في عالم الأعمال بشكل عام، تحقيق المبيعات العالية هو الهدف الأسمى لكل صاحب مشروع أو مسوق.
ولكن مع تزايد المنافسة وتغير سلوك العملاء في الوقت الحالي، أصبح التحدي أكبر من أي وقت مضى.
لذا، إذا كنت تسعى لتحويل نشاطك التجاري إلى ماكينة لتحقيق الأرباح، فأنت بحاجة إلى استراتيجيات ذكية ونصائح فعّالة تمكنك من التفوق على المنافسين وجذب العملاء.
في هذا المقال، سنستعرض أهم النصائح التي ستساعدك على زيادة المبيعات وتعزيز مكانتك في السوق.
سواء كنت تدير متجرًا إلكترونيًا، أو تروج لخدمة، أو تدير شركة ناشئة، هذه النصائح ستكون دليلك نحو النجاح.
1. تحسين جهودك التسويقية
من أول النصائح لزيادة المبيعات التي عليك وضعها في الاعتبار هي تحسين التسويق، حيث يمتلك التسويق الدور الأكبر في الوصول لعملاء جدد وزيادة الوعي بعلامتك التجارية.
كما يتميز التسويق بكونه مرن للغاية ويمكن تحسينه بالعديد من الطرق مختلفة التكاليف والتعقيد ومدة التنفيذ أيضًا، ولا يوجد حدود للمبيعات التي من الممكن أن تعود عليك منه.
وإليك أبرز الممارسات التسويقية التي نوصيك بها:
أ) استخدام طرق تسويق مختلفة: استخدام طرق وقنوات تسويقية مختلفة من شأنه أن يزيد بشكل ملحوظ من مبيعاتك ووصولك لفئات مختلفة من المشترين.
ومن أبرز طرق التسويق المختلفة التي يمكنك استخدامها هي:
- التسويق عبر البريد الإلكتروني.
- التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
- التسويق عبر المؤثرين.
- إنشاء برامج التسويق بالعمولة.
- استخدام الإعلانات الممولة على فيسبوك.
- التسويق بالمحتوى.
ب) تحسين المواد التسويقية: لكي تجذب أنظار المشترين وتدفعهم للشراء بشكل أكبر سيكون عليك بالتأكيد تحسين المواد التسويقية وطريقة عرضها لهم، ويوجد عدد هائل من طرق تحسين ذلك الجانب.
وأهمها هي:
- إبراز القيمة الفريدة لعملك.
- استخدام لغة تسويقية إبداعية.
- تحسين جودة المواد التسويقية المرئية.
- التركيز على الفوائد وليس المميزات.
- استخدام العناوين الجذابة وتبسيط اللغة فيها.
ج) فلترة النتائج: آخر ما عليك فعله في أي عملية تسويق هي مراجعة النتائج ومحاولة معرفة الطرق التي نجحت بالفعل مع جمهورك ومحاولة تكرارها مرة أخرى، ومعرفة الأخطاء ومحاولة تجنبها.
اقرأ أيضاً: الفرق بين التسويق والمبيعات
2. تحسين تجربة العملاء
تحسين تجربة العملاء هي من أهم النصائح لزيادة المبيعات على الإطلاق، ولكنها بعكس باقي الطرق لا تركز على جذب عملاء جدد بقدر ما تجعلك تحافظ على العملاء والزوار الحاليين ودفعهم للشراء مرة أخرى.
وهي ببساطة أن تجعل تجربة تصفح متجرك والشراء منه ممتعة وسلسة وأن تنزع منها أي عنصر من شأنه أن يعيق العميل عن إتمام عملية الشراء أو أن يعطيه إنطباع سيء عن متجرك.
أبرز ممارسات تحسين تجربة العملاء
أ) تقديم منتجات ذات مصداقية: المنتج هو العنصر الأهم على الإطلاق في تجربة العملاء، حيث إذا لم يصل المشتري المنتج الذي يريده لن تفيدك أي ممارسة من الممارسات الأخرى.
ولذلك اجعل جودة المنتج ملائمة للمعايير والمواصفات التي تضعها.
ب) التفاعل مع عملائك: للتفاعل مع العملاء دور كبير في إعطائهم إنطباع جيد عنك وعن منتجك.
ولذلك فأجب على تساؤلاتهم واعمل على حل مشاكلهم وقدم لهم الشكر بعد عملية الشراء وغيرها من أشكال التفاعل الأخرى.
ج) تسهيل التوصيل والدفع: يعد التوصيل والدفع مهمان جدًا خصوصًا إذا كنت تبيع منتج مادي وليس رقمي، ولذلك اجعلهما بأسهل ما يمكن وبطرق متعددة لكي تناسب كل المشترين وتزيد من مبيعاتك.
د) تخصيص تجربة الشراء: وهي عبارة عن إعطاء تجربة فريدة ومناسبة لكل عميل أثناء الشراء ويمكنك تطبيقها من خلال:
- ترشيح منتجات مرتبطة باهتماماتهم على المتجر.
- تقديم عروض وخصومات مخصصة لهم.
- تخصيص صفحات المنتجات بناءً على تفضيلاتهم.
- التفاعل معهم بعد الشراء وحل مشاكلهم إن وجدت.
3. تذكّر أن دورك هو المساعدة
إذا قمت بعملية مبيعات سابقًا فستعرف أنها عملية متكرّرة، وقد يسهل كثيرًا أن تدخل في دائرة مفرغة لا نهاية لها من التكرار.
لذا فقد يتعيّن عليك أحيانًا أن تُبقي نفسك متفاعلًا وبذات الحماس الذي بدأت به أول مرة.
ذكّر نفسك -أو أعضاء فريقك- بمهمة الشركة الكبرى، ومَن هم الذين تخدمونهم ولماذا قد يحبون الاستفادة من خدمتكم. بل وحتى القيمة التي تتركونها في العالم.
تذكّر أن الناس لا يريدون دائمًا مالًا أو ترقية أعلى، وإلّا لما وجدت عاملين في مناصب رفيعة يستقيلون من وظائفهم ويبحثون عن أخرى حتى لو كانت أقل في المرتب والمستوى الاجتماعيّ أو المهني.
لذلك فضروريّ أن تحدّث موظّفيك -ونفسك- بضرورة وأهمية سرعة اتّخاذ القرارات والتحرّك بفعالية، والتأثير الكبير الذي يساهمون في إحرازه على المدى البعيد.
خذ وقتك في عملية عصف ذهني تلخّص وتوجز فيها مهمة وقيمة الشركة، وتأثير أداء موظفيك في كل مرة في صنع فارق ما ومساعدة العملاء وحتى شركتهم، وليس فقط البيع لمجرد البيع.
يساعدك فريق الموارد البشرية أو التدريبات أو حتى النشاطات الجماعية في تعزيز هذه التصورات في أذهان العاملين.
4. تحسين متجرك لمحركات البحث
أحد الجوانب الأساسية لأي متجر إلكتروني هي موضعه في محركات البحث، والنجاح في ذلك سوف يجعل المبيعات تقفز لمستوى لا يمكن تخيله.
فكل عملية بيع تقريباً تبدأ من خلال قيام أحدهم بالبحث في محركات البحث عن حل مشكلة ما.
تحسين محركات البحث لمتجرك الإلكتروني هي عملية طويلة ومستمرة، ولكنها منخفطة التكاليف مقارنة بالطرق التسويقية الأخرى مثل الحملات الإعلانية.
أبرز ممارسات تحسين محركات البحث
يوجد عدد ضخم من ممارسات تحسين محركات البحث ولكننا بالتأكيد لن نستطيع ذكرها كلها، وأهم تلك الممارسات هي:
أ) استخدام الكلمات المفتاحية الصحيحة: للكلمة المفتاحية تأثير السحر في استهداف العميل الذي يبحث عن مواصفات منتجك بالضبط.
ولذلك حاول الوصول للكلمات المفتاحية التي يستخدمها العملاء بالفعل وضعها في متجرك، وذلك عن طريق أدوات مثل Google keyword planner و Google trends.
ب) تحسين محتوى المتجر: في أي متجر أومدونة يعد المحتوى هو الملك، ولذلك ابذل قصارى جهدك في تحسين كافة جوانب المحتوى سواء كانت النصية أو البصرية لكي تحصل على أفضل النتائج.
ج) زيادة سرعة المتجر: السرعة هي أمر حساس جدًا لأي زائر جديد ومن شأن أي خلل فيها أن يجعل المستخدم يرتد عن الصفحة وأن تخسره للأبد.
ويمكنك زيادة السرعة عن طريق تقليل حجم ملفات الموقع وتفعيل التخزين المؤقت وغيرها من الطرق.
د) تحسين الروابط: الروابط هامة جدًا في تسهيل تصفح المتجر وفي زيادة الترافيك والعملاء الجدد أيضًا، ويمكنك تحسين الروابط عن طريق إصلاح الروابط التالفة والاهتمام بالروابط الداخلية والخارجية.
5. الممارسة هي المفتاح
الممارسة المستمرة هي العامل الأساسي الذي يفصل بين النجاح والفشل في عالم المبيعات.
كلما زادت ممارستك، كلما أصبحت أكثر خبرة وتمكنت من فهم احتياجات العملاء وتقديم حلول مناسبة لهم.
لذا، من المهم أن تستغل كل فرصة للتفاعل مع العملاء وتجربة أساليب مختلفة لتحسين مهاراتك في البيع.
لا تخف من ارتكاب الأخطاء، فهي جزء طبيعي من عملية التعلم. قم بتحليل تجاربك السابقة، وابحث عن الأمور التي نجحت والتي لم تنجح، ثم اعمل على تحسين استراتيجياتك بناءً على تلك التجارب.
التزامك بالتطوير المستمر سيساهم بشكل كبير في تحقيق مبيعات أعلى.
اقرأ أيضاً: أفكار لزيادة المبيعات للمحلات التجارية
6. تخصيص العروض والمنتجات حسب احتياجات العملاء
في عالم المبيعات الحديث، لا يكفي تقديم منتجاتك أو خدماتك بطريقة عامة وموجهة للجميع.
لتحقيق أقصى استفادة من جهودك التسويقية وزيادة المبيعات، من الضروري تخصيص العروض والمنتجات لتتناسب مع احتياجات وتفضيلات كل عميل على حدا.
هذا يتطلب منك جمع وتحليل بيانات العملاء بشكل مستمر لفهم سلوكهم، وتحديد ما يبحثون عنه بدقة.
على سبيل المثال: إذا كنت تدير متجرًا إلكترونيًا للأزياء، ووجدت من خلال تحليلات البيانات أن هناك فئة كبيرة من عملائك تفضل الملابس الرياضية، يمكنك تخصيص عروض خاصة لهذه الفئة.
مثل تقديم خصم خاص على مجموعة الملابس الرياضية أو إتاحة منتجات جديدة تتوافق مع ذوقهم.
عندما يشعر العملاء بأنك تفهم احتياجاتهم وتقدم لهم ما يناسبهم بالضبط، سيزيد هذا من احتمالية إتمام عملية الشراء، وسيشجعهم على العودة للشراء مرة أخرى في المستقبل.
التخصيص هو السر الذي يمكن أن يميزك عن منافسيك ويجعل علامتك التجارية الخيار الأول للعملاء.
7. ارصد مؤشرات الأداء الرئيسية
لتحقيق النجاح في المبيعات، من الضروري أن تكون قادرًا على قياس وتقييم أداء استراتيجياتك بشكل دقيق.
هنا تأتي أهمية مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs)، التي تساعدك في تحديد مدى تحقيقك لأهدافك وتوجيه جهودك نحو تحقيق المزيد من النجاح.
مؤشرات الأداء الرئيسية تشمل مجموعة متنوعة من المقاييس التي تعكس أداء نشاطك التجاري، مثل معدل التحويل، متوسط قيمة الطلب، معدلات الاسترجاع والاحتفاظ بالعملاء، وعدد العملاء الجدد.
من خلال متابعة هذه المؤشرات بشكل دوري، يمكنك التعرف على الأنماط والاتجاهات التي تساعدك في تحديد نقاط القوة والضعف في استراتيجياتك.
على سبيل المثال، إذا لاحظت انخفاضًا في معدل التحويل، قد يكون ذلك إشارة إلى ضرورة تحسين تجربة المستخدم على موقعك أو إعادة تقييم استراتيجيات التسعير.
من خلال رصد هذه المؤشرات بانتظام، يمكنك اتخاذ قرارات مبنية على البيانات وتحسين أدائك المستمر لتحقيق أهداف المبيعات الخاصة بك.
8. كن عطوفًا
نعم، أعرف، لا تبدو كواحدة من النصائح المألوفة لزيادة المبيعات. لا تبدو حتى مثل أي شيء له علاقة بإدارة الأعمال أصلًا، فضلًا عن كونها نصيحة لزيادة المبيعات.
لكن الحقيقة هي أن المبيعات إما أن تكون عملية صلبة لا روح فيها، وإمّا أن يعرف العامل بها -سواء أنت أو غيرك- أنّك تساهم في جعل حياة فرد أو مؤسسة أو مجتمع بأسره أسهل وأفضل وأقل تعقيدًا عبر تقديم حلّ لمعضلاتهم أو تحدياتهم.
نعني بالعطف هنا هو أن تضع نفسك في موضع أقدام العميل، أن تستشعر التحدّي والاحتياج الذي يواجهه.
عامل كل عميلٍ كأنه العميل الوحيد الذي تحتاج نجاحه في تجاوز/توفية إحتياجه لكي تنجح أنت.
تذكّر أن العميل يعرف ويشعر تمامًا عندما يُعامل بودّ وحرص على مصلحته أو العكس.
من المهم أن يشعر أنه ليس رقمًا يُضاف لقائمة الصفقات فحسب، بل كالفرد الوحيد الذي من أجله أُسس المشروع بأكمله.
هنا، وبدون مجهود يُذكر سوى إبداء التعاطف والتفهّم واحتواء التوتر -إذا حدث- ستكتسب عميلًا يتذكّر تجربته ويحدّث بها لسنوات ربما.
اقرأ أيضاً: كيفية التعامل مع العميل الغاضب
9. اجعل عملاءك عملاء دائمين من خلال البريد الإلكتروني أو رسائل الهاتف
البريد الإلكتروني ورسائل الهاتف ليست مجرد أدوات للتواصل؛ بل هي وسيلة فعّالة لتحويل العملاء العابرين إلى عملاء دائمين ومخلصين.
من خلال استراتيجيات تسويقية مدروسة، يمكنك بناء علاقة قوية ومستدامة مع عملائك، مما يزيد من احتمالية عودتهم للشراء مرة أخرى.
ابدأ بإرسال رسائل ترحيبية شخصية بمجرد انضمام العميل إلى قائمة البريد الإلكتروني أو عند إتمام أول عملية شراء.
ثم، استخدم البريد الإلكتروني ورسائل الهاتف لتقديم عروض خاصة وتذكيرات بالمنتجات التي تهم العميل بناءً على تفضيلاته وسجل مشترياته.
أيضًا، يمكن أن تكون الرسائل الدورية التي تتضمن محتوى ذي قيمة، مثل نصائح أو مقالات مفيدة، وسيلة لتعزيز العلاقة وبناء الثقة مع العميل.
لا تنسَ تقديم شكر خاص بعد كل عملية شراء وتذكير العملاء بالعروض الحصرية أو الأحداث الخاصة التي يمكنهم الاستفادة منها.
هذه اللمسات الشخصية تزيد من رضا العملاء وتؤدي إلى خلق ولاء طويل الأمد.
من خلال التواصل المستمر والموجه، يمكنك تحويل عملائك إلى شركاء دائمين في نجاحك التجاري.
الخاتمة
في ختام هذا المقال، من الواضح أن زيادة المبيعات تتطلب نهجًا متكاملًا يجمع بين استراتيجيات التسويق الفعالة، وتحسين تجربة العملاء، وتخصيص العروض وفقًا لاحتياجاتهم.
إن النجاح في عالم المبيعات ليس مجرد هدف عابر، بل هو عملية مستمرة تتطلب التكيف مع تغيرات السوق وسلوك العملاء.
إذا كنت ترغب في تحقيق نتائج دائمة ومستدامة، فإن الالتزام بتحسين كل جانب من جوانب عملك سيؤتي ثماره على المدى الطويل.
من خلال مراقبة مؤشرات الأداء الرئيسية، وتحسين تواجدك على محركات البحث، وتقديم تجربة عميل متميزة، ستتمكن من بناء قاعدة عملاء مخلصين يدعمون نجاحك التجاري.
لا تنسَ أن العطف والتعاطف مع العملاء يمكن أن يكون لهما تأثير كبير على ولائهم ورغبتهم في العودة إلى التعامل معك.
وباستخدام البريد الإلكتروني ورسائل الهاتف بذكاء، يمكنك تعزيز هذه العلاقة وتحويل العملاء العابرين إلى شركاء دائمين في رحلتك نحو النجاح.
باختصار، اجعل خدمة العملاء وتقديم قيمة حقيقية لهم هو محور كل استراتيجية تتبعها، وسترى أن المبيعات لن تزداد فقط، بل ستستمر في الازدياد بمرور الوقت.
تذكر أن تحقيق النجاح في المبيعات ليس مسألة حظ، بل هو نتاج لالتزام مستمر بالتطوير والتحسين والابتكار.


ما قصرتي استاذة سلمى يعطيك العافية
شكراً لك استاذ عبود
شكراً جداً . جزاك الله خيراً ي سلمى
عفواً هشام.
شكراً لك.
عمل رائع وجهد مشكور جزاكي الله خيرا
شكراً لك أخي.