بقلم فرح قدور
وراء كل إنجاز في سوق العمل خطة تسويقية ناجحة! نَعم إلى هذه الدرجة، بل أكثر. مهما كانت طبيعة عملك والمنتجات أو الخدمات التي تقدمها أو مشاريعك وأهدافك المستقبلية، فهي تحتاج إلى عمل خطة تسويقية ناجحة بضوابط مدروسة.
لماذا عمل خطة تسويقية أمر هام إلى هذا الحد؟ في الواقع تساعدك الخطة التسويقية الفعّالة في تحديد أهداف واقعية وقابلة للقياس لعملك، كما أنها أوضح طريقة للتعرف على منافسيك.
تخيل أنك تريد الدخول في سوق العمل وأنت لا تعلم شيئًا عن منافسيك! هذا أكبر خطأ يرتكبه معظم الناس، وهو سبب كافٍ للفشل من بداية الطريق.
لكن بمجرد استثمار بعض الوقت في صياغة خطة تسويقية، ستحمي نفسك من من هذه الأخطاء، وبالتالي تمهيد الطريق للتقرب من عملائك بأسلوبٍ ذكي لتشجيعهم على شراء منتجاتك أو خدماتك.
لذلك، إذا لم تكن متأكدًا من أين يجب أن تبدأ في خطتك التسويقية، فقد جمعنا لك أفضل الخطوات المُتَّبعة من أشهر الشركات مع نصائح عملية لمساعدتك على البدء في إنشاء خطة تسويق فعّالة.
ما هي الخطة التسويقية؟
الخطة التسويقية | Marketing plan هي مزيج من جميع قرارات وإجراءات العمل، لزيادة المبيعات وتحقيق ميزة تنافسية مستدامة من خلال فهم احتياجات العملاء وتلبيتها.
تُعد هذه الخطة كالخريطة التي تساعدك على الوصول إلى أهدافك باستخدام مسار محدد مسبقًا. حيث يستخدم المسوقون هذه الخطة لتحقيق أهداف التسويق الخاصة بهم.
وبالتالي، الخطة التسويقية هي وثيقة تتطور باستمرار. يتم تعديلها وصقلها وفقًا لأهداف العمل واتجاهات السوق وتغيراته، وبحسب التكنولوجيا الجديدة والجماهير المستهدفة المتجددة.
غالبًا ما تكون الخطة التسويقية مرتبطة بفترة زمنية تتراوح من 12 إلى 18 شهرًا، وتتناول جوانب مختلفة من نمو الأعمال وأهداف التسويق والخطوات القابلة للتنفيذ.
يقف هذا التعريف لخطة التسويق على ثلاثة أعمدة أساسية؛ وهي:
أ) ماذا؟ وهنا عليك أن تحدد قيمة الخدمات أو المنتجات التي تقدمها (ماذا تقدم تحديداً)، مع عمل دراسة عن مميزات ما تقدمه للعملاء.
ب) لماذا؟ وهنا عليك أن تفكر لماذا تقوم بعمل خطة السويق، وماهي مميزات ما تقدمه من خدمات ومنتجات وما هي المشاكل التي تحلها. وبالتالي تحقيق موقف فريد من السوق المدعوم من ميزة تنافسية مستدامة لتحقيق المزيد من المبيعات والأرباح للعمل.
ج) كيف؟ هنا عليك قياس البيئة المناسبة لتوجيه خطتك التسويقية إليها. واللعب على احتياجات الناس من السوق، مع وضع مجموعة مركزة من الخطوات التي يمكن تحقيقها.
باختصار، خطة التسويق هي عنصر أساسي للعمل. وهي العامل المحدّد لنجاح الأعمال أو فشلها على المدى الطويل. للبدء، ما عليك سوى متابعة القراءة والتركيز على النقاط التالية لعمل خطة تسويقية ناجحة.
ما هي أنواع الخطة التسويقية؟
بالرغم من وجود أشكال لا متناهية من خطط التسويق الفعّالة. إلا أن هناك نوعين رئيسيين عليك التفريق بينهما قبل البدء بعمل خطتك التسويقية؛ لأن كلٍ منهما له استراتيجيات ومتطلبات مختلفة تمامًا، وكذلك في تطبيقاتها والجمهور المستهدف.
وهما:
أ) خطة تسويق (B2C) | Business to Consumer
الخطة التسويقية لهذا النوع تستهدف احتياجات واهتمامات وتحديات المستهلكين الأفراد الذين يجرون عمليات شراء لأنفسهم، ما يجعل الفرد نفسه هو العميل.
على سبيل المثال: متجر إلكترونيات يبيع أجهزة للزبائن الأفراد، أو مدونة تقدم مقالات للمتابعين الأفراد. ومن خلال هذا النوع لا يبحث العملاء بالضرورة عن حلول أو علاقات طويلة الأمد.
حيث يبحث العملاء عن الصفقات والترفيه في نفس الوقت (ما يعني أن التسويق يجب أن يكون أكثر متعة). ومن أهم الشركات التي تعتمد على هذا النوع: سبوتفاي – Spotify وَ نتفليكس – Netflix.
ب) خطة تسويق (B2B) | Business to Business
الخطة التسويقية لهذا النوع تستهدف احتياجات واهتمامات وتحديات الأفراد الذين يجرون عمليات شراء نيابةً عن مؤسستهم أو لصالحها وليس لأنفسهم، ما يجعل المؤسسة أو الشركة نفسها هي العميل.
على سبيل المثال: متجر يبيع بالجملة للمتاجر الأخرى، أو منصة تدوين تقدم خدمات تدوين شاملة للمدونات. وخلال هذا النوع يقوم العملاء بعمليات شراء لحلول طويلة الأجل، ما يؤدي إلى دورة مبيعات أطول وعقود أطول وعلاقات أطول مع الشركات.
حيث يركز العملاء على عائد الاستثمار والكفاءة والخبرة. ومن أهم الشركات التي تعتمد على هذا النوع: أمازون – Amazon وَ علي بابا – Alibaba.
المخطط التالي يوضح لك الفروقات الرئيسية بين النوعين، لتتوضح الصورة أكثر في ذهنك. لكن بقدر ما يختلف B2B وَ B2C، فإن النوعين يتقاطعان أيضًا في كثير من الأحيان. وهناك شركات تعتمد على النوعين.
لكننا في هذا الدليل سنشرح كيفية عمل خطة تسويقية من النوع (B2C)، وهي الأكثر شيوعًا في سوق العمل، والتي تستهدف المستهلكين الأفراد مباشرةً. وسنشرح خطط التسويق التي تستهدف الشركات والمؤسسات الأخرى في مقالٍ لاحقٍ.
اقرأ أيضاً: ما هو الفرق بين B2B و B2C في التسويق (مهم جداً لكل مسوق)
عناصر رئيسية في خطة التسويق
- السوق المستهدف: إنه قطاع العميل الذي يتم توجيه جميع أنشطة التسويق إليه.
- عرض الأعمال: أسلوب عرض المنتج أو الخدمة المقدمة.
- الميزة التنافسية: عرض القيمة التي تميز ما تقدمه من خدمات أو منتجات مقارنةً بالمنافسين من نفس الفئة.
- الهدف: هي العلامة الفارقة التي تقرر على أساسها ما إذا كانت استراتيجية التسويق ناجحة أم لا.
- استراتيجية التواصل: كيف تخطط لتوصيل رسالة التسويق إلى السوق المستهدفة. ويشمل كل قنوات الاتصال (قنوات إعلامية – سوشال ميديا – إعلانات – ندوات تعريفية والمزيد)، والتكتيكات للحصول على المزيد من العملاء والمسفيدين.
- مؤشرات الأداء الرئيسية (KPI): تقيس من خلالها أداء الشركة على المدى الطويل والتقدم المحرز بعد اتباع خطة معينة.
خطوات عمل خطة تسويقية ناجحة
أولاً بناء علامة تجارية
بناء علامتك التجارية من خلال خلق وعي جماهيري من أهم نقاط القوة لعمل خطة تسويقية ناجحة. إذا كنت ترغب في تحقيق النجاح على المدى الطويل، فإن العلامة التجارية أمر مهم جدًا.
هذه طريقة ذكية للتسويق لتشجيع جمهورك على شراء ما تقدمه، لأنهم يثقون بك أكثر مما يثقون في المنتج أو الخدمة بحد ذاتها. لكن مهلاً! تمعّن بهذه الصورة قليلاً.
بالتأكيد أنك عرفت معظم العلامات التجارية الموجودة بالصورة، هذا إذا لم تعرفها كلها بالرغم من عدم ذكر اسم الشركة، إلا أن ذاكرتك ميزتها بشكلٍ بديهي. أليس كذلك؟ من هنا عليك تذكّر أهمية الهوية البصرية لبناء علامة تجارية مميزة وبسيطة للتذكّر في نفس الوقت.
اسمح لي أن أقدم لك مثالاً آخر أقرب إليك. ربما تكون قد رأيت الكثير من الناس يشترون آيفون – iPhone دون تفكير بأي شركة أخرى. حتى لو رأوا مؤخرًا مراجعات سيئة حول هذا الهاتف.
لماذا يحدث هذا؟ بالتأكيد لا يحدث ذلك في يومٍ واحد؛ استغرق الأمر عقدين من الزمن لاكتساب الثقة لدى جماهيرهم. الآن يشتري الناس أجهزة آيفون بمجرّد صدورها، حتى دون تفكير!
هذا سبب مهم جدًا لأنك تحتاج إلى التركيز على بناء جمهور باستخدام الوعي الجماهيري الذي يعتمد على الهوية البصرية؛ فذاكرة العين أقوى ذاكرة على الإطلاق.
بالتأكيد بما أنك تفكر الآن في بناء خطة تسويقية فأنت قمت بالفعل بعمل هوية بصرية خاصة بك. وإن لم تفعل ذلك بَعد، راجع مقال: ما هي الهوية البصرية وكيف تقوم بتنفيذها بشكل صحيح
الآن عليك خلق الوعي الجماهيري بعلامتك التجارية من خلال توصيل الهوية البصرية الخاصة بك إلى الجمهور. كيف يتم ذلك؟ دعونا نركّز أكثر ونبدأ بتطبيقٍ عملي، فقط حاول أن تجيب عن الأسئلة التالية بعد تفكيرٍ عميقٍ بها مع تسجيل الإجابات لديك.
- من هو جمهوري المستهدف؟
- ما نوع المحتوى الذي أركز عليه بشكل أساسي؟ نصي أو مرئي أو صوتي أو مزيج من الكل. (وهذا يتحدد بحسب المنتج أو الخدمة التي تقدمها)
- من هم المنافسين؟
- ما نوع المحتوى الذي يستخدمه المنافسون من نفس الفئة؟
بمجرد عمل دراسة مفصّلة عن هذه الأمور والإجابة عن الأسئلة وتسجيلها، تكون بذلك تجاوزت الخطوة الأولى من الخطة التسويقية.
اقرأ أيضاً: كيفية عمل خطة تسويق إلكتروني (دليل عملي شامل)
ثانيًا إنشاء بيان مهمّة عملك
الآن، حان الوقت لتحديد أهداف معينة يمكن تحقيقها في إطار زمني معين. لكن، لا تستهدف هدفًا لا يمكن تحقيقه أو يكون صعبًا للغاية لتلقي النجاح المنشود.
عند صياغة خطتك التسويقية، فإن أول شيء يجب عليك فعله هو كتابة ملخص تنفيذي عن مهمة شركتك والأهداف الشاملة لها. ستحتاج إلى بيان مهمة ثابت يحدد الوظيفة الأساسية لعلامتك التجارية والغرض منها وأهدافها لتحقيق ذلك.
بمجرد إنشاء بيان مهمة عملك، يمكنك استخدام هذا لقيادة مهامك التسويقية والتأكد من أن كل جانب من جوانب علامتك التجارية في نفس الصفحة، وبالتالي سهلة الوصول والتحليل.
في أثناء قيامك بتقييم النشاط التجاري، من الجيد أيضًا كتابة تحليل سوات SWOT. وهو جزء مهم من أي حملة إعلانية.
ينقسم تحليل سوات – SWOT إلى قسمين رئيسيين:
- قسم داخلي (يتعلق بالعمل نفسه): يشير هذا إلى نقاط القوة والضعف لعملك.
- قسم خارجي (يتعلق بالبنية الخارجية): يشير إلى الفُرص التي قد يقدمها عملك أو يستثمرها لتحقيق أهدافه، والتهديدات التي تواجهه.
وبالتالي، يُفضّل دائمًا إجراء تحليل SWOT مبكرًا خلال عمل خطة التسويق الخاصة بك. يساعدك هذا على أن تكون غير متحيز قدر الإمكان، ويعطيك رؤية أوضح وأكثر واقعية للوضع الحالي للشركة.
انظر إلى تحليل سوات لشركة المراعي في الصورة التالية، وحاول أن تكوّن فكرة أوضح من خلالها.
ثالثًا حدد مؤشرات الآداء الرئيسية (KPIs)
تمامًا كما تتضمن خارطة الطريق إشارات يمكنك استخدامها لتتبع تقدمك إلى الوجهة النهائية، يجب أن يتضمن اقتراح خطة تسويقية جيدة أيضًا أهداف ذكية ومؤشرات الأداء الرئيسية التي يمكنك استخدامها لمراقبة تقدمك.
قد تتضمن بعض الأمثلة على مؤشرات الأداء الرئيسية لخطة التسويق تتبع زيارات موقع الويب من خلال مشاهدات الصفحة الطبيعية، أو الإعجابات على منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أو عدد المتابعين الذين تكتسبهم.
هذه علامات كمية واضحة يمكنك استخدامها لمراقبة تقدمك. وعند تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية (بحسب طبيعة عملك) والأهداف، من الضروري أيضًا إنشاء خط أساس لمقارنة النشاط التجاري عند بدء الحملة التسويقية وكيف ساعدت إعلاناتك الشركة على النمو والوصول إلى أهدافها.
اقرأ أيضاً: كيف تكتب نموذج خطة عمل Business Plan (دليلك العملي)
رابعًا وضع استراتيجيات المحتوى الخاصة بك
في هذا القسم من مخطط خطتك التسويقية، ستنظر في النقاط الرئيسية لخطتك لإنشاء ملخص تنفيذي لما تريده وكيف ومتى ستقوم بالإعلان.
هذا هو المكان الذي ستكتشف فيه أنواع المحتوى المناسبة التي ستغطيها الخطة وأي قنوات التوزيع ستستخدمها لنشر الخبر.
لإكمال هذا القسم، اسأل نفسك الأسئلة التالية:
- ما نوع المحتوى الذي ستقوم بإنشائه؟
- ما هي كمية المحتوى الذي سوف تنشئ؟
- ما هي أهدافك ومؤشرات الأداء الرئيسية لكل جزء من المحتوى؟
- كيف ستستخدم الإعلانات المدفوعة؟ وما هي القنوات التي ستنشر المحتوى الخاص بك عليها؟
خامسًا تحديد الجوانب التي يمكن استبعادها من الخطة التسويقية
في الخطوة السابقة، نظرنا في ما ستغطيه خطة المحتوى الخاصة بك، ولكن قد يكون من المفيد أيضًا التفكير في أي شيء مستبعد من الخطة.
على سبيل المثال، في نموذج إستراتيجية التسويق لمنصة تيك توك – Tiktok، تحدد الشركة بوضوح مهمتها لتوفير “الإلهام والمعلومات والانغماس الثقافي على شكل فيديوهات”، لكنها تستبعد صراحةً “المحتوى المكتوب”، مقارنةً بمنصة فيسبوك التي تحاول التسويق بكل أشكال المحتوى.
تمامًا كما في هذا المثال، من الضروري أن تضع في اعتبارك أنه لا يمكنك إرضاء الجميع طوال الوقت، ولا بأس في تحديد ما يمكن لفريق التسويق استبعاده في البداية.
سادسًا تحديد الجمهور المُستهدف
التسويق الفعال من الصعب الحصول عليه بالشكل الصحيح. بين المطالب الإبداعية، وحدود الميزانية، ومتطلبات الإعلانات، لدى المسوقين الكثير لتوفيقه عند تطوير خطتهم التسويقية. ومع ذلك، فإن أكبر محدد للتسويق الفعال هو جمهورك.
إذا لم تكن تستهدف العميل المناسب بشكلٍ صحيح، فمن المحتمل أن تقابل عروضك الترويجية وإعلاناتك آذانًا صماء. قد لا تقدم خطتك التسويقية أي تقدم على الإطلاق إن لم تستهدف الجمهور الصحيح.
وبالتالي تتمثل إحدى أفضل الطرق لتحديد جمهورك المستهدف في النقاط التالية:
1. تحليل قاعدة العملاء
من خلال النظر إلى من يشتري بالفعل منتجك أو خدمتك؟ كم يبلغون من العمر؟ وأين يعيشون؟ وما هي اهتماماتهم؟ هناك طريقة جيدة لمعرفة ذلك من خلال إجراء مقابلات مع العملاء المشاركة في استطلاعات رأي العملاء على وسائل التواصل الاجتماعي أو توزيعها.
مع قيامك بجمع المزيد من البيانات والتفاعل مع العملاء، ستحصل على فهم دقيق بشكل متزايد للجماهير المستهدفة. بناءً على هذه المعلومات، يجب عليك تحسين الخطة وصقلها باستمرار لتحقيق أفضل النتائج.
2. إجراء أبحاث السوق وتحديد الاتجاهات
انظر إلى أبحاث السوق الخاصة بمجال عملك لتحديد مكان وجود ثغرات في الخدمة يمكن لمنتجك سدها. انظر إلى اتجاهات المنتجات المماثلة لمعرفة أين تركز الجهود، ثم قم بصقل أكثر على القيمة الفريدة لمنتجاتك.
هذه تُعد طريقة رائعة للتعمق في الشرائح المحددة التي تشكل جمهورك المستهدف، وهذا مفيد بشكل خاص إذا كان لديك منتج يجذب شريحة واسعة من المستهلكين.
يجري إنشاء الاتجاهات بناءًا على البيانات والاستطلاعات والمشاركات الرقمية وأي معلومات أخرى يمكن للمسوقين الاستفادة منها لإعطاء رؤية أكثر اكتمالاً للمشترين. قد يشمل ذلك الهوايات المفضلة، والبرامج التلفزيونية، والمنشورات، وما إلى ذلك.
3. تحديد الجمهور الغير مستهدف
سيكون هناك بالتأكيد مستهلكون قريبون من التركيبة الجماهيرية المستهدفة، لكنهم ليسوا مهتمون بما تقدمه. لذلك، حاول أن تحدد جمهورك بدقة ومن ليس كذلك.
هل تستهدف النساء أم الرجال؟ هل تستهدف الأعمار الأكبر أم الأصغر؟ والمزيد…. وبالتالي معرفة ذلك سوف يحميك من تخصيص أموال إعلانية للقطاعات التي لن تحقق عوائد.
4. استخدام Google Analytics
تقدم تحليلات جوجل بيانات شاملة حول المستخدمين الذين يزورون موقعك. يمكن الاستفادة من هذه المعلومات لتحديد الأفكار الرئيسية مثل القنوات التي يأتي منها جمهورك المستهدف أو نوع المحتوى الذي يتفاعلون معه ويتواصلون معه أكثر من غيرهم، ما يسمح لك باتخاذ المزيد من القرارات المستندة إلى البيانات أثناء عملية التخطيط التسويقي.
اقرأ أيضاً: كيفية تحديد الجمهور المستهدف (في خطوات عملية)
سابعًا دراسة المنافسين وتحديد المنافسة
“الشركات الفقيرة تتجاهل منافسيها، الشركات المتوسطة تقلّد منافسيها، والشركات الفائزة تقود منافسيها”.
هذا ما قاله فيليب كوتلر رائد علم التسويق الحديث. فلن تكتمل أي خطة تسويقية دون تحديد منافسيك وتحليلهم.
يمكن أن يؤدي الانخراط في بحث دؤوب عن المنافسين إلى الحصول على نظرة ثاقبة قابلة للتنفيذ حول كيفية المضي قدمًا في خطة التسويق الخاصة بك، ومعرفة ما يهتم به الناس. سيساعدك هذا في توجيه استراتيجيتك بناءًا على ما نجح أو لم ينجح مع منافسيك.
ويمكن أن يسلط الضوء أيضًا على الاختلافات بين المنافسين وشركتك، ويحتمل أن يقدم نظرة ثاقبة في المجالات التي تتفوق فيها والأماكن التي يمكنك الظهور فيها بشكلٍ أفضل.
يُعتبر تحليل المنافسين ذات قيمة كبيرة جدًا في أثناء وضع خطة تسويقية وتطويرها.
فمثلاً، عندما يتعلق الأمر بتحسين محركات البحث. باستخدام إعلانات جوجل، من المحتمل أن تكون الكلمات الرئيسية شديدة التنافسية أكثر تكلفة للحصول على مكان في الترتيب، وقد يكون من الأفضل لك استخدام عبارة أقل منافسة.
وبالمثل مع وسائل التواصل الاجتماعي، إذا كانت شركة منافسة رئيسية تهيمن على منصة أو علامة معينة، فقد ترغب في التفكير في تغيير منصتك، أو التركيز في مكان آخر، أو تعزيز استراتيجيتك التسويقية في هذا المجال للمنافسة.
لذلك من الأفضل وضع نطاق واسع نسبيًا من المنافسين، حيث قد لا يكون منافسيك الرئيسيون هم المنافسون الواضحون. تذكّر الاقتباس الشهير من الرئيس التنفيذي لشركة نتفليكس – Netflix الذي قال: “النوم هو منافسٌ لنا”.
من الواضح جدًا، أنه لا يمكنك محاربة خصم قوي من خلال الثقة الزائدة بالنفس، ولكن نظرًا لأنه ينافسك، فأنت بحاجة إلى تحديد نقاط ضعفه واستغلالها لصالحك.
ابدأ في البحث عن نقاط ضعف منافسيك لاكتشاف الفرصة للاستيلاء عليها بعيدًا عن الاستغلال السيئ. من خلال تقوية هذه النقاط لديك.
ثامنًا تحديد الميزانية
كما هو الحال مع أي شيء، فإن كتابة خطة تسويقية تعني أيضًا ضمان تغطية نفقاتك. تُعتبر استراتيجية التسعير ضرورية كجزء من أي خطة تسويق مقترحة، ويجب أن تتأكد من تحديد مكان ومقدار الأموال التي يمكن إنفاقها كجزء من الميزانية التفصيلية.
وبالرغم من ذلك، لا ينبغي أن يتضمن هذا فقط الاستراتيجية التسويقية لأشياء مثل الإعلانات المدفوعة. يمكنك أيضًا استخدام هذا القسم لتغطية التكاليف الأخرى مثل الرعاية أو النفقات الأخرى التي قد تظهر خلال حملاتك.
أمثلة على استراتيجيات تسويقية شهيرة
تستخدم كل شركة في السوق شكلاً من أشكال خطط واستراتيجيات التسويق لتحقيق ميزة تنافسية مستدامة وزيادة مبيعاتها. لذا ركّز في هذه الأمثلة وقم بتوسيع تفكيرك كجزء من العصف الذهني للتمكن من بناء خطة تسويقية فعالة لعملك.
1. كوكا كولا | Coca Cola
إنها لحقيقة أن للمسوقين استراتيجيات تسويقية ذكية و “ماكرة” مع كوكا كولا، لكن المستهلكين استجابوا بشكلٍ جيد على حد سواء.
شركة كوكا كولا العملاقة العالمية ذهبت عكس الريح، وجلبت السعادة بالفعل من خلال إطلاق حملة “شاحنة السعادة” في البرازيل. كانت شاحنة تحمل بضائع تجول شوارع البرازيل، وأي شخص ضغط على الزر الأحمر حصل على بضائع مجانية!
لقيت الحملة قبولاً جيدًا من قبل الناس، وفعلت الشركة الشيء نفسه في اسطنبول وأرمينيا وغيرها من البلاد. لقد أثبتت الشركة بذلك مكانتها كعلامة تجارية مطلوبة بشدة في الأسواق الدولية بمساعدة حملة “sharing is caring”.
قد يكون هذا مكلف للغاية للعديد من العلامات التجارية، لكن كوكا كولا لم تفكر بهذه الطريقة، بَل لعبت على وتر تعزيز القيمة الاجتماعية.
النصيحة المأخوذة: كن مخلصًا لقضيتك التي تطرحها من خلال منتجاتك أو خدماتك، وقم بمشاركة عملائك فيها. واخلق رابطًا ودّيًا مع العملاء!
2. سبوتفاي | Spotify
سبوتفاي هو اسم نحبه جميعًا، وهي علامة تجارية سويدية غزت سوق بث الموسيقى العالمية. أثبتت هذه الشركة نفسها كواحدة من العلامات التجارية الرائدة في عالم بث الموسيقى على مستوى العالم.
لكن هل تعرف كيف فعلوا ذلك؟ ما الذي كان مختلفًا جدًا مع سبوتفاي؟ فهو أثبت أنه ليس مجرد نظام أساسي لبث الموسيقى.
فمعظم منصات البث الموسيقي الأخرى المشابهة تسمح لك بالبحث عن الموسيقى باستخدام عوامل تصفية نموذجية مثل النوع واسم الفنان وما إلى ذلك.
ولكن الأمر يختلف مع سبوتفاي، الذي يقدم تجربة مستخدم فريدة حيث يمكنك البحث عن الموسيقى وفقًا لحالتك المزاجية.
على سبيل المثال، إذا كنت حزينًا أو سعيدًا أو متحمسًا أو تشعر بالملل والكثير الكثير، يمكنك البحث في الموسيقى وفقًا لذلك.
لا يتيح لك ذلك الاستمتاع بالموسيقى فحسب، بل يتيح لك أيضًا استكشاف المطربين الجدد والفرق الموسيقية والمسارات الموسيقية بانتظام.
كما أنها منصة ضخمة للمحترفين الجدد أو الذين يعانون من نقص الدعم، فهي توفر لهم منصة ليستمع إليها المستهلكون. بصرف النظر عن ذلك، يستخدم سبوتفاي الذكاء الاصطناعي لتنظيم قوائم التشغيل على أساس عادات العميل.
النصيحة المأخوذة: محاولة التفرّد وخلق مميزات مُبتكرة تلعب على وتر المشاعر العاطفية لدى العملاء!
3. تيك توك | TikTok
عبارة عن منصة سوشال ميديا تعتمد على الفيديو القصير، تسهل على المستخدمين إنشاء مقاطع فيديو قصيرة ومشاركتها عبر الإنترنت. لكن كيف سوّقت لنفسها في البداية وانتشرت بسرعة؟
في أيامها الأولى استخدمت الشركة منصة انستجرام ومنصات السوشال ميديا الأخرى لجذب المزيد من المستخدمين. وضعت الشركة شعارها ضمن المحتوى الذي ينشئه المستخدمون وجعلت مشاركة مقاطع الفيديو على انستجرام والمنصات الأخرى أمرًا سهلاً للغاية.
لذلك، كلما شارك أحد المستخدمين مقطع فيديو تيك توك على انستجرام، يتم إثارة فضول أصدقائهم فيما يتعلق بهذه المنصة وتنزيل التطبيق فقط لتجربته. هذا جعل الشركة تكتسب مستخدميها الأوليين بسرعة خيالية.
النصيحة المأخوذة: استثمر نجاح منافسيك من الشركات لاختصار الوقت والجهد للوصول إلى الجمهور الصحيح!
4. نايك | Nike
لا توجد العديد من الشركات التي يمكنك التعرف عليها بشعاراتها فقط، لكن شركة الألبسة الرياضية الشهيرة نايك هي بالتأكيد واحدة منها.
شعار “افعلها” أو “Just do it” ليس مجرد شعار بسيط، ولكنه ثقافة طورتها الشركة على مدار كل هذه السنوات. الابتكار والتغلب على الشدائد هي قيم العلامة التجارية لشركة نايك.
لن يكون من الخطأ القول أن نايك تعرف فن إثارة المشاعر الإيجابية لدى العملاء من خلال مهاراتها الرائعة في سرد القصص والشعارات العبارات التحفيزية.
“إذا كان لديك جسد.. فأنت رياضي!”. لقد ساعدت عبارات مثل هذه دائمًا شركة نايك في التحفيز والإيجابية والسلوك الشبيه بالبطل في قاعدة عملائها. ببساطة، نايك تتبع ثقافتها في كل مكان!
النصيحة المأخوذة: تعزيز القيم الثقافية للعلامة التجارية، واعتماد شعارات مُبتكرة وعبارات تحفيزية!
أفضل الأدوات لعمل خطة تسويقية
تساعدك أدوات التخطيط التسويقي على تقليل مقدار الوقت الذي تقضيه أنت وفريقك في المهام المتكررة التي تحدث أثناء مراحل التخطيط لمعظم الحملات التسويقية.
يمكنك أيضًا الاحتفاظ بجميع المعلومات المهمة في موقع مركزي لتسهيل التعاون مع جميع أعضاء فريقك وأصحاب المصلحة والمساهمين الخارجيين. وبالتالي تسهيل تنسيق حملاتك التسويقية حتى لا تضطر إلى الدخول والخروج من الأدوات المختلفة.
يمكن لأي وكالة تسويق أو مؤثر أو علامة تجارية استخدام هذه القائمة من أدوات التخطيط التسويقي، لإبقاء الحملة التسويقية على المسار الصحيح.
1. أداة تريلو | Trello
هي أداة تخطيط تسويقية بسيطة مناسبة لفرق التسويق الصغيرة أو المبتدئين الذين يرغبون في التأكد من أنهم ينظمون خططهم التسويقية بشكلٍ كاملٍ. حيث يمكنك إنشاء لوحات لكل مشروع ثم استخدم البطاقات لتحديد خطوات الإجراء لكل منها.
فهو يحتوي أيضًا على أداة أتمتة سير عمل مدمجة تسمى (Butler) يمكنك استخدامها لضبط القواعد والأوراق المخصصة وأزرار الألواح أوامر التقويم وأوامر تاريخ الاستحقاق لإزالة هذه المهام التي تجاوزتها من القائمة.
2. أداة هايف | Hive
هي أداة إدارة المشاريع وإدارة الحملات. وشمل ميزات مثل تقويم العرض ومحفظة ومخططات ووظائف الدردشة الأصلية التي ستجعل من السهل على فريقك بأكمله للتعاون وإنتاج حملات تسويقية ممتازة.
واجهة المستخدم بديهية وسهلة الاستخدام وتعتمد على بطاقات العمل المهمة داخل كل مشروع. يمكن تعيين بطاقات العمل للمستخدمين المحددين وبالتالي المساعدة في جدولة الموارد. يمكن للمستخدمين تحميل الملفات والوثائق الإبداعية وترك التعليقات والبريد الإلكتروني داخل البرنامج.
3. أداة أسانا | Asana
هي واحدة من أكثر أدوات التخطيط التسويقي شيوعًا. يمكنك إنشاء مهام رئيسية وأخرى فرعية، وتعيين المهام بسهولة لزملائك الآخرين في الفريق، واستخدام لوحات المعلومات لتتبع تقدم مشروعك.
كما يتضمن وظائف الدردشة حتى يتمكن أعضاء الفريق من البقاء على اتصال بغض النظر عن مكان وجودهم. بالإضافة إلى خيارات مشاركة الملفات للحفاظ على تنظيم الخطة التسويقية. كما أنه يوفر نظام أتمتة حتى تتمكن من تبسيط سير العمل وتقليل الأخطاء.
4. أداة هاب سبوت | HubSpot
هي أداة تخطيط تسويق ممتازة تساعدك على جذب الجمهور المناسب، وتحويل المزيد من الزوار إلى عملاء، وتشغيل حملات تسويقية داخلية كاملة على نطاق واسع.
باستخدام قسم التسويق من الأداة، ستتمكن من الوصول إلى الزوار المناسبين من خلال التدوين والوسائل الاجتماعية والإعلانات والمزيد بالإضافة إلى تحويل الزوار إلى عملاء من خلال الصفحات المقصودة والبريد الإلكتروني وأتمتة التسويق والمزيد.
ملاحظة: كل هذه الأدوات تمتلك خطط مجانية جيدة جدًا، لكن إذا أردت وظائف ومميزات إضافية عليك الاشتراك بالخطط المدفوعة والتي تتراوح ما بين (10$ – 50$) شهريًا.
تُعد خطة التسويق الجيدة أساس عملك الذي يساعد على نمو الأعمال التجارية والخدمية وتطورها بمرور الوقت. كل خطوة تتخذها سيكون لها تأثير كبير على عملك.
لذلك، احرص على قضاء قدرًا كبيرًا من الوقت في إنشاء أفضل خطة تسويقية بمساعدة الخطوات التي ناقشناها في هذا الدليل، لتفيدك في المستقبل القريب.
حيث تساعدك الخطة التسويقية الفعالة على المضي قدمًا في المنافسة. وتذكّر دومًا، ما قاله رائد علم التسويق الحديث، فيليب كوتلر: “التسويق هو سباق بدون خط نهاية”.