بعد ظهور فيروس كورونا، تغيّر وجه العالم بالكليّة، وليس فقط وضع السوق والإقبال على الشراء، بل كل شيء تغير، ولعل نسب مبيعاتك ليست استثناءًا وتأثّرت هي الأخرى.
سواء في هذه الأزمة العالمية أو غيرها، فنحن نعرف المعاناة والتّحدي الذي تجد نفسك فيه كلما استقام خطّ منحنى المبيعات أو حتى انحدر.
وسواءً كنت مديرًا للمبيعات أو صاحب مشروع أو حتى هاو تحاول توسيع مهاراتك، فقد وجدنا أن نقوم بمشاركة بعض النصائح لزيادة المبيعات لمساندتك في الخطوة التي تعتزمها الآن أيًا كانت.
وللصراحة التامة، نحن نعرف أن زيادة المبيعات ليست مهمةً بسيطة. فقد تقوم بكل خطوة على وجهها التامّ، حتى تجد نفسك مصطدمًا بعقبة هنا أو هناك، بعضها من عندك والأخرى من طرف العميل، والأخيرة لا علاقة لها بأيّ منكما -كأزمتنا التي نعيشها الآن!
قد تجد نفسك حتّى وجدت العميل المناسب بالطريقة الصحيحة فقط لتجد أن الوقت بالنسبة -لأيّ منكما- ليس ملائمًا.
لكننا في نصائحنا لزيادة المبيعات، سنأخذ بيدك خطوةً تلو الأخرى لترتقي فوق هذه العقبات والتّحديات؛ لتصل لعميلك في الوقت المناسب في المكان المناسب وبالطريقة المناسبة!
10 نصائح رائعة لزيادة المبيعات
1) تذكّر أن دورك هو المساعدة
إذا قمت بعملية مبيعات سابقًا، فستعرف أنها عملية متكرّرة، وقد يسهل كثيرًا أن تدخل في دائرة مفرغة لا نهاية لها من التكرار.
لذا فقد يتعيّن عليك أحيانًا أن تُبقي نفسك متفاعلًا وبذات الحماس الذي بدأت به أول مرة. ذكّر نفسك -أو أعضاء فريقك- بمهمة الشركة الكبرى، ومَن هم الذين تخدمونهم ولماذا قد يحبون الاستفادة من خدمتكم. بل وحتى القيمة التي تتركونها في العالم.
تذكّر أن الناس لا يريدون دائمًا مالًا أو ترقية أعلى، وإلّا لما وجدت عاملين في مناصب رفيعة يستقيلون من وظائفهم ويبحثون عن أخرى حتى لو كانت أقل في المرتب والمستوى الاجتماعيّ أو المهني.
لذلك فضروريّ أن تحدّث موظّفيك -ونفسك- بضرورة وأهمية سرعة اتّخاذ القرارات والتحرّك بفعالية، والتأثير الكبير الذي يساهمون في إحرازه على المدى البعيد.
خذ وقتك في عملية عصف ذهني تلخّص وتوجز فيها مهمة وقيمة الشركة، وتأثير أدائهم في كل مرة في صنع فارق ما ومساعدة العملاء وحتى شركتهم، وليس فقط البيع لمجرد البيع.
يساعدك فريق الموارد البشرية أو التدريبات أو حتى النشاطات الجماعية في تعزيز هذه التصورات في أذهان العاملين، هذا بالإضافة إلى تسليط الضوء على إنجازاتهم ومهاراتهم الفردية الفريدة؛ بذلك يشعر كل فرد أنه جزء فعّال من نجاح الكيان.
2) ادمج بين التسويق والمبيعات
ننصحك دائمًا بمحازاة جهودك في التسويق بجهودك في المبيعات، فهناك يحدث الفن كله!
إذا كنت تعمل بنفسك في التسويق، أو لديك فريق -حتى لو كان فردًا واحدًا- يساعدك في التسويق، فتعاون معهم لوضع خطة محكمة لتتبّع زيارات العملاء – Traffic ومعدلات التحويل – Conversions ومستويات إتمام العمليات الشرائية.
هذا التقصّي سيمكنك من وضع يدك على نقاط الضعف داخل استراتيجيتك التسويقية التي قد تؤخّر أو تعرقل تدفق المبيعات، ثم بعدها ستستطيع أن تأخذ قرارًا صائبًا لتحسين وزيادة المبيعات من حيث الكمّ والكيف.
وعلى أيّة حال، محاذاة كلا القسمين (المبيعات والتسويق) معًا يضمن لك أداءً أفضل؛ إذ يقف الجميع من أعضاء الفريق على نفس النقطة من رؤية الفرص، وبهذا يعملون سويًا بتناغم واستراتيجية لانتهازها على أفضل وجه.
اقرأ أيضاً: الفرق بين التسويق والمبيعات (دليلك للفهم العميق)
3) احرص على تقديم القيمة الصحيحة في الوقت الصحيح
تذكر ذلك الدافع الذي من أجله فكّرت في إطلاق مشروعك أو حتى شاركت في إنجاحه؟ سواءً كان بإضافة قيمة لحياة المستهلكين أو تسهيل عملية ما عليهم أو حتى حمايتهم من خطر أو تحدّي.. فهذا كله لا ينبغي أن تغلق عليه السجلات، بل أن تستحضره طوال الوقت أمام عينيك.
هذا لأنك ستحتاج إلى قياس أدائك مع عملائك وفق هذه القيمة أو الرؤية. الآن فكّر متى سيشعر عملاؤك حقًا بهذا التأثير في حياتهم؟ هل من اليوم الأول؟ الثاني؟ العاشر؟ بعد ستة أشهر؟
أيًّا كان المدى الزمني، ينبغي دائمًا أن تبيع وتأخذ قراراتك في المبيعات وفق الحيّز الزمني الذي يحدث أكبر تأثير لا أكثر شراءً.
مثلًا، قد يحتاج الطلّاب إلى حقائب ظهر مبطّنة تساعدهم على حمل أكبر ثقل دون إيذاء أنفسهم، وعادةً ما يبحثون عنها ويشترونها قبل الدخول للمدارس -أي في الصيف أو الربيع في بعض البلاد (الوقت الأكثر شراءً).
لكنهم يشعرون بالتأثير الأكبر لها حينما يضعونها طور الاستخدام حقًا ذهابًا وعودةً من المدارس كل يوم (الوقت الأكثر تأثيرًا). حينها يشعرون بالامتنان لامتلاكهم منتجًا كهذا.
على سبيل المثال، وقت الذروة أو القيمة الأكبر لدى بعض الشركات يكون في موسم العودة للمدارس، وأخرى قبل الأعياد والمناسبات، وهكذا.
حدّد الوقت الذي تعرف أنّه الوقت الذي يحرز أكبر تدفق للمبيعات، ثم قم بعمل خطة مبيعات -بالتعاون مع فريق التسويق- لتهيئة عملائك للتعامل معك في هذه الأوقات حتى قبل دخولها.
فإذا توصّلت مثلًا أن موسم التدفّق الخاص بكم هو في الصيف، فابدأ بتهيئة عملائكم من الشتاء والعكس.
اقرأ أيضاً: ما هو التسويق العاطفي وأهم استراتيجياته الأكثر فاعلية
4) الممارسة هي المفتاح
أنت تعرف أن البائع النابغة هو ذلك الذي يحسن ويطوّر من حرفته على الدوام. سواءً كنت صاحب المشروع نفسه أو مديرًا للمبيعات أو حتى مجرّد مبتديء، فاستغلّ أوقات الهدوء -التي تتّسم باعتدال أو هبوط أعداد المبيعات- في تحقيق مزيد من الانتشار بين فئات وشرائح العملاء المستهدفين، أو تهيئتهم للتعامل معكم في أوقات الذروة كما وضّحنا في النصيحة السابقة.
جرّب وبدّل وعدّل في خطط المبيعات والوصول للعملاء في هذه الأوقات لتتوصّل بالضبط لتلك الصيغة والمعادلة الأكثر فعالية لتحقيق أعلى معدّل من المبيعات.
هل هو المحتوى الذي يحتاج إلى بعض التحسين؟ أم استهدافات الإعلانات؟ هل هي نوعية/معدل الاستجابة على البريد الإلكتروني والدردشة على منصّات التواصل؟ هل هي حتى مواقيت النشر والتواصل؟
تحسّس مواطن الضعف التي تحتاج إلى التحسين والترقية، وابحث ثم جرّب حلولًا فعّالة لتجاوزها وإحالتها لفرص حقيقية. إذا أحرزت هذه المحاولات نجاحًا في غير الموسم المستهدف، فإنها على الأحرى ستحقق نجاحًا عظيمًا حينما يحل.
اقرأ أيضاً: أفكار لزيادة المبيعات للمحلات التجارية
5) ارصد مؤشرات الأداء الرئيسية
إذا كان بإمكاننا تقديم نصيحة واحدة لزيادة المبيعات فإنها بالتأكيد ستكون تتبّع ورصد مؤشرات الأداء.
والسبب ليس سرًا، حيث إذا أردت أن تعرف أين تقف في أدائك في المبيعات أو مدى جدوى خطّة المبيعات الخاصة بك، وكيف تصنع القنوات المختلفة التي توظّفها، فلا شيء أكثر أهمية ووضوحًا مثل مؤشرات الأداء.
توضّح لك مؤشرات الأداء كم وعدد الصفقات التي أتممتها، ومدى عمق صلتك مع العملاء المحتملين، وما إذا كنت بحاجة لتحسين أو تعديل أو حتى إلغاء خطوة ما من رحلة المشتري لإتمام الشراء.
كما أنّها توضّح النقاط الإيجابية التي تحرز وتحقّق نجاحًا وتدفقًا للشركة أو تساهم في زيادة المبيعات بشكل عام، وبالتالي ستتمكّن من تسليط الضوء عليها وتطويرها أكثر.
6) كن عطوفًا
نعم، أعرف، لا تبدو كواحدة من النصائح المألوفة لزيادة المبيعات. لا تبدو حتى مثل أي شيء له علاقة بإدارة الأعمال أصلًا، فضلًا عن كونها نصيحة لزيادة المبيعات.
لكن الحقيقة هي أن المبيعات إما أن تكون عملية صلبة لا روح فيها، وإمّا أن يعرف العامل بها -سواء أنت أو غيرك- أنّك تساهم في جعل حياة فرد أو مؤسسة أو مجتمع بأسره أسهل وأفضل وأقل تعقيدًا عبر تقديم حلّ لمعضلاتهم أو تحدياتهم.
نعني بالعطف هنا هو أن تضع نفسك في موضع أقدام العميل، أن تستشعر التحدّي والاحتياج الذي يواجهه. عامل كل عميلٍ كأنه العميل الوحيد الذي تحتاج نجاحه في تجاوز/توفية إحتياجه لكي تنجح أنت.
تذكّر أن العميل يعرف ويشعر تمامًا عندما يُعامل بودّ وحرص على مصلحته أو العكس. من المهم أن يشعر أنه ليس رقمًا يُضاف لقائمة الصفقات فحسب، بل كالفرد الوحيد الذي من أجله أُسس المشروع بأكمله.
هنا، وبدون مجهود يُذكر سوى إبداء التعاطف والتفهّم واحتواء التوتر -إذا حدث- ستكتسب عميلًا يتذكّر تجربته ويحدّث بها لسنوات ربما.
اقرأ أيضاً: كيفية التعامل مع العميل الغاضب (13 طريقة علمية فعالة)
7) جرّب البيع بالعمل الجمعي
أحيانًا تحتاج إلى تنفيذ هذه النصيحة لرفع معدّلات إتمام الصفقات، خصوصًا عندما يضيق الوقت وتحتاج إلى إنجاز المهام بوتيرة أسرع وعلى نحو مبتكر، واحدة من إحدى النصائح لزيادة المبيعات في هذه الحالة هي الجمع بين أفراد الفريق.
مثلًا، حاول أن تجمع بين ممثلين من ممثلي المبيعات -سواء مبيعات تليفونية أو بريدية أو فعلية- ليعملا على إنجاز صفقة واحدة، أو أن تجمع بين الأكبر سنًا وخبرةً بين الأحدث.
يمكنك حتّى أن تقسم الفريق قسمين -إذا احتمل عددهم القسمة- وعمل مسابقة بين الفريقين. يمكن كذلك مناوبة الموظّفين للإطلاع على مكالمات/دردشات بعضهم في نشاط جماعي لإعطاء آراء بنّاءة حولها أو لتعلّم شيء جديد.
اقرأ أيضاً: كيفية البيع عبر الإنترنت (دليل شامل لكل الطرق)
8) روّج لعملية الإعداد – Onboarding Process
إحدى النصائح لزيادة المبيعات هي القيام بحملة ترويجية تمنح قيمةً ومرجوعًا أفضل لعملية الإعداد. عملية الإعداد بالأصل مأخوذة من مجال إدارة الموارد البشرية، ويُقصد بها خلق حالة من الألفة والتناغم والإندماج بين العملاء الجدد والشركة وأعضائها القدامي.
الفكرة ذاتها في المبيعات. يعني مثلًا بدلًا من أن تطرح خصمًا على منتجك، امنحهم قيمةً وسببًا لعملية الشراء هذه. مثل أولوية الدعم والمساعدة بعد الشراء، أو مجانيّة الشحن، أو عضويّة مميّزة مع الشركة، أو غيرها.
أنت أعلم بطبيعة المنتج أو الخدمة التي تقدّمها، وأعلم كذلك بطبيعة واحتياج العميل وما يقدّمه المنافسون لتقدّم مثله أو أفضل منه.
عندما تتواصل مع عملائك، سواءً بالبريد أو الهاتف أو وجهًا لوجه، اعلِمهم بما تقدّمه ولماذا. هنا ستخلق مزيةً وحلًّا إضافيًا للحل الأصلي الذي تمنحه معروضات شركتك، أي أنها في ذاتها ميزة تنافسية عالية.
عندما يشعر العميل أنكم هنا لأجله (أي شركتك)، ولن تتركوه بمفرده، فعلى الأرجح قد يتعامل معكم لهذا السبب وحده، وبالتأكيد سيناله شعور بالألفة والأمان، وأنه فرد من الكيان وليس غريبًا عنه.
9) اطلب تحويلات العملاء
على الرغم من أنها مهمّة، إلا أن الكثير يتجاوزونها لسبب ما، لكن لا تريد أن تتجاوزها أنت.
تواصل مع عملائك الحاليين، خاصةً اولائك الذين انتهوا للتو من عملية الشراء أو الذين لديهم تاريخ طويل معكم، واطلب منهم تحويلات – Referrals على مشروعك.
هل حدث معك أن طلبك بائع أو صاحب مشروع ليشكرك على شرائك أو تعاملك معه؟ بالنسبة لي، لم تحدث قط. لكن ألن يكون مذهلًا أن تجد شركتك المفضّلة أو تلك الشركة الناشئة التي تعاملت معها للتو تتصل بك لتعرب عن امتنانها؟
إذا لم تكن تتصوّر المحادثة، فيمكنك البدء بإطلاق التحيّة والسؤال عن الأخبار. ثم انتقل لشكر عميلك على كونه عميلًا منتظمًا معكم للفترة الأخيرة، أو لأنه اختاركم من بين الخيارات الأخرى المتاحة.
اعرض عليه رقمك أو عنوان بريدك الشخصيّ ربما، وأطلب منه أن يتواصل معك في أي وقت إذا كان لديه أي استفسار أو طلب. أعرب كذلك عن تمنياتك أن يصبح عميلًا منتظمًا لسنوات طويلة قادمة.
في النهاية، أخبره أنه إذا كان يعرف مَن يحتاجون لذات الخدمة بالمناسبة، فإنك ستحب تقديم خدماتك لهم.
هكذا، باختصار وبلطف شديد، تمنح العميل شعورًا بالامتياز والأهميّة -وهذا حقيقيّ- وتحصل كذلك على توصياته لك التي طلبتها، ويوصي دائرة معارفه بك خصوصًا لهذه اللمسة الإنسانية الأخيرة.
اقرأ أيضاً: أهم أساسيات خدمة العملاء (لماذا وكيف تخدم عملاءك بكفاءة)
10) روّج لنفسك، وليس للمنتج
واحدة من أهم النصائح لزيادة المبيعات التي ستجدها تتكرّر في كل مراجع المبيعات أنك -كصاحب مشروع أو المشروع نفسه- منتج في حد ذاته تمامًا مثل المنتج الذي تقدّمه. لذا عليك أن تبيع هذا المنتج بالشكل الصحيح واللائق.
إذا لاحظت، ستجد أن العملاء يبحثون دائمًا عن تواصل حقيقي، عن شخص أو مكان يضع مصلحتهم في الحسبان ولا يهتم فقط إلا بمصلحته.
إذا كنت تقوم بكل مهامك على النحو الصحيح، فسوف تحصد نتائج إيجابية بالطبع، لكن إذا كنت تقوم بمهامك باهتمامٍ وتركيز على مصلحة العميل، ويعبر عن هذا كل خطواتك وتعاملاتك معهم، فسوف يظهر ذلك لهم وسيصدّقونه.
تذكّر أنك بالنسبة للعميل منتج كذلك فوق المنتج الذي تقدّمه. لكن السؤال هو هل أنت منتج يحلّ مشكلةً يواجهونها؟ أم منتج يضيف مشكلةً فوق المشكلة التي يجدونها بالفعل؟
لا تتعامل مع عملائك بدون حماس وتركيز فقط لتحقّق هدفك من أعداد الصفقات. اخلق اتصالًا عميقًا وإنسانيًا، احرص على خدمتهم ومساعدتهم، وطمئنهم أنك في صفّهم ولست هنا من أجل الربح وحده.
أخيرًا.. قم بالقليل لتبيع الكثير!
لا تدع تقنيات وأدوات ونصائح لزيادة المبيعات الكثيرة هنا وهناك تشتّتك عن هدفك الرئيسي، وهو خدمة عملائك وتقديم قيمة فائقة في حياتهم.
عندما تدرك هذا الهدف وتتبنّاه بالكامل في كل خطواتك وتعاملاتك معهم، لن تدبّ الحياة في معدّلات عوائدك فحسب، بل في علاقتك مع عملائك، وسيعودون إليك في كل مرّة.
ما قصرتي استاذة سلمى يعطيك العافية
شكراً لك استاذ عبود
شكراً جداً . جزاك الله خيراً ي سلمى
عفواً هشام.
شكراً لك.
عمل رائع وجهد مشكور جزاكي الله خيرا
شكراً لك أخي.