمبيعات، وذلك سواء كانت تلك الإعلانات مطبوعة أو عبر الإنترنت أو غيرها من الوسائل المتاحة.

اقرأ أيضاً: كيفية التسويق عبر اليوتيوب لتعزيز علامتك التجارية (دليل شامل)

كيفية تكوين هوية العلامة التجارية؟

أولاً البحث

تبدأ الأعمال عادة بالبحث بداية من دراسة الجدوى حتى البحث التسويقي، وما يتبعه من أبحاث دائمة لتطوير العلامة التجارية. وسنذكر هنا أهم النقاط التي عليك بحثها لبناء هوية لعلامتك التجارية وهي خمس نقاط:

  • الجمهور
  • القيمة المُقدمة والمنافسين
  • الرؤية والرسالة
  • شخصية العلامة التجارية
  • تحليل SWOT

وإليك شرح لكل منها:

1. الجمهور

يجب تحديد جمهورك بشكل واضح، ويشمل ذلك شخصياتهم وصفاتهم واحتياجتهم، وذلك حتى تستطيع اختيار الطريق الصحيح للوصول إليهم وللحديث معهم، وكذلك تقديم المنتج الذي ينال إعجابهم ورضاهم.

تحديد الشريحة المستهدفة يبدأ من البحث أثناء عمل دراسة الجدوى لمشروعك بالأساس، وينتقل معك بتفاصيل أكثر في كل مرحلة حتى يصل لمرحلة التسويق سواء الإلكتروني أو غيره.

2. القيمة المُقدمة والمنافسين

ما الذي يجعل علامتك التجارية مميزة في مجال صناعتها عن غيرها من العلامات التجارية الأخرى؟

ما الشىء الفريد الذي ستقدمه لعملائك والذي يُمكنك به المنافسة في سوق العمل؟

معرفة وتخطيط إجابات هذه الأسئلة تأتي بعد البحث التسويقي ورؤية ما يُقدمه المنافسين، ومن ثم تنطلق للتفكير في ما ستُقدمه أنت مختلف عنهم وتستطيع المنافسة به؟

كذلك يفيد استمرار البحث عن القيمة المُقدمة وما يقدمه المنافسين في معرفة الأساليب التي تأتي بنتائج والتي لا تأتي بنتائج.

يجب عليك أيضا تحديد قائمة بقيم علامتك التجارية التي عليك اتباعها، والتي تسعى لتشكيلها وتقديمها على المدى الطويل.

اقرأ أيضاً: كيف تختار ألوان الهوية البصرية لعلامتك التجارية

3. الرؤية والرسالة

ربما تكون على علم بما تُقدمه علامتك التجارية للعملاء، ولكن يجب عليك التأكد من وضوح رسالتك وأهدافك، ومطابقتها لمعايير وضع الرسالة والأهداف الصحيحة.

وبالطبع كل الخطوات التي نذكرها بهذا المقال يجب تدوينها وتنظيمها بوضوح حتى تكون مُحدداً تجاه ما تُريد الوصول إليه حتى تستطيع إيجاد الطريق المناسب.

ولا تنس وضع رسالة وأهداف مناسبة للواقع وللعملاء المستهدفين.

4. شخصية العلامة التجارية

قد يعتقد البعض أننا نتحدث هنا عن بناء علامة تجارية لفرد ما أو التسويق لشخص ما كأنه هو العلامة التجارية، لكن الحقيقة أن الجمهور يتخيل العلامات التجارية كأشخاص حقيقية أمامه، ويستدل عليها من الصوت والكلمات والألوان والصور وغيرها من وسائل الترويج التي تتعلق بالعلامة التجارية.

لذلك يجب عليك تحديد الشخصية والانطباع الذي تُريد توصيله للعملاء عنك حتى تستطيع بناء علاقة قوية معهم.

وكذلك حتى تستطيع تطوير هويتك التجارية بما يتناسب مع العملاء المستهدفين. على سبيل المثال لا يُمكنك أن تضع هدف الظهور بشخصية راقية وتستخدم ألفاظ شعبية مع العملاء في المحتوى الإلكتروني!

فما هي الشخصية التي تُريد إظهارها لعملائك نيابة عن علامتك التجارية؟

قد تكون عملية البحث شاقة وربما تشعر بالإحباط والملل أيضاً، لكن تيقن أنه كلما زادت معرفتك زادت قوة هوية علامتك التجارية.

5. تحليل SWOT الرباعي

من الممكن أن يُساعدك هذا التحليل على فهم أكبر لعلامتك التجارية، مما يُساعدك على التفكير بخصائص علامتك التجارية وتطويرها وإصلاح نقاط الضعف.

وتحليل SWOT يعني:

  • نقاط القوة Strengths: (وهي الخصائص الإيجابية لعلامتك التجارية، والتي تمنحك تميزاً وسط المنافسين.)
  • نقاط الضعف Weaknesses: (وهي المشاكل أو الأمور السلبية التي تمر بها علامتك التجارية، والتي قد تضر بالعلامة التجارية، والتي عليك العمل على حلها أو تحسينها)
  • الفرص Opportunities (الاتجاهات والطرق التي يُمكنها توفير فرص أفضل لعملك وُيمكنك الحصول عليها.)
  • التهديدات Threats (العناصر البيئية أو الصناعية أو القانوينة أو المادية التي قد تُسبب لك تهديداً أو مشاكل.)

اقرأ أيضاً: كيفية اختيار اسم علامة تجارية بخطوات مرتبة وعملية

ثانياً التناسق

كما ذكرنا في الخطوات السابقة لا بد أن يتسم كل ما يصل للعميل بالاتساق حتى يشعر العميل بأن ما يراه كيان واحد وهوية واحدة فيرتبط بك أكثر وينتمي لعلامتك التجارية، فلا بد أن تربط بين ما تتطلبه علامتك التجارية وما قمت بتحديده سابقا والتخطيط له بشكل متناسق في جميع مجالات عملك.

ولكن عليك أيضا أن تكون مرناً، نعم الاتساق أمر بالغ الأهمية، لكن الحفاظ على المرونة لا يقل أهمية في مجتمع سريع مثل مجتمعنا اليوم حيث الجميع ينافس ويبحث عن الأفضل ويطور نفسه بطرق سريعة.

لذا لا بُد أن تكون مرناً مع ما يحتاجه سوق العمل وما يجد به من تغيرات المنافسين، وذلك حتى تتمكن من عمل التحديثات اللازمة باستمرار حتى لا تتراجع للخلف أو تفقد ثقتك مع العملاء، إذاً اعمل على التوازن بين الاتساق والمرونة بكل التغييرات في علامتك التجارية.

كما ذكرنا سابقاً لا بُد من تسجيل كل هذه الخطوات في مستندات مُنظمة حتى تضمن الالتزام بقواعد العلامة التجارية، وكذلك حتى تستطيع قياس نتائجك والرجوع للأساسيات وتعديلها بأي وقت، فلابُد من إنشاء دليل لعلامتك التجارية وهويتها.

ثالثاً اللغة والمحتوى التسويقي

ونحن هنا نتحدث عن اللغة والتسويق الذي يمكنه تجسيد هوية علامتك التجارية للتواصل و الترويج على وسائل الترويج المختلفة مثل وسائل التواصل الاجتماعي.

 يقول أحد خبراء التسويق بالمحتوى “المحتوى الخاص بك هو علامتك التجارية عبر الإنترنت، إنه مندوب المبيعات ومتجرك الخاص، وقسم التسويق المتحدث عنك، بل إنه قصتك، فكل جزء محتوى تنشره ينعكس عليك ويحدد علامتك التجارية. لذا محتوى رائع ينتج عنه علامة تجارية رائعة، ومحتوى ممل ينتج عنه علامة تجارية مملة”

 لذا يجب اختيار اللغة المناسبة لعلامتك التجارية وهويتها بعناية حتى تتناسب مع شخصية العلامة التجارية السابق تحديدها.

ولا تنس الاتصال بالعاطفة، فالناس تحب القصص والعاطفة وتحركهم قولاً وفعلاً. كذلك يُمكن لهوية العلامة التجارية القوية أن تُنشئ علاقة عاطفية مع المستهلكين، والتي تكون أساساً لبناء ولاء للعلامة التجارية الخاصة بك، ويُطلق على لغة العلامة العلامة التجارية “صوت العلامة التجارية” في عالم التسويق.

فتخيل أن هوية علامتك التجارية شخصاً يظهر للعملاء المُستهدفين، فما الصوت الذي تستخدمه مع العملاء هل هو مرح أم جاد أم ودود؟ وكيف يبدو مظهرك لهم؟ وما هي سماتك الظاهرة أمامهم؟

 وبالطبع تكون إجابة هذه الأسئلة بناءاً على استراتيجيتك الخاصة والتخطيط لهويتك التي تخدم العلامة التجارية والعملاء.

العلامات التجارية تُشبه البشر في أكثر من جانب لكل منهم شخصية مختلفة وصوت مميز له، لذلك يجب عليك تحديد شخصيتك جيداً وما تُريد توصيله للعملاء، وكذلك صوت حديثك مع العملاء.

وصوت العلامة التجارية يبقى ثابتاً مع اختلاف أنواع الأحداث، وما يتغير هو فقط نغمة الحديث تبعاً للرسائل المُراد توصيلها للعملاء والمناسبة التي تُقال فيها؛ على سبيل المثال أنت في زفاف أحد أصدقائك لا تُصدر نغمات صوتية مُشابهة لكونك في أحد الاجتماعات الرسمية وهكذا.

كذلك تتحدد النغمة بُناءاً على الشريحة المُستهدفة، وبناءاً على أهدافك وكامل تفاصيل تحديد العلامة التجارية وهويتها. على سبيل المثال لا يُمكنك استخدام النكات الشبابية مع كبار السن وهكذا.

نذكر هنا أيضاً أهمية التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فهي أحد الطرق الرائعة لتأسيس التواصل مع عملائك، والتي يُمكن استخدامها لبناء هوية لعلامتك التجارية.

على سبيل المثال تستفاد شركة كوكاكولا بشكل كبير من وسائل التواصل الاجتماعي وتستخدم صور غلاف الفيس بوك لإبقاء العلامة التجارية متسقة مع مفهوم السعادة الذي تسعى لترسيخه كتعريف عنها للعملاء.

لذلك اهتم بوسائل التواصل الاجتماعي وتعلم الطرق الصحيحة للتعامل مع العملاء عليها، وأجب على عملائك بكفاءة لتمنح علامتك التجارية سمعة طيبة.

اقرأ أيضاً: أشهر وأهم الكتب حول العلامات التجارية وكيفية بناءها

رابعاً التصميم

بعد ما عرفت تحليل عملك التجاري بعمل الأبحاث التسويقية وأصبحت الأمور أكثر وضوحاً، يأتي دور التصميمات لتنقل للمستهلكين ما خططت له، والتي تُعبر عن علامتك التجارية وتنتقل من خلالها رسالتك للعملاء.

ونحن لا نختار التصميمات التي تُعجبنا فقط، ولكننا نختار ما يتوافق مع العلامة التجارية ورسالتها، فحتى الألوان والأشكال بالتصميمات لها دلالات نفسية لدى الجمهور المُستهدف.

فيما يلي أشهر الأدوات التصميمية التي تستخدمها العلامات التجارية:

1. اللوجو

الكثير من الناس يعتقدون أن اللوجو هو هوية العلامة التجارية على الرغم من أنه ليس كذلك، فهو عنصر حيوي من بين مجموعة عناصر تساهم جميعاً في تحديد هوية العلامة التجارية.

ولكن اللوجو له أهمية خاصة فهو الجزء الأكثر ظهوراً لعملائك وطرق تواصلك معهم بداية من وسائل التواصل الاجتماعي وموقعك الإلكتروني ومطبوعاتك الورقية إلى لافتات الطرق.

لذلك تهتم باللوجو كبرى العلامات التجارية، وسنذكر بعد قليل عن الدلالات النفسية للألوان والرسومات الهندسية، والتي يُمكنك الاستعانة بها في تصميم اللوجو الخاص بعلامتك التجارية، أو مناقشة المُصمم الذي سيقوم بالتصميم لك فيها.

2. أشكال التغليف

كما ذكرنا قبلاً لا بُد أن كل شيء يصل للعملاء أن يدل عليك، حتى مظهر المنتج وطريقة تغليفه من عبوات وغيرها ليدل منتجك وتغليفه على هوية علامتك التجارية ورسالتها وأهدافها. وحتى يستطيع العملاء التعرف عليك فيما بعد بسهولة والارتباط بك.

3. الألوان

اختيار الألوان في تصاميمك وكذلك الأشكال والخطوط والرسومات أمر مهم للدلالة على هويتك التجارية، ولا يتم اختيارهم بشكل عبثي تبعاً لذوقك الخاص؛ لكن بناءاً على ما يتوافق مع هويتك.

اقرأ أيضاً: كيفية اختيار خط العلامة التجارية المناسب

ربما لاحظت أن لكل علامة تجارية كبيرة هوية بصرية خاصة بها في جميع وسائل تواصلها مع الجمهور، على سبيل المثال فودافون Vodafone.

تُعبر الصورة بالأسفل عن دلالات الألوان النفسية في تصاميم الهوية البصرية التي تظهر لعملائك.

دلالات الألوان في العلامات التجارية

والصورة التالية تعبر عن الدلالات النفسية للأشكال الهندسية، والتي تفيد في بناء واختيار تصاميم تعبر عن هويتك التجارية:

الدلالات النفسية للأشكال الهندسية

اقرأ أيضاً: تنسيق الألوان وفقًا لمفهوم عجلة الألوان (دليل شامل)

4. القوالب التصميمية

إذا كنت تنشر صور لمنتجاتك أو  تصاميم تقليدية، إيميلات، مطبوعات ورقية مثل بطاقات التعريف، فيُفضل أن يكون لك قوالب تصميمية خاصة بك حتى يرتبط العملاء بهوية بصرية لعلامتك التجارية ويتعرفون عليك ويتذكرونك.

ويشمل أيضاً التصميم كل عناصر هوية العلامة التجارية السابق ذكرها ببداية المقال، وكذلك الاسم والشعار وتصميم موقعك الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي والنغمات والروائح والمذاق الخاص مثل خلطات كنتاكي السرية.

وحتى الحركات أيضاً لها دلالات، على سبيل المثال سجلت سيارات لامبورجيني حركة فتح الأبواب لأعلى باسمها، وينطبق على كل هذا بالطبع الاتساق والمرونة والتدوين.

خامساً معرفة ما عليك تجنبه

ربما تقوم بعمل كل الخطوات اللازمة لبناء هوية علامة تجارية ناجحة، ولكنك قد تقع في أحد الأخطاء التي قد تُعرض هويتك للخطر أو السقوط.

لذلك عليك تجنب ما يلي:

1. لا تقوم بنسخ المنافسين

ذكرنا سابقاً أهمية متابعة المنافسين وبحثهم جيداً، لكن هذا لا يعني أن تقوم بنسخ ما يقومون بفعله تماماً. قد ترغب في تقليد أحد الأساليب التي تعمل جيداً مع أحد العلامات التجارية المتميزة لكن لا تفعل ذلك، فقط قم بعمل اعتبار لما يقومون بتنفيذه ثم ضع بصمتك الخاصة المُلائمة لعلامتك التجارية وهويتها، والتي ستجعل عملك مميزاً.

2. لا تُعطي رسائل مختلطة للعملاء

عليك تحديد النقاط السابق ذكرها بالمقال جيداً ومعرفتها بشكل صحيح حتى تستطيع أن تعرف ما تُريد قوله للعملاء وماذا ستقدم  لهم، وبالتالي تستخدم اللغة الصحيحة والرسائل الواضحة التي عليك تقديمها للعملاء، وذلك حتى لا تُسبب لهم تشوشاً فلا يعرفون تماماً ماذا تُريد، وحتى تستطيع بناء هوية قوية لعلامتك التجارية.

3. اعمل على الاتساق بين التسويق الإلكتروني والتسويق التقليدي

يجب أن تكون الألوان والموضوع والرسالة واللغة وجميع جوانب هوية العلامة التجارية مُتسقة في جميع رسائل التسويق. بغض النظر عن اختلاف أنواع التسويق عن بعضها، فحافظ على اتساق هوية علامتك التجارية جيداً.

قد تظن أنها مجرد ألوان أو صور أو حتى لغة معينة، لكن عندما يرتبط المستهلكين بعلامتك التجارية ستجد أن الأمر ليس كذلك وأن الأمر يستحق العمل عليه.

سادساً راقب هوية علامتك التجارية

على غرار عالم الأعمال والتسويق فمن الصعب جداً معرفة العمل الصحيح من عدمه في صناعة العلامة التجارية وهويتها دون تتبع مقاييس الأداء الرئيسية والمراقبة عن قرب لما يحدث، وكذلك ردود أفعال المُستهلكين. لذلك حاول بشكل مستمر استخدام وسائل الاستطلاع والمراقبة لعلامتك التجارية وهويتها على سبيل المثال:

يجب أن تراقب كيف يتحدث الجمهور عنك، وكيف يتفاعلون مع هوية علامتك التجارية، وذلك حتى تستطيع تنفيذ التغييرات اللازمة أو إضافة بعض التحسينات وتصحيح الأخطاء.

إلى هنا نكون قد أنتهينا من مقالنا اليوم حول مفهوم هوية العلامة التجارية، والذي نتمنى أن يكون مفيداً لكل من يطلع عليه… إلى لقاء في مقال آخر في الرابحون.

موضوعات أخرى ستعجبك

عن الكاتب

4 أفكار عن “ما هي هوية العلامة التجارية و 6 خطوات لتكوينها باحترافية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top